قصص لتقوية شخصية الطفل

قصص لتقوية شخصية الطفل تعد من أهم أساليب التعليم المُتبعة للأطفال، حيث يوجد العديد من القصص ما يترك صداه في آذان الأطفال فترة طويلة في مرحلة الشباب؛ فهي ليست مجرد قصص من أجل النوم، وإنما هي رسالات الآباء والأمهات لأطفالهم في شكل مسليّ؛ لذلك من خلال موقع شقاوة سنسرد لكم عددًا من القصص لتقوية شخصية الطفل، مع ذكر الدروس المُستفادة من كل قصة.

قصص لتقوية شخصية الطفل

قصص لتقوية شخصية الطفل

إن أسوأ ما يُمكن مواجهته بالنسبة للأطفال هو عدم وجود حافز منذ صغرهم على تشجيعهم في بناء الشخصية السوية؛ فإذا لم يهتم الوالدين بذلك الأمر تكمن المشكلة، حيث إن الطفل في صغره يستطيع تلقي كافة المعلومات التي تؤهله فيما بعد.

كما هو الحال مثل عملية البناء والعمران، لا يتم بناء الأبراج العالية دون وضع اللبنات الأولى في البناء فهي الأساس الذي يترتب عليه كفاءة البناء؛ فإذا لم يكن البناء من الجودة والقوة ما يُمكنه من مواجهة التحديات المستقبلية، سيصبح بناءً هشًا ينهار من مجرد الرياح القوية.

كذلك شخصية الطفل فإن لم تتلقى الاهتمام منذ الصغر لا يُمكن معالجة ضعفها فيما بعد إلا بصعوبة؛ لذلك على الوالدين الحرص على المساهمة في تقوية شخصية الطفل فلا ينصب الاهتمام فقط على النمو والتغذية والعوامل المادية بل يجب أن تشغلهم المعنويات أيضًا.

بناءً على ما تقدم، فهنالك عدة وسائل تساعد على تقوية شخصية الطفل، من أفضلها أن يقوم الطفل ذاته باستنتاج عوامل بناء شخصيته القوية، نعني بذلك الأمر أن يتلقن الطفل درسًا ما، ومن ثمّ نترك له حرية الاستنباط واتخاذ العظة من ذلك الدرس حتى يكون أيسر في الفهم والحفظ والإدراك.

كأن يتم سرد قصص لتقوية شخصية الطفل على الأطفال، شريطة أن تحمل هذه القصص في طياتها ومعانيها الضمنية استنتاجات لدى الأطفال على كيفية تعاملاتهم مع الناس ومختلف المواقف الحياتية، وبناءً عليه يتقن الطفل كيف ومتى ولم يتصرف مثل هذا التصرف، وإن أدركه حق الإدراك كان له أثرًا إيجابيًا على حياته الاجتماعية والمهنية المستقبلية.

فمثلًا إذا رغب الوالدين في تعليم أولادهم قول الحق دائمًا ربما يتأتى الأمر من خلال تلقين أطفالهم قصة تحمل عاقبة شهادة الزور، وثواب قول الحق، فيترسخ في أذهان الطفل أنه إن وُضع في مثل هذا الموقف لا يتخلى عن قول الحق أبدًا حتى لا يلقى جزاء بطل القصة، وهنا سنقوم بتقديم لكم عدة قصص لتقوية شخصية الطفل.

اقرأ أيضًا: قصص أطفال بالصور والكتابة

قصة الطاووس الحزين

في يوم من الأيام كان هناك طاووسًا يغني، لكنه سرعان ما توقف عن الغناء، حيث قال له أحد الطيور أن صوته خشن ولا يصلح للغناء، فحزن الطاووس كثيرًا وأخذ يكرر لم صوتي خشن وقبيح
بينما صوت الطائر العندليب غاية في الجمال

بعد ذلك قابل طاووس حكيم في طريقه، فقال له: لم أنت حزين أيها الطاووس الجميل قال الطاووس الحزين: أنا حزين لأن صوتي قبيح وليس مثل صوت العندليب أو الهدهد، فقال له الطاووس الحكيم: ولكن انظر إلى شكلك أنت طاووس جميل فلم هم ليسوا في جمالك وألوانك الرائعة

فقرر الطاووس الحزين أن ينظر إلى نفسه مُتدبرًا قليلًا، ووجد أنه حقًا جميل بل هو رائع في مظهره؛ فهذا ما رزقه الله به ليميزه عن البقية، فلم لا يُميز البقية أيضًا لذلك نجد أن صوت العندليب رائع، وأن الحمام صديق وأن الطاووس جميل، وهكذا من كل الطيور من له صفة تميزه عن الآخر.

الدروس المستفادة من القصة

في إطار حديثنا عن قصص لتقوية شخصية الطفل قمنا بتسليط الضوء على صفات هامة يجب أن يكتسبها الطفل منذ الصغر، حيث يجب أن يستفيد الطفل من هذا النوع من القصص عدة أمور منها:

  • أنَّ الله قد خلق المخلوقات جميعًا وأحسن خلقهم، وقد وزع الأرزاق بينهم عدلًا فالعدل من صفاته سبحانه وتعالى، فقبل أن ننظر إلى ما عند الآخرين من صفات تميزهم يجب أن ننظر إلى ما نمتلكه نحن من التميز، حتى نشعر بالرضا والثقة.
  • كلما كان الإنسان ناظرًا إلى ما عند غيره، لا يسعه ذلك أن ينظر لما عنده، وبالتالي يشعر بالفشل والإحباط والسخط على حاله وعدم الرضا وكل هذه صفات سيئة وضعيفة، فالشخص القوي يجب أن يكون واثقًا في ذاته.
  • يجب أن يركز الإنسان على ما يمتلكه من المواهب من أجل أن يعززها ويستفيد منها ويسخر فيها كل طاقاته، فلا يجب أن يسعى لامتلاك كل ما هو جميل، فإن كان شكله جميل لا يجب أن يطمع في أن يكون صاحب صوت جميل أيضًا، وإن كان لديه الاثنين، لا يجب أن يسعى لنيل المزيد من مواهب الآخرين، فهذه المواهب رزق من الله يخصصها لمن يشاء من العباد.
  • أخيرًا، إن قبول الذات والرضا بها هي الخطوة الأولى في سبيل السعادة والتقدم وتقوية الشخصية، فيجب أن يقبل الطفل بذاتيته ويستغل ما فيها ليطور نفسه بدلًا من أن يصبح غير سعيدًا بما لا يملكه ولا يستطيع أن يملكه.

قصة البستانيّ

كان هناك جارين يسكنون منازل متقاربة في قرية بعيدة، وكان لكل واحد منهما بستان، ورغم أنها نفس المهنة إلا أنهما لم يكونا على نفس القدر من الذكاء وإتقان العمل، فكان أحدهما مُتقنًا لعمله، أما الآخر كان غير مدركًا لما رزقه الله من نعم، فبدلًا من أن يحافظ عليها عمل على تخريبها.

فكان البستانيّ المتهور هذا لا يحتسب مرات السقي للبستان، كما أنه لم يكن لديه من الخبرة ما يجعله يرعى النباتات بإتقان ويعرف احتياج النبات، فكان يقوم بتقليمه قبل النضج، وكان صبره محدودًا فلا ينتظر المحصول حتى يترعرع.

بينما نجد جاره البستانيّ الآخر كان رجلًا حكيمًا، يرعى النباتات جيدًا، وينفذ ما هو مطلوب في العمل بحرفية وإتقان، فكان ينتظر نمو النباتات ويسقيها بدورات سقاية منتظمة حتى لا تشعر بالجفاف واحتياج الماء، فكان يرعى الله في مخلوقاته وجميع الكائنات.

في يوم من الأيام هبت عاصفة رياح شديدة دمرت كل المحاصيل، وبعدها كانت الأمطار الغزيرة التي تسببت في تلف النباتات، وعندما خرج الجاران من منازلهما، وجد البستانيّ المتهور أن بستانه قد تلف كل ما فيه من نبات وأشجار، فكلٌ مُقتلع من الأرض، بينما جاره الآخر وجد نباتاته سليمة متجذرة لم يحدث لها شيء، فهو كان حريصًا على العناية بها وكان حذرًا من أن يصيبها أي مكروه، كما كان آخذًا كافة الاحتياطات التي تحمي بستانه من الخطر.

اقرأ أيضًا: قصص تربوية هادفة للأطفال

الدروس المستفادة من القصة

عندما يرزقك الله بعمل معين، يجب عليك أن تتقنه وتحسن الأداء، فهذا من ضمن ما يسألك الله عنه ويحاسبك، فلا يجب الإهمال خاصة إن كان العمل ما يخص رعاية النباتات والحيوانات فهم بقية المخلوقات التي على الإنسان رعايتها والاهتمام بها.

كما أن الطفل يتعلم من هذه القصة ضرورة أخذ الاحتياطات اللازمة من أجل الحفاظ على العمل، ولا يجب انتظار المخاطر حتى تحدث بل يجب الاستعداد الدائم لمواجهة الصعوبات المحتملة.

تجدر الإشارة إلى أنه بالقصة معنى آخر وهو ضرورة تحمل مسؤولية ما يفعله الطفل، فالطفل الذي لم يذاكر دروسه جيدًا لا يجب أن يتمنى النجاح في الامتحان الصعب، مثل غيره من الأطفال من ذاكر جيدًا وأتقن المذاكرة فوجد الامتحان سهلًا وتجاوزه.

يمكن لقوة العمل الجاد والموقف الإيجابي الانتصار على أكبر التحديات، وفي عالم الإشباع الفوري الحالي، من الضروري تعليم الأطفال قيمة العمل الجاد والصبر، فبفضل العمل الجاد، يمكن تحويل أكبر العقبات إلى فرص، ويتعلم الطفل أيضًا أنه يجب أن تكمل عملك في الوقت المحدد ولا تحتفظ به في اللحظة الأخيرة، وهذا ما قد قمنا بسرده في حديثنا عن قصص لتقوية شخصية الطفل.

قصة الطالبة نور

نور هي فتاة في الصف الثالث الابتدائي، وفي أثناء وجودها في المدرسة علمت أن هناك حفلًا ستقيمه المدرسة يتضمن فقرات كثيرة من الغناء والتمثيل على المسرح، والإلقاء والشعر، فعزمت نور على التقديم في الحفل من أجل الغناء فهي كانت تحب الغناء كثيرًا.

عندما ذهبت نور إلى المُعلم المسؤول عن الحفل قالت له إنها ترغب في الغناء في فرقة الكورال في الحفل، لكن المُعلم لم يُعجب بصوتها، قال إن صوتها ليس قبيح، ولكنه ليس قوي بالدرجة الكافية من أجل الغناء في ذلك الحفل.

أُحبطت نور كثيرًا وأحسّت بالفشل التام، فهي كانت متحمسة من أجل ذلك الحفل، إلا أن المعلم أعطى لها دور تمثيلي، وقال إنها سوف تنجح في تأديته حيث إنه يُناسبها، فلم تكترث نور بالأمر كثيرًا وعندما رجعت إلى المنزل كان الحزن باديًا عليها.

سألها والدها عن سبب حزنها فسردت له ما حدث، فعزم على تشجيعها كثيرًا، وطلب منها حفظ الدور من أجل أداءه أمام والديها أولًا، فقامت نور بالأمر ولكنه ليس بذات الحماس المُسبق، فهي تؤدي دورًا لم تختاره برغبتها المُسبقة.

ما إن قامت نور بتمثيل الدور أمام والديها انبهروا جدًا بهذا الأداء المميز وأخبروا نور أنها قد قامت بالدور على أكمل ما يُرام وأن الحفل المدرسيّ سيكون محظوظًا بهذا الأداء، كما أخبرها والدها أنَّ عليها بالتدريب أكثر من مرة على الدور حتى تتقنه جيدًا.

تحمست نور وزاد شغفها بالأمر تدريجيًا بسبب كلمات تشجيع والديها لها فأحسّت أنها قامت بأداء رائع، وجب عليها تحسينه ليكون أروع، فما إن ذهبت إلى المدرسة قامت بأداء الدور المسرحي أمام المُعلم الذي انبهر بدوره بأداء نور وصفَق لها وحيّاها على ذلك.

أحسّت نور أنها استعادت ثقتها بنفسها مرةً أخرى، وأحبت الدور الذي ستقوم بتأديته في الحفل، وبالفعل قامت بتأديته بشكل رائع جعل جميع من في الحفل سعداء.

الدروس المستفادة من القصة

إن هذه القصة وما تناولته رغم قصر أحداثها إلا أنها توحي بالكثير من العِبر وما يجب على الأطفال تعلمه، ومن ضمن هذه الدروس ما:

  • لا يجب أن يُجزم الإنسان بأنه لا يستطيع فعل شيء طالما لم يجربه مُسبقًا، حيث إن اكتشاف المواهب يتم من خلال المواقف، فكيف نعرف موهبة الغناء دون أن نجرب الغناء في حفل أمام عدد من الجمهور كذلك الحال بالنسبة لبقية المواهب والصفات.
  • يجب أن يكون الطفل على ثقة في نفسه أنه إذا قال بداخله أنه يستطيع فعل شيء معين؛ فهو قادر على فعله، وهنا يتطلب الأمر العزيمة والإصرار علاوةً على التدريب والممارسة حتى يُخرِج الطفل أفضل ما لديه.
  • يجب على الوالدين أن يحرصا على تشجيع أبنائهم باستمرار، فربما هي كلمات قليلة وإنما مردودها عند أطفالهم كبير، فهم يجدون الأمن والاطمئنان في نظرات والديهم بأن كل شيء على ما يرام، كذلك يجدون الثقة والتحفيز.
  • ضرورة حرص الوالدين على الاهتمام بكافة التفاصيل الصغيرة التي تشغل الأطفال، واستغلال كافة الفرص التي يُمكن أن تشجعهم على اكتشاف المواهب لديهم.

اقرأ أيضًا: قصص اطفال قبل النوم مميزة بها حكمة وعظة

قصة الطالب أمجد

في يوم دراسيّ عادي، كانت المُدرسة تقوم بتوزيع نتائج الامتحانات، وكان أمجد قد رسب في ذلك الامتحان كما كانت المُعلمة مستاءة جدًا منه؛ لذلك قرر أمجد أن يكون متكاسلًا ويشغل نفسه عمّا حوله حتى لا يُصاب بالإحباط، فهو يشعر بأنه فاشل مقارنة بزملائه، ويشعر أنه لا يفهم شيئًا مما يُقال في الدرس، لذلك أخرج ورقة بيضاء من كراسته وأخذ يرسم فيها شيئًا.

بعد قليل من الدرس، قامت المعلمة بتقسيم الطلاب إلى عدة مجموعات، كل مجموعة تقوم بعمل معين كنوع من أنواع الأنشطة، وكانت مهمة المجموعة التي فيها أمجد أن يقوموا برسم شيء من قبيل الوحوش، وبما أن الأطفال في المرحلة الثانية الابتدائية فلم يكونوا مدركين أنواع متعددة من الوحوش، وظلّوا يفكرون كثيرًا.

كان أمجد لا يهتم بما يحدث حوله، فهو معتقد أنه طالب فاشل لا يُشارك في أي شيء مع زملائه المتميزين، ولاحظت المُعلمة ذلك وسألته عن سكوته وعدم مشاركته لهم، وقبل أن يقوم بالرد لاحظت المعلمة ورقة بيضاء بجانب أمجد مطوية، وكانت قد رأت أنه يستخدمها أثناء الدرس.

طلبت المُعلمة من أمجد أن يجعلها ترى ما في الورقة، تردد قليلًا ثم بعد ذلك أعطاها إياها، فدهشت المعلمة بما رأت، فقد رأت رسمة رائعة لديناصور، من وحي خيال أمجد، علاوةً على أنه قام بتلوينه بشكل جيد، فأمجد يمتلك موهبة رائعة إذًا.

مرحلة النجاح بعد الفشل

استكمالًا لقصة الطالب أمجد من قصص لتقوية شخصية الطفل، فبعدما رأت المُعلمة الرسمة، وجدت على وجه أمجد علامات عدم الثقة في نفسه بما قام برسمه، رغم أن الرسمة رائعة إلا أنه لا يرى أنها رائعة لأنه هو من رسمها، وهو في نظره أنه فاشل لا يقدر على تقديم شيء مميز مثل زملائه.

لذلك قامت المعلمة بعرض الورقة أمام جميع الطلاب وما إن رأوها حتى انبهروا بدورهم من رسم أمجد الرائع، وسرعان ما صفقت مجموعة أمجد الخاصة بالأنشطة، وقالوا أنهم يحتاجون لمثل هذه الرسمة لتكون هي نشاطهم.

تفاجئ أمجد بهذا القول وأحسّ أنه قد فعل شيئًا ناجحًا، بل وجد شغفه في تطلع مجموعته إليه بأنه هو قائدهم وصاحب الرسمة التي تعتبر فكرة نشاطهم؛ لذلك شعر بالفخر في نفسه وتجددت ثقته من جديد، وعزم ألّا يقف عند هذا الحد فقط، بل عليه أن يُصبح متميزًا دائمًا ولا يستسلم للفشل أبدًا.

الدروس المستفادة من القصة

كلما كان الطفل واثقًا من نفسه كلما كان قادرًا على فعل المستحيل؛ لذلك يجب الحرص على تنشئة الأطفال من خلال غرس الثقة بالنفس بداخلهم، فهذا ما سلطت قصة أمجد الضوء عليه، من خلال توضيح أهمية الثقة بالنفس لدى الأطفال.

فالنظرة الإيجابية للأمور تقتل الإحساس بالفشل واليأس كما أنها تخلق الإبداع، فلكلًا منا جانبه الإبداعي الخاص، فقط عليه أن يحدده ويركز عليه، ومن ثمَّ يعمل على تطويره من أجل الاستفادة منه، استفادةً على كل الجوانب.

إن الثقة بالنفس هي مفتاح الوصول للنجاح، فمن يشك في الأمر لا يُمكنه الوصول، فكثيرًا ما نردد أن المُلتفت دائمًا لا يصل، كذلك الغير واثق من نفسه ومن قدراته لا يُمكنه أن يصل للنجاح أبدًا.

اقرأ أيضًا: قصص مفيدة للأطفال 10 سنوات

أهمية قصص الأطفال

عندما نتحدث عن قصص لتقوية شخصية الطفل، فإننا لا نعني بذلك أن ترسخ هذه القصص الصفات القاسية والجادة والحادة عند الأطفال حتى لا يكونوا ضعفاء، ولكننا نعني أنه يجب تعليم الطفل الجانب الصحيح والسويّ من الأمور، فلا يكذب ولا ينافق ولا يخاف غير الله ولا يخشى الناس ولا يعمل على إرضائهم، ويكون متسامحًا خلوقًا يُحب الخير للجميع ويترك له أثرًا صادقًا في أي مكان، وتلك الصفات وغيرها من شأنها أن تقوي من شخصية الطفل.

علاوةً على أنه من أهم ما يُمكن تعليمه للطفل لتقوية شخصيته، هو الثقة بالنفس، وذلك ليس بالأمر الهيّن، فإذا ما شعر الطفل بثقة الآخرين من حوله فيه خاصة والديه، سيكون واثقًا من نفسه وفي الآخرين أيضًا، وهذا من شأنه أن يعزز من قوة شخصيته.

من أفضل ما يُمكن أن يداوم عليه الطفل في صغره هو القراءة، فكما يهتم الوالدين بغذائه الماديّ يجب عليهم الاهتمام بالغذاء الروحي الذي يعزز من مهاراتهم اللغوية والتحصيلية؛ فالقراءة فوائدها كثيرة وهامة جدًا للأطفال، وتساعد على تثقيفهم في شتى الأمور؛ لذلك تعتبر قراءة قصص لتقوية شخصية الطفل من القراءات الهامة للطفل في صغره، ذلك أنها تعتمد على الرسوم وسهولة الألفاظ، مما ييسر على الطفل الاستفادة منها وفهم المغزى من هذه القصص.

من الأطفال من هم أقوياء الشخصية بالفطرة، مجرد فقط تعزيز لديهم صفات معينة وسرعان ما يقومون بتنميتها وتظهر عليهم بوادر الشخصية القوية مبكرًا؛ لذلك على الآباء والأمهات الحرص على معرفة نقاط القوة والضعف لدى الطفل، والعمل على تشجيعهم من خلال الاستعانة بقصص لتقوية شخصية الطفل وسردها عليهم، حتى يتمكنوا من التعامل معه بإتقان.

توقيت قراءة القصص للأطفال

بعدما تعرفنا على قصص لتقوية شخصية الطفل تجدر الإشارة إلى أنه من أفضل الأوقات في سرد هذه القصص للأطفال هو في نهار اليوم، وذلك نظرًا لأن فهمها واستيعابها يتطلب النشاط والوعي لدى الطفل وهو ما يوجد أثناء النهار أكثر.

يُمكن سرد هذه القصص للطفل قبل النوم من أجل أن تكون آخر ما يتحصل عليه الطفل في يومه، وربما تكون أثناء اليوم من خلال تخصيص وقت معين لها؛ فمثلًا تقوم الأم بسرد القصة للطفل في يوم، وفي اليوم التالي تسأله على العبرة منها والاستفادة، حتى تعطي له مساحة للاستنتاج والتفكير والفهم، وحتى لا تكون مجرد قصة تُقرأ دون استفادة.

كما يُمكن جعل الطفل بنفسه يقرأها، فيكون تعليمه للقراءة والكتابة من خلال هذا النوع من القصص، وهذا في مرحلة متقدمة نسبيًا من الطفولة بحيث يكون الطفل قادرًا على القراءة بسهولة.

اقرأ أيضًا: قصص أطفال عن الصدق

إن قراءة القصص لتقوية شخصية الطفل تعتبر من أهم وسائل التعليم للأطفال، كما أنها محببة وتجذب انتباههم، علاوةً على تأثيرها الواضح في سلوكياتهم، فتجعلهم يشكلون شخصياتهم بأيديهم.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا