قصص تربوية هادفة للأطفال

قصص تربوية هادفة للأطفال مكتوبة قصيرة هي كل ما تبحث عنه كل أم وما يبحث عنه كل أب في كثير من الأحيان لأجل أطفالهما الصغار؛ لأن القصة كما هو معلوم لدى الجميع، طريقة سهلةٌ ومحببةٌ لإيصال أي معنى وأي فكرة، وتجعل استيعاب الأطفال للقيم الأخلاقية والتربوية أسهل وأكثر إمتاعًا بالنسبة لهم من التلقين المستمر، لذا سنسرد في السطور التالية مجموعة قصص تربوية هادفة للأطفال مكتوبة قصيرة عبر موقعنا شقاوة

قصص تربوية هادفة للأطفال مكتوبة قصيرة

من أبرز قصص تربوية هادفة للأطفال مكتوبة قصيرة ما يلي:

1- قصة الغيوم المتحركة

قصص تربوية هادفة للأطفال مكتوبة قصيرة

في رحلة قطار، جلس شاب جوار النافذة يبتسم من أذن لأذن، كان متحمسًا جدًا لدرجة أنه كاد يقفز من مقعده، بينما كان يشير بإصبعه إلى نافذة القطار وهو يصيح بسرور:

“بابا، انظر بابا! الأشجار والمنازل تسير وراءنا! ”

ابتسم والده ذو اللحية البيضاء لحماس ابنه الشاب.

كان هناك ركّاب يراقبون الموقف باستغراب من تصرفات هذا الشاب الكبير الذي يصيح بحماسة كالأطفال.

فجأة، صرخ الشاب مرة أخرى: “بابا انظر إلى الغيوم تجري! الغيوم تسير معنا! ”

عندها قال أحد الركاب لوالد الشاب بصوت خافت جدًا: “أنا لا أقصد أن أكون وقحًا يا أخي. لكن… ربما ليست فكرة سيئة أن تأخذ ابنك المسكين إلى طبيب جيد إن شاء الله ”

هنا كان الراكب يظن أن الشاب في غير كامل صحته العقلية لأنه يصيح وبه تلك الحماسة والفرحة الطفولية.. لكن هل الأمر كذلك

ابتسم الأب ورد على الراكب وقال: “قد فعلت. ونحن قادمون للتو من المستشفى حيث ظل ابني محتجزًا لمدة 7 أيام. يا أخي، لقد كان ابني أعمى منذ ولادته ولقد استعاد بصره بعد جراحة أجراها منذ أسبوع “.

إن كل شيء وكل شخص لديه قصة، هذا الفتى كان متحمسا لرؤية كل شيء للمرة الأولى ولم يكن مريضًا، لكن الرجل الذي تسرع في الحكم لم يعرف تلك القصة، فدعونا نحاول ألا نحكم على الناس من بعيد، يجب أن نكون مهذبين وألا نعلق على تصرفات الآخرين دون داع.

وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “مَنْ كَانَ يُؤمِنُ بِاللَّهِ والْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إلى جارِهِ، ومَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ واليومِ الآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، ومَنْ كانَ يُؤمنُ باللَّهِ واليومِ الآخرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَسْكُتْ”

لذلك علينا أن نحاول التزام الصمت إذا كان لدينا شيء غير مهذب لمشاركته مع الآخرين، وعلينا أن نحاول ألا نقول رأينا في أي شيء قبل أن نعرف القصة كاملة.

نوصي أيضًا لمزيد من المعلومات بقراءة: قصة عن الأمانة للأطفال وما هو تعريف الأمانة وأنواعها

2- قصة قصيرة عن قول إن شاء الله

قصص تربوية هادفة للأطفال مكتوبة قصيرة

كان هناك شاب اسمه أشرف، في يوم قرر بيع دراجته النارية، نظرًا لأنها كانت لا تزال في حالة عمل ممتازة، فقد علم أنها ستباع بسعر جيد.

قبل أن يذهب إلى السوق مر من أمام منزل جاره السيد علي ، كان جاره متقاعدًا عجوزًا يحب الجلوس أمام منزله، على كرسيه المفضل ويشاهد العالم والناس.

سأل السيد علي: “السلام عليكم يا أشرف أيها الشاب الطيب، إلى أين أنت ذاهب ”

أجاب أشرف: “سأبيع دراجتي اليوم في السوق يا عم علي، هناك طلب على الدراجات النارية مثل دراجتي النارية هذه الأيام وسأربح الكثير من المال وسأستخدمه لفتح نشاط تجاري صغير”.

ذكّره السيد علي قائلاً: “يا بني، لا تنسى أن تقول إن شاء الله”.

رد أشرف: “على ماذا انا ذاهب الآن بالفعل، لماذا أقول إن شاء الله لدي دراجتي النارية هنا. أنا ذاهب إلى سوق مزدحم للغاية مع العديد من المشترين المهتمين ودراجتي النارية في حالة رائعة، نوع دراجتي أيضًا شائع جدًا، أنا متأكد من بيعها اليوم! ”

حلت الظهيرة وكان أشرف ما زال واقفًا في السوق، منتظرًا لساعات من أجل أن يأتيه أي زبائن، ولكن لا أحد يبدو مهتمًا بدراجته النارية، بعض الناس نظروا إلى دراجته لبضع ثوان ثم ساروا بعيدًا، كان أشرف يائسًا وخائب الأمل، ولكن قبل وقت غلق السوق بدقائق جاء زبون ونظر إلى دراجته النارية وفحصها لأكثر من دقيقتين.

سأل العميل: “بكم تبيع هذه الدراجة”.

قال أشرف لنفسه: “هذه فرصتي!”.

ثم قال للرجل: “50 ألف جنيه”

قال الرجل: “دعني أختبرها أولاً، ثم سأقرر”.

قال أشرف: “بالتأكيد” ثم بسرعة أعطاه خوذته ومفتاحه “أنا متأكد من أنها ستعجبك”.

ركب الرجل الدراجة النارية وذهب بها بعيدًا، شعر أشرف بالثقة في أنه لن يعود اليوم خالي الوفاض، مرت نصف ساعة، مرت ساعة، مرت ساعتان، ولم يعد الزبون بالدراجة.

انتظر أشرف وانتظر حتى غلقت أكشاك السوق وعاد جميع رواد السوق إلى منازلهم، بدأ الظلام يحل لكن أشرف قرر الانتظار لبضع ساعات أخرى، لقد سئم لدرجة أنه بدأ في النوم على بعض الصخور.

حلَّ الصباح وأيقظه صراخ الديوك التي كانت تعيش في مزرعة قريبة، جلس أشرف ونظر حوله، لا توجد حتى الآن علامة على دراجته النارية.

أدرك أشرف أخيرًا أنه تعرض للغش والسرقة وبدأت الدموع تتجمع في عينيه، وفي طريقه إلى المنزل التقى بالجار اللطيف السيد علي القديم الذي سأله عما حدث: ”إذن يا أشرف كيف سار الأمر هل حصلت على أموالك ”

بكى أشرف وهو يقول: إن شاء الله ذهبت إلى السوق، إن شاء الله جرب أحد دراجتي النارية، إن شاء الله انتظرت طويلًا. إن شاء الله لم تعد دراجتي، إن شاء الله عدت إلى المنزل “.

رد العجوز في قلق: “مهلًا مهلًا، انتظر ، ما الخطب يا بني ماذا حدث”

“يؤسفني أنني لم أقول إن شاء الله، كنت على حق يا عمي ”

رد الرجل الطيب: “أشرف يا بني، ليست عبارة إن شاء الله هي التي تحدد نجاحنا، الله وحده من يقرر نجاحنا أو فشلنا، بقولنا إن شاء الله وإيماننا بأن الله سيقرره لنا فإننا نثبت لله شيئًا، نحن نثبت لله أننا لسنا متأكدين مما إذا كانت خطتنا ستنجح أم لا.

وإذا حدث ذلك فذلك فقط لأن الله شاء أن يحدث ذلك، عندما نقول “إن شاء الله” يجب علينا في نفس الوقت أن نكون مقتنعين تمامًا بأننا لا نستطيع تحقيق الفلاح بأنفسنا، نحن نترك الأمر لله ونترك النتيجة لله ونظهر لله أننا نفهم حكمته وإرادته، والتوفيق والخذلان بيده”

يقول الله تعالى: “وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ۝ إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَن يَهْدِيَنِ رَبِّي لِأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا”

نوصي أيضًا لمزيد من المعلومات بقراءة: قصة عن الأمانة للأطفال وما هو تعريف الأمانة وأنواعها

3- قصة الطفل الأعمى

قصص تربوية هادفة للأطفال مكتوبة قصيرة

جلس صبي أعمى على درجات مبنى ووضع قبعة عند قدميه ورفع لافتة كتب عليها: “أنا أعمى، الرجاء المساعدة”، لكن لم يكن هناك سوى عدد قليل من القطع النقدية في قبعته.

وكان هناك رجل يسير بجوار المبنى، عندما رأى الصبي توقف الرجل عن المشي للحظة ثم أخذ بعض العملات المعدنية من جيبه وأسقطها في القبعة، ثم أخذ اللافتة وأدارها وكتب عليها بعض الكلمات ووضع اللافتة مرة أخرى بطريقة يمكن لكل من مر بها أن يرى الكلمات الجديدة.

وبعد ما فعل هذا سرعان ما بدأت القبعة تمتلئ بالنقود بسرعة كبيرة، وكان الكثير من الناس يقدمون المال للفتى الكفيف.

بعد ظهر ذلك اليوم جاء الرجل الذي غير اللافتة ليرى كيف كانت الأمور، تعرف الصبي على صوت خطواته وسأل: “هل أنت من غيرت لافتتي هذا الصباح ماذا كتبت”

قال الرجل: “أنا فقط كتبت الحقيقة، قلت ما قلته ولكن بطريقة مختلفة “.

وكان الذي كتبه ذلك الرجل هو: “اليوم يوم جميل، وأنا لا أستطيع رؤيته.”

إن اللافتة الأولى قالت ببساطة إن الصبي كان أعم، بينما  أخبرت العلامة الثانية الناس أنهم مباركون للغاية بالنعم الكثيرة وأثمنها نعمة البصر، ولأنهم ينعمون برؤية اليوم الجمل بينما حرم هذا الفتى من النعمة، عطفوا جميعا عليه.

إن رؤية ابتلاءات الآخرين يجب أن تذكرنا بالنعم التي أنعم الله بها علينا، يجب أنت نتذكر أن من واجبنا العطف على من حرم أيا من تلك النعم، نعمة البصر والسمع والطعام والمنزل والأمن والأسرة، وأن نشكر تلك النعم من خلال مساعدة المحرومين منها.

قال تعالى: “قُلْ هُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ وَجَعَلَ لَكُمُ السَّمْعَ وَالْأَبْصَارَ وَالْأَفْئِدَةَ ۖ قَلِيلًا مَّا تَشْكُرُونَ”

نوصي أيضًا لمزيد من المعلومات بقراءة: قصة سيدنا بلال بن رباح للأطفال وإسلامه وزوجته ومنزلته ووفاته

4- قصة القنافذ في الشتاء

كان الشتاء هذا العام باردا جدا ولهذا ماتت العديد من الحيوانات بسبب البرد، فخطرت لبال مجموعة من القنافذ فكرة ذكية، قالوا: لنتجمع معا ونقترب من بعضنا في مكان واحد فنتدفأ في أجساد بعضنا، وبالفعل فعلوا هذا وأبقوا أنفسهم دافئين.

وبينما هم متلاصقون، بدون قصد أصاب أحد القنافذ قنفذا بجانبه بإحدى شوكاته، فانزعج القنفذ من الوخز وبدأ الشجار مع الجميع، وبعد فترة ، قرروا إبعاد بعضهم عن بعض بسبب الغضب والشجار، مما نزع عنهم الدفء وبدأوا يموتون وحدهم من البرد..

وعندما رأى الباقون ما حدث عادوا للالتصاق ببعضهم البعض وتحملوا وخزات الشوك في سبيل النجاة معا.

تعلموا العيش مع الجروح الصغيرة الناجمة عن العلاقة الوثيقة مع رفاقهم من أجل الحصول على الدفء والحرارة التي تأتي من الآخرين. بهذه الطريقة تمكنوا من البقاء على قيد الحياة.

إن أفضل مجموعة ليست هي التي تجمع الأشخاص المثاليين، يجب أن يتعلم كل واحد منا العيش مع عيوب الآخرين إلى جانب الإعجاب بالصفات الجيدة لديهم، وتأكد أنه من الأفضل أن تكون محاطًا بمجموعة تجعلك دافئًا وتتحمل وخزات الشوك قليلا، أفضل من أن تتجمد في عزلة ودون عون.

5- قصة حذاء الملك

ذات مرة، كان هناك ملك يحكم دولة مزدهرة، وذات يوم ذهب في رحلة إلى بعض المناطق البعيدة من بلده، وعندما عاد إلى قصره، اشتكى من أن قدميه كانتا تؤلمانه للغاية لأنها كانت المرة الأولى التي يذهب فيها في مثل هذه الرحلة الطويلة والطريق الذي سلكه كان غير سهل ومليئا بالحجارة.

وهنا خطرت للملك فكرة ظن أنها فكرة جيدة، فأمر عبيده بتغطية كل طريق في البلاد بالجلد حتى لا تؤلمه قدمه عند المشي على الأرض العارية، بالرغم من أن هذا سيحتاج هذا مئات وآلاف الأمتار من جلد الأبقار، كما سيكلف هذا بالطبع مبلغًا ضخمًا من المال.

تجرأ أحد خدامه الحكماء الذي أدرك ان الفكرة غير جيدة، وبأدب قرر أن أن يسأل الملك: “لماذا عليك أن تنفق هذا المبلغ غير الضروري لماذا لا تقطع قطعة صغيرة من الجلد لتغطي قدميك ”

تفاجأ الملك من جرأة الخادم، ثم فكّر في الأمر ورأى أنها فكرة أفضل بكثير، فأمر بصنع قطعتي جلد تلتصقان في قدمه، وهذا هو ما يعرف اليوم بالحذاء.

هناك درس قيم للحياة في هذه القصة: من أجل تحسين حياتنا وتجنب المشاكل، ربما يكون من الأفضل تغيير أنفسنا وتغيير مواقفنا وتفكيرنا بدلا من محاولة تغيير كل ما يحيط بنا وتغيير العالم ليناسبنا.

كانت تلك مجموعة قصص تربوية هادفة للأطفال مكتوبة قصيرة حملت العديد من القيم الجميلة والفوائد، كما اخترنا كتابتها بمفردات ستقوي الحصيلة اللغوية لدى الطفل وتعلمه معاني جديدة، وذكرنا فائدة كل قصة لنساعده على استخلاص الأفكار من المواقف المختلفة.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا