متى تحرم المرأة على زوجها حرمة أبدية

متى تحرم المرأة على زوجها حرمة أبدية وهل هناك سبيل لإرجاع الزوج المرأة إلى عصمته بعد الطلاق فديننا الإسلامي الحنيف قد احتوى على الكثير من الأحكام الدينية التي تخص أمر الزواج والطلاق، لذا ومن خلال موقع شقاوة سوف نتعرف على إجابات تلك الأسئلة بشيء من التفصيل، وذلك عبر السطور التالية.

متى تحرم المرأة على زوجها حرمة أبدية

يقول الله عز وجل في قرآنه الكريم في سورة الروم الآية رقم 21:

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ“.

أي أن الزواج في أساسه يبنى على العلاقة التي يتخللها الود والتراحم، إلا أنه من الممكن أن تصل تلك العلاقة إلى الأبواب المغلقة، ولا يكون هناك سبيل سوى الطلاق، فعلى الرغم من أنه من الممكن أن يكون أبغض الحلال عند الله عز وجل، إلا أنه من المشروعات إن استحالت الحياة بين الزوجين.

إلا أنه من الممكن أن يقوم الزوج بإرجاع زوجته بعد الطلاق تبعًا للتشريعات الإسلامية التي سنتعرف عليها فيما بعد، لكن في بعض الحالات قد يصبح الانفصال أبديًا، ولا يمكن حينها أن تعود المرأة إلى طليقها مرة أخرى، لذا دعونا نتعرف على تلك الحالات من خلال ما يلي:

1- الطلاق البائن ثلاث مرات منفصلة

يقول الله عز وجل في سورة البقرة الآية رقم 229:” الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ ۖ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ۗ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَأْخُذُوا مِمَّا آتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَن يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۖ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا ۚ وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ”.

أي أنه في إطار الجواب على سؤال متى تحرم المرأة على زوجها حرمة أبدية نجد أنه إن قام الرجل بتطليق زوجته ثلاث مرات منفصلة وقد انقضت عدتها، والتي ذكرها الله عز وجل في القرآن الكريم في سورة البقرة الآية رقم 228:

وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنفُسِهِنَّ ثَلاثَةَ قُرُوءٍ وَلاَ يَحِلُّ لَهُنَّ أَن يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِن كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُواْ إِصْلاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ”.

فإن انقضت تلك الفترة ولم يردها الزوج إلى عصمته فإنها تحرم عليه تحريمًا أبديًا، ولا يمكنه أن يعود إليها إلا في حالة واحدة، وهي أن تتزوج من غيره، وذلك امتثالًا لقول الله عز وجل في سورة البقرة الآية رقم 30:

فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِن بَعْدُ حَتَّىٰ تَنكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ ۗ فَإِن طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يَتَرَاجَعَا إِن ظَنَّا أَن يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ ۗ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ”.

فإن تم الأمر وتزوجت بعد العدة من رجل آخر زواجًا شرعيًا، ثم توفي عنها أو تم تطليقها، فإنها من الممكن أن تعود إلى زوجها السابق، على أن يكون لها المهر الجديد.

الجدير بالذكر أنها من الممكن أن تطلق من زوجها مرة واحدة طلاقًا بائنًا ثن تتزوج من غيره، ثم تطلق وتعود إلى زوجها السابق، ثم يطلقها للمرة الثانية، فتذهب للتزوج من غيره، ثم تعود إليه بعد طلاقها لتستمر معه، ويحدث أي من الأمور التي تؤدي إلى الطلاق المرة الثالثة، وفي تلك الحالة تحرم عليه تحريمًا أبديًا ولا يمكنها أن تعود إليه مرة أخرى.

حيث يعتبر ذلك صورة أخرى من صور الطلاق البائن المنفصل، والتي كان من الضروري أن نذكرها في إطار التعرف على جواب سؤال متى تحرم المرأة على زوجها حرمة أبدية.

اقرأ أيضًا: كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق

2- يمين الظهار

في إطار التعرف على إجابة سؤال متى تحرم المرأة على زوجها حرمة أبدية، نجد أنه هناك ما يسمى بيمين الظهار الذي من شأنه أن يحرم الزوجة على زوجها بشكل نهائي، وهو أن يقول الزوج “أنت عليَ كظهر أمي أو أختي” أي أنه يحرمها على نفسه.

ففي تلك الحالة وعلى الرغم من أنها ليس طلاق فإنه يظاهر زوجته ويحرمها عليه تحريمًا قطعيًا، فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل في سورة المجادلة الآيتين رقم 3، 4:

وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۚ ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ * فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ“.

إلا أنه من رحمة الله عز وجل فإنه من الممكن أن يقوم المسلم بالتكفير عن ذلك اليمين بأي من الطرق التي ذكرت في الآية السابقة.

أما عن الظهار في السنة النبوية، فقد قال رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم:

حدثتنِي خولةُ بنت ثعلبةَ، وكانت تحتَ أوسِ بن الصامتِ – قالت دخلَ علي أوسٌ فكلّمني بشيء وهو فيهِ كالضجرِ، فراددتهُ فغضبَ وقال: أنتِ عليّ كظهرِ أمّي، ثم خرجَ إلى نادي قومهِ، ثم رجعَ إلي فراودنِي على نفسِي فأبيتُ، فشاددنِي فشاددتُّه فغلبتُهُ بما تغلبُ به المرأَةُ الرجلَ الضعيفَ، فقلتُ: والذي نفسُ خولةَ بيدهِ لا تصلُ إليَّ حتى يحكمَ اللهُ فيّ وفيكَ، فأتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم أشكو إليه ما لقيتُ فقالَ: زوجُكِ وابن عمكِ، اتقي اللهَ وأحسني صحبتهُ، قالت: فما برحتُ حتى أنزلَ اللهُ: {قَدْ سَمِعَ اللهُ قَوْلَ الّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} إلى الكفّارةِ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: مُريهِ فليعتقْ رقبةً، قالتْ: واللهِ ما عندهُ رقبةٌ يملكها، قال: فليصُم شهرينِ، قالت قلتُ: يا رسولَ اللهِ، إنه شيخٌ كبيرٌ ما بهِ من صيامٍ، قال: فليطعم ستينَ مسكينا، فقلتْ: يا نبي اللهِ، ما عندهُ ما يطعمُ، قال: بلى سنعينهُ بعرقٍ – والعرقُ: المكتلُ يسعُ فيهِ ثلاثينَ صاعا من التمرِ – فقلتُ: يا رسولَ اللهِ، وأنا أُعينهُ بعرقٍ آخر، قال: قد أحسنتِ مُرِيهِ فليتصدَّق“.

لذا على المسلم أن يتقي الله في نفسه وزوجته إن أراد أن تستمر الحياة بينهما، ولا يكون هناك تفريقًا أبديًا، بألا يقول لها مثل تلك الكلمات التي تنشب التهديد والخوف في قلب المرأة قبل أن تكون سببًا في تفريقهما، سواء بشكل مؤقت أو أبدي.

كما أنه على المسلم أن يضع في عين الاعتبار أن التفريق بين المرء وزوجته من الأمور التي يهدف إليها الشيطان، أفيجعله ينتصر على قوة إيمانه! ويكون الأمر بمثابة إجابة على سؤال متى تحرم المرأة على زوجها حرمة أبدية

3- لعان الزوج لزوجته

اللعان هو أن ينكر الزوج نسب حمل زوجته إليه أويتهمها بالزنا، ففي تلك الحالة يتم التفريق بينهما، ولا يجوز له أن يرجعها إلى عصمته مرة أخرى، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك الأمر ما يلي:

أنَّ هِلَالَ بنَ أُمَيَّةَ قَذَفَ امْرَأَتَهُ عِنْدَ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بشَرِيكِ ابْنِ سَحْمَاءَ، فَقالَ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: البَيِّنَةُ أَوْ حَدٌّ في ظَهْرِكَ، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إذَا رَأَى أَحَدُنَا علَى امْرَأَتِهِ رَجُلًا، يَنْطَلِقُ يَلْتَمِسُ البَيِّنَةَ فَجَعَلَ يقولُ: البَيِّنَةَ وإلَّا حَدٌّ في ظَهْرِكَ فَذَكَرَ حَدِيثَ اللِّعَانِ” صحيح رواه عبد الله بن عباس.

أما عن البينة التي يجب على المسلم إحضارها، هو أن يكون هناك أربعة أشخاص قد حضروا وقعة الزنة، ويقوموا بإدلاء شهادتهم في الأمر، أما إن لم يجد أولئك الشهداء، فإنه من الممكن أن يحلف على ذلك على أن يكون متأكدًا من الأمر، وإن امتنع عن ذلك فإنه يتم تنفيذ حد القذف وهو ثمانين جلدة.

كذلك من الممكن أن تبرأ الزوجة نفسها من خلال رد الحلف بأن تحلف أنه من الكاذبين، ففي تلك الحالة لا يصلح أن يجتمعا في منزل واحد مهما حدث.

فقد قال الله تعالى في محكم التنزيل في ذلك الأمر من خلال سورة النور الآيات من 4 إلى 9:

وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ * إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِن بَعْدِ ذَٰلِكَ وَأَصْلَحُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ * وَالَّذِينَ يَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَلَمْ يَكُن لَّهُمْ شُهَدَاءُ إِلَّا أَنفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ * وَالْخَامِسَةُ أَنَّ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَيْهِ إِن كَانَ مِنَ الْكَاذِبِينَ * وَيَدْرَأُ عَنْهَا الْعَذَابَ أَن تَشْهَدَ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ ۙ إِنَّهُ لَمِنَ الْكَاذِبِينَ *  وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ.

بالنظر إلى الأمر نجد أن الله عز وجل دائمًا ما يختار لنا الأصلح، فكيف للمسلم أن يعيش مع زوجها قد اتهمها بالزنا سواء فعلت أم لا، لذا فإنها تحرم عليه دون رجعة ويعد ذلك إحدى إجابات سؤال متى تحرم المرأة على زوجها حرمة أبدية.

4- الزنا بوالدة الزوجة

في سياق التعرف على الأجوبة المثالية على جواب سؤال متى تحرم المرأة على زوجها حرمة أبدية، نجد أن الله تعالى يقول في سورة النور الآية رقم2:” الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِّنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ ۖ وَلَا تَأْخُذْكُم بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ۖ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِّنَ الْمُؤْمِنِينَ“.

فالزنا من الكبائر والأمور التي حرمها الله عز وجل، وحد الزنا الرجم حتى الموت إن كان متزوجًا، وجاء ذلك امتثالًا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة:

أَتَى رَسولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رَجُلٌ مِنَ النَّاسِ وهو في المَسْجِدِ، فَنَادَاهُ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي زَنَيْتُ، يُرِيدُ نَفْسَهُ، فأعْرَضَ عنْه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَتَنَحَّى لِشِقِّ وجْهِهِ الذي أعْرَضَ قِبَلَهُ، فَقَالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، إنِّي زَنَيْتُ، فأعْرَضَ عنْه، فَجَاءَ لِشِقِّ وجْهِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ الذي أعْرَضَ عنْه، فَلَمَّا شَهِدَ علَى نَفْسِهِ أرْبَعَ شَهَادَاتٍ، دَعَاهُ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: أبِكَ جُنُونٌ قَالَ: لا يا رَسولَ اللَّهِ، فَقَالَ: أحْصَنْتَ قَالَ: نَعَمْ يا رَسولَ اللَّهِ، قَالَ: اذْهَبُوا به فَارْجُمُوهُ. قَالَ ابنُ شِهَابٍ: أخْبَرَنِي مَن سَمِعَ جَابِرًا، قَالَ: فَكُنْتُ فِيمَن رَجَمَهُ، فَرَجَمْنَاهُ بالمُصَلَّى، فَلَمَّا أذْلَقَتْهُ الحِجَارَةُ جَمَزَ، حتَّى أدْرَكْنَاهُ بالحَرَّةِ فَرَجَمْنَاهُ” صحيح.

فذلك في حالة الزنا بأي من النساء، إلا أنه في حالة الزنا بوالدة الزوجة، ففي تلك الحالة يجب في مقتبل الأمر أن يتم التفريق بين الزوجين، ولا يمكن أن يعودا ثانية، وبعدها يتم تنفيذ حد الله عز وجل.

لكن من الضروري في تلك الحالة أن تتوفر كافة الأدلة التي من شأنها أن تثبت أن ذلك الأمر قد وقع بالفعل، أما إن كانت حالة الزنا بأي من النساء الأخريات فللزوجة حرية القرار، إما أن تعفو وتغفر، وإما أن تطلب التطليق من زوجها ولا يكون عليها وزر في ذلك.

اقرأ أيضًا: حضانة الأولاد بعد الطلاق إذا تزوجت الأم

حالات إرجاع الزوجة بعد الطلاق

بعد أن تعرفنا بشكل كامل على إجابة سؤال متى تحرم المرأة على زوجها حرمة أبدية، فإنه من الضروري أن نعرف أنه هناك حالات من الممكن أن يتمكن الزوج فيها من إعادة الزوجة إلى عصمته مرة أخرى، والتي تتمثل فيما يلي:

1- الإرجاع في الطلاق الرجعي

في سياق التعرف على جواب سؤال متى تحرم المرأة على زوجها حرمة أبدية، علينا أن نعرف أن الطلاق الرجعي لا يمكن أن يكون سببًا في التفرقة إلى نهاية العمر، فمن الممكن أن يقوم الزوج بإرجاع زوجته إلى عصمته مرة أخرى.

حيث إن الطلاق الرجعي هو أن يتم التطليق وتصبح الزوجة في فترة العدة، وهنا من الممكن أن يقوم الزوج بإرجاعها دون الحاجة إلى عقد قران جديد أو مهر، وهنالك طريقتين لإرجاع الزوجة، وهما:

  • الرجوع اللفظي، وهو أن يقول الزوج لزوجته أنه قد ردها إلى عصمته على أن تكون نيته كذلك.
  • الرجوع بالجماع، فمجامعة الزوجة بشكل كامل تعتبر تراجعًا عن الطلاق.

الجدير بالذكر أن فترة العدة هي ثلاثة أشهر إن لم يكن هناك حمل، أما إن كانت المرأة حاملًا، فإن فترة العدة تكون إلى أن تضع الحمل، وإن لم يكن الزوج على علم به فعليها أن تخبره حتى لا تقع في إثم مبين.

2- الإرجاع في حالة الطلاق البائن

أما في حالة الطلاق البائن، فإنه في سياق التعرف على كل ما يحيط بسؤال متى تحرم المرأة على زوجها حرمة أبدية، نجد أنه يكون بائنًا بانقضاء فترة العدة، حيث يحق للزوج أن يرجع زوجته إلى عصمته، لكن من خلال المهر وعقد القران الجديدين.

أنواع الرجوع في الطلاق

بعد أن تناولنا كافة الإجابات على سؤال متى تحرم المرأة على زوجها حرمة أبدية، علينا أن نعرف أنه هناك أنواع للرجوع في الطلاق، والتي من الممكن التعرف عليها من خلال ما يلي:

الإرجاع المحرم

هو أن يكون الزوج ساعيًا لأن تعود إليه زوجته من أجل لحاق الضرر بها، حيث قال الله تعالى في ذلك الأمر، في سورة البقرة الآية رقم 231:

“”وَإِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَبَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ ۚ وَلَا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِّتَعْتَدُوا ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ ۚ وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمَا أَنزَلَ عَلَيْكُم مِّنَ الْكِتَابِ وَالْحِكْمَةِ يَعِظُكُم بِهِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ“.

فيجب على المسلم أن يعي أن من طلقها قد كانت له شرف وعرض في يوم من الأيام ولا يجعل الشيطان يتملك منه، وتكون عاقبة الأمر خسرانًا مبينًا.

الإرجاع المستحب

يقول الله تعالى في محكم التنزيل في سورة البقرة الآية رقم 128:

” وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِن بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَن يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا ۚ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ۗ وَأُحْضِرَتِ الْأَنفُسُ الشُّحَّ ۚ وَإِن تُحْسِنُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا“.

فمن المستحب أن تعود المرأة إلى الزوج إن رأت أنه قد عمل على إصلاح المشكلات التي أدت إلى الطلاق، ففي تلك الحالة أولى بها أن ترجع إليه، خاصة إن كان هناك أطفالًا، من شأنها أن تخشى على تعرضهم إلى المشكلات النفسية التي تنجم عن انفصال الأبوين.

اقرأ أيضًا: هل يمكن إرجاع الزوجة بعد صدور وثيقة الطلاق البائن

الإرجاع الواجب

إن طلق الرجل زوجته وهي في فترة الحيض أو نفساء، فإن تلك الطلقة لا تحتسب وعلى الزوج أن يرجع زوجته على الفور، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الله بن عباس:

” طَلَّقْتُ امْرَأَتي وَهي حَائِضٌ، فَذَكَرَ ذلكَ عُمَرُ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، فَتَغَيَّظَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، ثُمَّ قالَ: مُرْهُ فَلْيُرَاجِعْهَا حتَّى تَحِيضَ حَيْضَةً أُخْرَى مُسْتَقْبَلَةً سِوَى حَيْضَتِهَا الَّتي طَلَّقَهَا فِيهَا، فإنْ بَدَا له أَنْ يُطَلِّقَهَا، فَلْيُطَلِّقْهَا طَاهِرًا مِن حَيْضَتِهَا قَبْلَ أَنْ يَمَسَّهَا، فَذلكَ الطَّلَاقُ لِلْعِدَّةِ كما أَمَرَ اللَّهُ. وَكانَ عبدُ اللهِ طَلَّقَهَا تَطْلِيقَةً وَاحِدَةً، فَحُسِبَتْ مِن طَلَاقِهَا، وَرَاجَعَهَا عبدُ اللهِ كما أَمَرَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ، [وفي رواية]: قالَ ابنُ عُمَرَ: فَرَاجَعْتُهَا، وَحَسَبْتُ لَهَا التَّطْلِيقَةَ الَّتي طَلَّقْتُهَا” صحيح رواه عبد الله بن عمر” (صحيح).

بالنظر إلى كافة الأحكام الدينية التي تتعلق بالزواج أو الطلاق كما في الجواب على سؤال متى تحرم المرأة على زوجها حرمة أبدية، نجد أن ديننا الحنيف لم يترك لنا سؤالًا في تلك الأمور إلا وقدم لنا الحل اليسير من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا