لماذا جعل الله الولادة مؤلمة؟ وماهي مراحل آلام الولادة؟ من التساؤلات التي تراود أذهان الكثير من الناس لا سيما الحوامل، حيث تعتبر الولادة أمر عظيم ومعجزة من معجزات الله عز وجل، لأنها تعتبر بداية جديدة ودائمًا ما تؤثر على العائلة بشكل إيجابي وتبث الأمل والبهجة في النفوس، وهو ما يتضح من خلال موقع شقاوة.
لماذا جعل الله الولادة مؤلمة
توجد الكثير من السيدات التي تفكر في تجربة الحمل كثيرًا قبل حدوثها، لما تتعرض لها من آلام شديدة أثناء المخاض، ولكن الله سبحانه وتعالى قد زرع في قلوب النساء حب الإنجاب، وعند رؤية الأم طفلها تنسى كل الألآم، لذا تتساءل الكثير من السيدات لماذا جعل الله الولادة مؤلمة؟
قد جعل الله عملية الولادة مؤلمة لكي يكفر عن الأم سيئاتها ولكي يعرف الأبناء مقدار فضل الأم وكم عانت من أجل أن يجعلها الله سببًا في إيجادهم.
اقرأ أيضًا: لماذا خلقنا الله للأطفال الإجابة المنطقية الكافية للسؤال
مخاطر عملية الولادة بين الماضي والحاضر
تعتبر عملية الولادة من العمليات شديدة الخطورة، فالأمر يتعلق بالجنين والأم، فكان في الماضي قد يصل الأمر إلى وفاة الأم او الجنين، حيث لا يوجد طب التخدير فكانت الولادة مؤلمة بشكل كبير وهناك الكثير من معدلات الوفاة أثناء الولادة.
قد تطور العلم وظهر التخدير، وخاصة أن عملية الولادة تتم دون تدخل أي بشر، حيث يخرج الجنين نتيجة الانقباضات والانبساطات إلى أن يخرج الجنين من رحم الأم.
قال الله تعالي في سورة النحل (وَاللَّهُ أَخْرَجَكُمْ مِنْ بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ لَا تَعْلَمُونَ شَيْئًا){ الآية 78}، فأصبحت الولادة الآن لا تمثل أي خطر على الأم أو الجنين .
الإعجاز الرباني في الولادة
الإعجاز الربانى يرجع إلى كم الانقباضات والانبساطات التى تحدث للرحم الى أن يتم خروج الجنين وهو يبكى ويأتى مع ذلك البكاء فرحة الوالدين والأهل بقدومه.
البعض يتساءل لماذا جعل الله الولادة مؤلمه؟ لمعرفة الأم قدرة الله عز وجل في أمر الولادة، وهي تعتبر من المعجزات الربانية، التي لا يستطيع أي بشري التدخل فيها.
فضل بر الوالدين
كرم الإسلام المرأة باعتبارها أما ورفع من مكانتها في الإسلام وجعل برها فضلا على الأبناء، وعظم من قدرها لما تحملته من تعب و مشاق الحمل والولادة والإرضاع ويوجد دلائل كثيرة في الإسلام ومن هذه الأدلة الحديث النبوي الشريف الذي يروي قصَّة رجلٍ جاء إلى النبي “صلى الله عليه وسلم” يسأله: من أحق الناس بصحابتي يا رسول الله؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أمك»، قال: ثم من؟ قال: «أبوك» كما اهتم الإسلام بحقوق الأم المطلقة وجعلها أحق بحضانة أطفالها تقديرا لها .
الأم هي رمز التضحية والوفاء، حيث أن وجب على الأم تحسن تربية أبنائها وترسخ فيهم أصول الدين الإسلامي وطاعة الله عز وجل ورسوله الكريم (عليه أفضل الصلاة والسلام ) حيث أن طاعة الأم تعنى إحسان رعايتها لاسيما عند الكبر ونيل رضاها وتوفير لها كل سبل الراحة والسعادة، فإن طاعة الأم في غير المعصية يعتبر من الجهاد في الإسلام.
اقرأ أيضًا: دعاء بر الوالدين بعد وفاتهما
آيات قرآنية تحث على بر الأم
وردت الكثير من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي تحدثت عن أهمية بر الوالدين وخاصة الأم وجعل طاعتها من طاعة الله عز وجل :
- قال الله تعالى: وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا {الإسراء:23-24}.
- قال الله تعالى: { وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
- قال الله تعالى: وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ {لقمان:14}.
اقرأ أيضًا: ما هو بر الوالدين
أحاديث تحث على بر الأم
- قوله صلى الله عليه وسلم: رغم أنف، ثم رغم أنف، ثم رغم أنف، قيل: من يا رسول الله؟ قال: من أدرك أبويه عند الكبر: أحدهما أو كليهما فلم يدخل الجنة. رواه مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
- عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنه في الجهاد، فقال: أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد. رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
- وعن معاوية بن جاهمة أنه جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله أردت أن أغزو، وقد جئت أستشيرك؟ فقال: هل لك أم؟ قال: نعم، قال: فالزمها فإن الجنة تحت رجليها. رواه النسائي وغيره، وصححه الحاكم ووافقه الذهبي، وأقره المنذري، وحسن إسناده الألباني.
لماذا جعل الله الولادة مؤلمة واستكمالًا للإجابة على هذا السؤال، قد نجد أن الله جعل الولادة مؤلمة، ولكن نجد رأفة الله عز وجل بالمرأة، فيجعلها قادرة على تحمل الألم، وتنسي الأم الألم بمجرد رؤيتها لطفلها.