نصيحة لمن تريد لبس النقاب
نصيحة لمن تريد لبس النقاب تساعدها على أخذ القرار المناسب، حيث يعتبر مرحلة النقاب من أهم الخطوات التي يمكن للمرأة المسلمة أن تأخذها بهدف التقرب إلى الله، وتحتاج المرأة المسلمة إلى الاستخارة والتأني قبل القيام بهذه الخطوة لما لها من تبعيات يجب الالتفات إليها وهذا ما يوضحه موقع شقاوة.
نصيحة لمن تريد لبس النقاب
اختلف العلماء في حكم ارتداء النقاب إلا أنه في جميع الأحوال عبادة ونافلة تقرب الأمة من ربها، وتساعدها في الإكثار من صالح الأعمال، وهناك الكثير من الفتيات اللاتي يحتجن إلى نصيحة لمن تريد لبس النقاب منهن لأخذ الخطوة الجدية.
من المهم معرفة أنه في أي حال من الأحوال سواء كان حكمه واجب أو نافلة فتأخذ المرأة المنتقبة الحسنات والثواب على حرصها على طاعة الله خاصةً في زمن الفتن الحالي فالقابض فيه على دينه كالقابض على جمر من نار.
في حال كنت مترددة في اتخاذ الخطوة يمكنك سماع تجارب الآخرين ممن سبقوكِ بهذه الخطوة لتزيدي يقينًا وتأكدًا من أنك تأخذين الخطوة الصحيحة.
قد تظن بعض الفتيات أنها سوف تدخل إلى حيز وتُصنف على أساس الرداء الذي ترديه، ولكن تأكدي أن العباد لا يفتأون يتكلمون على أي وضع كنتِ، ولكن رب العباد يسمع ويرى ويعلم النية الخالصة في قلبك، فتوكلي على الله وقومي باتخاذ هذه الخطوة لتصيري النسخة الأفضل منك.
إذا كنت تشعرين بالتردد يمكنك أن تفكري في أمهات المؤمنين وزوجات الصحابة ممن سبقوكِ في الإسلام.
عليك أن تدركي أن الله لا يرزق مثل هذه الخطوات إلا لمن صدق النية وأصر على اتباع سنة الله في الأرض.
لا تقومي أبدًا بتجربة النقاب فترة ومن ثم تتركيه، تقلل هذه الخطوة من اليقين في أن الله رزقك إياه، ويشوش عليك الشيطان أفكار ويُفسد عليك عملك، لذلك تأني قبل اتخاذ هذه الخطوة وإذا قمت بها فتقدمي الخطوات للأمام إلى الله لا إلى الخلف.
اقرأ أيضًا: حكم الشرع في الأم الظالمة
حكم ارتداء النقاب في الإسلام
الفتيات اللاتي تبحثن عن نصيحة لمن تريد ارتداء النقاب عليهن الاطلاع على الحكم الشرعي الذي يساعدها في التأكد من الخطوة التي تلوي القيام بها، ومن المهم القيام بالخطوات على أساس اتباع أوامر الله ونواهيه، والتيسير على النفس لتسهيل العبادة والتقرب إلى الله.
اختلف الكثير من العلماء في الحكم الصريح لارتداء النقاب، ولكن الاتفاق على أنه حفظ للمرأة من الفتن والأزمات التي يمكن أن تصيب المرأة.
أولًا: مذهب الشافعية والإمام مالك
رجّح مذهبي الإمام أحمد والشافعية على وجوب ارتداء الحجاب لأنه يجب على المرأة ستر وجهها وكفيها أمام الأجانب من الرجال، وتم اعتبار الوجه من العورة التي تستلزم الستر.
1- مذهب الشافعية
قول الشيرازي صاحب “المهذب” من مذهب الشافعية ودليله في حكم النقاب: “وأما الحرة فجميع بدنها عورة، إلا الوجه والكفين”
قال النووي: إلى الكوعين لقوله تعالى: “ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها”.
قال ابن عباس: وجهها وكفيها (قال النووي” في المجموع “: هذا التفسير المذكور عن ابن عباس قد رواه البيهقي عنه وعن عائشة رضي الله عنهم).
عن عائشةَ رضي الله عنها قالت: المُحرمةُ تلبسُ من الثيابِ ما شاءت إلا ثوبًا مسَّه ورسٌ أو زعفرانٌ ولا تتبرقعُ ولا تتلثَّمُ وتسدلُ الثوبَ على وجهِها إن شاءتْ.
2- مذهب الحنابلة
قال ابن قدامة في المغنى: “لا يختلف المذهب في أنه يجوز للمرأة كشف وجهها في الصلاة، وأنه ليس لها كشف ما عدا وجهها وكفيها، وفي الكفين روايتان: واختلف أهل العلم، فأجمع أكثرهم على أن لها أن تصلي مكشوفة الوجه، وأجمع أهل العلم على أن للمرأة الحرة أن تخمر رأسها إذا صلت، وعلى أنها إذا صلت وجميع رأسها مكشوف أن عليها الإعادة”.
اقرأ أيضًا: حكم تحديد نوع الجنين
ثانيًا: مذهبي الإمام مالك وأبي حنيفة
أفتى جمهور العلماء من الحنفية والمالكية في جواز واستحباب ارتداء النقاب وأنه غير واجب على المرأة المسلمة أن تغطي وجهها بل تقوم بتغطية الجسم كله عدا الوجه والكفين، بما يتناسب مع أحكام الزي الشرعي.
لنفس مذهب الحنفية والمالكية ذكروا أنه في حالة الخوف من الفتنة فيمكن أن تأمن المرأة نفسها بارتداء النقاب كأن تكون شديدة الجمال أو في بيئة فيها من الفسق والانحلال الأخلاقي ما لا يأمن المرء نفسه وأهله فيه.
1- مذهب الحنفية
هناك مجموعة من النصوص من كتب فقهاء الحنفية في مسألة جواز النقاب من وجوبه:
ولا ينظر إلى الحرة الأجنبية، إلا إلى الوجه والكفين، إن لم يخف الشهوة.. وعن أبي حنيفة: أنه زاد القدم.
قال: والأصل فيه قوله تعالى: (ولا يُبْدِين زِيَنَتَهُنَّ إلا ما ظَهَـر منها) قال عامة الصحابة: الكحل والخاتم، والمراد موضعهما، كما بينا أن النظر إلى نفس الكحل والخاتم والحلي وأنواع الزينة حلال للأقارب والأجانب، فكان المراد موضع الزينة، بطريق حذف المضاف، وإقامة المضاف إليه مقامه.
قال: وأما القدم، فروي أنه ليس بعورة مطلقًا لأنها تحتاج إلى المشي فيبدو، ولأن الشهوة في الوجه واليد أكثر، فلأن يحل النظر إلى القدم كان أولى، وفي رواية: القدم عورة في حق النظر دون الصلاة.
2- مذهب المالكية
في كتاب “أقرب المسالك إلى مذهب مالك” لشرح الصغير للدردير قال في حكم النقاب: “وعورة الحرة مع رجل أجنبي منها أي ليس بمحرم لها جميع البدن غير الوجه والكفين.. وأما هما فليسا بعورة“.
قول الصاوي في حاشيته: “ أي فيجوز النظر لهما لا فرق بين ظاهرهما وباطنهما، بغير قصد لذة ولا وجدانها، وإلا حرم
قال: وهل يجب عليها حينئذ ستر وجهها ويديها وهو الذي لابن مرزوق قائلا: وهو مشهور المذهب.
في نهاية الحكم من المهم معرفة أن أغلب الفقهاء والعلماء استحسنوا لبس النقاب ولكنه ليس بفريضة وذلك تبعًا لقول الله تعالى: “وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّ ۖ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ ۚ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ” ( النور: 31).
العورة هي كل الجسد ما عدا الوجه والكفين بمذاهب الأئمة الأربعة الثلاث ماعدا الإمام أحمد ذكر الوجه فقط هو ما يمكن إظهاره، وكما قال الإمام النووي، ابن حزم.
أضاف الإمام أبو حنيفة والثوري والمزني القدمين وأشار أنها ليست بعورة.
في النهاية يمكن قراءة جميع الأحكام واختيار الحكم الأيسر لك الذي يساعدك في اتخاذ القرار الصحيح والتيسير على النفس دون وضعها في مشقة إرضاء الله.
اقرأ أيضًا: حكم إهمال الزوج لزوجته
شروط صحة ارتداء النقاب
إذا قمت باتخاذ القرار بارتداء النقاب فعليك أن تقومي بارتداء النقاب بشروطه الصحيحة، ولا عليك يمكن أن تظهري بالمظهر الانيق وأنت تتبعين أوامر الله ونواهيه، فالله جميل يحب الجمال، أمرنا أن تطيعه وفي نفس الوقت أن يكون لنا المظهر الذي يحبب الآخرين في الإسلام.
- تغطية الشعر: يجب أن يتم تغطية شعر المرأة بالكامل.. يمكن استخدام الحجاب أو الطرحة أو الشالة لتحقيق ذلك.
- ألا يصف: يجب أن يتم تغطية جسم المرأة بما في ذلك الذراعين والساقين، ويُفضل استخدام ملابس واسعة ومحتشمة تخفي ملامح الجسم.
- ألا يشف: يجب ألا تكون الملابس شفافة أو تظهر ملامح الجسم أو اللون البشرة تحتها، ويجب أن تكون الملابس غير ضيقة وتحترم الحياء.
- لا يثير: يجب ألا تكون الملابس مصممة لإثارة الرجال أو لفت الانتباه، وينبغي أن تكون ملابس المرأة متواضعة وغير مبالغ فيها.
- استخدام الألوان المحايدة: يُفضل استخدام ألوان محتشمة وغير صاخبة للملابس، مثل الأبيض والأسود والبني والرمادي، والألوان الأخرى التي لا تلفت الأنظار أثناء المشي، مثل ارتداء الألوان الفسفورية الصاخبة.
- ألا يكون لباس شهرة: وهي من أهم الأمور التي يجب الالتفات إليها، فلا يجب ارتداء الملابس لأن هناك شخصية أو ترتديه جميع النساء بنفس الشكل، فيكون قد فقد شرط من شروط صحته.
- ألا يكون متشبهًا بالرجال: من المهم على المرأة المسلمة ألا ترتدي الملابس التي فيها تشبه صريح بالرجال، فقد: “لَعَنَ رَسولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ المُتَشَبِّهِينَ مِنَ الرِّجَالِ بالنِّسَاءِ، والمُتَشَبِّهَاتِ مِنَ النِّسَاءِ بالرِّجَالِ“.
- غير معطر: لا يعني ذلك عدم الاهتمام بالنظافة، ولكن من المهم ألا يشتم الرجال الأجانب العطر الذي تضعه، وهناك الكثير من المنتجات في الوقت الحالي التي تغني عن رائحة العطر الصارخة.
- قال رسول الله صل الله عليه وسلم: “ إذا استعْطَرَتْ الْمَرْأَةُ، فمَرَّتْ علَى القومِ لِيَجِدُوا رِيحَها، فهِيَ كَذَا وَكَذَا قال قولًا شديدًا”.
- تغطية الشعر والعنق والأذنين: يجب أن يغطي النقاب الشعر بالكامل والعنق والأذنين، مع ترك مساحة تكفي للرؤية من خلال العينين.
- الحفاظ على الحياء والعفاف: يجب أن يكون النقاب مصنوع من قماش يوفر الخصوصية ويحافظ على الحياء والعفاف.
- الراحة والتنفس: يجب أن يكون النقاب مريحًا ويسمح بالتنفس بسهولة، ولا يعيق الحركة أو يسبب أي إزعاج.
- الملاءمة والتناسق: يفضل اختيار النقاب الذي يتناسب مع الملابس الأخرى وألوانها، ويحترم الأعراف الثقافية للمجتمع.
- الالتزام الشخصي: يجب أن يكون ارتداء النقاب قرارًا شخصيًا ومتزنًا، يستند إلى الإيمان والقناعات الشخصية.
بعد معرفة نصيحة لمن تريد لبس النقاب تساعدك في التأكد من الخطوة التي تأخذيها من أجل التقرب إلى الله، والقيام بالعبادة التي تزيدك رغبة في الإكثار من الأعمال الصالحة اقتداءً بأمهات المؤمنين.