أكل النفاس بعد الولادة
أكل النفاس بعد الولادة يحتوي على العديد من العناصر الغذائية التي تحتاج الأم إليها بعد مرحلة الولادة، حيث إن الجنين يستمد من الأم الغذاء على مدار أشهر الحمل التسعة، وبعد الولادة كذلك يعتمد الرضيع على العناصر الغذائية الموجودة في حليب الأم، حيث تحتاج الأم إلى عناية خاصة حتى تتمكن من استعادة قواها بعد الولادة وتقديم الرعاية الصحية للرضيع، لذا نتعرف على أكل النفاس بعد الولادة من خلال موقع شقاوة.
أكل النفاس بعد الولادة
فترة النفاس هي الفترة التي تلي مرحلة الولادة مباشرةً، وهي من الفترات الحساسة للغاية والتي تحتاج إلى توفير الرعاية الصحية والعناية الكاملة، وتتضمن طرق العناية بالمرأة بعد الولادة الالتزام بنظام غذائي خاص؛ من أجل تعويض كافة العناصر الغذائية التي فُقدت خلال شهور الحمل حتى لا يسبب لها نقص التغذية حدوث المشكلات الصحية، حيث إن التغذية تعد أحد الأمور التي ينبغي الحرص عليها خلال فترة النفاس.
إن المرأة خلال فترة نفاسها يحدث لها تغيرًا فسيولوجيًا يؤدي إلى حدوث العديد من الأمور في جسمها، ومن أهم تلك التغيرات الفسيولوجية انقباض الرحم؛ حتى يعود إلى الشكل الطبيعي له، وحتى يقوم الجسم بتنظيفه من بقايا حمل الجنين، والتخلص من المشيمة.
لذا فإن المرأة في فترة نفاسها تلاحظ خروج إفرازات عديدة، بالتالي تلجأ العديد من السيدات إلى استخدام الفوط الصحية التي تستعمل بشكل يومي التي تمنح الشعور بالراحة والجفاف.
إن فترة النفاس تستمر حتى مرور ستة أسابيع بعد مرحلة ولادة الجنين، وتختلف كيفية مواجهة المرأة للأعراض المترتبة على النفاس من امرأة لأخرى، بالتالي يختلف النظام الغذائي الخاص بها، لذا فإن احتياجات الجسم للعناصر الغذائية المحددة يعتمد على العديد من العوامل مثل: العمر، الطول والوزن، مدة رضاعتها للطفل، النظام الغذائي الذي تسير عليه، الحالات الصحية السابقة وغير ذلك.
يُساهم تنوع أكل النفاس بعد الولادة في توفير الفيتامينات والمعادن والألياف وباقي العناصر الغذائية التي يكون جسم الأم في حاجتها خلال فترة التعافي من الحمل والولادة، حيث في كل وجبة يومية لها تتناول مجموعات مختلفة من الأغذية كالخضروات والفواكه، والبروتينات، والنشويات من الحبوب الكاملة، ومنتجات الألبان، والدهون الصحية، وشرب الماء بكميات كبيرة.
اقرأ أيضًا: متى يصل الطعام إلى حليب الأم
إرشادات غذائية بعد الولادة
ينبغي على الأم أن تدرك حقيقة احتياج طفلها لها وهي في صحة جيدة وسليمة تتحمل السهر والرضاعة الطبيعية وكافة أمور رعاية الطفل، ويتم ذلك من خلال الحرص على الالتزام بنظام غذائي صحي ومتوازن ويشتمل على كافة العناصر الغذائية المفيدة.
حيث يجب أن يتضمن خمسة حصص من الخضروات والفواكه، وحصتين فأكثر من الحليب ومنتجاته التي يتم تناولها بشكل يومي، كما تحرص على تناول الأطعمة الغنية بالمصادر البروتينية المتنوعة، ومنها البقوليات، والأسماك، والدواجن.
خلال أكل النفاس بعد الولادة يجب أن تٌقسّم الوجبات اليومية إلى بضع وجبات صغيرة يتم تناولها بشكل منتظم خلال اليوم، وينبغي الحرص على زيادة السعرات الحرارية في الغذاء بمقدار 500 سعرة، خاصةً إذا كان الطفل رضيعًا.
قد تتم زيادة كمية أكبر وفقًا لحالة الأم أثناء النفاس، ففي بعض الحالات قد تلد الأم توأم فتحتاج إلى زيادة نسبة السعرات من أجل إرضاعهما، وقد تكون الأم مصابة بمشكلة سوء التغذية، أو أن وزنها أقل من الوزن الطبيعي لتلك المرحلة، لذلك لا تتبع أي نظام تخسيس في تلك المرحلة.
إن الرضيع يتأثر بالعناصر الغذائية التي تنتقل له من خلال حليب الأم.. وكمية الحليب الموجودة في الثدي تتأثر بقلة العناصر الغذائية، بالتالي يتعرض الرضيع لسوء التغذية ونقص العناصر الغذائية التي يحتاج جسمه إليها.
الرضاعة الطبيعية تعد من الوسائل التي تتسبب في خسارة السعرات الحرارية وكميات الدهون الموجودة في الجسم، لذا يجب التأكد من تناول أكل النفاس بعد الولادة الذي يكون غنيًا بمختلف العناصر الغذائية التي يحتاج إليها كل من الأم والرضيع بشكل ضروري.
في حالة إنجاب التوأم فإن أكل النفاس بعد الولادة يتضمن المكملات الغذائية التي يكتبها الطبيب المختص، وينبغي أن تستمر الأم في تناول الفيتامينات من قبل الولادة إلى بعدها، وقد ينصح الطبيب بتناول بعض المكملات الزائدة لذا فإن الأم تشعر بالنشاط نظرًا إلى أن جسمها حصل على كمية كافية من العناصر الغذائية الناقصة.
شرب السوائل بعد الولادة
ينبغي الحرص على شرب كميات كافية من الماء بشكل يومي، مع مراعاة ألا يقل مقدار الماء عن لترين ونصف خلال اليوم، حيث إن ذلك يعمل على تعويض نقص السوائل في الجسم ويزيد من معدل إفراز الحليب الطبيعي لدى المرضعة.
كما يجب الحفاظ على ممارسة التمارين الرياضيات السهلة حتى يسترد الجسم صحته وعافيته، مع الحرص على عدم ممارسة التمارين الرياضية في أول ستة أسابيع من الولادة الطبيعية، كما يجب التأكد عن طريق الاستشارة الطبية من أن الرياضة لن تعرض الحالة الصحية للخطر.
من الرياضات السهلة التي تستطيع الأم ممارستها بعد مرور ستة أسابيع بعد مرحلة الولادة الطبيعية المشي لنصف ساعة كل يوم، ويجب العلم بأن المرأة التي تلد ولادة قيصرية تحتاج إلى فترة أطول قبل البدء في ممارسة التمارين الرياضية تبعًا لما تسمح به الحالة الصحية لدى الأم.
كما يٌنصح بشرب السوائل الدافئة مثل: البابونج، والينسون، والزنجبيل؛ حيث إنها تمد جسم الأم خلال فترة النفاس بمضادات الأكسدة والالتهابات، كما تمد الجسم بعناصر الفيتامين والمعادن، وتزيد من نسبة السوائل في الجسم، وتقلل من الغازات التي تصيب الجهاز الهضمي مما يسبب الشعور بالراحة.
اقرأ أيضًا: أعشاب لزيادة حليب الأم
أمثلة الأطعمة الغنية بالعناصر الغذائية
توجد العديد من الأمثلة على الأطعمة الغنية بعناصر الغذاء والتي تدخل في نظام أكل النفاس بعد الولادة، ومنها: البروتينات كالأسماك ومشتقات الألبان، والألياف الغذائية التي توجد في البقوليات والحبوب الكاملة، والأطعمة التي تتضمن نسبة عالية من الكالسيوم.
ذلك بالإضافة إلى الأطعمة التي تتضمن الأحماض الدهنية الرئيسية كالأوميجا 3، ويجب أن تتناول المرأة خلال فترة النفاس المصادر التي تحتوي على نسبة عالية من عنصر الحديد؛ لكي يتم تعويض النسبة المفقودة منه في الجسم خلال أشهر الحمل والنفاس.
من أشهر المصادر التي يمكن أن تمد المرأة خلال فترة النفاس بعنصر الحديد هي: الخضروات الورقية، واللحوم، والكبد، والدجاج، والمكسرات، والحبوب الكاملة، والبقوليات، والفواكه المجففة.
على الأم أن تبتعد عن تناول الأطعمة التي قد تسبب الغازات؛ نظرًا إلى أن كل ما تقوم الأم بتناوله يؤثر على حليب الثدي الذي يتناوله الرضيع، فقد يتأثر المذاق أو المكون الغذائي فيه، ومن الأطعمة المسببة للمعاناة من الغازات: الكرنب، والملفوف، والمقالي وغير ذلك.
إن جسم الأم بعد الولادة لا يزال في حاجة إلى كثير من العناصر الغذائية المهمة لجسمها ولجسم طفلها، بالإضافة إلى احتياجها لتناول المكملات الغذائية إذا قامت بإنجاب توأم، لذا يجب أن تتواجد العناصر الرئيسية التالية في نظامها الغذائي:
- الكربوهيدرات الموجودة في الأرز، أو دقيق الشوفان، أو الخبز
- الفيتامينات المتوفرة في كافة أنواع الفواكه والخضروات
- البروتينات الموجودة في الأطعمة التالية: اللحوم قليلة الدهون، الدجاج، الفول، الأسماك، البيض، المأكولات البحرية، منتجات الصويا
- الكالسيوم الذي تحتاج إليه الأم بمقدار ثلاث حصص يومية من مشتقات الحليب القليلة الدسم
- الحديد الذي يتواجد في اللحوم الحمراء، وفي الدواجن، وفي البقوليات؛ ويكون تناول عنصر الحديد بمقدار 15 مليجرام في اليوم
كمية الأكل الملائمة بعد الولادة
إن الأم تكون في حاجة إلى تناول كمية محددة من أكل النفاس بعد الولادة تناسب مع حالتها الصحية خلال فترة النفاس، حيث إنها تحتاج إلى كمية تتراوح بين 1800 سعرة حرارية وحتى 2200 سعرة حرارية بشكل يومي.
يزيد عدد السعرات التي يتم تناولها يوميًا بمقدار 500 سعر مضاف على المقدار السابق إذا كانت الأم تقوم بالرضاعة الطبيعية للطفل، وتحتاج الأم إلى زيادة مقدار إضافي أكبر من ذلك إذا كانت تقوم بإرضاع أكثر من طفل أو إن كانت تعاني من الضعف وسوء التغذية.
يجب على الأم في فترة النفاس وما بعد الولادة أن تشرب كميات كبيرة من الماء حتى تتجنب الإمساك، بالإضافة إلى أن الألياف، والخضروات والفواكه الغير مقشرة، والحبوب الكاملة، تساعد في المحافظة على الحركة الجيدة للأمعاء، مما يقلل احتمالية الإصابة بالإمساك.
في المقابل توجد الأطعمة التي تكون مسببة للإمساك والتي يجب تجنب استهلاكها بشكل كبير، ومنها: الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من السكر كالحلويات والكعك وغيرها.
نظام غذائي لفترة النفاس
توجد العديد من الأنظمة الغذائية الغنية بمختلف العناصر المفيدة والتي تم ذكرها في العناوين السابقة، وتتعدد الأمثلة على تلك العناصر التي تنظم لنا المقادير والأصناف بطريقة سهلة ميسرة، إلى جانب مراعاة شرب السوائل بكميات كافية، حيث يُشرب حوالي لترين ونصف من الماء كل يوم.
من النصائح التي يجب مراعاتها أثناء تتبع النظام الغذائي هي التقليل من شرب القرفة التي يتم تناولها بشكل مباشر بعد الولادة، أو تجنب تناولها لمدة 3 أسابيع.
كما تحرص الأم على محاولة النوم جيدًا، واستغلال وقت نوم الطفل في النوم بجواره، وتستطيع الأم خلال فترة ما بعد الولادة أن تتناول وجبة في خارج المنزل لمرة واحدة فقط في الأسبوع؛ لأن تلك الوجبات تكون نسبة الدهون فيها عالية.
كما يجب الحرص على التبكير في تناول الوجبات، فلا يتم تناولها قبل النوم مباشرةً، كما تستطيع الأم أن تتناول قطعة واحدة فقط من الحلويات مثل: الجاتوه، أو الشوكولاتة، أو المربى أو غير ذلك.. ومن أجل سهولة حرق سعراتها يتم تناولها وقت وجبة الإفطار.
اقرأ أيضًا: اكلات تجعل حليب الأم دسم
وجبة الإفطار
في اليوم الأول والثالث والخامس والسابع يتم تناول وجبة الإفطار الصباحية في المدة التي تتراوح من الساعة السابعة وحتى الساعة التاسعة، وتحتوي على الأصناف والمقادير التالية: كوب واحد من اللبن الدافئ وتتم تحليته بملعقة واحدة من العسل + بيضتين + رغيف واحد أسمر + ملعقتين من الفول + ثمرة واحدة من الفاكهة وتكون كبيرة الحجم، أو ثمرتين من الفاكهة تكونا متوسطتين الحجم.
في اليوم الثاني والرابع والسادس يتم تناول سبع تمرات + موب واحد من الزبادي أو اللبن الرائب خلال وجبة الإفطار.
الوجبة البينية بين الإفطار والغداء هي الوجبة التي يتم تناولها بعد مرور ساعتين من وجبة الإفطار، وفي اليوم الأول والثالث والخامس تكون عبارة عن مقدار قبضة يد من المكسرات، مثل: اللوز الغير مقشر والغير مملح، أو الكاجو، أو السوداني الغير مملح.
أما في اليوم الثاني والرابع والسادس يتم تناول ثلاثة ثمرات من الفاكهة، وفي اليوم السابع يكون يُشرب كوب واحد كبير من العصير الطازج خلال الوجبة البينية بعد الإفطار.
وجبة الغداء
يتم تناول وجبة الغداء ما بين الساعة الواحدة ظهرًا والساعة الثالثة وهي تشتمل على الأطعمة التالية: مقدار صحن كبير من السلطة الخضراء + فنجان كبير من الشربة أو الحساء العادي + ربع دجاجة، أو قطعتين من اللحم، أو سمكة كبيرة مشوية، والحرص على تناول الكبدة؛ لأنها غنية بالحديد + مقدار صحن من الخضار المطبوخ المتنوع + خمسة ملاعق من الأرز، أو رغيف صغير من الخبز الأسمر، أو خمسة ملاعق من المكرونة.
الوجبة البينية بين الغداء والعشاء يتم تناولها في المدة الزمنية التي تتراوح من الساعة الرابعة وحتى الساعة السادسة مساءً، وفي اليوم الأول والثالث والخامس تكون الوجبة البينية الثانية عبارة عن ثمرة واحدة من الجزر + نصف من الخس الكابوتشي + كوب واحد من الزبادي، وفي اليوم الثاني والرابع والسادس يتم تناول مقدار صحن من السلطة المتنوعة + قطعة كبيرة الحجم من الجبنة القريش.
في اليوم السابع تكون الوجبة البينية الثانية عبارة عن ثمرتين من الفاكهة + كوب واحد كبير من اللبن الرائب.
وجبة العشاء
يتم تناول وجبة العشاء بين الساعة السابعة والساعة التاسعة مساءً، وفي اليوم الأول والثالث والسادس تكون عبارة عن بيضة واحدة مصنوعة بطريقة الأومليت وقطعة زبد صغيرة + مقدار صحن من السلطة الخضراء نصف من رغيف الخبز الأسمر + كوب واحد من الزبادي.
في اليوم الثاني والرابع والسداس يتم تناول قطعتين من الجبن + مقدار صحن من السلطة الخضراء + نصف من رغيف الخبز الأسمر أو البُر، وفي اليوم السابع يتم تناول ثلاثة ثمرات من الفاكهة + كوبين من الزبادي، وبهذا يتم تنظيم أكل النفاس بعد الولادة.
الأطعمة والمشروبات المحظورة
إن الرضيع يتأثر بكل العناصر الغذائية التي تدخل إلى جسم الأم، سواء أكان تأثير أكل النفاس بعد الولادة الذي تتناوله الأم خلال فترة الرضاعة الطبيعية إيجابيًا أم سلبيًا، لذا فإنه من الواجب على الأم أن تنتبه إلى أصناف الغذاء والمشروبات، وتلتزم بالإرشادات والنصائح في الأطعمة التي يجب تناولها، والأطعمة التي ينبغي أن تتجنبها، ومن تلك الإرشادات ما يلي:
- تجنب المشروبات الكحولية بشكل تام.
- تقليل نسبة الكافيين المتناولة وعدم الإفراط فيها؛ حيث إن الكافيين من المؤثرات على نوم الطفل.
- تجنب تناول بعض أنواع الأسماك ومنها: سمك القرمد، سمك القرش، سمك أبو سيف، سمك الإسقمري الملكي، وسمك التلفيش؛ حيث إن تلك الأنواع تحتوي على نسبة عالية من عنصر الزئبق، وهو من العناصر السامة للطفل، بالإضافة إلى أن سمك التونة فقد يحتوي أيضًا على عنصر الزئبق فيجب الانتباه عند تناول التونة أن تكون خفيفة ولا يتم تناول أكثر مما يعادل تقريبا 170 جرام لكل أسبوع.
- التقليل من المأكولات التي تحتوي على نسبة عالية من عنصر الصوديوم، والدهون المشبعة، والسكر الصناعي.
ينبغي أن تقوم الأم بمتابعة رد فعل الطفل بشكل مستمر تجاه الأطعمة التي تتناولها، وتقوم بإجراء التغيير فيها بما يلائم احتياجات الرضيع، فإذا قام الطفل مثلًا بإظهار ردة فعل سلبية فإن الأم تتعرف على الطعام الذي تناولته خلال فترة إرضاعه حتى تتجنبه.
اقرأ أيضًا: متى يكون حليب الأم مضر
هكذا نكون قد تعرفنا على أفضل أصناف الطعام التي تُصنف ضمن أكل النفاس بعد الولادة، وننصح الأم بممارسة أي نوع من أنواع التمارين الرياضية كالمشي ولو لفترة قصيرة بجانب الطعام الصحي.