هل رضا الله من رضا الوالدين
هل رضا الله من رضا الوالدين وما هو بر الوالدين فكما نعلم أن الله سبحانه وتعالى أوصانا ببر الوالدين وطاعتهما، وذلك لأن فضلهما علينا عظيمًا وكبيرًا، ولا يستحقون منا إلا البر والطاعة ما دام في شيء لا يغضب الله سبحانه وتعالى، ففي موقع شقاوة سوف نجيب على السؤال ونتعرف إلى الطرق التي نبر بها والدينا.
هل رضا الله من رضا الوالدين
إن الله سبحانه وتعالى أمرنا مرارًا وتكرارًا ببر الوالدين وطاعتهما، كما حثنا النبي صلى الله عليه وسلم على هذا الأمر في الكثير من الأحاديث الشريفة التي وردت عنه، وذلك حينما كان ينصح ويرشد الصحابة.
ذلك من أجل أن يجعلهم ينعمون برضا الله عز وجل والبعد عن عقابه وسخطه، فقال عليه الصلاة والسلام “رِضى اللَّهِ في رِضى الوالِدَينِ، وسَخَطُ اللَّهِ في سَخَطِ الوالدينِ” ]رواه الترمذي[.
فاستنتاجًا من هذا الحديث يمكن الإجابة عن السؤال بنعم، فإن رضا الله من رضا الوالدين، وفي ذلك الحديث الشريف إشارة إلى أن الله سبحانه وتعالى يرضى عن عبده إذا رضي عنه والديه.
فإنه بالإحسان إلى الوالدين وطاعتهما ينال العبد ثواب ورحمة ومغفرة من الله عز وجل، ولكن لا بد أن تكون طاعة الوالدين فيما لا يغضب الله سبحانه وتعالى.
فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم ما يفيد بعدم اتباع ما يأمر به الوالدين إذا كان شرك بالله، .
“وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِه عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا“] لقمان: 15.
كما أشار النبي عليه الصلاة والسلام في الحديث الشريف إلى أن سخط الله من سخط الوالدين، أي أن من يفعل الأشياء التي تغضب والديه أو يكون عاق لهما فإنه بذلك يغضب الله سبحانه وتعالى.
اقرأ أيضًا: حقوق الوالدين على الأبناء
كيفية بر الوالدين
بعد الإجابة عن سؤال هل رضا الله من رضا الوالدين دعونا نتعرف إلى كيفية بر الوالدين، فإن الولد الصالح يكون دائم الحرص على البحث في الأشياء التي يمكنه فعلها من أجل إسعاد والديه وبرهما.
من الجدير بالذكر أن هناك طرقًا متعددة يمكن استغلالها من أجل كسب رضا الوالدين وبالتالي كسب رضا الله سبحانه وتعالى، وتتمثل تلك الطرق فيما يلي:
1- الدعاء للوالدين
يعتبر الدعاء للوالدين من أهم وأفضل الطرق التي يبر بها الابن والديه، وفي حالة أن كان الوالدان متوفيان، فتلك الطريقة هي المثلى من أجل برهما بعد وفاتهما، وكذلك الاستغفار لهما من الأشياء التي يمكن بها تحقيق بر الوالدين بعد الوفاة.
2- التصدق للوالدين
تعد الصدقة من الوسائل التي يتقرب بها العبد إلى ربه وكذلك إن التصدق للوالدين له ثواب عظيم ومن مظاهر البر بالوالدين، سواء بعد وفاتهما أو على عين حياتهما.
3- الترويح عن الوالدين
في نطاق إجابة سؤال هل رضا الله من رضا الوالدين يمكن اعتبار الترويح عن الوالدين بصفة دائمة والعمل على خدمتهما وتقديم لهما ما يحتاجونه بشكل مستمر حتى إن لم يطلبوا ذلك، من الأمور التي يبر المرء بها والديه.
4- احترام الوالدين
الاحترام والتوقير من مظاهر بر الوالدين، سواء أمام الناس أو بين الابن ووالديه فقط، ومن الأفضل المبالغة في ذلك التوقير، وتقبيل يد الأم والأب ورأسهما، فإن في ذلك طاعة لهما ولله سبحانه وتعالى.
5- مدح الوالدين
إلى جانب إجابة سؤال هل رضا الله من رضا الوالدين فإن المدح الدائم والمبالغ فيه للآباء والأمهات يعمل على إدخال الفرحة والسرور إلى قلبهما، وكذلك لا بد أن يكون الابن دائم الشكر لما يقدمه الوالدين لرعاية وخدمة وتربية أبنائهما.
اقرأ أيضًا: فضل الوالدين على الأبناء
6- أخذ مشورة الوالدين
المشورة في أمور الحياة من أهم ما يشعر الوالدين بمكانتهما في حياة أبنائهما، ففي حالة إقبالك على خطوة مهمة في حياتك مثل خطوة الزواج أو السفر.
فلا تأخذ قراراتك بعيدًا عنهما وأجعل لهما نصيبًا في اتخاذ ذلك القرار، هذا الأمر يعتبر من أهم مظاهر بر الوالدين وطاعة الله سبحانه وتعالى.
7- الاتصال بالوالدين
الحرص على التواصل الدائم مع الوالدين إذا كان الابن في مكان بعيد عنهما، ومداومة الزيارة، وإظهار الاهتمام بهما والحرص على البقاء معهما أطول فترة ممكنة، كل تلك الأشياء تعد من الطرق التي تبر بها والديك.
8- طاعة الوالدين
استمرارًا في الإجابة عن سؤال هل رضا الله من رضا الوالدين يمكن القول إن تلبية نداء الوالدين والإنصات الدائم لحديثهم وإظهار الاهتمام بما يريدون قوله، واستجابة جميع طلباتهما، طالما لم يكن فيها إغضاب لله سبحانه وتعالى.
عقوق الوالدين
لا يوجد شك أن عقوق الوالدين من الأفعال الشنيعة التي حرمها الله سبحانه وتعالى في الإسلام ونهى عنها رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
فانطلاقًا من الإجابة عن سؤال هل رضا الله من رضا الوالدين دعونا نقول إن عقوق الوالدين هو تعبير للإشارة إلى مخالفة الوالدين وعدم طاعتهما.
كذلك وفعل الأشياء التي تحزنهما أو تؤذيهما، فهيا نتعرف إلى مظاهر عقوق الوالدين وجزاءه عند الله سبحانه وتعالى في الدنيا والآخرة.
اقرأ أيضًا: ما هو بر الوالدين
مظاهر عقوق الوالدين
يوجد العديد من المظاهر التي تصف عقوق الوالدين، والعديد من الأفعال التي من شأنها أن تجعل الله سبحانه وتعالى يغضب على عبده.
ذلك لما قاله النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الشريف السابق ذكره أن غضب الله وسخطه من غضب الوالدين، وفيما يلي سوف نسلط الضوء على أبرز الأفعال التي يمكن القول عليها عقوقًا للوالدين:
1- قول القبيح من الكلام
في إطار الحديث حول سؤال هل رضا الله من رضا الوالدين فدعونا نقول إن أحد المظاهر التي تعبر عن عقوق الوالدين هو التفوه بالكلمات القبيحة التي لا تليق أن تقال إلى الوالدين، كذلك النظر بغضب وتعريضهما للمواقف المحرجة أمام الناس، والذكر الدائم لعيوبهما.
2- عدم مساعدتهما في الإنفاق
من مظاهر عقوق الوالدين هو أنه عندما يكبر الابن ويتقيد في وظيفة ما، فإنه يترك الإنفاق على والديه دون أن يساعدهما في شيء، وإذا فعل ذلك فإنه يمن عليهما دائمًا أمام الناس.
3- عدم المساعدة في أعمال البيت
إن عدم مساعدة الأم والأب في الأعمال الشاقة التي يفعلونها في المنزل وعدم الجلوس معهما وعدم قضاء حاجاتهما، من الأشياء التي تدل على عقوق الوالدين، كذلك إهمال رأيهما دون التفكير في شعورهما والاستغناء عن وجودهما في حياة الابن.
4- عدم الدعاء لهما والاستغفار
تتبعًا لذكر الإجابة عن سؤال هل رضا الله من رضا الوالدين فإن عدم الدعاء للوالدين وعدم الاستغفار لهما وإخراج الصدقة لهما من الأمور التي تعتبر عقوقًا للوالدين، كما يعتبر قطع الصلة مع أقاربهما من مظاهر عقوق الوالدين.
5- الأفعال الغير أخلاقية
إن ارتكاب الأعمال التي تعتبر منافية للأخلاق مما يؤذيهما، والذهاب بهما إلى دار المسنين، من الأشياء التي تجعل صاحبها عاقًا لوالديه، مما يغضب الله سبحانه وتعالى.
6- التأمر عليهما
فص صدد الإجابة عن سؤال هل رضا الله من رضا الوالدين إن الابن الذي يعمل على أمر الأم بفعل ما يرضيه وإكثار الأعباء عليها فإنه بذلك يكون عاقًا، مثل الولد الذي يأمر أبوه أن يعمل ويعطيه المال، ويأمر الأم أن تنظف وتغسل ملابسه، دون أن يشكرها أو يذكر فضلهما عليه.
7- مقاطعة الوالدين
إن الابتعاد عن الوالدين وعدم الحديث معهما ومقاطعتهما من الأفعال السيئة التي تؤدي بأن ينال صاحبها غضب والدين ومن ثم غصب الله عز وجل، كذلك الحال إذا أكثر الابن من تكذيب أبوه وأمه وأكثر من الجدال معهما، وقل من احترامهما أمام الناس.
اقرأ أيضًا: موضوع عن بر الوالدين قصير للأطفال
جزاء عقوق الوالدين
في نطاق إجابتنا عن سؤال هل رضا الله من رضا الوالدين لا يوجد جدال في أن عقوق الوالدين له جزاء عند الله في الدنيا وفي الآخر، فإن الله عز وجل نهى عباده عن إغضاب الوالدين وعدم الإحسان إليهما.
فقال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم “وَقَضى رَبُّكَ أَلّا تَعبُدوا إِلّا إِيّاهُ وَبِالوالِدَينِ إِحسانًا إِمّا يَبلُغَنَّ عِندَكَ الكِبَرَ أَحَدُهُما أَو كِلاهُما فَلا تَقُل لَهُما أُفٍّ وَلا تَنهَرهُما وَقُل لَهُما قَولًا كَريمًا“]الإسراء: 23[.
ففي تلك الآية أمر صريح بأن يبر الأبناء آبائهم، ونهي عن نهرهما وإيذائهما ولو حتى بالكلام، وفي ذلك دليل على عظمة عقاب من يفعل هذا الأمر.
كذلك فذكر النبي صلى الله عليه وسلم عظمة عقاب من يفعل الأعمال التي تعد من عقوقًا للوالدين، بأن وصف هذا الفعل أنه من الكبائر، وجميعنا نعرف جزاء فعل الكبائر.
فإن الله يعاقب من يفعل الكبائر عقابًا شديدًا في الدنيا والآخرة، فقال صلى الله عليه وسلم “ألا أخبركم بأكبر الكبائر قالوا: بلى يا رسول اللَّه. قال: الإشراك باللَّه، وعقوق الوالدَين“]رواه البخاري.
ففي ذلك الحديث الشريف ساوى النبي عليه أفضل الصلاة والسلام بين الإشراك بالله وعقوق الوالدين، فما برأيكم يمكن أن يكون جزاء هذا الأمر لا شك أن جزاء الشرك بالله عز وجل هو النار والعذاب، فبالتالي هو نفس جزاء عقوق الوالدين.
إن الله سبحانه وتعالى أرشدنا إلى الطريق الصحيح في التعامل مع الوالدين ونهى عما يغضبهم، لأنه إذا غضب الوالدين وجزنا بسبب فعل الأبناء، فلا جدال في أن الله سوف يغضب عليهما حتى يتوبوا ويصلحوا ما أفسدوه مع آبائهم.