حقوق الوالدين على الأبناء

حقوق الوالدين على الأبناء من أعظم الحقوق الواجبة على الأبناء؛ لأن الوالدين هم من قاموا بتربية الأبناء وعملوا على إنشائهم نشأة صالحة، ومن أبسط الأمور الواجب على الأبناء أن يبروهم، ومن خلال موقع شقاوة سنقدم لكم حقوق الوالدين على الأبناء.

حقوق الوالدين على الأبناء

إن حق الأم والأب على الابن من أهم الحقوق على الإنسان، فلقد سهرت الأم الليالي على رعاية الأبناء وهم صغار، وعمل الأب ليل ونهار لتوقير المعيشة الكريمة للأطفال، ولم ينتهِ دور الأب والأم على الصغر فقط فالوالدين هم من يقوموا على رعاية الأبناء حتى في الكبر.

حيث يشغل الكثير من الآباء والأمهات مستقبل الأبناء حينما يكبروا، ويعملوا بأقصى جهدهم على توفير جميع العوامل التي تساعد الأبناء على مستقبل جيد لأنفسهم ومقابل ما يفعلون لا بد أن يقوم الأبناء بتأدية الدور الحسن نحوهم.

فقد أوصى الله والرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ على البر بالأم والأب وأكدوا على حقوقهم، ومن خلال الفقرات التالية سنقدم لكم الحقوق الواجبة على الأبناء تجاه الأب والأم.

1- الاستجابة للأوامر والابتعاد عن عصيانهم

من أولى حقوق الوالدين على الأبناء أن يعملوا على طاعة الوالدين واجتناب معصيتهما، وتكون الطاعة فيما يرضى الله ويحب، حيث إن لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وحق الوالدين مقدم على حق من دونهم.

قد أوصى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جميع المواقف التي عرضت عليه من الجهاد في سبيل الله أم بر الوالدين، فأكد على أن يقوم الأبناء ببر الآباء والأمهات.

فقد قدم الله ورسوله حق الوالدين على حق من دونهما، وجاء حق الوالدين بعد حق الله مباشرة، وهناك حالة واحدة فقط تقدم فيها حق ما دون الوالدين على الابن، وهي حالة الزوجة فإن حق زوجها مقدم على حق والديها.

الدليل على أن حق الزوج مقدم على حق الوالدين جاء في السنة النبوية في العديد من المواضع، فمن أحاديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ الدالة على ذلك هو حديث روي عن أبي هريرة رضى الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “لو كنْتُ آمِرًا أحدًا أنْ يَسْجُدَ لِأَحَدٍ، لَأَمَرْتُ المرأةَ أنْ تَسْجُدَ لِزَوْجِها” سنن الترمذي.

اقرأ أيضًا: الأحاديث النبوية التي تناولت حقوق الطفل

2- الإحسان إلى الوالدين

من ثاني حقوق الوالدين على الأبناء هو الإحسان إليهم، وذلك يكون عن طريق الفعل والقول، وللإحسان العديد من الأوجه، مثل: حسن المعاملة وتقدير فارق السن بينهم وبين الوالدين واحترام طريق التفكير.

بالإضافة إلى محاولة تفهم الخوف والقلق الذي يكون من جهة الآباء والأمهات على الأبناء خاصة في سن المراهقة؛ لأن هذا السن من الممكن أن يتخلل أصحاب السوء إلى الأبناء وفي هذه الحالة يكون خوف الوالدين شديد، وتبدأ نصائحهم بشكل مستمر إلى الأبناء فعل الأبناء أن يتفهموا والديهم في تلك الفترة، ويعملوا على طاعتهم.

كما أنه على الأبناء الناضجين الصالحين أن يتجنبوا صحبة السوء؛ لأن الصحبة السيئة تدفع المرء إلى ترك الطاعات والصالحات، ومن ضمن تلك الطاعات حق الوالدين.

3- خفض الجناح

من ثالث الحقوق الواجبة على الأبناء تجاه الآباء والأمهات أن يقوموا بخفض الجناح إلى الوالدين، وهذا أمر من أوامر الله التي أعدها للعباد، حيث قال الله عز وجل: (وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) [الإسراء: 24].

المعنى المقصود من خفض الجناح هو أن يتواضع الأبناء عند التعامل مع الوالدين ويتذللوا إليهم والتذلل لا يكون إلا لعزيز، والتذلل للوالدين واجب خاصة في مرحلة الكبر، فمن سبل البر بالوالدين أن يقوم الأبناء على طاعة الوالدين وعدم التعرض لهما إلا بكل خير.

في الكثير من الأحيان يزداد عند الوالدين الكبار في السن الشعور بالغضب والعصبية بشكل سريع، فعلى الأبناء أن يتفهموا ذلك، وهنا يتجلى المعنى الحقيقي لخفض الجناح للوالدين، فهذا التعبير قريب كثيرًا من صور الطير القادر على الطيران وأن يحلق بعيدًا لكنه اختار أن يخفض جناحيه ويمكث من أجل أمر ما، وما أجله وأعظمه من أمر أن يخفض الابن جناحيه للوالدين.

4- حسن المعاملة

من أهم الأمور عند الحديث عن حقوق الوالدين على الأبناء حسن المعاملة، مثل أن يقوم الأبناء بملاطفة الوالدين، والحديث معهم بلين وحب، والحديث معهم بصوت منخفض فلا يجب أن يرتفع صوت الأبناء على الآباء حتى لو أن هناك معضلة ما على الأبناء أن يتحكموا في أنفسهم ويكونوا أكثر احترامًا عند الحديث مع والديهم.

من حسن المعاملة أيضًا أن يصغي الأبناء للآباء والأمهات عند الحديث، ويكون الإصغاء عن طريق الانتباه بجميع الحواس والجوارح، فلا يصح أن يتحدث الآباء أو الأمهات مع الأبناء ويكون الابن غير منتبه له، مثل أن يكون واضعًا وجهه في الهاتف أو أن يكون واضعًا سماعات الهاتف في أذنيه، ويجب أن يحذر الأبناء من الكذب على الوالدين بأي عذر كان، فالصدق من أهم الأسس التي تبنى عليها العلاقات، ولا سيما علاقة قوية مثل علاقة الأبناء بالوالدين.

من حسن المعاملة أن يجلس الأبناء أمام الوالدين بكل أدب واحترام، ويجب الحذر والابتعاد عن كل ما يشعرهم بالإهانة أو عدم التقدير والتوقير لهم.

فعلى الأبناء أن يجلسوا بالطريقة المناسبة دون أن يقوموا بمد الرجلين أو الاضطجاع أو التعري أو فعل أي شيء من الأمور المنهي عنها والتي تخالف مبادئ الأدب والاحترام.

كما أنه من حسن الأدب في التعامل مع الوالدين أن يتجنب الابن المشاجرات مع والديه أو إثارة غضبهم، بل عليه أن يقوم بحل المشكلات العائلية الموجودة.

من حسن المعاملات مع الوالدين ألا يمن الابن عليهم بالمعروف الذي يفعله؛ لأن هذه تعد من مساوئ الأخلاق، فالمن بصنائع المعروف من أقبح الأخلاق ولا سيما إذا كانت في حق الوالدين.

من الأمور الحسن التي تعد من حقوق الوالدين على الأبناء أن يقوم الابن بتلبية نداء الوالدين بسرعة في حالة الانشغال أو عدم الانشغال.

اقرأ أيضًا: قصة عن الأمانة للأطفال وما هو تعريف الأمانة وأنواعها

5- التودد للوالدين

من الأمور المحببة إلى الله ورسوله أن يتحبب الابن إلى والديه، مثل أن يقابلهما بوجه بشوش وأن يعمل على الترحيب بهما بجميع الوسائل المحببة إليهما، وأن يتجنب العبوس في وجههما.

بالإضافة إلى الفرح بالأوامر التي يملينها عليه وعدم الضجر والتأفف في وجهيهما، فقد قال الله عز وجل في كتابه الكريم: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) [الإسراء: 23].

ففي الآية السابقة الأمر واضح من الله عز وجل أن يحسن الابن معاملة والديه، فكلمة “أف” كلمة بسيطة مكونة من حرفين لكنها عزيزة عند الله عز وجل أن تُقال للوالدين، ومن خلالها يسقط غضب الله على الابن، فلا بد على الأبناء أن يحرصوا على طاعة الوالدين بكافة الطرق وأن يتجنبوا الإساء إليهما.

من طرق التودد إلى الوالدين تقبيل اليدين والجبين فعندها يبدأ السلام والاطمئنان في قلب كلًا من الأب والأم ويشعرون حينها أنهم أحسنوا تربية الابن أو البنت.

بالإضافة إلى الإفساح لهما في مجالس الحديث وعدم مقاطعتهم، والحرص على المشي أمامهم في الليل بغرض توفير الحماية لهم خاصة إذا كان الطريق معتمًا، والمشي خلفهم في النهار.

6- إصلاح ذات البين

من أهم سبل طاعة الوالدين أن يقوم الابن بإصلاح ذات البين خاصة إذا كان بين الوالدين، ففي حالة وجود أمر ما بين الوالدين أدى إلى عدم الوفاق أو إفساد العلاقة بينهما، فعلى الابن أن يقوم بالإصلاح بينهما، ومن سبل الإصلاح أن يعمل الابن على تقريب وجهات النظر المختلفة بينهما.

7- الاستئذان

المقصود هنا أخذ الأذن من الوالدين قبل الدخول عليهما، ففي بعض الأحيان قد لا يرغب الوالدين في رؤية أحد أو دخول أحد عليهما.

بالإضافة إلى أن الاستئذان منهما قبل الخروج مع الأصدقاء والأصحاب فإن أذنا فلا مانع، أما في حالة عدم موافقتهما فلا بد من أن يطيع الابن أوامرهما ويحترمهما، ففي أمور مثل السفر إلى بلد أخرى أو السكن في مكان آخر فلا بد أن يأخذ الابن رضا الوالدين قبل القدوم على مثل هذه الخطوة.

كما أن الحرص على نيل رضا الوالدين قبل إجراء أي أمر تعد من الأمور الجيد التي يجزي الله بها، ومن أهم الأسباب التي تيسر حدوث هذا الأمر.

8- التذكر بالله

استمرارًا لحديثنا عن حقوق الوالدين على الأبناء فإن من حق الوالدين على الأبناء أن يقوموا بتذكرة والديهما بطاعة الله عز وجل، ويتم ذلك من خلال تعليمهما الأمور الدين الغافلون عنها أو التي يجهلونها من الأساس، وتكون التذكرة بالله عن طريق الامر بالمعروف والنهي عن المنكر بالتعامل الحسن.

فيجب على الابن أن يكون لطيفًا صابرًا أثناء تعليمهم أمور الدين أو عند تصحيح بعض الأمور الدينية لهم، وهذا الأمر من خير ما بقوم به المسلم تجاه إخوانه، فما بالكم بأن يقوم به مع والديه أقرب الناس إليه.

9- المحافظة على سمعة الوالدين

من أعظم الأمور التي من الممكن أن يقوم بها الأبناء للآباء هي أن يحافظوا على سمعة والديهم من خلال العديد من الأمور، مثل:

  • المحافظة على الاختلاط بالصالحين، والابتعاد عن الأشخاص السيئين.
  • الحرص على عدم التواجد في أماكن مشبوهة من الممكن أن تؤذي سمعة الوالدين بالإضافة إلى الأبناء.
  • الحفاظ على الظهور بمظهر جيد غير شاذ أو منافي للأخلاق.
  • عدم الحديث بأسلوب سيئ مع الأخرين.

10- الدعاء للوالدين

يعد الدعاء للوالدين حق من حقوق الوالدين على الأبناء بل إنه من أهم الحقوق التي تعود على كلًا من الوالدين والأبناء في الدنيا والاخرة، فهي من الأمور التي أوصى بها الرسول صلى الله عليه وسلم وأمر بها الله عز وجل، قال الرسول صلى الله عليه وسلم أنها من أعظم الصدقات وخير ما يتركه المرء خلفه.

عن أبي هريرة رضى الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “ِذَا مَاتَ الإنْسَانُ انْقَطَعَ عنْه عَمَلُهُ إِلَّا مِن ثَلَاثَةٍ: إِلَّا مِن صَدَقَةٍ جَارِيَةٍ، أَوْ عِلْمٍ يُنْتَفَعُ بِهِ، أَوْ وَلَدٍ صَالِحٍ يَدْعُو له.صحيح مسلم.

فهذه من سبل البر بالوالدين بعد الممات، ففي حالة قصر الابن في أي واجب من الواجبات المفروضة عليه تجاه والديه فعليه أن يكثر من الدعاء والاستغفار لهم بعد وفاتهم.

لماذا يجب على الأبناء أن يبروا والديهما

استكمالًا لحديثنا عن حقوق الوالدين على الأبناء حري بنا أن نذكر السبب من بر الوالدين، غير الفطرة التي تقود الإنسان إلى طاعتهما، فقد قرن الله طاعة الوالدين والبر بهما بعبادته وأعدها من أحد سبل شكره عز وجل، وقد جاء ذكر الوالدين في كثير من آيات القرآن الكريم، حيث تم ذكر حق الوالدين بعد حق الله عز وجل، ومن هذه الآيات:

  • قال الله تعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) [النساء: 36].

فقد جاء ذكر الوالدين بعد ذكر الله؛ لأن حق الله مقدم على حق العباد، وحق الوالدين مقدم على حق من دونهما من العباد.

  • قال الله تعالى: (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) [الانعام: 151].
  • قال الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [لقمان 14].

اقرأ أيضًا: موضوع عن بر الوالدين قصير للأطفال

أشكال البر بالوالدين بعد موتهما

في نطاق الحديث عن حقوق الوالدين على الأبناء، فإن تلك الحقوق ليست في حياة الوالدين فقد بل تستمر حتى بعد الممات، وهذا من رحمة الله بالعباد، فهناك الكثير من الأبناء الذين لم يتمكنوا من التواجد بجانب الأب والأم.

كما أن هناك العديد من الأبناء الذين تعرضوا إلى فقدان والديهما في الصغر فقد أعطى الله هؤلاء الفرصة لطاعة الوالدين بعد الممات، ومن خلال النقاط التالية سنعرض لكم أشكال البر المختلفة بالوالدين.

  • من أولى الأمور التي من الممكن أن يقوم بها الأبناء تجاه والديهم هي الدعاء لهم والإكثار من الاستغفار، فقد قال النبي إبراهيم عليه السلام: (رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَن دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلَا تَزِدِ الظَّالِمِينَ إِلَّا تَبَاراً) [نوح: 28].
  • بالإضافة إلى القيام بإنفاق الصدقات بالنية الإحسان على الوالدين بعد الممات.
  • من الممكن أيضًا أن يقوم الابن بقضاء ما على الوالدين من الديون، فهذا سبب من أسباب الرحمة للوالدين، فعن أبي هريرة عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: نفس المؤمن مُعَلّقة بدَيْنِه حتى يُقْضى عنهسنن الترمذي.

عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: يُغْفَرُ لِلشَّهِيدِ كُلُّ ذَنْبٍ إلَّا الدَّيْنَ.” صحيح مسلم.

  • من الممكن أيضًأ أن يقوم الابن بقضاء الكفارات التي كانت على الوالدين أن يقضوها في الدنيا مثل: كفارات اليمين، وكفارات القتل الخطأ.. وغير ذلك.
  • قضاء ما على الوالدين من الصوم، فعن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: جَاءَتِ امْرَأَةٌ إلى رَسولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَتْ: يا رَسولَ اللهِ، إنَّ أُمِّي مَاتَتْ وَعَلَيْهَا صَوْمُ نَذْرٍ، أَفَأَصُومُ عَنْهَا قالَ: أَرَأَيْتِ لو كانَ علَى أُمِّكِ دَيْنٌ فَقَضَيْتِيهِ، أَكانَ يُؤَدِّي ذَلِكِ عَنْهَا قالَتْ: نَعَمْ، قالَ: فَصُومِي عن أُمِّكِ.” صحيح مسلم.
  • إكرام الأقارب والأصدقاء من بعدهما، فعن عبد الله بن عمر رضى الله عنهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: أنَّ رَجُلًا مِنَ الأعْرَابِ لَقِيَهُ بطَرِيقِ مَكَّةَ، فَسَلَّمَ عليه عبدُ اللهِ، وَحَمَلَهُ علَى حِمَارٍ كانَ يَرْكَبُهُ. وَأَعْطَاهُ عِمَامَةً، كَانَتْ علَى رَأْسِهِ فَقالَ ابنُ دِينَارٍ: فَقُلْنَا له: أَصْلَحَكَ اللَّهُ إنَّهُمُ الأعْرَابُ وإنَّهُمْ يَرْضَوْنَ باليَسِيرِ، فَقالَ عبدُ اللهِ: إنَّ أَبَا هذا كانَ وُدًّا لِعُمَرَ بنِ الخَطَّابِ، وإنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ يقولُ: إنَّ أَبَرَّ البِرِّ صِلَةُ الوَلَدِ أَهْلَ وُدِّ أَبِيهِ.” صحيح مسلم.
  • من صور حقوق الوالدين على الأبناء والبر بالوالدين أن يقوم الابن التصدق عن الوالدين، فعن عبد الله بن عباس رضى الله عنهما عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: “أنَّ سَعْدَ بنَ عُبَادَةَ رَضِيَ اللَّهُ عنْه تُوُفِّيَتْ أُمُّهُ وَهو غَائِبٌ عَنْهَا، فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ إنَّ أُمِّي تُوُفِّيَتْ وَأَنَا غَائِبٌ عَنْهَا، أَيَنْفَعُهَا شيءٌ إنْ تَصَدَّقْتُ به عَنْهَا قالَ: نَعَمْ، قالَ: فإنِّي أُشْهِدُكَ أنَّ حَائِطِيَ المِخْرَافَ صَدَقَةٌ عَلَيْهَا” صحيح البخاري.

يعد بر الوالدين من الأعمال التي تقرب العبد إلى الله، وهي أحد الأسباب التي تجعل المرء في أعلى درجة من درجات الجنة، فإن أفضل الأعمال إلى الله بعد الصلاة على وقتها هي بر الوالدين.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا