متى تحرم الزوجة على زوجها إذا هجرها

متى تحرم الزوجة على زوجها إذا هجرها وما الحالات التي يكون بها الهجر جائزًا لقد أمر الله الرجال أن يعاشروا النساء بالمعروف والمودة والرحمة، الزواج هو الميثاق يشترك فيه الزوجين في كل شيء ولكل منهما حق على الآخر لابد أن يفي به حتى تصبح تلك المنظومة ناجحة لذا ومن خلال موقع شقاوة سوف نتناول متى تحرم الزوجة على زوجها إذا هجرها

متى تحرم الزوجة على زوجها إذا هجرها

إن تحريم الرجل لزوجته عليه وهجرها لا يعد جائزًا إذا لم يقم بتطليقها أو هناك سبب شرعي لذلك حيث إنه في تلك الحالة إذا لم يكن الزوج سوف يشرع في الطلاق وقام بتحريم زوجته عليه كتحريم أمه فإن ذلك إثم عظيم فقد قال الله تعالى:

(الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنكُم مِّن نِّسَائِهِم مَّا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ ۖ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ ۚ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنكَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا ۚ وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ (2) سورة المجادلة الآية 2

في تلك الحالة يجب على الزوج أن يكفر عما قاله وذلك لأن ذلك التحريم الذي فعله يطلق عليه في الشرع اسم الظهار وهو من ضمن الأمور المنهي عنها في الإسلام، على أن تكون كفارة ذلك الظهار هو أن يرجع إلى الله ويتوب عن قوله،  لذلك يقوم بإعتاق رقبة مؤمنة فإذا لم يكن في مقدرته أن يقوم بذلك فإن الله أجاز له الصوم لمدة ستين يومًا.

أما إذا لم يستطع أن يقوم بأحد من الأمور السابقة لأي عذر شرعي فإنه فلابد أن يقوم بإطعام ستين فردًا من المساكين وهذا ما يجب أن يقوم به قبل أن يتمكن من معاشرة زوجته من جديد، نتيجة اقترافه مثل ذلك الذنب العظيم وهذا ما أمر به الله تعالى في كفارة الظهار.

الدليل على ذلك قول الله تعالى: (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِن نِّسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِّن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۚ ذَٰلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِن قَبْلِ أَن يَتَمَاسَّا ۖ فَمَن لَّمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ۚ ذَٰلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ۚ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۗ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4)) سورة المجادلة من الآية 3 إلى الآية 4.

اقرأ أيضًا: هل يمكن إرجاع الزوجة بعد صدور وثيقة الطلاق البائن

متى يكون الهجر جائزًا

على الرغم من تحريم هجر الزوج على زوجته بدون سبب بيّن فلقد تعرفنا من خلال الإجابة على سؤال متى تحرم الزوجة على زوجها إذا هجرها أن نشوز الزوجة عن زوجها يعد أحد الأسباب التي تبيح على الزوج أن يهجر زوجته لمدة، كما أنه من ضمن مظاهر النشوز هي خروج الزوجة عن طاعة زوجها وفعلها لما يكره وعدم التبسم في وجهه أبدًا حيث إنه يستمر ذلك الهجر باستمرار نشوزها.

فبمجرد رجوع الزوجة عما كانت تفعل ينتهي ذلك الهجر، وعلى الرغم من أن هجر الزوج زوجته في تلك الحالة ليس محرمًا إلا أنه يجب عليه ألا يلجأ إليه في البداية، حيث إن الله -عز وجل- أمر الأزواج بأن يقوموا بنصح زوجاتهم بالحسنى وعدم التعدي عليهم بأي شكل كان وتذكيرهن بأن ما يقمن بفعله يغضب الله تعالى.

في حالة عدم استجابة الزوجة إلى ما قاله زوجها ففي تلك الحالة سوف يقوم بهجرها ولا يقصد بالهجر هنا هو ترك البيت لها لأنه وإذا فعل ذلك يأثم لكن الهجر يُقصد به الإعراض عن معاشرتها، وإذا لم تعد الزوجة عن نشوزها على الرغم من قيام الزوج بكل ذلك يجب عليه في تلك الحالة أن يضربها ولكن ليس بهدف الإيذاء والانتقام منها.

كما أنه لابد أن يكون ذلك الضرب غير مبرح وكل ذلك يكون بهدف الإصلاح بين الزوجين وليس بهدف إرضاء لنفسه بفعل ذلك، لأنه في تلك الحالة يُحرم عليه أن يتبع الضرب معها ومع ذلك يجب أن يعلم أن الله مطلع على ما يقوم به فليتقي الله فيها.

الدليل على ذلك قول الله تعالي في سورة النساء: (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ۚ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللَّهُ ۚ وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ ۖ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا) الآية 45.

مدة الهجر

من خلال الإجابة على سؤال متى تحرم الزوجة على زوجها إذا هجرها يمكن القول إن الفقهاء اختلفوا في تحديد مدة الهجر إلى قولين، حيث إن القول الأول يشير إلى أن الزوج هو من يحدد أقصى مدة للهجر وذلك حتى ترجع زوجته عن نشوزها ذلك، وهذا ما اتفق عليه جمهور العلماء وبالتالي فإن ذلك الهجر غير مقيد بمدة معينة.

أما القول الثاني فإن مدة للهجر تتراوح ما بين الثلاثون يومًا إلى أن تصل إلى أربعة أشهر، وهذا ما أقره المذهب المالكي أن أقصى مدة هي أربعة أشهر ومن غير الجائز أن تزيد مدة الهجر عن ذلك.

اقرأ أيضًا: حكم هجر الزوج لزوجته أكثر من أربعة أشهر

حقوق الزوجة على زوجها

لقد أمر الله -عز وجل- الرجل بحسن معاملة النساء وجاء الكثير من الأحاديث في ذلك الأمر فقد كان النساء في الجاهلية يعانين من القهر والظلم والمعاملة السيئة للغاية فقد كانت المرأة يتم وأدها، ومن خلال إجابتنا على سؤال متى تحرم الزوجة على زوجها إذا هجرها يمكننا القول إن من ضمن حقوق الزوجة على زوجها ما يلي:

1- الحقوق المالية

على الزوج أن يتكفل بكافة شؤون زوجته المالية فمن حق الزوجة أن يطعمها زوجها ويوفر لها مكان تعيش به والكِساء المناسب لها وهو من ضمن الحقوق التي يجب على الزوج أن يفي به، حيث إن الزوج يجب أن يكون قوام على زوجته وذلك لا يتم إلا من خلال اهتمامه بشئونها.

من ضمن الأمور التي يجب أن يؤديها أن يعطي زوجته مهرها كاملًا غير منتقص منه شيئًا ويحق لها التصرف فيه دون تدخل من أحد، فالدليل على ذلك قول الله تعالى: (وَآتُوا النِّسَاءَ صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً ۚ فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا) سورة النساء الآية 4

ففي الآية إشارة إلى أنه لا يتم نكاح المرأة إلا من خلال إيفاء الزوج بالصداق، عند إيفاء الزوج بحقوق زوجته لابد من أن يكون محسنًا فلا يجب أن يمُن عليها بما ينفق.

2- حُسن المعاشرة

حث الإسلام الزوج على ضرورة إيفاء الزوجة حقها وعدم إيذائها وأن يعطيها كافة حقوقها إذا كان ذو مقدرة فإذا لم يكن الزوج يستطيع أن يصون زوجته وأن يحسن معاشرتها فإنه يُحرم من الخير.

كما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فمن ضمن مظاهر المعاشرة بالمعروف هي القول الطيب فلا يجب أن يكون الزوج جافًا أو عنيفًا مع زوجته.

فالزوج يجب أن يكون صبورًا على زوجته وأن يتحمل زلاتها فمن منا لا يخطئ لأن هذه الفطرة التي جُبلنا عليها، وإن أراد أن يُقوم زوجته فذلك لا يتم إلا برفق.

كما أن للزوجة الحق في عيش حياة كريمة مصونة في كنف زوجها فقد روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (واسْتَوْصُوا بالنِّساءِ خَيْرًا) فقد أوصى رسول الله الرجال بالنساء فهن المؤنسات الغاليات.

اقرأ أيضًا: أنواع المشاكل الزوجية وحلولها

حق الزوج على زوجته

كما للزوجة حقوق على زوجها لابد أن يفي بها فإن للزوج بعض الحقوق وهي أنه يجب على الزوجة ألا تخرج من بيت زوجها إلا بإذن منه وهذه أبسط حقوقه عليها، كذلك على الزوجة أن تقوم بحفظ الزوج في غيابه وهذا ما يعرف بالطاعة.

فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تَصُمِ المَرْأَةُ وبَعْلُها شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، ولا تَأْذَنْ في بَيْتِهِ وهو شاهِدٌ إلَّا بإذْنِهِ، وما أنْفَقَتْ مِن كَسْبِهِ مِن غيرِ أمْرِهِ، فإنَّ نِصْفَ أجْرِهِ له).

أشار الحديث هنا أنه على الزوجة أن تعطي زوجها لكن ليست طاعة في معصية الله، ففي حالة كانت سوف تصوم بوجه التطوع فإن طلب منها ألا تصوم فيجب عليها أن تطيعه في ذلك.

قد نص الحديث أيضًا على أن الزوجة لا يجوز أن تدخل بيتها أحدًا إلا بإذن منه ويحق الزوج أن يعظ زوجته بالمعروف وذلك في حالة الهجر.

كما أن خدمة الزوج هي أحد حقوقه عليها حيث إن الله أمر الزوجة أن تبذل قدر ما تستطيع من أجل زوجها وحفظ سر زوجها وألا تفشي به لأي أحد حتى وإن كان الأشخاص الذين سوف تتحدث معهم هم أهلها أو أهل زوجها.

فعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (إنَّ مِن أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَومَ القِيَامَةِ، الرَّجُلَ يُفْضِي إلى امْرَأَتِهِ، وَتُفْضِي إِلَيْهِ، ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا.).

لابد أن نعلم الحالات التي يجوز فيها هجر الزوج لزوجته لتجنب الشقاق الذي قد يحدث بين الزوجين مما يتسبب في ارتكابهم لإثم عظيم.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا