أثر الطلاق على حياة الأبناء الاجتماعية والنفسية

أثر الطلاق على حياة الأبناء الاجتماعية والنفسية بالغ الخطورة، فعندما يرغب الزوجان في الطلاق كل ما يشغلهم هو التخلص من المشكلات التي يعانون منها، ولا يفكرون في حياة أبنائهم والأثر النفسي الذي سوف يعود عليهم نتيجة تلك الخطوة، لذلك سنوضح اليوم أثر الطلاق على حياة الأبناء النفسية والاجتماعية من خلال موقع شقاوة.

أثر الطلاق على حياة الأبناء الاجتماعية والنفسية

لقد أصبح الطلاق ظاهرة ومشكلة اجتماعية تُعاني منها الكثير من الأسر، فكم من الأسر تفككت وأصبح الأبناء عبارة عن ريشة تعصف بها رياح الحياة، لما يواجهون من آثار نفسية، واجتماعية، خاصة وإذا لم يجد هؤلاء الأطفال من يحتويهم ويرمم الكسر الذي قام به الوالدان.

يختلف أثر الطلاق على الأطفال باختلاف أعمارهم، فالطفل الصغير تقبله لفكرة الطلاق غير المراهق مثلًا، كما أن ارتباط الأبناء بأحد الأبوين قد يُحدث شرخًا لا يداويه الزمن، وفيما يلي سوف نطرح أثر الطلاق بشكل مُفصل على الأبناء.

اقرأ أيضًا: هل يمكن إرجاع الزوجة بعد صدور وثيقة الطلاق البائن

التأثير النفسي للطلاق على الأطفال

عند الحديث عن أثر الطلاق على حياة الأبناء الاجتماعية والنفسية، يُعد الجانب النفسي هو الأهم، لأن حالتهم النفسية وتقبلهم للأمر هو الذي سيجعلهم قادرين على مواجهة مشكلات الحياة، وتلك الآثار الاجتماعية الناجمة عن الطلاق.

هناك الكثير من المشاعر التي تُلاحق الطفل في ذلك الوقت وقد تعصف بكيانه كله ومنها:

  • الشعور بالحزن وعدم الأمان خاصة عندما يكون الأطفال في سن صغير، فالأمان بالنسبة للطفل هو الحياة في أسرة من أب وأم لا يستطيع الطفل الانفصال عن واحد منهما، فلكلٍ منهما دوره وأهميته في حياة الطفل، لذلك تُسيطر على الطفل في تلك الظروف مشاعر القلق.
  • قد يشعر بعض الأطفال شديدي الحساسية بأنهم قد يكونون سببًا في الطلاق، وقد يُهيأ لهم تفكيرهم عدم رغبة أحد الأبوين في وجودهم في حياته، مما ينتج عن ذلك الكثير من المشاعر السلبية التي تؤثر على شخصية الطفل وتكوينه.
  • بعض الأطفال بعد انفصال الأبوين تظهر عليهم بعض السلوكيات المضطربة، كالعنف في بعض الأحيان مع أصدقائه في المدرسة، وتكون تلك التصرفات نتيجة الضغط النفسي الذي يعيش فيه الطفل، وأحيانًا تكون نتيجة الغيرة من زملائه لأنهم يعيشون حياة مُستقرة.
  • قد يؤدي انفصال الأبوين إلى ميل الطفل إلى العزلة وعدم الانخراط في الحياة، وذلك نتيجة مشاعر الحزن التي تُسيطر عليه.
  • الشعور بعدم الأمان وقد يعتقد الطفل أن الأم أيضًا قد تتخلى عنه في يوم من الأيام، مما يؤدي إلى ظهور بعض التصرفات التي لم يكن يقوم بها من قبل، مثل إظهار التمسك الشديد بالأم، وإبداء مشاعر الحب والتودد لها.
  • قد يتعرض بعض الأطفال للأحلام المزعجة بسبب التفكير الكثير بسبب انفصال الوالدين، والشعور بأن الحياة القادمة مجهولة وغير آمنة.

التأثير الاجتماعي للطلاق على حياة الأبناء

استرسالًا للحديث عن أثر الطلاق على حياة الأبناء الاجتماعية والنفسية، يجب توضيح تأثير الطلاق من الناحية الاجتماعية، حيث تظهر العديد من المشكلات التي يواجهها الأبناء ومنها:

  • نتيجة سيطرة المشاعر السلبية على عقل الطفل، يظهر لديه مشكلات عدم القدرة على التواصل مع الآخرين، سواء كانوا من الأصدقاء في محيط المدرسة أو الأقارب.
  • بعض الأطفال عندما يشعرون بمشاعر الأسف من غيرهم على الحال الذي يعيشون فيه، يأتي ذلك بنتيجة سلبية على الطفل ويجعله غاضب من إحساس الأسف من الغير، فتظهر بعض المشكلات السلوكية.
  • اندماج الطفل مع الشخص الحاضن له وابتعاده عن الآخر، وخاصة إذا كان الأبوان غير متفاهمين بعد اتخاذ خطوة الطلاق، يؤثر ذلك على الطفل، ويجعله شديد الحساسية تجاه أي أحاديث تخص ذلك الأمر مما ينعكس على علاقته الاجتماعية.
  • أثبتت الكثير من الدراسات أن أغلب الأطفال الذين نشأوا في حياة غير مستقرة وفي ظروف الطلاق، غالبًا ما تكون علاقتهم الزوجية في المستقبل أكثر عرضة للطلاق، حيث يرسخ في عقل بعض الأطفال عدم الاهتمام بقيمة الأسرة والحفاظ عليها.
  • الافتقار لمشاعر الأمان الأسرى، ونقص العواطف الإيجابية لديهم ناحية الزواج والأسرة يجعلهم مستقبلًا غير قادرين على حل المشكلات الزوجية، والتحلي بالصبر، خاصة إذا كانت المشكلات التي يمرون بها تشبه مشكلات أبويهم مما يجعلهم متهورين في اتخاذ قرار الطلاق، وأنه لا يوجد حل غير ذلك، نتيجة لما مر بهم في الصغر.

اقرأ أيضًا: حضانة الأولاد بعد الطلاق إذا تزوجت الأم

التأثير على الناحية التعليمية

لا تنحصر الآثار السلبية في الطلاق على الناحية النفسية والاجتماعية فقط، ولكن يتأثر الأطفال أيضًا من الناحية التعليمية، ويختلف ذلك الأمر من طفل لآخر على حسب تفهمه لأمر الطلاق ومن تلك الآثار ما يلي:

  • يشعر الأطفال بعدم القدرة على التركيز في الدراسة نتيجة المشاعر والأفكار السلبية التي تُسيطر عليهم.
  • عندما يكون قرار الطلاق مصحوب بالانتقال من المكان الذي تعود الأطفال العيش فيه، والانتقال إلى حي آخر ومدرسة أخرى، يؤدي ذلك إلى سيطرة مشاعر الإحباط عليهم وعدم القدرة على التأقلم مع الحياة الجديدة، وتكوين صدقات، فيؤدي ذلك للشعور بعدم الرغبة في الذهاب إلى المدرسة والرغبة في الدراسة.
  • قد يتعرض الأطفال إلى بعض الإهمال وعدم متابعة المستوى الدراسي لهم من الأبوين نتيجة انشغالهم بما يمرون به من ظروف وضغوط قرار الطلاق، مما يتسبب في تأخر التحصيل الدراسي لهم.

تأثر الناحية المادية على حياة الأبناء بعد الطلاق

من الآثار التي يتسبب فيها الطلاق تأثر الناحية المادية، حيث يجد الأطفال نفسهم في مستوى معيشة أقل نتيجة عدم اهتمام الأب بالناحية المادية، حيث تعجز الأم عن توفير بعض الاحتياجات التي قد يطلبها الأبناء.

لذلك يجب على الأب والأم التفاهم في مثل تلك الأمور حتى لا يشعر الأطفال بتأثير اتخاذ تلك الخطوة في حياتهم وتوفير احتياجاتهم بالرغم من الانفصال.

اقرأ أيضًا: أنواع المشاكل الزوجية وحلولها

نصائح للتقليل من الآثار السلبية للطلاق

إكمالًا لحديثنا عن أثر الطلاق على حياة الأبناء الاجتماعية والنفسية، يجب تقديم بعض النصائح للوالدين للحد من تأثير تلك الخطوة على الأبناء ومن تلك النصائح ما يلي:

  • أن يتم التأكيد من الأبوين على أن قرار الطلاق لن يؤثر على استقرارهم الأسري، وأن تلك الخطوة ستكون إيجابية لهم حتى يعيشوا في جو هادئ بعيد عن النزاعات والمشكلات.
  • أن يجلس الوالدان مع الأطفال والتأكيد على أن كلًا منهما سيكون بجانبهم، والإجابة عن كل أسئلتهم ليشعروا بالأمان، ويتخلصوا من مشاعر القلق التي يشعرون بها.
  • الخروج مع الأطفال في أوقات مُتقاربة خاصة الفترة التي تلي الطلاق مباشرة، ومشاركتهم الأنشطة الخاصة بهم، ليخرجهم من مشاعر الاكتئاب والحزن التي يشعرون بها.
  • أن يتواجد كلا الأبوين في المناسبات المختلفة، خاصة تلك المناسبات التي تخصهم كأسرة، مثل أعياد الميلاد، وحفلات المدرسة، وغير ذلك من المناسبات الاجتماعية.
  • التناوب في الاهتمام بهم وعدم إلقاء كامل المسئولية على الطرف الحاضن فقط.
  • في حال إذا كانت الأم هي الحاضنة، يجب تواجد الأب في المشكلات التي تخص الأطفال وتحتاج إلى الحزم، وذلك حتى يشعر الأبناء بأن الأسرة ما زالت مُتماسكة كما كانت من قبل.
  • يجب على الأم اختيار الطريقة المناسبة لإبلاغ الأطفال بقرار الانفصال.
  • يجب على الأم في تلك الحالة أن تحتوي الطفل وتطمئنه أن ليس هناك ما يدعو للقلق، وتحاول إفهامه على قدر سنه بأسباب ذلك الانفصال، فالشعور بعدم فهم الأمور التي تدور يجعله يرفض الاستماع.

إن الطلاق أصعب قرار قد تمر أي أسرة به وذلك لتأثيراته السلبية على كل الأطراف الأب والأم والأبناء، فهدم الأسرة والتفكك الذي قد يحدث، يجعل من الضروري التفكير جيدًا في اتخاذ تلك الخطوة، وتأثيراتها المستقبلية.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا