حكم تحريم الزوجة بقصد التخويف والتهديد

ما هو حكم تحريم الزوجة بقصد التخويف والتهديد وما هي حالاته الموجزة فتتعدد المشكلات الزوجية وتختلف أحكام الفصل فيها تبعًا لكل حالة، على أن هناك الكثير من الاجتهادات من علماء الدين في ذلك الأمر استنادًا إلى ما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة من توضيح لتلك الأحكام، لذا من خلال موقع شقاوة سوف نشير إلى ما يتعلق بهذا الحكم بشيء من التوضيح والتفنيد.

حكم تحريم الزوجة بقصد التخويف والتهديد

اختلف الكثير من العلماء حول هذه القضية بسبب تعدد أبعادها والتي تتمحور في اختلاف الأسباب والمعايير لكل من الزوجين، حيث إنهم ترددوا حول ماهية صلاح الأمر أو تحريمه، لكن في نهاية الأمر قد توصلوا إلى بعض الآراء الشائعة ومنها:

  • أنه يوجد بعض العلماء التي لخصت الموقف فيما معناه أن يكون حكم تحريم الزوجة بقصد التخويف والتهديد أنه ظهار.
  • آخرون قالوا إنه يقع يمين ويكون هناك بعض الاختلافات الطفيفة بينهما التي يمكن السؤال عنها في دار الإفتاء.
  • كما جاء ابن باز ببعض الآراء والأقاويل التي يقع بها الزوج والتي من خلالها يتم الحكم على الزوج أنه ظهار ومنها إذا قال الزوج: عليه الحرام من زوجتي، أو زوجتي محرمة عليّ كأمي أو كأختي أو كابنتي، أو نطق بعلي الحرام من زوجتي فكل هذه الأقاويل قد تقع حكم الظهار كما أوضحها أهل العلم.

في هذه الحالة إذا أراد إرجاعها أو التقرب منها مرة أخرى وجب على الزوج كفارة الظهار في حالة أنه لم ينوي تطليقها وقام بالتحريم دون النية بشيء آخر وهذا ما نصت عليه سورة المجادلة في قول الله تعالى: ‏”الَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْكُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلَّا اللَّائِي وَلَدْنَهُمْ وَإِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ مُنْكَرًا مِنَ الْقَوْلِ وَزُورًا وَإِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ”.

أما عن الكفارة فهي عتق رقبة المؤمنة، فإن لم يتيسر دفع الفدية يقوم بصيام شهرين متتابعين، إن لم يستطع فعليه بإطعام ستين مسكينًا قبل أن يقرب منها أو يعاشرها.

لذا على المؤمن أن يتوخى الحذر من نطق تلك الأقاويل، وأن يصون لسانه من قول الزور فامرأته حلاله وهذا ما شرع الله سبحانه وتعالى به، ولا يجب على المؤمن تحريمه بأي من الأقوال ولا الأفعال حتى لا يقع عليه حكم الظهار كما ذكرنا.

على الجانب الآخر نذكر أن الشريعة الإسلامية تنص على وجوب طاعة الزوجة لزوجها في شتى الأمور، كما يجب عليها اتباع أوامره إذا نهاها عن فعل بعض الأشياء، لكن هناك بعض الأقوال التي قد تخرج عن زمام الأمور في بعض حالات المناقشات بين الرجل وزوجته، فإنه من الممكن أن يقول بعض الكلمات والتي يكون الغرض بها التهديد ونتبين من خلالها حكم تحريم الزوجة بقصد التخويف والتهديد.

اقرأ أيضًا: حكم إهمال الزوج لزوجته

حكم نطق الزوج بما يشابه التحريم

هناك بعض النقاط الفارقة والتي تم إيضاحها من خلال بعض المواقف التي تُعرض، أنه إذا وقع الزوج بقول عليَ الحرام من شيء مادي وكانت للزوجة يد فيه مثل قوله عليَ الحرام من البيت أو الطعام فهذا يكون ظهار متعلق ولا يقع على الزوجة مطلقًا، لكن وجب على الزوج التوبة والاستغفار من تحريم ما حلله الله سبحانه وتعالى من الأمر.

جاء من بعض المواقف التي أوضح لنا فيها رسولنا الكريم‏ حكم تحريم الزوجة بقصد التخويف والتهديد عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا- «أَنَّ ابْنَةَ الْجَوْنِ لَمَّا أُدْخِلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- وَدَنَا مِنْهَا قَالَتْ: أَعُوذُ بِاَللَّهِ مِنْكَ، فَقَالَ: لَقَدْ عُذْتِ بِعَظِيمٍ، الْحَقِي بِأَهْلِك» رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

ذلك يتضح من خلاله أن إذا قال الرجل لامرأته: الحقي بأهلك وكان في نيته الطلاق فهي تقع طلاقًا دون رجعة، وهذا ما تم استنتاجه من خلال كناية الأمر حيث إن نطق الطلاق يقع صريحًا وكناية بمختلف الصيغ، ومنها ما يتم استخلاص أن الطلاق الصريح مثل قول أنتِ طالق فهو يُعد طلاقًا، أما إذا وقع ككناية فهذا يتطلب شرط حضور نية الطلاق بين الرجل ونفسه.

لذا أنزل الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة: 87-89 ما يمكن التبين من خلاله عن مدى وقوع الحرام من حلال، فإنه قد خلق على غريزة اتباع شعائر الله وسنة نبيه، وهذا ما ندركه من خلال قول الله سبحانه وتعالى:

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحَرِّمُوا طَيِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (87) وَكُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ حَلَالًا طَيِّبًا وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (88) لَا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ”.

اقرأ أيضًا: حكم هجر الزوج لزوجته أكثر من أربعة أشهر

حكم من حلف على زوجته وهو غاضب

هناك بعض الانفعالات التي قد تودي بصاحبها بارتكاب الكثير من المحارم، كما أنه يوجد بعض الأشخاص لا تستطيع التحكم في انفعالاتها مما ينتج عنها الكثير من النتائج السلبية والتي من خلالها يقع المرء فيما هو غير مستحب، مثل هذه الحالة التي نتداول من خلالها حكم تحريم الزوجة بقصد التخويف والتهديد.

فهناك بعض الأزواج التي ترتكب ذلك الخطأ مثل تحريم زوجاتهم عليهم أثناء الغضب دون وعي منهم لذا جاءت بعض الاستفسارات التي سنوضحها والتي توجهت لبعض علماء الدين ومنها سؤال أحدهم “ما حكم من حلف على زوجته بالتحريم وهو غاضب”

في هذه الحالة من الممكن أن يكون التحريم صريحًا أو بالنية أو مثل هذه الحالة في لحظة غضب، لذا فلا وجوب على الإنسان وقوع كل ما ينطق به ولا يجب عليه هنا التكفير أو الشعور بالذنب فلم يقع شيء مما ذُكر، لكن حذره أن يتوانى من بعدها في أفكاره والتحكم في انفعالاته من أجل الحفاظ على ماء الوجه.

اقرأ أيضًا: كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق

من رحمة الله سبحانه وتعالى بعباده أنه قد بعث لنا الدين الإسلامي حاملًا الإجابة على جميع التساؤلات التي قد يقع بها المؤمن حتى يتم الاستعانة به في شتى أمور الدنيا، فقد ساعد هذا الدين العظيم على تولي أمور البشر جمعاء، فحمدًا لله على نعمته.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا