هل يجوز للمعتدة الخروج للتنزه
هل يجوز للمعتدة الخروج للتنزه الحكمة من مشروعية العدة فيختلف الحكم تبعًا لاختلاف أسباب العدة، لخروج المرأة للتنزه يختلف أيضًا عن خروجها لقضاء حوائجها وحوائج أبنائها لأنها باتت المصدر الوحيد لقضاء تلك الحوائج إما بسبب وفاة الزوج أو طلاق الزوجين ومن خلال موقع شقاوة نجيب عن سؤال هل يجوز للمعتدة الخروج للتنزه.
هل يجوز للمعتدة الخروج للتنزه
العدة هي الوقت الذي تقضيه المرأة بعد الانفصال عن زوجها ويتم حسابها بالقروء وهو عدد الحيضات، فعدة المطلقة ثلاث حيضات أما عدة المتوفى عنها زوجها تقدر بأربعة أشهر وعشرة أيام، وتعتد المرأة لعدة أسباب نفسية وجسمانية وتحتمل إجابة السؤال هل يجوز للمعتدة الخروج للتنزه شقين على حسب نوع العدة نذكرهم فيما يأتي:
1- هل يجوز للمعتدة الخروج للتنزه بعد وفاة زوجها
تتعدد الآراء في هذا ونذكرها في النقاط الآتية:
- على المرأة المعتدة بسبب وفاة زوجها المكوث في البيت مدة أربعة أشهر وعشرة أيام، حزنًا ووفاءً لزوجها المتوفي ولا تخرج إلا لضرورة ولا يجوز لها أن المبيت خارج بيتها ولا الخروج للمتنزه لأنه ليس بضرورة وإلى هذا الرأي ذهب جميع الفقهاء، واستدلوا بقولة تعالى:
(وَالَّذِينَ يُتَوَفَّوْنَ مِنْكُمْ وَيَذَرُونَ أَزْوَاجًا يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَعَشْرًا) سورة البقرة:234.
- أجاز بعض العلماء خروج المعتدة للتنزه في حالة أصيبت بالكآبة أو بمرض نفسي أو أصابها القلق الشديد أثناء فترة العدة، فيجوز لها أن تخرج من بيتها نهارًا حتى تخفف من حدة الاكتئاب حيث يرون أن المرض النفسي له حكم المرض العضوي خشية أن تصاب المرأة بأذى، لكن لا يجوز لها المبيت خارج بيتها.
- واستدل أصحاب هذا الرأي بما حدث في غزوة أحد حيث (استُشهد رجالٌ يومَ أحدٍ فجاء نساؤُهم إلى رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ فقلن إنا نستوحشُ يا رسولَ اللهِ بالليلِ فنبيتُ عند إحدانا حتى إذا أصبحنا تبدَّدنا في بيوتنا فقال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ تحدَّثْنَ عند إحداكنَّ ما بدا لكُنَّ حتى إذا أردتُنَّ النومَ فلتؤُبَّ كلُّ امرأةٍ منكنَّ إلى بيتِها).
- ويرى الدكتور على جمعة أن المقصود بالمكوث في المنزل أي المبيت فيه في فترة العدة وأن الخروج لا بد أن يكون لضرورة كالذهاب للطبيب، أو الذهاب إلى السوق لشراء الحاجيات أو الانتقال من مسكن الزوجية إذا لم يتسم بالأمان إلى بيت آخر أكثر أمانًا تعيش فيه وتكمل فيه عدتها.
- أجاز بعض المالكية خروج المرأة في فترة العدة لغير حاجة ضرورية مثل التنزه لكن بدون إبداء أي مظهر من مظاهر الزينة لكن لا يجوز أن تبيت في أي مكان غير بيتها، واستدلوا بحديث جابر رضي الله عنه قال (طُلِّقَت خَالَتِي، فَأَرَادَت أَن تَجُدَّ نَخلَهَا، فَزَجَرَها رَجُلٌ أَن تَخرُجَ، فَأَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ، فَقالَ: (بَلَى فَجُدِّي نَخلَكِ، فَإِنَّكِ عَسَى أَن تَصَدَّقِي، أَو تَفعَلِي مَعرُوفا).
اقرأ أيضًا: حضانة الأولاد بعد الطلاق إذا تزوجت الأم
2- هل يجوز للمعتدة الخروج للتنزه بعد الطلاق
ذهب جمهور الفقهاء إلى عدة آراء نذكرها فيما يأتي:
- في حالة إذا تم الزواج ولكن لم يتم الدخول فلا بأس أن تخرج للتنزه لأنها في تلك الحالة تسقط عنها العدة لقوله تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ) سورة الأحزاب:49.
- وفي حالة تم الدخول واكتملت أركان الزواج فعلى الزوجة عدم الخروج في فترة العدة إلا لضرورة مثل عمل أو شراء حاجيات أو الذهاب لطبيب مدة ثلاث حيضات لقوله تعالى:
(وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ) سورة البقرة:228.
- وتجب العدة على من تم الدخول والخلوة بها حتى ولو لم يتم الوطء بدليل قوله تعالى:
(وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ) سورة النساء:21
- وفي حالة الخوف على المرأة من التعب النفسي الذي تعرضت له بعد صدمة الطلاق وأصيبت بالاكتئاب فلها أن تخرج للتنزه بدون أي مظهر من مظاهر الزينة حتى تخفف عن نفسها ما لاقته.
- أجازت دار الإفتاء الخروج للمرأة أثناء فترة العدة من الطلاق لحضور بعض المناسبات لكن لا يجوز أن تخرج إلا بإذن طليقها ما دامت في فترة العدة خاصة إذا كانت الطلقة رجعية لما روي عن بن عمر رضي الله عنه قال (إذا طلق الرجل امرأته تطليقة أو تطليقتين لم تخرج من بيتها إلا بإذنه) ذلك لأن المعتدة من طلاق رجعي لها زوجة بما لها من حقوق وعليها ما على الزوجة من واجبات.
- أما في حالة كانت مطلقة طلاقًا بائنًا سواء أكان بينونة كبرى أو صغرى فلها الحق في الخروج والتنزه بغير إذن الزوج لكن لا يجوز لها أن تبيت خارج بيتها لما روي عن بن عمر رضي الله عنه قال (إذا طلقت المرأة البته، فإنها تأتي المسجد والحق هو لها، ولا تبيت إلا ببيتها حتى تنقضي عدتها).
اقرأ أيضًا: حكم الشرع في الأم الظالمة
الحكمة من مشروعية العدة
بعد الإجابة عن سؤال هل يجوز للمعتدة الخروج للتنزه وجب بيان الحكمة من مشروعية العدة ونذكرها في النقاط الآتية:
- وجبت العدة بعد وفاة الزوج تقديرًا ووفاءً للزوج ومراعاة للعشرة.
- في وقت العدة يحدث استبراء للرحم من العلاقة الزوجية الأولى ومنعًا من اختلاط الأنساب حتى إذا أرادت الزوجة استكمال حياتها وتتزوج مرة أخرى.
- إمهال كلا الزوجين الوقت والفرصة لمراجعة وحساب النفس على ما قدموه من مشكلات تسببت في الطلاق، حتى ينظروا إن استطاعوا إكمال العلاقة والعودة مرة أخرى.
- وجبت العدة احتراما وتكريمًا لرابطة الزواج فالزواج له عدة ضوابط وشروط حتى يتم وله أيضًا ضوابط وأحكام وشروط في حالة إنهائه.
اقرأ أيضًا: حكم إهمال الزوج لزوجته
أحكام خاصة بالمعتدة
للمعتدة عدة أحكام وضوابط عليها الالتزام بها حتى لا تقع في إثم نذكرها فيما يأتي:
- لا يجوز خطبة أو عرض الخطبة على المرأة المعتدة.
- يجب على المعتدة عدم الخروج من المنزل إلا لضرورة.
- تجب النفقة من الزوج على المرأة في فترة العدة.
- يحرم الزواج بالمرأة في فترة عدتها منعًا لاختلاط الأنساب والتزامًا بما شرع الله.
- للمرأة المعتدة الحق في ميراث الزواج سواء توفي في فترة عدتها أو توفى أثناء زواجهما.
- إذا وضعت المعتدة حملها بعد الطلاق أو وفاة الزوج لها الحق في إثبات نسب ابنها ويحرم انتساب الولد لغيره.
مثلما شرع الله الزواج والطلاق شرع العدة سواء كانت عدة طلاق أو عدة وفاة، تقديسًا للعلاقة الزوجية وما ترتب عليها من صون للعشرة، وعليها الالتزام بالضوابط الشرعية حتى لا تقع في محظور.