هل تحرم المرأة على زوجها إذا زنت
هل تحرم المرأة على زوجها إذا زنت وما علامات ندم الزوجة بعد الخيانة الزوجية تنقسم أنواع الخيانة إلى نوعين أولهما هو الخيانة المعنوية، والآخر هو الخيانة الجسدية والتي تُعرف بالزنا، وعندما تقوم المرأة بهذا الفعل المخزي وتريد التوبة منه تخاف أن تكون علاقتها مع زوجها محرمة، لذلك تبحث عن إجابة سؤال هل تحرم المرأة على زوجها إذا زنت، وهو ما سنوضحه من خلال موقع شقاوة بشيء من التفصيل.
هل تحرم المرأة على زوجها إذا زنت
الزنا هو أحد أعظم المحرمات التي نهى الله تعالى عنها، والتي تترتب عليها العديد من ردود الأفعال المختلفة للزوج، منهم من يلجأ إلى الطلاق بالمعروف ويكتفي به، ومنهم من تصل ردة فعله إلى حد القتل، وهناك آخرون ممن لا يعرفون شيئًا حول قيام زوجتهم بهذا الأمر.
لذلك قد ترغب الزوجة في معرفة الإجابة عن سؤال هل تحرم المرأة على زوجها إذا زنت، وجدير بالذكر أن نكاح الزوجة الزانية من قِبل زوجها غير محرم، ولكن يجب أن تكون تائبة إلى الله تعالى ونادمة على ما فعلت من ذنب عظيم، وذلك في حالة عدم معرفة الزوج بالأمر، ولكن ماذا يحدث في حالة عدم توبة الزوجة من فعل الزنا!
حرم الدين نكاح الزوجة الزانية حتى تتوب، وذلك واضح في قوله تعالى: “وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَان” الآية 5 من سورة المائدة.. وفي قوله تعالى أيضًا: “الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلاَّ زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ” الآية 3 من سورة النور.
اقرأ أيضًا: أسباب برود الزوجة تجاه زوجها
حكم إبقاء الزوجة إذا زنت
يتم طرح سؤال هل تحرم المرأة على زوجها إذا زنت من قِبل المرأة التي قامت بفعل الزنا ولكنها ندمت على فعلتها التي أشعرتها بالعار واحتقار الذات، وتابت إلى الله تعالى جاهدة أن يغفر لها هذا الذنب العظيم، ولكن في حالة معرفة الزوج بهذا الأمر قد يلجأ إلى الطلاق، وقد يكمل الحياة الزوجية ولكن دون ثقة في زوجته، فما حكم ذلك في الدين
لا يعيب الزوج إذا لم يطلق زوجته في حالة معرفته أنها قامت بالزنا، ولكن بشرط التأكد من توبتها إلى الله تعالى، وصدق هذه التوبة والندم الشديد على ما فعلت، ورغبتها التامة في إصلاح ما قامت به من فعل مخزي، فمن تاب عن الذنب كمن لا ذنب له، في هذه الحالة يُمكن للزوج التغاضي عن الذنب وإكمال الحياة الزوجية إذا أراد ذلك، مع الستر عليها والاعتناء بها.
لكن في حالة شك الزوج في زوجته واتهامه لها بالخيانة طوال الوقت، وعدم قدرته على مسامحتها وتصديقها فيما تقول وتفعل، فمن الأفضل أن يطلقها بالمعروف دون أن يفضحها.
أما في حالة عدم توبة الزوجة من ذنب الزنا التي ارتكبته، فإن إمساك الزوج لها حرام، حيث قال الفقهاء أن الزوج عندما يتبين من أن زوجته لم تتب عن فعل الزنا ولا يطلقها يُعد ديوث، والدياثة هي أمر غير محبب في الإسلام يكرهه كل رجل مسلم حق، كما أنها صفة الرجل الذي لا يُنظر إليه يوم القيامة.
جاء ذلك في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: (ثلاثةٌ لا ينظرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ؛ العاقُّ لوالِدَيهِ، والمرأةُ المترجِّلةُ، والدَّيُّوثُ، وثلاثةٌ لا يدخُلونَ الجنَّةَ: العاقُّ لوالِدَيهِ، والمدمِنُ على الخمرِ، والمنَّانُ بما أعطى) رواه عبد الله بن عمر، والدياثة هي صفة الرجل الذي يُقر الفاحشة في أهل بيته.
عقوبة المرأة الزانية
في ظل التحدث عن إجابة سؤال هل تحرم المرأة على زوجها إذا زنت، يجدر بالذكر أن عقوبة الزنا تختلف وفقًا للحالة الاجتماعية، في حالة أن كانت الزانية غير متزوجة، فإن حد الزنا لها يتمثل في الجلد 100 جلدة مع التغريب سنة.
يُثبت ذلك في قوله تعالى: “الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ” الآية 2 من سورة النور.
أما الزانية المتزوجة فإن عقاب الزنا بالنسبة لها يتمثل في الرجم بالحجارة حتى الموت، ولكن هناك بعض الشروط التي يجب التأكد منها قبل أن يتم إقامة حد الزنا على المتزوجة أو غيرها، وهي التي سنتعرف عليها في الفقرات الآتية:
شروط إقامة حد الزنا
بعد التعرف على حكم العلاقة الزوجية بين المرأة وزوجها بعد أن زنت، يجب المعرفة بأنه لا يجوز إقامة حد الزنا على المرأة المتزوجة في حالة المعرفة بذلك إلا بعد التأكد من عدة أمور، وهي المذكورة فيما يلي:
- ثبوت الزنا من خلال اعتراف الزانية بما فعلته، أو شهادة أربعة من الرجال العدول برؤية دخول قضيب الرجل في فرج الزانية بشكل مباشر.
- إيلاج ذكر الرجل في عضو المرأة الزانية من قُبل أو من دُبر.
- لا يجوز تنفيذ حد الزنا على المرأة الزانية في حالة أنه تم إكراهها على القيام بالزنا.
تم وضع هذه الشروط الصعبة بعض الشيء في التأكد منها، حتى لا يتم اتهام الغير بالزنا بشكل سهل، حيث يعتبر الإخطاء في العفو أفضل من الإخطاء في العقوبة، وهذا من رحمة الله بنا وجمال الدين الإسلامي الذي يساعد الناس على التوبة والستر وعدم تتبع عورات الآخرين وكشفها.
لذلك إذا رأي الزوج زوجته وهي تزني وجب عليه أيضًا الإتيان بأربعة شهود من الرجال ليس أقل، ويلزم اعتراف الزوجة بذلك حتى يتم إقامة العقوبة عليها، والدليل على وجوب الإتيان بأربعة شهود من الرجال قوله تعالى: وَالَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ ثُمَّ لَمْ يَأْتُوا بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ فَاجْلِدُوهُمْ ثَمَانِينَ جَلْدَةً وَلَا تَقْبَلُوا لَهُمْ شَهَادَةً أَبَدًا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ الآية 4 من سورة النور.
فإن قام باتهام زوجته بالزنا دون الإتيان بأربعة شهود من الرجال تمت معاقبته على ما قام به من اتهام لزوجته، من خلال إقامة حد قذف المحصنات عليه وهو الجلد 80 جلدة.
عدم استطاعة الزوج باستيفاء شروط إثبات الزنا على زوجته
قد يحتاج أحدهم معرفة ما يُمكن فعله لإثبات الزنا على زوجاتهم، مثلما يحتاج البعض إلى معرفة هل تحرم المرأة على زوجها إذا زنت أم لا، فهناك من الأزواج من يكون صادق بشأن الزنا من قِبل زوجته ولكنه لا يستطيع الإتيان بأربعة شهود من الرجال.
في هذه الحالة قد قدم الله له حل وهو ما يُسمى بالملاعنة، أي يذهب الزوج إلى القاضي ويشهد 4 شهادات أنه صادق في اتهامه بالزنا لزوجته، ثم في الشهادة الخامسة يقول إن لعنة الله عليه إذا كان يكذب.
وضع الله للمتزوجة الصادقة أيضًا حل، والتي تريد الدفاع عن نفسها وإسقاط حد الزنا من عليها، ويتمثل هذا الحل في الذهاب إلى القاضي ثم الشهادة بالله 4 مرات أن زوجها يكذب، وفي الشهادة الخامسة تقول إن غضب الله عليها إن كان زوجها من الصادقين، ويجب العلم بأنه إذا تمت الملاعنة طبقًا لهذه الصيغة، فإن الزوجة تُحرم على زوجها.
جدير بالذكر أنه في حالة عدم معرفة أحد بأمر الزنا التي قامت بارتكابه المرأة المتزوجة، لا يُمكنها إقامة الحد على نفسها، فإذا تابت توبة نصوحة إلى الله تعالى يسقط من عليها الحد.
اقرأ أيضًا: أنواع المشاكل الزوجية وحلولها
حكم قتل الرجل زوجته إذا زنت
عند الإجابة عن سؤال هل تحرم المرأة على زوجها إذا زنت لابد من ذكر حكم قتل الزوج زوجته أو الزاني الذي كان معها عند معرفته بالأمر، حيث يعتبر القتل هو رد الفعل الأكثر شيوعًا لدى الرجال الذين يعلمون بأمر زنا زوجاتهم، أو رؤيتهم في هذه الحالة المخزية.
لذا بعد أن تعرفنا على إجابة التساؤلات حول تحريم نكاح المرأة المتزوجة بعد أن قامت بالزنا، يجب أن نتعرف على حكم الدين في قتل الرجل زوجته عندما تقوم بهذا الفعل.
نص الدين على أن قتل الزوج لزوجته الزانية أو الزاني الذي تواجد معها دون إحضار أربعة شهود يشهدون على وقعة الزنا حرام، ويُقام على ذلك عقوبة القتل وهي القصاص أي قتله هو الآخر، لذلك يلزم على الزوج استيفاء أحد الشرطين الذي يُحلل بهما قتله لزوجته أو من كانت تزني معه، وهما:
- إحضار أربعة شهود يشهدون على وقعة الزنا ورؤيتها بأعينهم بشكل مباشر.
- اعتراف ولي أمر القتيل أو ورثته بارتكابه هذا الذنب.
إن لم تتوفر هذه الشروط يجب إقامة حد القصاص على الزوج وقتله مثلما قتل دون وجود دليل على واقعة الزنا.
اقرأ أيضًا: أسباب تهرب الزوجة من زوجها
علامات ندم الزوجة بعد الخيانة الزوجية
بعد التعرف على إجابة سؤال هل تحرم المرأة على زوجها إذا زنت بالإضافة إلى كافة التفاصيل المتعلقة به، وهي أنها لا تُحرم عليه مادامت اعترفت بالذنب التي قامت بارتكابه، وندمت على فعلتها ندم شديد، ورغبت في التوبة عنه.
لذا على الزوج أن يعرف علامات الندم التي ستظهر عليها بعد قيامها بهذا الفعل، وتتمثل في تصرفاتها وأقوالها بأشكال عديدة، وهي تحاول جاهدةً أن تحافظ على بيتها وزوجها بعد أن ندمت على فعلتها، وأن تعيد ثقة زوجها فيها مرة أخرى، من خلال محاولة بناء ما تم هدمه في العلاقة بينهما من خلال التصرفات الآتية:
- الشعور بالحزن الشديد وقد تدخل المرأة في حالة من الاكتئاب.
- الاعتراف بالخطأ دون وضع مبررات.
- التوبة عن هذا الفعل.
- مراجعة النفس وتأنيب الضمير بشكل شديد.
- تكرار الاعتذار لزوجها عما فعلته.
- تقبل كافة ردود الأفعال الخارجة من الزوج.
- التهرب من المواجهة.
- فقدان الثقة بالنفس والشعور بالخجل الشديد.
- بذل أكثر مما في وسعها لإعادة الحياة الطبيعية في بيتها وتصليح العلاقة بينها هي وزوجها.
- التمسك بالزوج وعدم الرغبة في إنهاء الحياة الزوجية.
- الشعور بالعار واحتقار النفس.
يجب على الزوجة الزانية النادمة أن تتوب إلى الله تعالى توبة صادقة فقد يغفر لها ما تقدم من ذنبها، والدليل على أن الله غفور رحيم وقد يغفر للزاني أو الزانية عقوبة الإثم الذي قامت او قام بارتكابه هو قوله تعال: وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا [68] يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا [69] إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا [70] الآية 68-70 من سورة الفرقان.
يُعد الزنا من الكبائر المحرمة في الشريعة الإسلامية، والتي يُعاقب عليها فاعلها في الدنيا والآخرة سواء كان رجل أو امرأة، ولكن قد يغفر الله لفاعلها إذا تاب عن فعلته توبة صادقة ولم يرجع إلى هذا الفعل مرة أخرى.