تفسير سورة الأعلى للأطفال

تفسير سورة الأعلى للأطفال نقدمه لكم اليوم عبر موقعنا شقاوة حيث أنه تعتبر سورة الأعلى واحدة من أهم السور في القرآن الكريم، فهي ليست من السور الطويلة، غير أنها تحمل الكثير من المفاهيم الخطيرة والقيمة التي يجب على كل مسلم الانتباه إليها جيدًا وتذكرها، وتتحدث سورة الأعلى عن واحدة من السمات التي انفرد بها الله جل في علاه ولم يهبها لغيره، وهي سمة الكمال بكل ما يندرج تحتها، فالله تعالى هو الكامل وكل ما دونه ناقص، وهو خالق كل شيء.

والله تعالى هو الذي صنع الإنسان وميزه عن باقي الكائنات بالعقل، الذي يستطيع بواسطته أن يميز بين ما هو صحيح وما هو خاطئ، وبين ما يصح وما لا يصح، وبين ما يفيده وما يؤذيه، بالإضافة إلى أن كل ما يراه الإنسان حوله وما يتمتع به نظره وروحه هو من صنع الله المبدع.

كما أن الله تعالى على علم بكل شيء يفعله الإنسان وكل شيء يخبئه؛ ولهذا السبب كان توجيهه لكل عباده بأن يلتزموا بما أمرهم به، كما بين لهم عاقبة من يخالف أوامره بمصير قاسي في الآخرة، ومن لا يريد مواجهة هذا المصير فعليه أن يتحلى بكل خلق حميد، ويبتعد عن ارتكاب المعاصي، فطريق الحلال واضح وطريق الحرام واضح، والإنسان من يختار مسيره ومصيره، كل تلك المعاني وأكثر سوف نجدها بالتفصيل في تفسير سورة الأعلى للأطفال، الذي سوف نعرضه في السطور القادمة.

أولًا: تفسير سورة الأعلى للأطفال

تفسير سورة الأعلى للأطفال
تفسير سورة الأعلى للأطفال

سورة الأعلى واحدة من السور التي أوحيت للنبي –صلى الله عليه وسلم- وهو في مكة المكرمة، وهي عبارة عن تسعة عشر آية، يقول الله تعالى فيها:

“سبّح اسم ربك الأعلى”

التسبيح يعني أننا نعظم الله –عز وجل- عن أي شيء معيب أو ناقص ونقدسه، وجدير بالذكر أن هذا الذكر من فروض السجود في الصلاة، حيث نقول: “سبحان ربي الأعلى” مرة واحدة أو أكثر.

“الذي خلق فسوى”

فالله هو صانع كل ما في الكون، وقد صنعه في أفضل صورة.

“والذي قدّر فهدى”

والذي يعرف كل شيء ويضع الأمور في موازينها، فينور لكل إنسان الطريق الذي يلائمه، ويعرف الناس الأمور التي تساعدهم للفوز بالنعيم، والأمور التي من شأنها أن تبعدهم عنه وتوقعهم في العذاب.

“والذي أخرج المرعى”

والله عز وجل هو الذي ينبت لنا العشب والعلف الذي تتغذى عليه الماشية، والإنسان ينتفع منها فيأخذ منها اللحم واللبن، ونحو ذلك.

“فجعله غثاءَ أحوى”

وكما نرى النبات الأخضر اللين، فإننا نراه بعد فترة بعدما يذبل ويجف ويتساقط، والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى بيده كل أمورنا، ويستطيع تبديلها من السيء إلى الطيب، ومن الطيب إلى السيء.

“سنقرئك، فلا تنسى”

يتحدث الله عز وجل إلى نبيه الكريم –صلى الله عليه وسلم- بأنه سيجعله يفهم القرآن ويقرأه بصورة تظل ثابتة في قلبه وعقله.

“إلا ما شاء الله، إنه يعلم الجهر وما يخفى”

فلن يخرج من عقلك إلا الأمور التي يريد الله أن تغفل عنها؛ بناء على ما يراه وما يحكم به من أمور لا نعرفها ولكن الله يعرفها، فوحده جل وعلا من يعرف كل شيء يظهره الناس أو يخبئونه.

“ونيسرك لليسرى”

والله تعالى سوف يسهل عليك كافة شئونك، ومن أهم ما سهله الله علينا هو إسلامنا الحنيف، فقد وضح لنا كافة الأعمال الحسنة التي يجب علينا القيام بها، وكذلك كافة الأعمال السيئة التي يجب علينا الابتعاد عنها، وقد ألزمنا الله تعالى بأحكام يسيرة وغير معقدة.

يمكن التعرف على المزيد من التفاصيل من خلال: تفسير سورة القدر للأطفال وسبب نزولها وتسميتها والدروس المستفادة

“فذكر إن نفعت الذكرى”

  • ويقول الله تعالى للرسول –صلى الله عليه وسلم- أن يذكر جماعته بآيات الله التي أنزلها عليه، فربما يكون من بينهم من يصدق ويتعظ ويطيع أوامر الله.
  • فمهمة الرسول –صلى الله عليه وسلم- أن يدعو الناس ويعظهم، حتى ولو لم يستجيبوا له، فالله تعالى لن يسأله عن النتيجة، ولكنه سوف يسأله عن قيامه أو عدم قيامه بمهمته التي كلفه بها.

“سيذّكر من يخشى”

فمن يتق الله عز وجل ويطيعه، هو الذي سيعتبر بقول رسوله –صلى الله عليه وسلم-.

“ويتجنبها الأشقى”

أما من يخالف الله عز وجل، فلن يتعظ بقول رسوله، وهؤلاء هم الذين كتب الله عليهم التعاسة والعذاب في الدنيا والآخرة لأنهم ابتعدوا عن طريقه.

ولا يفوتك التعرف على المزيد من خلال: تفسير سورة الجن للأطفال والدروس المستفادة منها

“الذي يصلى النار الكبرى”

وهؤلاء الأشقياء المخالفين لأوامر الله سوف يسكنون النار في الآخرة؛ عقابًا لهم.

“ثم لا يموت فيها، ولا يحيى”

وقد كتب الله عز وجل لأهل النار خلود بلا موت، ولكنه خلود في العذاب والشقاء، وحياة بلا متعة.

“قد أفلح من تزكى”

أما من يتحلى بالخلق الحميد ويبتعد عن الخلق الخبيث، فهم الذي كتب لهم الله السعادة والنجاح في الدنيا والآخرة.

“وذكر اسم ربه فصلى”

وهم أيضًا من يؤمنون بوحدانية الله تعالى، ويلتزمون بأوامره، فلا يفوتون أي صلاة مفروضة عليهم، ويحاولون فعل كل ما يرضي الله عنهم.

“بل تؤثرون الحياة الدنيا”

ولكن البشر ينخدعون بالدنيا ويركضون وراها، وينسون الآخرة وما أعد الله للمؤمنين من خير.

“والآخرة خير وأبقى”

ومهما كان في الدنيا من نعيم، فلا شيء يساوي ما أعده الله للمؤمنين في الجنة، فهو أحسن بكثير من الدنيا، كما أننا نعيش في الدنيا فترة صغيرة ثم نرحل، ولكن الآخرة هي المكان الذي سوف نمكث فيه بلا موت.

“إن هذا لفي الصحف الأولى”

كل ما تحدث عنه الله تعالى في سورة الأعلى، سبق الحديث عنه في كل الكتب السماوية التي نزلت على الأنبياء الذين أرسلهم الله تعالى قبل محمد –عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم-.

“صحف إبراهيم وموسى”

وهذه الكتب يقصد بها الكتب التي أوحيت لنبي الله ابراهيم، ونبي الله موسى –عليهما سلام الله-، وهي المعروفة باسم (التوراة).

بعد معرفة تفسير سورة الأعلى للأطفال يمكن معرفة: تفسير سورة المسد للأطفال وسبب نزولها وفوائدها والدروس المستفادة منها

ثانيًا: الدروس المستفادة من سورة الأعلى

هناك الكثير من الدروس التي يمكن أن نعلمها لأطفالنا من هذه السورة المجيدة، ومن أهمها:

  • التعرف على مجموعة من سمات الله عز وجل، ودلائل عظمته في خلقه.
  • التعرف على فردانية الله عز وجل في صنعه وتصريفه للأمور وتحكمه في كل شيء.
  • تعليمهم أن القرآن الكريم هي آيات الله تعالى التي أوحاها إلى رسوله الكريم محمد –عليه صلوات الله وسلامه-.
  • بيان قيمة الذكرى الحسنة وكيف تتعظ بها قلوب العباد التي تخشى الله تعالى وتراعيه في تصرفاتها.
  • الاهتمام بربط الأطفال بالقرآن الكريم، وتعريفهم على معانيه البديعة حتى يستطيعوا أن يحفظوه بدون مشاكل.

وختامًا، فتجدر الإشارة إلى ضرورة اهتمام الآباء والأمهات بتعليم أطفالهم القرآن ومعانيه الجميلة وعظمة الخالق وقدراته، لا الاقتصار فقط على حفظه بدون فهم؛ ذلك لأن العالم الذي أصبح مفتوحًا للغاية بسبب التطور التكنولوجي الهائل، يحتاج أجيالًا يعرفون أسس عقيدتهم بشكل واضح لا لبس فيه، حتى يستطيعون مقاومة أي أفكار مغلوطة قد يسمعونها، أو أي محاولة للتشكيك في دينهم.

وبهذا نكون قد وفرنا لكم تفسير سورة الأعلى للأطفال وللتعرف على المزيد من المعلومات يمكنكم ترك تعليق أسفل المقال وسوف نقوم بالإجابة عليكم في الجال.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا