هل الاستمتاع باليد يوجب الغسل للمرأة

هل الاستمتاع باليد يوجب الغسل للمرأة وما حكم الاستمتاع باليد للمرأة ومتى يجب على المرأة الاغتسال ذلك أن الشريعة الإسلامية أوجبت الغسل على المرأة في كثير من الحالات، حال توافر شروط معينة، لاسيما أنه يتوقف عليه الكثير من العبادات، فلا تتم إلا به، لذا عبر موقع شقاوة نوافيكم ببيان الحكم الشرعي في ذلك.

هل الاستمتاع باليد يوجب الغسل للمرأة

إن قامت المرأة بهذا الفعل ولم يخرج معه المني، فلا يجب عليها الغسل، سواء حدث لها لذة أم لا، أما إن نزل معها المني، وجب عليها الاغتسال.

يُستدل على ذلك بما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنَّ امرأةً قالت: يا رسولَ اللَّهِ! إنَّ اللَّهَ لا يستَحي مِنَ الحقِّ، هل على المرأةِ غُسلٌ إذا هيَ احتَلَمت قالَ: نعَم إذا رأَتِ الماءَ فضحِكَت أمُّ سلمةَ، فقالت: أتَحتَلِمُ المرأةُ فقالَ رسولُ اللَّهِ: ففيمَ يشبِهُها الولَدُ.”

كما روى أنس بن مالك عن رسول الله أنه قال: إذا وجدتِ المرأةُ في المنامِ ما يجدُ الرجلُ فلْتغتسلْ.

لذا إن خرج منها المني وجب الغسل، سواء كان خروجه بأي صفة من صفاته، أو البلل، وهذا ما أجمع عليه العلماء.

حكم الاستمتاع باليد للمرأة

استمتاع المرأة بيدها من الأمور المحرمة شرعًا، وهو ما يعرف بالعادة السرية، والواجب عليها الإقلاع عن هذا الذنب والمبادرة في التوبة.

لا فرق في هذا الحكم بين متزوجة أو عزباء، بل التحريم يشملهما، من ذلك قول الله عز وجل: ” وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ* إِلَّا عَلَىٰ أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ* فَمَنِ ابْتَغَىٰ وَرَاءَ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْعَادُونَ(سورة المؤمنون: آية 5- 6 – 7)

كما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرشد إلى الاستمناء ولم يرغب فيه، بل فقال: ” يا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنِ اسْتَطَاعَ مِنْكُمُ البَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ، ومَن لَمْ يَسْتَطِعْ فَعليه بالصَّوْمِ؛ فإنَّه له وِجَاءٌ.

فالإسلام أمر بحفظ الفروج، وأوصى بالصوم حال العجز عن الزواج؛ وقاية له من الوقوع في أمر محرم.

علاوة على الأضرار الصحية والنفسية التي تعود على المرأة جراء هذا الفعل، لاسيما الفتاة، التي قد تزول بكارتها إذا داومت على هذا الفعل بطرق معينة، كما يبين ذلك الأطباء.

فالشريعة الإسلامية أمرتنا بالبعد عن كل الأمور الضارة، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا ضَررَ ولا ضِرارَ.”

قال الشيخ مصطفى الزرقا -رحمه الله-: وما كان مضرًا طبيًا فهو محظور شرعًا وهذا محل اتفاق بين الفقهاء.”

على الرغم من ذلك… فإن بعض العلماء تستثنى من هذا الحكم المتزوجة التي غاب عنها زوجها، وتضررت بغيابه حتى أوشكت على الزنا، فكانت بالخيار بين أن تقوم بالزنا، أو تلجأ لتلك العادة، ففي تلك الحالة أجاز لها العلماء فعل العادة السرية عملًا بالقاعدة الشرعية ارتكاب أخف الضررين.

في ذلك يقول العلامة الزرقا رحمه الله: إنها من المحظورات في الأصل، لكنها تباح بشروط ثلاثة: ألا يكون الرجل متزوجاً، وأن يخشى الوقوع في الزنا -حقيقة- إن لم يفعلها، وألا يكون قصده تحصيل اللذة بل ينوي كسر شدة الشبق الواقع فيه.

لذا بين العلماء أمورًا عدة تساعد المرأة على التخلص من هذا الأمر، منها:

  • الإكثار من الصيام: عملًا بوصية رسول الله، وصونًا للنفي من فعل المحرمات.
  • صحبة الأخيار: فلطالما كانت الصحبة الصالحة خير معين على ترك الذنوب والمنكرات، والحرص على الطاعة وفعل الخيرات.
  • الزواج عند الإمكان: فإن كان بمقدرة المرأة الزواج فلها ذلك صونًا لنفسها، وحماية من اللجوء إلى فعل الأمور المحرمة مثل الاستمناء وغيرها.
  • البعد عن كل ما يحرك الشهوة: بما في ذلك الأغاني والصور الخليعة، أو الأفلام.
  • الانشغال بالطاعة: فلا يقبل عبدًا على ربة متجهًا إليه دون سواه، إلا أعانه ورزقه خيري الدنيا والآخرة، وقربه من كل طاعة، وأبعده عن كل معصية.
  • الاعتدال في الأكل والشرب تجنبًا لإثارة الشهوة.
  • ألا يخلو المرء بنفسه فترة طويلة، مما يعين الشيطان عليه، أو يحبب إليه المعصية.
  • الإكثار من ذكر الله، وتلاوة القرآن: مما يبث في القلب اطمئنانًا وهداية، يرى العبد أثرها في عمله.

متى يجب على المرأة الاغتسال

أوجبت الشريعة الغسل على الرجل والمرأة في كثير من الحالات، وبينت الأمور التي توجب الغسل، والتي بعضها يشترك فيها الرجل والمرأة، بينما البعض الآخر يتعلق بالمرأة وحدها دون الرجل، نوافيكم ببيانها استكمالًا للإجابة عن تساؤل هل الاستمتاع باليد يوجب الغسل للمرأة.

1- خروج المني في المنام

سواء كان ذلك بشهوة أو بغيرها، وسواء ذكر الحالم ذلك أم لم يذكر، والذي يدل على ذلك ما روته أم سلمة -رضي الله عنها-، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:أنَّ امرأةً قالت: يا رسولَ اللَّهِ! إنَّ اللَّهَ لا يستَحي مِنَ الحقِّ، هل على المرأةِ غُسلٌ إذا هيَ احتَلَمت قالَ: نعَم إذا رأَتِ الماءَ.”

ذلك أنها من الأمور التي توجب الغسل لدى الرجل والمرأة، وتجيب عن تساؤل هل الاستمتاع باليد يوجب الغسل للمرأة.

2- خروج المني في اليقظة

شريطة أن يكون خروجه بشهوة وتدفق، وذلك لقول الله عز وجل: وَإِن كُنتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا…” (سورة المائدة: 6).

هذا ما ذهب إليه جمهور الفقهاء، حيث اشترطوا لوجوب الغسل بخروج المني، أو يكون بشهوة، ويكون متدفقًا، في هذا يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: وإذا فَضختَ الماءَ، فاغتَسِلْفكان دليلًا على اشتراط التدفق.

3- انقطاع الحيض أو النفاس

فإنها من موجبات الغسل التي تجيب عن تساؤل هل الاستمتاع باليد يوجب الغسل للمرأة، ويستدل على ذلك بما روته فاطمة بينت أبي جحش عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ” إذَا أقْبَلَتْ حَيْضَتُكِ فَدَعِي الصَّلَاةَ، وإذَا أدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ ثُمَّ صَلِّي.”

أما النفاس فهو كالحيض في كافة أحكامه، وهذا بإجماع العلماء.

4- إسلام الكافر

فإذا كانت المرأة كافرة وأرادت الدخول في الإسلام فإنه من الأمور الواجبة عليها حينئذ الاغتسال، وهذا ما ذهب إليه جمهور الحنابلة والمالكية، واستدلوا على ذلك بحديث قيس بن عاصم قال: أتيتُ النبيَّ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ أريدُ الإسلامَ فأمرني أن أغتسلَ بماءٍ وسِدرٍ.”

5- الجماع يوجب الغسل

فإنه من الأمور التي توجب الغسل، والتي يشترك فيها الرجل والمرأة، سواء حدث إنزال أم لا، وذلك لما رواه أبو هريرة رضي الله عنه عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: إذا جَلَسَ بيْنَ شُعَبِها الأرْبَعِ، ثُمَّ جَهَدَها فقَدْ وجَبَ الغَسْلُ.”

هذا الحديث يبن أن الجماع واحدًا من صور الاغتسال، والتي لا بد من العلم بها حال تساؤلك عن هل الاستمتاع باليد يوجب الغسل للمرأة أم لا.

6- الموت.. يوجب الغسل

يعد هذا الأمر من موجبات الغسل التي يشترك فيها الرجل والمرأة، ويُستدل على لذلك بما رواه عبد الله بن عباس رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:

كانَ رَجُلٌ واقِفٌ مع النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَفَةَ، فَوَقَعَ عن رَاحِلَتِهِ – قالَ أَيُّوبُ: فَوَقَصَتْهُ، وقالَ عَمْرٌو: فأقْصَعَتْهُ – فَمَاتَ فَقالَ: اغْسِلُوهُ بمَاءٍ وسِدْرٍ، وكَفِّنُوهُ في ثَوْبَيْنِ.” فكان هذا دليلًا على أن الموت يوجب الغسل.

إن الالتزام بالآداب الشرعية عند النوم، والمواظبة على الأذكار، وكذا الانشغال الدائم بالطاعة؛ من أهم الوسائل التي تعين العبد على ترك المعصية، والتقرب إلى الله عز وجل بمختلف العبادات.

 

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا