تفسير سورة الفلق للأطفال

تفسير سورة الفلق للأطفال مهم جدًا من أجل أن يفهموا تلك السورة من الثلاث القصار والتي لا بد يحفظونها جميعًا، ومن الخطأ أن يحفظ أطفالنا السور دون معرفة معانيها والاستفادة من التعليمات السامية المنزلة إلى المسلمين في تلك السور الكريمة، لذا نعرض في هذا المقال تفسير سورة الفلق للأطفال وشرحًا بسيطًا عبر موقعنا شقاوة

سورة الفلق

تفسير سورة الفلق للأطفال

اختلف العلماء هل هي سورة مكية أم مدنية، والأرجح أنها مكية، تتكون من 5 آيات ورقمها 113، هي السورة قبل الأخيرة في ترتيب سور القرآن، ونص السورة كالآتي:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ (1) مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ (2) وَمِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إِذَا وَقَبَ (3) وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ (4) وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ (5)

تحتوي السورة على بعض الأوامر الإلهية للنبي الكريم (صلى الله على وسلم) على وجه الخصوص ولجميع المسلمين بشكل عام أن يلجئوا إلى الله من كل سوء ينشأ من الطبيعة الخارجية ومن الشر الذي يصدر عن أي شيء أو أي شخص ومن الحسد من جانب الآخرين.

سبب نزول سورة الفلق

هناك بعض الروايات الواردة في معظم كتب التفسير بأن النبي الكريم قد تأثر ببعض التعويذات السحرية التي مارسها عدد من اليهود، ومرض عليه السلام فنزل جبرائيل وأشار إلى مكان السحر الذي أخفاه اليهود في قاع البئر، وبعد أن تم إخراجه من البئر ثم تلاوة هذه الآيات وتحسنت حالة الرسول صلى الله عليه وسلم.

لكن الطبري وبعض الباحثين والمفسرين يرفضون هذا النوع من الروايات التي يقتصر مرجعها على ابن عباس وعائشة ، لأن السورة تعرف عمومًا بأنها سورة مكية، كما أن الآيات تشبه أيضًا السور المكية ، في حين أن المشاكل التي واجهها الرسول الكريم (ص) مع اليهود حدثت في الغالب في المدينة المنورة، بالتالي قد تكون هذه الرواية خاطئة.

كما يعارض القرآن الكريم فكرة سحر النبي (صلى الله عليه وسلم)، قال تعالى:

نَّحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَسْتَمِعُونَ بِهِ إِذْ يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ وَإِذْ هُمْ نَجْوَىٰ إِذْ يَقُولُ الظَّالِمُونَ إِن تَتَّبِعُونَ إِلَّا رَجُلًا مَّسْحُورًا (47) انظُرْ كَيْفَ ضَرَبُوا لَكَ الْأَمْثَالَ فَضَلُّوا فَلَا يَسْتَطِيعُونَ سَبِيلًا (48)

فضل سورة الفلق

ذكر لنا النبي فضل سورة الفلق في أحاديث منها:

  • قال – صلى الله عليه وسلم-: (يا عقبةُ بنُ عامرٍ ألَا أُعَلِّمُكَ سُوَرًا ما أُنزِلَ في التوراةِ ولا في الزبورِ ولا في الإنجيلِ ولا في الفرقانِ مثلُهُنَّ لَا تَأْتِي ليلةً إلَّا قرأْتَ بِهِنَّ فِيها قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ و قُلْ أَعَوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ و قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ(
  • عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ: “كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَعَوَّذُ مِنْ الْجَانِّ وَعَيْنِ الْإِنْسَانِ حَتَّى نَزَلَتْ الْمُعَوِّذَتَانِ فَلَمَّا نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ مَا سِوَاهُمَا”
  • عن جابر بن عبد الله – رضي الله عنهما – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: “اقرأ يا جابرُ” فقلت: وما أقرأ بأبي أنت وأمي! قال: قُل أعُوذُ بربّ الفلق، وقُل أعُوذُ بربّ النّاس” فقرأتهما، فقال: “اقرأ بهما؛ ولن تقرأ بمثلهما”.
  • عن مُعاذ بن عبد الله بن خُبيب عن أبيه – رضي الله عنه – أنه قال: خرجنا في ليلة مطر، وظُلمة شديدة، نطلب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ليصلي بنا فأدركناه، فقال: قُل، فلم أقُل شيئًا, ثمّ قال: قُل، فلم أقُل شيئًا، ثُمّ قال: قُل, قُلتُ: يا رسُول الله ما أقُول قال: قُل هو اللهُ أحدٌ، والمُعوّذتين حين تُصبحُ وحين تُمسي ثلاث مراّتٍ تكفيك من كُلّ شيءٍ”

نوصي أيضًا لمزيد من المعلومات بقراءة: تفسير سورة العصر للأطفال وفضلها وسبب نزولها

تفسير سورة الفلق للأطفال

وفيما يلي سنقدم تفسير سورة الفلق للأطفال مفصلة لكل آية على حدة وذلك كالآتي:

1- تفسير الآية الأولى

“قل أعوذ برب الفلق”: أعوذ بالله رب الفلق من شر كل المخلوقات.

وينبغي لنا أن نعوذ بالله من شر ومن كل شرير من إنس وجن وحيوانات وجمادات، ومن شر الشيطان وشرور النفس كذلك.

والفلق هو وقت ظهور ضوء النهار الذي يقلف ويشق ظلمة الليل وسواده. تُستخدم هذه الكلمة بمعنى الفجر ايضا.

والبعض يعرف الكلمة بمعنى (خلق جميع الكائنات الحية) التي تشمل الإنسان والحيوان والنبات، لأنها تأتي من شطر وفلق البذور والبيض والخلايا وغير ذلك.

اعتبر البعض معنى أوسع لـكلمة فلق، حيث يعتقدون أن معناها يغطي أي خلق، بشكل عام لأنه من خلال خلق كل كائن ينكسر ستار العدم ويظهر نور الوجود، فالخلق أشبه بفلق العدم من أجل الإيجاد. (يمكن تخطي ذلك الجزء عن الشرح للأطفال الأصغر سنا)

كل فكرة من هذه الأفكار الثلاثة هي ظاهرة مدهشة وهي دليل على عظمة الله خالقها، إن تأهل الله بهذه الصفة ينقل محتوى عميقًا ومفهومًا واسع النطاق، فهو يستحق أن نستعيذ به ونطلب حمايته من كل الشرور.

2- تفسير الآية الثانية

“من شر ما خلق”: نستعيذ بالله من الشر، وهل يخلق الله الشر نعم خلق الله الشر والخير، وجعل الشر يظهر حين تنحرف المخلوقات عن قوانين الخلق وتحيد عن المسار المعين، فالحشرة حيت تلدغنا يؤلمنا هذا ونقول أنه شر، لكنه خير في مواضع أخرى حيث تستخدم الحشرة تلك الأسنان واللدغات في حماية نفسها، فالمخلوقات خيرة طالما لم تبتعد عن مسار طبيعتها.

وكذا الإنسان، هو خير طالما لم ينحرف عن المسار الذي وضعه الله له، والإنسان هو الكائن الوحيد الذي له حرية إرادة قد يختار بها الشر ويترك الخير، وهنا تقع الكوارث والحروب والجرائم حيث لم يلتزم الإنسان بما خلقه الله له وهو العبادة والطاعة المطلقة لأوامر الله.

إلى جانب ذلك، هناك العديد من الأشياء التي نعتبرها، من مظهرها شريرة لكنها في الواقع جيدة مثل الكوارث الطبيعية والتحذيرية أو تفشي الآفات والابتلاءات، وهذه الأحداث توقظ الإنسان من نوم الإهمال وتحركه إلى سبيل الخير مرة أخرى، فهي ليست شريرة إذا نظرنا لها هكذا.

نوصي أيضًا لمزيد من المعلومات بقراءة: تفسير سورة النازعات للأطفال: شرح سورة النازعات بالتفصيل

3- تفسير الآية الثالثة

“ومن شر غاسق إذا وقب”: أي: ومن شر الليل المظلم عندما يأتي.

والغاسق هو الليل شديد الظلمة، فنستعيذ بالله من كل شرور الليل المظلم ومن كل مخلوق يستخدم غطاء ظلام الليل للهجوم، وليس فقط الكائنات المفترسة والحيوانات والحشرات، ولكن أيضًا الأشخاص الذين حادوا عن طريق الله وطريق الخير غالبًا ما يسيئون استخدام ظلام الليل لتحقيق أهدافهم الشريرة مثل السرقة وفعل الجرائم الأخرى، نعوذ بالله منهم.

4- تفسير الآية الرابعة

“ومن شر النفاثات في العقد” أي اللاتي ينفخن في العقد من أجل السحر، أو اللاتي يوسوسن في العقول.

نوصي أيضًا لمزيد من المعلومات بقراءة: تفسير سورة الكافرون للاطفال وأسباب النزول وفضلها

5- تفسير الآية الخامسة

في بداية هذه السورة أمر النبي الكريم (صلى الله عليه وسلم) أن يحتمي بالله من شر الخلق.

ثم في وصفه ثلاثة أنواع من الشر:

  • شر الليل المظلم عندما يأتي
  • شر أولئك الذين ينفخون في عقدة
  • شر الحسود.

والآية الخامسة والأخيرة تتحدث عن شر الحسد والحسود، فالحسد صفة بشعة شريرة تنشأ بسبب عوامل مختلفة، مثل ضعف الإيمان ووجود الغل في نفس الإنسان والذي يجعله يرغب في تدمير نعمة شخص آخر.

الحسد هو أصل العديد من الخطايا العظيمة، الحسد كما ورد في العديد من الروايات الإسلامية، يأكل عقيدة الإنسان ويدمرها، “إن الحسد يأكل الإيمان كما تأكل النار الحطب”.

هذا لأن الحسود في الواقع يعترض على الحكمة الإلهية في سبب منحه مثل هذه البركات لبعض الناس دون بعض. قال تعالى: “أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَىٰ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ ۖ..”

ويكفي في ذم الحسد أن نذكر على سبيل المثال ، أول قتل قام به الإنسان في العالم، حيث قتل قاييل أخاه هابيل، وكان الدافع هو الحسد، وهذا دافع إلى أن نستعيذ بالله منه وأن نقرأ المعوذات للوقاية منه.

وبالطبع لا يجب أن نظن أن كل شر يحدث لنا هو بسبب الحسد، فقد يكون اختبارا من الله أو بسبب بعض أخطائنا التي يريد الله تكفيرها لنا، فيجب علينا أخذ الحيطة دون الظن أن الحسد هو مصدر كل شر في حياتنا.

ويجب يا أحبائي أن ننقي قلوبنا ونتجنب حسد الآخرين، وإذا رأينا ما يعجبنا لدى الناس ذكرنا الله ودعوناه أن يبارك لهم وأن يرزقنا مثله وألا يحرمهم منه، وعلينا أن ندعوا أن لا يجعلنا الله من الحاسدين الحاقدين وأن ينقي قلوبنا من تلك الشرور.

وفي الختام نكون قد انتهينا من عرض تفسير سورة الفلق للأطفال وعرضنا أهم المعاني والمستفاد من السورة الكريمة كما ذكرنا فضلها وأهميتها من بين السور والآراء في سبب نزولها وبينا الشرور المحتملة التي نستعيذ الله تعالى منها في سورة الفلق.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا