أحاديث عن عقوق الوالدين مكتوبة

أحاديث عن عقوق الوالدين مكتوبة توضح حرمانية عقوق الوالدين في الدين الإسلامي، فكما نعلم أن دين الإسلام قد أوصانا بالوالدين وبرهما ونهى تمامًا عن عقوقهما وقطيعتهما، فمن خلال موقع شقاوة سيتم توضيح وشرح تلك الأحاديث التي تنهى عن عقوق الوالدين مع تناول بعض مظاهر عقوق الوالدين، وآثارها، والفضل الكبير لبر الوالدين.

أحاديث عن عقوق الوالدين مكتوبة

يعتبر الإسلام عقوق الوالدين من الكبائر، كما أنه محرم بشكل قاطع، ومن يكون عاق لوالديه فهو يعرض نفسه لغضب والديه ودعوتهم عليه، كذلك فإنه يعاقب على هذه الأفعال في الدنيا والآخرة، وفيما يلي من الفقرات التالية توضيح لبعض الأحاديث التي تخص عقوق الوالدين:

عن أبي بَكْرَةَ- رضي الله عنه – عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: “أَلا أُنَبِّئُكم بِأَكْبَرِ الْكَبَائِر”- ثَلاثا- قُلْنَا: بَلى يا رسول الله، قَالَ: “الإِشْرَاكُ بِالله وَعُقُوقُ الوالدين، وكان مُتَّكِئاً فَجَلس، وَقَال: ألا وَقَوْلُ الزور، وَشهَادَةُ الزُّور”، فَما زال يُكَرِّرُها حتى قُلنَا: لَيْتَه سَكَت. [المصدر: صحيح البخاري]

في ذلك الحديث كان الرسول صلى الله عليه وسلم يخبر صحابته فقال هل أخبركم بأكبر الكبائر ثم تابع قائلًا الشرك بالله، أي اتخاذ من دول الله آلهة، وعقوق الوالدين أي الإساءة إليهم ردًا الإحسان منهم، ونكرانًا لفضلهم علينا، أما ثالث الكبائر هو القول الزور أي القول الكاذب المزور.

ففي هذا الحديث جاء تأكيد على أن عقوق الوالدين من أكبر الكبائر وتعتبر مساوية للكفر بالله عز وجل، كما تتساوى مع القول الزور.

اقرأ أيضًا: موضوع عن بر الوالدين قصير للأطفال

أحاديث عن جزاء عقوق الوالدين

استكمالًا لما بدأناه في عرض أحاديث عن عقوق الوالدين مكتوبة، لقد كثرت الأحاديث التي توضح جزاء هذا الذنب الكبير ومن تلك الأحاديث:

عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ الله عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “ثَلَاثَةٌ لَا يَنْظُرُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَة:ِ الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمَرْأَةُ الْمُتَرَجِّلَةُ، وَالدَّيُّوثُ، ‏وَثَلَاثَةٌ لَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ: الْعَاقُّ لِوَالِدَيْهِ، وَالْمُدْمِنُ عَلَى الْخَمْرِ، وَالْمَنَّانُ بِمَا أَعْطَى

أوضح هذا الحديث أن هناك ثلاثة أشخاص لا ينظر الله إليهم برحمته يوم القيامة وثلاثة لا يدخلون الجنة وقد تكرر في الحالتين العاق لوالديهن لما في ذلك الذنب من إثم كبير فهو يعتبر من كبائر الذنوب وأفظعها.

عن أبي هريرة – رضي الله عنه – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ملعون من عق والديه

لقد جاء ذلك الحديث ليؤكد على جزاء عقوق الوالدين فمن كان عاق لوالديه فهو ملعون من الله عز وجل أي خارج عن رحمته، وذلك دليل على كبر الذنب وعظمة جزاؤه عند الله سبحانه وتعالى.

أحاديث أخرى عن عقوق الوالدين

ما زلنا في صدد ذكر أحاديث عن عقوق الوالدين مكتوبة، فلم تتوقف الأحاديث الخاصة بعقوق الوالدين عند هذا الحد، لكن النبي سبحانه وتعالى ليؤكد على نهيه لهذا الذنب الكبير قال بعض الأحاديث الأخرى وهي:

عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: “من الكبائر شَتْمُ الرجل والديه” قيل: وهل يسبّ الرجل والديه قال: “نعم، يسبّ أبا الرجل فيسبّ أباه، ويسبّ أمّه، فيسبّ أمّه.”

جاء الحديث الشريف ليدل على مدى عظمة فضل الوالدين علينا، كما يوضح أن التعرض لهما بالسوء مثل شتمهما يعتبر من الكبائر في الإسلام، ومن ثم تعجب الحاضرون مما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم لم يكونوا يعرفون أن هناك من يسب والديه.

فأوضح النبي الكريم أن ذلك يحدث عندما يسمح الشخص بأن يسب أحدًا والديه، وعلى الرغم من ذلك فيوجد من يسب والديه بشكل مباشر وهذا أقبح بكثير.

في ذلك الحديث توضيح لواجب الإنسان أن يحسن إلى الغير ويكف سبهم وسب والديهم، حيث يعتبر ذلك من كبائر الذنوب، وإذا كان مجرد سبب لسب أبيه وأمه فهذا يعتبر عقوق.

عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “الكبائر: الإشراك بالله، وعُقُوق الوالدين، وقتل النفس، واليمين الغَمُوس”.

في هذا الحديث تناول لمجموعة من الذنوب التي تعتبر من الكبائر نتيجة للضرر الكبير الذي تحدثه لفاعلها وللواقعة عليهم في الدنيا والآخرة.

من أول هذه الكبائر الشرك بالله أي الكفر بالله واتخاذ من دونه آلهة، وثاني هذه الكبائر عقوق الوالدين، وهو رد إحسانهما بالإساءة وفعل أمور قد تؤذيهم.

اما ثالث هذه الكبائر قتل النفس دون وجه حق، أي القتل ظلمًا، كذلك أوضح النبي صلى الله عليه وسلم، أنه من الكبائر أن يحلف الإنسان كذبًا مما يغمسه في النار أو الإثم.

ففي هذا الحديث تحذير من ارتكاب هذه المعاصي لما فيها من إثم وجزاء من الله سبحانه وتعالى.

اقرأ أيضًا: قصة مصورة عن بر الوالدين للأطفال

مظاهر عقوق الوالدين

إلى جانب عرض أحاديث عن عقوق الوالدين مكتوبة، دعونا نتعرف إلى الظاهر الذي يمكن القول عنها إنها عقوقًا للوالدين:

  • التسبب في بكاء أحد الوالدين أو كليهما، سواء بالقول أو بالفعل.
  • نهر الوالدين والتعامل بغلظة معهم.
  • التأفف من أوامرهما أو الاعتراض عليها بشكل غير لائق مما يحزنهما.
  • الحديث البذيء والفظاظة في التعامل وعبوس الوجه أثناء الحديث معهما.
  • كثرة الانتقاد على كل ما يقومون بفعله وتقديمه.
  • عدم مساعدتهما وترك كل شيء عليهما تمامًا.
  • التصرف دون مشاورتهما، وعدم الاستئذان في فعل العديد من الأمور.
  • من أفظع الأفعال هي سبهما وشتمهما أمام الناس أو حتى في حالة الانفراد بهما.

الآثار الناتجة عن عقوق الوالدين

في سياق ذكر أحاديث عن عقوق الوالدين مكتوبة، يمكن التطرق إلى معرفة آثار عقوق الوالدين في الدنيا والآخرة في النقاط التالية:

  • سوف يحرم الابن العاق من فرصة التعلم من خبرات والديه التي قد تكون أساس مهم في تربيتهم له.
  • كما سوف يحرم من دعواتهم له التي في كثير من الأحيان تكون نجاة له من المصائب.
  • سوف يغضب الله عز وجل ممن يعق والديه، وذلك بسبب نكرانه فضلهما.
  • سوف يحتقر الناس الشخص العاق لوالديه وسوف يسقط وقاره بينهم لاعتباره شخص جاحد لنعمة وفضل الله عليه.
  • كما سوف يكرهه الناس ويبغضونه وسوف يحرم من محبتهم وتواصلهم معه.
  • لذلك سوف يطرد العاق لوالديه من رحمة الله عز وجل ولن يفوز بالجنة أبدًا.

اقرأ أيضًا: الأحاديث النبوية التي تناولت حقوق الطفل

فضل بر الوالدين

تتبعًا لذكر أحاديث عن عقوق الوالدين مكتوبة، ففي المقابل إن بر الوالدين له أجر عظيم عند الله سبحانه وتعالى في الدنيا وفي الآخرة، فكما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم جزاء عقوق الوالدين في الحديث الشريف، ذكر أيضًا بر الوالدين في عدة أحاديث منها:

عن عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قال: سَأَلْتُ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ الأعْمالِ أحَبُّ إلى اللهِ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قُلتُ: ثُمَّ أيٌّ قالَ: ثُمَّ الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي [المصدر: صحيح مسلم].

ففي الحديث السابق ذكر الأعمال التي يحبها الله عز وجل من عباده، وهي الصلاة في وقتها وبر الوالدين والجهاد في سبيل الله، هكذا جاء بر الوالدين بعد الصلاة في مواقيتها، لما لها من فضل كبير وجزاء عند الله سبحانه وتعالى.

فبعد أن عرضنا أحاديث عن عقوق الوالدين مكتوبة، ففيما يلي ذكر لبعض من فضل بر الوالدين في الدنيا والآخرة:

  • من يبر والديه يفوز بالمرتبة العالية في الدنيا بين الناس ويذكرونه بالخير دائمًا.
  • يبدل الله سيئاته حسنات ويضاعف من أجره ويكتب له مكانًا في الجنة.
  • كذلك يعتبر بر الوالدين من عوامل اكتمال إيمان المسلم، ويعتبر من الأعمال المحببة إلى الله عز وجل.
  • كما يعتبر بر الوالدين سبب كافِ لغفران الذنوب.
  • كما يكون بر الوالدين سبب في تفريج الهم والكرب والحزن.
  • يعد بر الوالدين من الأسباب التي تباعد بين فاعلها وبين النار.

إن فضل الوالدين علينا كبيرًا جدًا ولا يحصى، فلا تكن غليظ القلب معهما وأحسن إليهما فهما سبب النجاة من المصائب وسبب دخولك الجنة وسبب حصولك على رحمة الله تعالى.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا