لماذا يضع الطفل ذو اضطراب طيف التوحد يديه على أذنيه بشكل مستمر

لماذا يضع الطفل ذو اضطراب طيف التوحد يديه على أذنيه بشكل مستمر وما هي طرق التعامل مع طفل الطيف التوحدي فإن التعامل مع الأطفال المصابين بتلك المشكلة يحتاج إلى بعض من الفهم والإدراك من الآباء وليس الأبناء.

لكي يتمكنوا من توفير البيئة التي تعزز من قدرات الطفل وتنمي سلوكياته وتعامله مع الناس، لذلك فيما يلي عبر موقع شقاوة نعرض سبب وضع مصاب الطيف التوحدي يديه على أذنيه.

لماذا يضع الطفل ذو اضطراب طيف التوحد يديه على أذنيه بشكل مستمر

إن اضطراب طيف التوحد عبارة عن حالة لها علاقة بنمو دماغ الطفل، فهي تجعله غير قادر على التمييز ما بين الأشخاص الآخرين، كما تؤثر على إمكانية تعامل الطفل بالشكل الطبيعي معهم، فتظهر بعض السلوكيات المختلفة عليه وتكون متكررة.

تبدأ أعراض إصابة الطفل بتلك المشكلة الصحية منذ الصغر، فتجدين بعض السلوكيات تظهر عليه أثناء التعامل معكم، وهو ما قد يؤثر على تحصيله الدراسي، ومن هنا يمكننا توضيح إجابة سؤال لماذا يضع الطفل ذو اضطراب طيف التوحد يديه على أذنيه بشكل مستمر.

من الدراسات الطبية والحالات الاجتماعية قد أوضح الاختصاصيون أن الطفل المصاب بمشكلة اضطراب الطيف التوحدي يمكنه أن يسمع الأصوات بشكل أعلى مما هي عليه في الواقع، وذلك ما يجعل هناك حالة من الضيق والانزعاج بسبب علوها في أذنيه واختراقها إياها، وذلك ما يجعله يضع يديه على أذنيه.

ذلك ما يفسر السبب وراء وضع الطفل المصاب بالطيف التوحدي يديه على أذنيه أثناء التواجد في أماكن بها ضوضاء كثيرة.

اقرأ أيضًا: أعراض التوحد في عمر 5 سنوات

علاقة السمع بالنطق لدى أطفال الطيف التوحدي

بالحديث عن إجابة سؤال لماذا يضع طفل الطيف التوحدي يديه على أذنيه، فمن الجدير بالذكر أن هناك ارتباط ما بين مشكلة سماع الأصوات بشكل عالٍ لديه وبطء كلامه.

حيث تكون أذني الطفل عالية وتسمع الأصوات بشكل سريع عن الأذن الأخرى بثانية واحدة، وذلك ما يوضح السبب وراء مشكلة الكلام لديهم، ولذلك من الهام أن يتم الانتظار قليلًا حين نصدر الأوامر للأطفال، وألا يتم التحدث بسرعة أمامهم لكي يفهموا.

هل اضطراب الطيف التوحدي يسبب ضعف السمع

بعد الإلمام بإجابة سؤال لماذا يضع الطفل ذو اضطراب الطيف التوحدي يديه على أذنيه، فمن الجدير بالذكر أن ذلك الأمر لا يعني أن الطفل لديه مشكلة في أذنيه، فقد تقومين بإجراء التشخيصات اللازمة له وتكون القياسات الخاصة بالسمع طبيعية.

لكن المشكلة تكمن في طبيعة أذني الطفل وأنه يسمع الأصوات بالشكل الأكبر من سماعنا إياها، فتخيل وكأنك تستمتع لمن يتحدث معك وكأنه يمسك بمكبر صوت! ولذلك عليك أن تجنب الطفل أن يسمع الأصوات المرتفعة حتى لا تتسبب في عصبيته أو غضبه.

معالجة اللغة في دماغ الطفل التوحدي

حينما يسمع الشخص العادي الجملة أو الكلمة فإنه يقوم ترجمتها بشكل مباشر في مركز السمع بالأذن، ومن ثم يجعل الدماغ تفهم المعلومات وتصدرها من المراكز السمعية، بالإضافة إلى أنه يقوم باسترجاع المعلومات من المراكز البصرية لكي يتم الإلمام بالأمر أو المعلومة.

فبعدها تذهب المعلومات إلى المركز الخاص بالتفكير ويتم ترجمة البيانات من قبل المخ، لكي يتم إصدار رد الفعل المناسب من قبل الشخص سواء كان حركيًا أو لفظيًا، ولكن في الطفل التوحدي يكون الأمر مختلف.

حيث يكون لدى الطفل التوحدي مشكلة في التمييز السمعي، فلا يتمكن من أن يقوم بربط المعلومات والحواس، وذلك ما يجعل وكأن الكلمات تنهمر على رأس الطفل وتتسبب له في الأذى والشعور بالضيق، فيرغب بأن يتخلص من تلك الكلمات على الفور.

اقرأ أيضًا: سبب حركة رأس الطفل الرضيع يمين ويسار وهل هز الرأس علامة على التوحد وكيف تمنعيه

كيفية التعامل مع اضطراب الطيف التوحدي

بعد التعرف إلى سبب وضع الطفل يديه على أذنيه أثناء الحديث معه، فمن الجدير بالذكر أن هناك بعض الإرشادات التي تساهم في فهم طريقة التعامل معه، وأن يتم تحسين مستوى استجابته للكلام الذي يسمعه، ونعرضها لكم فيما يلي:

1ـ التفكير المرئي

من الهام التنويه إلى أن الطفل المصاب باضطراب الطيف التوحدي دائمًا ما يفكر بشكل مستمر، كما أن الأطفال في تلك الحالة يكونون أكثر قدرة على التعامل بالألوان والرسومات التوضيحية أو الإشارات، وذلك ما يجعل الصور هي الطريقة الأسهل لكي يتم التواصل معه.

لذلك حاول دائمًا أن ترسم حتى الصورة في مخيلة الطفل، لكي يتمكن من فهم الأمر أو الكلمة التي ترغب في أن تعلمه إياها، وتأكد أنه من الأمور الصعبة أن يتم تعليم الطفل الكلمات دون أن يتم توضيح صورة له.

2ـ تجنب التعليمات الكثيرة

أهم ما عليك فعله أثناء التعامل مع الطفل هو التقليل من إصدار الأوامر بشكل مبالغ فيه، فتلك الطريقة تتسبب في أن يرتبك الطفل ولا يتمكن من فهم الأمر بالضبط، لذلك عليك التحدث ببطء معه، وأن يتم توضيح المطلوب بشكل سهل الفهم عليه.

كما يمكنك أن تستخدم الأوراق لكي يتم قراءتها من قبل الطفل، ويمكن استخدام بعض الرسومات التوضيحية لكي يظل الأمر مترسخ في ذهنه ويقوى على تذكره.

3ـ شجع طفلك

من الهام في طريقة التعامل مع الطفل أن يكون هناك أسلوب لبق وفيه لطف، حتى يتقبل الطفل التطور والتنمية من مهاراته وقدراته معك، لذلك حاول دائمًا أن تشجعه بالكلمات المحفزة، وأن تطور من مهاراته ولا تركز فقط على مساوئه.

4ـ الصبر

عليك التحلي بالصبر أثناء التعامل مع طفل الاضطراب التوحدي، وتجنب الصراخ في وجهه أو أن يتم نعته بالألفاظ التي توضح أنه قليل الذكاء، فالأمر كله يحتاج إلى طريقة في التعامل معه لا أكثر، والصراخ قد يجعل من سلوكه يتغير للأسوأ لا الأفضل، كما أنه يؤذي مسمع طفلك.

5ـ احميه من الأصوات المرتفعة

المصاب بالطيف التوحدي دائمًا ما يكون غير قادر على الاستماع للأصوات المرتفعة في المحيط المتواجد فيه، ولذلك من الهام أن يتم تجنب تعرض الطفل لتلك الأمور أو أن تأخذه معك للمناسبات رغمًا عنه، فذلك قد يتسبب في الأذى الكبير له.

كذلك في المنزل لا بد من تجنب استخدام الصوت العالي أثناء الحديث، أو أن يتم الصراخ في وجه الطفل حتى لا يدخل في نوبات الخوف والقلق، أو أن يضيق صدره بشكل كبير، وحاول استخدام أثاث المنزل بشكل لا يصدر صوتًا.

6ـ لا تطلب منه شيئين

أهم طرق التعامل مع الطفل المصاب بالاضطراب الطيفي التوحدي، هو ألا يتم الطلب منه أن يسمع ويتحدث في نفس الوقت، فإن الطفل لن يتمكن من القيام بذلك بالطريقة المتوقعة، ولكن أغلبهم يستخدمون التواصل الغير لفظي.

7ـ عزز قدرته على الكلام

من الهام أن يتم تعليم الطفل الكلام بالشكل الصحيح، فأغلب أطفال الطيف التوحدي لا يفهم أن الكلمة تحتاج إلى رد فعل، فمثلًا أعطه كوبًا حينما يطلبه، ولا تعطه الطبق سوى بأن يطلبه كذلك، فهو بتلك الطريقة يتمكن من فهم أسلوب الطلب بالكلام وأن يسمع الكلمة الموجهة له.

اقرأ أيضًا: كيف أتعامل مع الطفل العنيد

8ـ تعزيز حاسة اللمس

إحدى الطرق التي تساهم في تعزيز قدرة طفلك على السمع هي أن تقوم بإعطائه بعض من الأحرف البلاستيكية التي يتم استخدامها للتعلم، فإن أطفال الطيف التوحدي تكون حاسة اللمس لديهم قوية للغاية، فيمكنه أن يعرف معنى الشيء بلمسه.

لذلك حاول استخدام طريقة التعلم باللمس به، وحاول أن يتم تعليمه جدوله اليومي بلمس الأشياء المتواجدة على الجدول قبل أن يبدأ موعدها، فمثلًا قبل أن يأتي موعد تناوله لوجبة الغداء، اجعله يمسك ملعقة.

اضطراب الطيف التوحدي يجعل أذني الطفل أقوى من غيره، حيث يمكنه أن يسمع الكلمات والجمل بشكل أقوى من الطبيعي، وهو ما يجعله يشعر بالضيق ويرغب في أن يقلل من طنين تلك الكلمات بأذنه، لذلك احرص على توفير الهدوء لطفلك ليكون أكثر اطمئنانًا وراحة.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا