ما هو عقوق الوالدين

ما هو عقوق الوالدين وما هي مظاهر عقوق الوالدين جاءت الكثير من الأحاديث والآيات القرآنية التي تحث على بر الوالدين والإحسان إليهما كما جاءت أيضًا متحدثة عن عقوق الوالدين، فعقوق الوالدين من الأمور التي ينهى عنها الإسلام وبشدة، ومن خلال موقع شقاوة سنجيب على سؤالكم ما هو عقوق الوالدين

ما هو عقوق الوالدين

عقوق الوالدين من أعظم الكبائر والذنوب التي من الممكن أن يقوم بها الإنسان في حياته، وعقوبتها عن الله عز وجل كبيرة جدًا، فقد أعد الله العقوبة على عقوق الوالدين في الدنيا قبل الآخرة.

فعن أنس بن مالك عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (بابان معجّلانِ عقوبتهُما في الدنيا: البَغْيُ والعُقوقُ).

فمن عاق والديه أو إحداهما فإنه يسمى عاق، والعقوق هو عدم القيام على رعاية وبر الوالدين في حياتهما، ويكون البر بالوالدين أثناء وجودهما على قيد الحياة من خلال تقديمك الرعاية والخدمة لهم والقيام على شئونهم.

بالإضافة إلى النفقة عليهم وفي حالة كان على الوالدين دين فعلى الأبناء البارين أن يقوموا بسده عنهما.

كما أن البر بالوالدين يكون بعد الممات أيضًا، مثل أن تقوم بالصدقات والأعمال الصالحة وتوهبها لهم، فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (خَيرُ ما يَخلُفُ الإِنسانَ بعدَه ثلاثٌ: ولَدٌ صالِحٌ يدعُو لهُ، وصدَقةٌ تَجرِي يَبْلُغُهُ أجْرُها، وعِلمٌ يُنتفَعُ به من بعدِهِ) حديث حسن.

اقرأ أيضًا: نصائح للأمهات في تربية الأطفال

الأسباب التي تؤدي إلى عقوق الوالدين

في إطار الإجابة على سؤال ما هو عقوق الوالدين، هناك العديد من الأسباب التي تؤدي إلى عقوق وعدم البر والإحسان إلى الوالدين، من خلال النقاط التالية سنوضح لكل تلك الأسباب، وهي:

  • من أكثر الأسباب التي تؤدي إلى عدم البر بالوالدين هو الجهل بالفضل والجزاء الذي يعود على الابن من برهما، وليس الفضل فقط بل عدم معرفة المكانة العالية التي أعدها الله للبار بوالديه، ومعرفة الأجر والثواب الذي أعده الله للابن البار في الدنيا قبل الآخرة والعقوبة المترتبة على العقوق والتي تكون في الدنيا قبل الأخرة أيضًا.
  • من الممكن أن يكون السبب في إعاقة الابن لوالديه هو الصحبة السيئة، فأصدقاء السوء يدفعون المرء إلى العقوق بالوالدين والاستهزاء بهما والسخرية من أفكارهم وتفكيرهم بحجة انهم أصبحوا كبار، وجيل الأبناء غير جيل الآباء، ومن الضروري أن يبتعد الأبناء عن هؤلاء الصحبة؛ لأنها ستؤدي به في النهاية إلى غضب الله في الدنيا قبل الأخرة.

بالإضافة إلى أن صحبة السوء تدفع المرء إلى ترك الأعمال الصالحة، وترغبه في فعل المعاصي والذنوب وتسهلها له.

لكن في المقابل تقوم الصحبة الصالحة بقرب الابن من والديه والبر والإحسان إليهم وعمل الصالحات التي تثقل من موازينه، وتجعله ممن ينال رضا الله في الدنيا قبل الأخرة.

  • التربية من أحد العوامل التي تعمل على بر الأبناء للآباء والأمهات، حيث إن النشأة التي ينمو فيها الأطفال هي التي تعمل على تشكيل سلوكهم، وفي حال كانت البيئة صالحة فإن ذلك يساعد الأبناء على أن يكون لديهم أخلاق حسنة.

فإذا حرصت الأم والأب على تنشئة الأبناء في بيئة تعرف القيم والمبادئ والتعاليم التي تحدث عليها الأديان السماوية جميعًا فإن ذلك يساعد الأبناء على بر الوالدين في الكبر.

الجدير بالذكر أيضًا أن العلاقة بين أم والأب كلما كانت تمثيل لمفهوم المودة والرحمة كلما ساعد ذلك الأولاد على غرس القيم والخصال النبيلة في شخصيتهم.

  • الاحترام المتبادل أيضًا بين الأم والأب أمام الأبناء من أحد العوامل الهامة التي تعمل على تشكيل سلوكهم، فالأخلاق التي ينشأ عليها الأبناء في الصغر هي المسبب الأساسي لأفعالهم في الكبر.
  • العلاقة بين الأبناء والآباء لا بد أن تكون علاقة صداقة واحترام، فعلى الوالدين أن يتقربوا إلى الأبناء ومحاولة فهمهم، ومن خلال ذلك سينعم المجتمع وجميع الأسر بالراحة والاطمئنان وبر الأبناء للآباء والأمهات.

اقرأ أيضًا: تربية الأطفال عمر سنتين ونصف

العقوبة التي أعدها الله لعقوق الأبناء للوالدين

في إطار الإجابة عن سؤال ما هو عقوق الوالدين، فإن الله كما وضع الجزاء لمن بر بوالديه، فقد وضع العقوبة أيضًا لمن عاقهما، ومن خلال النقاط التالية سنعرفكم إلى تلك العقوبة لعل الله يهدى كل ابن عاق إلى طاعة والديه، حيث إن الترهيب يعد من أحد الوسائل التي أعدها الله لهداية عباده.

  • عن عبد الله بن عمر رضى الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ثلاثةٌ لا ينظُرُ اللهُ إليهم يومَ القيامةِ العاقُّ لوالدَيْه ومدمنُ الخمرِ والمنَّانُ عطاءَه وثلاثةٌ لا يدخلون الجنَّةَ العاقُّ لوالدَيْه والدَّيُّوثُ والرَّجِلةُ) أخرجه النسائي.

فكذلك جعل الله عقوق الوالدين من أكبر الذنوب والكبائر التي تؤدي إلى نزول سخط الله على العبد، ومن أعظم الأدلة على ذلك ذكر الرسول صلى الله عليه وسلم لها في بداية الحديث، ثم تلتها الكبائر الأخرى.

  • روى أبو هريرة رضى الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال: (أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ رقِيَ الـمِنْبرَ، فقال: آمينَ، آمينَ، آمينَ، قيل له: يا رسولَ اللهِ، ما كُنتَ تَصْنَعُ هذا! فقال: قال لـي جِبريلُ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ أدرَكَ أَبَوَيْه أو أَحَدَهما لَـمْ يُدْخِلْه الجنةَ) حديث صحيح.

فقد نزل جبريل عليه السلام حتى يبلغ الرسول صلى الله عليه وسلم رسالة الله التي على العباد أن يقوموا بها، وهي طاعة الوالدين، وكان الجزاء لمن عاقهم هو رغم أنفه في التراب، والرغام المقصود به هو التراب المخلوط بالرمل، والمراد هنا ليس المعنى المتصور بالفعل، ولكن المراد به الإذلال والإهانة لمن عاق والديه في الدنيا قبل الأخرة.

  • عقوق الوالدين سبب من أسباب طرد المرء من رحمة الله يوم القيامة، وغضبه وسخطه عليه، فعن أبي هريرة رضى الله عنه عن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (…لعَنَ اللهُ مَن عَقَّ والِدَيْه…) حديث صحيح.
  • يستجيب الله لدعوة الأب والأم على ابنهما العاق، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثُ دَعَواتٍ مُستجاباتٍ: دعوةُ الصائِمِ، ودعوةُ المظلُومِ، ودعوةُ المسافِرِ) حديث صحيح.

اقرأ أيضًا: تفسير سورة قريش للاطفال وكيفية تربية الأطفال على حب القرآن الكريم وفهمه

أشكال عقوق الوالدين

استكمالًا للإجابة عن سؤال ما هو عقوق الوالدين، هناك العديد من المظاهر التي يقوم بها الأبناء وتصنف من ضمن عقوق الوالدين، ورأينا أنه من الضروري أن نبينها لكم حتى تتجنبوها فعلها، وهي:

  • من صور عقوق الوالدين التفوه بالألفاظ والكلمات البذيئة والسيئة أثناء الحديث معهم، فلا بد على الأبناء أن يتعاملوا مع الآباء باحترام ولطف، وإذا كانت العلاقة بينهما مبنية على الصداقة لا بد أن ينتبهوا عند الحديث والمزاح معهم أنهم في المقام الأول والديهم وعليهم أن يحترمهما في جميع الأحوال.
  • النظر إلى الأم أو الأب بغضب وازدراء وسخرية واستهانة من صور العقوق الكبيرة تجاه الوالدين، فعلى الأبناء أن ينظروا إلى والديهم باحترام.
  • ذكر عيوب الوالدين وإحراجهم أمام الناس، فهذه من أكبر صور العقوق في حق الوالدين.
  • عدم الدعاء لهم بعد الوفاة، وعدم تقديم الصدقات، والأعمال الصالحة، فمن الأمور التي حث عليها الله عز وجل والرسول صلى الله عليه وسلم هي الإحسان إلى الوالدين بعد مماتهما.
  • المقاطع للوالدين أثناء الحديث، ومجادلتهما، وإثار المشاكل معهم، وتكذيبهم.
  • أن تكون الأبناء ندًا للآباء والأمهات في القول والفعل، وأن يعطى الولد نفسه الحق في الرد على الوالدين ورفع صوته عليهما.

من الضروري أن يجاهد الإنسان نفسه على بر والديه والإحسان إليهم؛ حتى تصبح هذه عادة من عاداته، بالإضافة إلى ذلك أنه كلما حفز الآباء والأمهات أبناءهم على البر إلى الأخر كلما عاد ذلك عليهم في المستقبل.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا