أنواع الطلاق الذي لا يقع

أنواع الطلاق الذي لا يقع عديدة، فالكثير من الأزواج لا يعلمان الحالات التي قد لا يقع فيها الطلاق، وإذا وقعا في مشكلة تخص ذلك الأمر أصبحا في حيرة وقلق، لذلك سوف نقوم فيما يلي بتوضيح كافة الحالات وأنواع الطلاق الذي لا يقع من خلال موقع شقاوة.

أنواع الطلاق الذي لا يقع

للأسف الكثير من الأزواج ما يكونوا مُستهترين في هذا الشأن، فلقد أعطى الله سبحانه وتعالى القوامة للرجل في أمر الطلاق، لقدرته على التحكم في مشاعره أكثر من المرأة، ولكن يوجد بعض الأشخاص الذين يقومون بقول عبارات الطلاق في الكثير من المواقف، فيقع الزوجين في مشكلة هل الطلاق وقع أم لا.

يختلف الأمر بين مشكلة وأخرى فهناك بعض الأساسيات المعروفة لدى الفقهاء والثابتة في الحالات التي يقع فيها الطلاق، وهناك بعض الحالات التي يختلط فيها الأمر ولا يكون أكثر وضوحًا، وفي تلك الحالة يجب على كلا الزوجين أن يقوموا بالذهاب إلى دار الإفتاء لمعرفة رأى الفقهاء في الأمر.

وسوف نقوم فيما يلي بعرض الحالات الأساسية التي ذكرها فقهاء الدين والتي لا يقع فيها الطلاق.

1- الطلاق في حالة الغضب

لا يختلف علماء الفقه في أن الطلاق الذي يقع من الزوج على زوجته لا يقع في حالة أن يكون الزوج في غضب شديد وتلفظ لفظ الطلاق دون أن يشعر.

وتُسمى تلك حالة عند فقهاء الدين باسم الإغلاق وتم إطلاق ذلك الاسم لأن عقل الزوج في تلك الحالة مغلق وفاقد الاستيعاب لمجريات الأمور حوله، وذلك اعتمادًا ما ذُكر عن السيدة عائشة ـ رضى الله عنهاـ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” لا طلاق ولا عتاق في إغلاق”

وقد ذهب الإمام ابن عابدين، وكذلك ابن القيم واتفق معهم بعض الأئمة الآخرين ألا يُشترط أن يكون مغيب تمامًا على ما يقوله، ولك إذا كان يغلبه الهذيان وعدم التركيز في أقواله فينطبق عليه شرط الغضب ولا يقع الطلاق.

اقرأ أيضًا: أثر الطلاق على حياة الأبناء الاجتماعية والنفسية

2- طلاق السكران

يذهب الأئمة إلى أن الشخص الذي يكون مُغيب عن الوعي نتيجة السكر الشديد ولا يشعر بأقواله فتلك الحالة لا يقع فيها الطلاق، ولقد قام علماء الفقه بتقسيم أنواع السكر إلى السكران المتعدي والغير متعدي وسوف نقوم بتوضيح كلا النوعين فيما يلي:

1- السكران المتعدي

هو الشخص الذي سكر برغبته حتى فقد الوعي، وهذا النوع يكون الطلاق واقع، وذلك أقر به الكثير من الأئمة في المذاهب الأربعة، ويرجع الأمر في ذلك رغم غياب الوعي، هو التغليظ عليه ومعاقبته لما قام به من معصية.

لكن هناك بعض الأئمة التي أقرت بعدم وقوع الطلاق مثل الإمام الطحاوي من المذهب الحنفي، والإمام المزني من المذهب الشافعي، وذلك اتفاقًا لما ذكره عثمان بن عفان وعمر بن عبد العزيز من أن الزجر والتغليظ للشخص الذي قام بفعل الطلاق ليس سببًا كافيًا لوقوع الطلاق واحتسابها من ضمن الثلاث طلقات المتاحة للمسلم.

يجب التنويه عند الحديث عن أنواع الطلاق الذي لا يقع أن قوانين الأحوال الشخصية اعتبرت أن طلاق السكران المتعدي لا يقع.

2- السكران الغير متعدي

هو الشخص الذي قد سكر من خلال شرب دواء تسبب له في الهذيان وعدم التركيز، والتحدث بأقوال لا يشعر بها، فذلك الطلاق لا يقع.

3- حالات الجنون

ثالث حالات الطلاق الذي لا يقع هو فقدان العقل الناتج عن الجنون، فقد اتفق جميع العلماء بأن طلاق الشخص الذي فقد عقله لا يقع، فهو غير آهل لما يقوم به من أقوال أو أفعال، وكذلك اعتبروا المدهوش الذي أصابته الدهشة من شيء بسبب تعرضه لموقف أو خوف أو ما شابه ذلك جعله يفقد التركيز لبعض الوقت.

لقد استند علماء الفقه في ذلك على قول على بن أب طالب ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم قال ” رفع القلم عن ثلاث: عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل “

4- حالات الإكراه

إذا تعرض الزوج إلى أي نوع من أنواع الإكراه مثل التهديد بأذى أحد الأشخاص القريبين منه، أو ضربه أو قتله أو سجنه وغير ذلك من المواقف التي تُعرض الزوج إلى خطر ما على نفسه، فلا يقع الطلاق كما أكد جمهور الأئمة، لأن القصد من ذلك الأمر حينها هو دفع الأذى الذي قد يتعرض له هو أو أهل بيته سواء كانت الزوجة أو الأبناء أو أحد الأشخاص من الأقارب.

ولقد استند علماء الفقه في ذلك على رواية أبي ذر ـ رضى الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال ” إن الله تجاوز عن أُمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه”

جديرًا بالذكر أن قانون الأحوال الشخصية للأسرة يعتد بهذا الحديث ولا يقع طلاق المكره، ولكن يجب أن ننوه أن المذهب الحنفي أقروا بوقوع الطلاق حتى في حالة الإكراه، لأن الشخص يعي ما يقوله ومدرك له.

5- الخطأ في القول

ذهب الأئمة أن الطلاق لا يقع في حالة أن لفظ به الرجل عن طريق الخطأ، ولتوضيح ذلك سوف نقوم بذكر مثال، فإذا كان الرجل يتحدث مع زوجته وسألها مثلُا أنت طالعة، ولكنه أخطأ اللفظ فقال أنت طالقة، في تلك الحالة لا يقع الطلاق.

يتم الاعتماد في ذلك الأمر على فهم الفقيه للموقف بصورة دقيقة وكذلك على نية الزوج، لأنه هو الفيصل في تلك الحالة، وعليه أن يكون أمين في أقواله، حتى يُبارك الله له في حياته ولا يقع في معصية.

أما عند الحنفية فقد أقروا وقوع الطلاق حتى لو كان عن طريق الخطأ، وذلك لأن هذا الأمر فيه خطورة لتعرضه لنية الزوج والتي قد تكون كاذبة، فتكون الحياة بينهما محرمة.

لذلك حتى لا يوجد شك في الأمر ذهب المذهب الحنفي إلى وجوب وقوع الطلاق حتى في حالة التلفظ به عن طريق الخطأ منعًا للذرائع التي قد تحدث.

اقرأ أيضًا: متى تحرم الزوجة على زوجها بعد الطلاق

6- في حالة الجهل بما يقول

المقصود من تلك الحالة هو أنه إذا كان الشخص تلفظ بقولًا من ألفاظ الطلاق وكان يجهل معناه؛ فلا يقع الطلاق عند جمهور الأئمة والمذاهب الأربعة، وليكون الأمر أكثر وضوحُا أن يلفظ الرجل بلفظ الطلاق بلغة أخرى غير لغته الأساسية ولا يكون يعلم معن اللفظ الذي قاله.

لكن بالنسبة للمذهب الحنفي فذهب علمائه إلى أن الطلاق في تلك الحالة يقع، حتى وإن كان يجهل معنى اللفظ.

7- الطلاق بغرض الحلفان

المقصود من تلك الحالة هو أن الرجل يقوم بحلف اليمين مع ذكر الطلاق مثل أن يقول (على الطلاق ما قٌمت بهذا الفعل) لقد ذهب الأئمة إلى المؤاخذة في هذا الطلاق، فإذا كان الشخص كاذب في قوله، فقد وقع الطلاق.

8- الطلاق المعلق

استرسالًا في الحديث عن أنواع الطلاق الذي لا يقع، يجب أن نوضح أن من تلك الحالات هو الطلاق المعلق، والمقصود بالمعلق، هو أن الطلاق مرهون بفعل شيء ما، مثل أن يقول الزوج (إن ذهبتِ إلى فلانة فأنتِ طالق).

فهنا ارتبط حدوث الطلاق بحدث معين، ولقد قسم الأئمة هذا النوع من الطلاق إلى نوعين، طلاق شرطي، وطلاق قسمي.

  • الطلاق الشرطي: هو التعلق بحدوث شرط ما، إذا حد تم الطلاق.
  • الطلاق القسمي: هو الطلاق الذي يقصد به الزوج حث زوجته أو منعها من القيام بأمر ما أو منع نفسه أن يقوم بفعل معين.

ولقد أقر الأئمة في المذاهب الأربعة إلى وقوع ذلك النوع من الطلاق، ولكن عند الحنث وابن تيمية وابن القيم أن الطلاق لا يقع وعلى الزوج أداء كفارة يمين، والكفارة هي صيام ثلاث أيام، أو إطعام 10 مساكين، أو كسوتهم، ولقد اتخذت بهذا الرأي دار الافتاء وقوانين الأحوال الشخصية.

اقرأ أيضًا: كيفية إرجاع الزوجة بعد الطلاق

9- الطلاق الذي تم تعليقه على مشيئة الله

لا يقع الطلاق فقط عندما يقول الرجل لزوجته أنت طالق فقط ولكن يقع الطلاق أيضًا عند التلفظ بأحد الكلمات التي تدل على الطلاق مثل أن يقول أحد الأزواج لزوجته أنِت طالق بإذن الله تعالى، وهذا هو المقصود بقول إن الطلاق معلق على مشيئة الله.

وقد ذهب أغلب الأئمة أن الطلاق المعلق على مشيئة الله لا يقع، لأنه يُشبه التعليق على أمر مُستحيل الحدوث، وقد اتفق معه المذهب الشافعي، ولكن عند المالكية قد أقروا أن الطلاق في تلك الحالة يقع ويكون صحيحًا واعتمد هذا الرأي الإمام ابن تيمية وابن القيم وأبي سعيد الخدري.

10- طلاق العدة

يرى جمهور الأئمة أن الزوجة التي طلقها زوجها طلاق رجعي تكون في حكم زوجته إلا إذا قام بتطليقها طلقة ثانية في أيام العدة، كما أن المرأة إذا كانت في عدم من طلاق بائن أو خلع، فيقع عليها نفس الحكم وأن الطلاق لا يقع.

لكن أختلف معهم المذهب الحنفي، وأقروا أن الطلاق ما دام كان طلاقًا صريحًا يقع في عدة المرأة المطلقة طلاق بائن بينونة صغرى، وعدة المرأة المطلقة طلاق خلع، لكن لا يقع الطلاق في حالة المرأة المطلقة ب بينونة كبرى.

يجب أن نوضح أن رغم إقرار الأئمة في المذاهب الأربعة أن طلاق العدة يقع ألا أن قانون الأحوال الشخصية أقرت بعدم وقوع الطلاق في العدة سواء كان الطلاق طلاق بين أو رجعي أو فسخ.

اقرأ أيضًا: حضانة الأولاد بعد الطلاق إذا تزوجت الأم

11- طلاق التمثيل أو التعليم

إكمالًا في الحديث عن أنواع الطلاق الذي لا يقع، يجب أن نوضح أن هناك نوع أخر من الطلاق الذي لا يقع، وهو الطلاق في حالة التعليم، كأن يضرب المعلم إلى طُلابه مثالًا لمحاولة أفهامهم أمرًا ما.

كذلك الرجل الذي يقرأ نصًا أو خبرًا ما، فلا يقع الطلاق في تلك النوع من الحالات.

هناك حالات متعددة للمواقف التي يقع فيها الطلاق، ولقد ذكرنا الحالات الأساسية التي لا يقع فيها الطلاق، ولكن إذا اختلط على الشخص الأمر فعليه التوجه لدار الإفتاء للوقوف على الحالة بشكل دقيق.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا