قصة أصحاب الكهف للأطفال
قصة أصحاب الكهف للأطفال هي من أبرز القصص القرآنية التي تحمل الكثير من الأحداث والمعجزات التي حدثت لمجموعة من الشباب في مقتبل العمر، حيث اشتملت السورة على قدرة الله تعالى على إحياء الموتى، وأن الله قادر على نصرة عباده المظلومين، وفي هذا المقال نسرد القصة بشيء من التفصيل، وهو ما سنتعرف عليه في مقالنا من خلال موقع شقاوة.
ومن هنا سنتعرف على: قصة موسى عليه السلام مختصرة للأطفال والدروس المستفادة منها
من هم أصحاب الكهف
- هم مجموعة من الشباب في مقتبل العمر في زمن ما من الأزمنة الغابرة، هداهم الله تعالى إليه فكانوا يعبدونه، قال تعالى: (نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ نَبَأَهُمْ بِالْحَقِّ إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آَمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى).
- ليست قصة أصحاب الكهف للأطفال من القصص الأسطورية وإنما هي قصة حقيقية تمثل آية من آيات الله تعالى، كما قال: (أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آَيَاتِنَا عَجَبًا).
- لم يعرف العدد الحقيقي لهؤلاء الفتية الذين شملتهم قصة أصحاب الكهف للأطفال وإنما علمهم عند الله تعالى كما قال: (سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ).
- القصة تمثل صراعًا بين الحق والباطل وانتهت بنصرة الحق، وقد أراد الله تعالى أن تكون تلك القصة مضرب الأمثال في الثبات (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا).
سرد لقصة أهل الكهف للأطفال بشكل مفصل
- كان هناك ملك ظالم يسمى دقيانوس، وكان كافرًا قاسيًا يتعامل مع رعيته بشدة وعنف، حتى أنه كان يجبرهم على عبادة أحجار لا تسمع ولا تبصر، وكان يجبر الناس على ذبح الذبائح وتقديمها قرابين للإصنام.
- وكانت طقوس الاحتفال بالأعياد لها مراسم معينة، حيث ينادي المنادون في الأبواق بأمر من الملك بأن يجتمع الناس في المعبد، يهرول الناس إلى حيث يقفون في انتظار مجيء الملك ليسجدوا له، ثم يدخلون إلى الأصنام ليسجدوا للأصنام.
- وفي أحد الأعياد اجتمع الناس للسجود بين يدي الملك فسجدوا جميعًا باستثناء شاب صغير لم يسجد للملك، ووسط الحشود الكبيرة من الناس لم يلفت ذلك نظر أحد إلا أصحاب الشاب الذين كانوا إلى جواره.
- بعد الإفراغ من تأدية الطقوس والسجود أمام الملك كما هو معتاد، التقى أصحاب الشاب به ليست فهموا منه عن سبب عدم سجوده في يوم العيد للملك، فأخبرهم الفتى أنه عرف الله واهتدى إليه فلا ينبغي أن يسجد لأحد غيره.
- وكان هذا الكلام في البداية غريبًا على أذن الفتيان، إلا أنهم أعجبوا بقوله، ومن ثم بدأوا يجتمعون به بعيدًا عن الأعين ليلاً في بيت واحد منهم، حيث علمهم الفتى كيف يعبدون الله الواحد الأحد، وعلمهم طريقة الصلاة والعبادة الصحيحة، وكان بصحبتهم كلبهم الذي يحرسهم وهو يصلون وينبهه إذا شعر بخطر عليهم.
- وتتواصل قصة أصحاب الكهف للأطفال بأنه ذات ليلة بينما كان أحد الحراس يعس بين الناس رأى الشباب وهم يصلون بينما كان الكلب غافيًا لم يشعر به، وذهب على الفور وأخبر الملك بما رأى وأن الفتية تركوا عبادة الأصنام واعتنقوا ملة أخرى.
- على الفور شعر الملك بالغضب وأرسل إلى المكان قوة كبيرة من حراسه ليقبضوا على الفتيان ويأتون بهم، فلما وقف الشباب بين يدي الملك أخذ يتوعدهم ويهددهم إن لم يرجعوا إلى عبادة الأصنام فسوف يعذبهم عذابًا شديدًا.
- رفض الشباب أن يرضخوا للملك وأن يعودوا إلى عبادة الأصنام، وأخبروه أن للكون إلهاً واحدًا، وهو وحده الجدير بالعبودية دون غيره، ولكن الملك أمهلهم ثلاثة أيام إن لم يرجعوا خلالها فسوف يقتلهم ويعلقهم على أبواب المدينة ليكونوا عبرة لغيرهم.
- قرر الشباب الصغار أن يهاجروا من المدينة خوفًا من بطش الملك بهم، وفعلاً استطاعوا التسلل ليلاً من الحراس واستطاعوا الهرب بعيدًا عن المدينة وبصحبتهم كلبهم الوفي، وكان عليهم أن يختبئون عن أعين حراس الملك.
- دخلوا كهفًا كان قريبًا من القرية، غير أن الحراس كانوا يتبعونها وكادوا يصلون إليهم، غير أن الكلب الوفي أخذ ينبح على أصحابه بكل ما أوتي من قوة، فعرفوا أن الحراس قد اقتربوا منهم، فهربوا سريعًا، حتى دخلوا كهفًا آخر مهجورًا لا يمكن لأحد أن يصل إليه كونه في عمق الجبال.
- كان التعب قد حل بالفتية ولم يكن معهم طعام أو شراب فأخذوا يدعون ربهم الواحد أن يحميهم وأن يهيء لهم طريق الرشاد كما حكى القرآن الكريم فقال: (إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ فَقَالُوا رَبَّنَا آَتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا).
- استغرق الفتية في النوم العميق نظرًا لشدة تعبهم، ولكنهم لم يستيقظوا بعد فترة قصيرة كعادة المخلوقات عند النوم الطبيعي، ولكنهم استمروا في نومهم سنوات طويلة لحكمة إلهية حيث يقول الله تعالى: (فَضَرَبْنَا عَلَى آَذَانِهِمْ فِي الْكَهْفِ سِنِينَ عَدَدًا).
- استغرقوا ثلاثمائة سنة كاملة وتسعة سنوات يتقلبون في فراشهم كما يفعل النائمون، غير أنهم لا يستيقظون حيث ضرب الله على آذنهم وطالت شعورهم وتغيرت ملامحهم لو رأيتهم لفررت من شكلهم خوفًا منهم كما قال تعالى: (وَتَحْسَبُهُمْ أَيْقَاظًا وَهُمْ رُقُودٌ وَنُقَلِّبُهُمْ ذَاتَ الْيَمِينِ وَذَاتَ الشِّمَالِ وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالْوَصِيدِ لَوِ اطَّلَعْتَ عَلَيْهِمْ لَوَلَّيْتَ مِنْهُمْ فِرَارًا وَلَمُلِئْتَ مِنْهُمْ رُعْبًا).
ولا يفوتكم قراءة موضوع: قصة سيدنا محمد مختصرة للأطفال والعبر والدروس المستفادة منها
استيقاظ أهل الكهف من نومهم الطويل
- بعد سنوات طويلة اقتضت حكمة الله تعالى أن يستيقظ أهل الكهف من نومهم، وأول شيء تبادر إليهم الاستعلام عن المدة التي قضوها في النوم، حتى استقروا في النهاية على تسليم أمرهم إلى الله وأن الله أعلم بالمدة التي قضوها في نومهم: (وَكَذَلِكَ بَعَثْنَاهُمْ لِيَتَسَاءَلُوا بَيْنَهُمْ قَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ كَمْ لَبِثْتُمْ قَالُوا لَبِثْنَا يَوْمًا أَوْ بَعْضَ يَوْمٍ قَالُوا رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثْتُمْ).
- ولما كانوا يشعرون بالجوع والعطش أرسوا بعضهم ليجلب لهم طعامًا من سوق المدينة وأن يأخذ حذره من الوقوع في يد حراس الملك (فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هَذِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهَا أَزْكَى طَعَامًا فَلْيَأْتِكُمْ بِرِزْقٍ مِنْهُ وَلْيَتَلَطَّفْ وَلَا يُشْعِرَنَّ بِكُمْ أَحَدًا).
- لكنه وجد أن كل شيء قد تبدلت ملامحه، المدينة والطرقات والسوق والناس، فذهب إلى أحد البائعين وأخرج النقود ليشتري الطعام، فتعجب التاجر من تلك العملة النقدية التي مر عليها أكثر من ثلاثمائة عام، حاول الفتى الهرب ولكن الحراس تعجبوا لشأنه واصطحابه لملك المدينة.
- سأل الملك الفتى عن قصته ومن اين جلب تلك النقود الأثرية القديمة، وكان الفتى ممن يظنون أنهم ناموا يومًا واحدًا فأخبر الملك أنهم هربوا من الملك دقيانوس بالأمس بدينهم، فازداد اندهاش الملك الذي كان قد سمع بقصتهم من أجداده وهو صغير، وقص عليه الفتى القصة كاملة.
- وتستمر قصة أصحاب الكهف للأطفال بأن طلب الملك منه أن يصطحبه إلى أصحابه ليتعرف على الكهف ويتأكد من صدق الفتى، واصطحابه الفتية إلى الكهف، واستأذن منه أن يخبر أصحابه أولاً.
- دخل الفتى فأخبر أصحابه بأنهم أمضوا ثلاثمائة سنة وتسع سنوات وأن كل شيء قد تبدل وأن الناس أصبحوا مؤمنين، عندئذٍ شاءت إرادة الله بعد أن تحققت معجزة إيقاظهم ومعرفة الناس بهم أن يموتوا فألقى عليهم النعاس فناموا، ولكنهم هذه المرة إلى الأبد.
- لما طال وقف الملك طويلاً ولم يخرج الفتى أمر حراسه باقتحام الكهف، فدخلوا فوجدوا أن الفتيان قد ماتوا مع كلبهم، فتأثر الملك، وتأثر الناس لقصتهم، لدرجة أنهم رأوا أن يشيدوا فوق قبرهم مسجدًا يخلد ذكرهم : (وَكَذَلِكَ أَعْثَرْنَا عَلَيْهِمْ لِيَعْلَمُوا أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَأَنَّ السَّاعَةَ لَا رَيْبَ فِيهَا إِذْ يَتَنَازَعُونَ بَيْنَهُمْ أَمْرَهُمْ فَقَالُوا ابْنُوا عَلَيْهِمْ بُنْيَانًا رَبُّهُمْ أَعْلَمُ بِهِمْ قَالَ الَّذِينَ غَلَبُوا عَلَى أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِدًا).
ولا يفوتكم قراءة موضوع: قصة النبي نوح للأطفال وما هي الدروس المستفادة منها
إن قصة أصحاب الكهف للأطفال قصة رائعة تحمل الكثير من العبر والدروس التي من أهمها قدرة الله تعالى على إحياء الموتي، ومنها أيضًا أن الله أحيا أصحاب الكهف ليعلموا أن وعد الله حق، وأن يوم القيامة آت لا ريب فيه، ومنها وجوب تسليم الأمر لله فالله تعالى هو المدبر.