قصة سيدنا نوح للأطفال
قصة سيدنا نوح للأطفال تعتبر من القصص الجميلة والهادفة والتي تحتوي على الكثير من العبر، وقد ذكرت تلك القصة كاملة في عدة سور من القرآن، ولاسيما قصة السفينة التي أنجى الله تعالى فيها نبيه نوحًا عليه السلام من الغرق هو ومن آمن معه، ومثلت الوجود الثاني للإنسان على هذه الأرض، وفي مقالنا سنستعرض قصة سيدنا نوح للأطفال بشكل مبسط فتابعونا عبر موقع شقاوة.
ومن هنا سنتعرف على: قصة سيدنا موسى للأطفال ومولده وحياته وبعثته وخروجه مع بني إسرائيل
ما الهدف من قصة سيندنا نوح للأطفال
تهدف قصة سيدنا نوح للأطفال إلى غرس الكثير من القيم في نفوس الأطفال ومن أبرز تلك القيم:
- الصبر والثبات وعدم اليأس، والسعي وراء الأمل والتمسك بتحقيق الأهداف مهما كانت الصعاب والتحديات والعراقيل التي تعترض طريقنا.
- الالتجاء إلى الله ودعوته وطلب العون منه إذا حدث تعثر للإنسان بعد التماسه الأسباب المشروعة.
- تقديم طاعة الله والانصياع له والتضحية بالأهل والمال والولد، إذا اختاروا طريقًا غير طريق الحق وهذا ما حدث مع نبي الله نوح مع ابنه.
- قدرة الله فوق كل قدرة ومعجزاته حاضرة في كل وقت ويستطيع قلب الموازين ونصرة الحق، وهذا ما كان من شأن سفينة نوح عليه السلام.
- بعد العسر يأتي اليسر، وبعد الشدة يأتي الفرج، فقد نصر الله عبده ونبيه نوحًا عليه السلام، وغير شدته وعسره واستهزاء قومه منه إلى سعادة وترسيخ لانتصار الحق على الباطل.
سيدنا نوح عليه السلام يدعو قومه
نبدأ قصتنا اليوم وهي قصة سيدنا نوح للأطفال بموقف سيدنا نوح من قومه ودعوته لهم:
- أرسل الله تعالى نبي الله نوحًا نبيًا ورسولاً إلى قوم يسمون (بنو راسب)، حيث كانوا يشركون بالله ويعبدون أوثانًا من حجارة لا تضر ولا تنفع، فأمره الله أن يدعوهم إلى ترك عبادة تلك الحجارة وأن يعبدوا الله الواحد الأحد الذي بيده ملكوت السماوات والأرض، (إنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ . قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُّبِينٌ . أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ).
- واتبع معهم نبي الله نوح عليه السلام كل الطرق ليهديهم كما حكى القرأن: (يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ)
- اجتهد نبي الله نوح عليه السلام في تبليغ دعوة ربه إلى قومه فشرع يدعوهم ليلا ونهارًا لا يمل من دعوتهم، وفي كل مرة كانوا يصدون عنه فلم تزدهم دعوته لهم إلا إصرارًا على الكفر وفرارًا عنه ( قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلا وَنَهَارًا . فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلاَّ فِرَارًا . وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا).
- ولم يلق نوح عليه السلام من قومه إلا الأذى والاستهزاء والعذاب، غير أنه لم يصبه اليأس أو الإحباط وظل مخلصًا لدعوته مصرًا على تبليغها حتى أستمر في دعوته تسعمائة وخمسين عامًا كما تحدث القرأن الكريم عن ذلك فقال: (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَىٰ قَوْمِهِ فَلَبِثَ فِيهِمْ أَلْفَ سَنَةٍ إِلَّا خَمْسِينَ عَامًا).
- ونستمر في سردنا قصة سيدنا نوح للاطفال فمع كل هذه السنين الطويلة في الدعوة إلا أنه لم يؤمن معه من قومه سوى فئة قليلة يقدر عددهم بثمانين شخصًا.
- أما الباقون فقد تمادوا في ضلالهم وفي كفرهم، وأخذوا يتوعدونه بالقتل والرجم إن لم يكف عن دعوته لهم (قَالُوا لَئِن لَّمْ تَنتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ).
- عندئذٍ لم يجد نوح عليه السلام إلا أن يدعو على قومه الذين أصروا على عنادهم وكفرهم أن يهلكهم الله وأن يقطع دابرهم من على وجه الأرض (وَقَالَ نُوحٌ رَّبِّ لا تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا . إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ وَلا يَلِدُوا إِلاَّ فَاجِرًا كَفَّارًا).
- فاستجاب الله دعوة نبيه نوح عليه السلام حيث أمره أن يبني سفينة ضخمة ليحتمي بها هو ومن آمن معه؛ انتظارًا للطوفان الذي سيأتي ليمحوالكافرين جميعًا ويغرقهم قال تعالى: (وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ . وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ).
ومن هنا يمكنكم التعرف على: قصة سيدنا يوسف عليه السلام للأطفال والدروس المستفادة منها
نوح عليه السلام يصنع السفينة
- عندما أمر الله نبيه نوحًا عليه السلام أن يصنع الفلك (السفينة) شرع يزرع الأشجار التي سيأخذ منها الأخشاب لبناء السفينة العظيمة التي سيحمل فيها العالم الجديد الذي ينجو من الطوفان.
- وتأخذنا قصة سيدنا نوح للأطفال إلى تجهيز نبي الله نوح لصنع الفينة فأخذ يرعى الأشجار أعوامًا كثيرة حتى نمت وأصبحت صالحة لأن يقطعها ليأخذ منها الأخشاب لصنع السفينة.
- وجهز سيدنا نوح عليه السلام آلات النجارة المختلفة وبدأ يصنع السفينة، غير أنه لم يسلم من سخرية قومه، فكانوا كلمامروا عليه ووجده يصنع السفينة في جد واجتهاد سخروا منه، ويقولون له كيف ستجري سفينتك على اليبس وليس هناك ماء تجري عليه وأخذوا يرمونه بالجنون، غير أنه لم يتأثر بسخريتهم (وَيَصْنَعُ الْفُلْكَ وَكُلَّمَا مَرَّ عَلَيْهِ مَلأٌ مِّن قَوْمِهِ سَخِرُواْ مِنْهُ قَالَ إِن تَسْخَرُواْ مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ).
الطوفان أغرق الجميع إلا نوحًا ومن آمن معه
- عندما أتم نوح عليه السلام بناء السفينة الضخمة أمره الله تعالى أن يحمل فيها زوجين ذكرًا وأنثى من كل نوع من الحيوانات والطيور والأسماك والهوام والحشرت والزواحف وغيرها من الكائنات الحية، بالإضافة إلى المؤمنين الثمانين من قوم نوح (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ).
- وأمر الله الطوفان من الماء الغزير فانهمر على قوم نوح من جميع الجهات ومن وراء الجبال وسرعان ما امتلأت الأرض والصحاري والجبال بالماء الذي لا حدود له وسرعان ما طافت سفينة نوح ومن فيها من المؤمنين وما فيها من المخلوقات وأخذ قوم نوح يعانون الغرق و ينتظرونه لا محالة.
- كانت الأمواج عاتية وضخمة تشبه الجبال والسفينة طافية فوق تلك الأمواج بأمر الله فباسم الله مجراها وسيرها وباسم الله مرساها وسكونها (وَقَالَ ارْكَبُواْ فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ . وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ).
ومن هنا يمكنكم الاطلاع على: قصة أصحاب الفيل للأطفال مبسطة ووقت غضب أبرهة الحبشي وهزيمته
موقف أبناء نوح من دعوته ومصيرهم
- كان لدى نوح أربعة أبناء آمن به ثلاثة أبناء واتبعوا دعوته فكانوا من ضمن الثمانين الذين نجوا معه من الغرق بالطوفان.
- أما الابن الرابع فقد كان عنيدًا واخترا أن يبقى مع معسكر الشرك ولم يطع أباه وأصبح مهددًا بالغرق في الطوفان وتبلعه الأمواج العاتية ويصبح من المغرقين.
- ولكن قلب الأب الرحيم كان يتمنى لو يلحق الابن المارق العاصي بأبيه وإخوته وينجوا، فلما لمح نبي الله نوح عليه السلام ابنه يغرق كاد قلبه أن ينفطر عليه من هول ما سيلاقيه في الدنيا والآخرة، فدعاه أن يلحق بهم في السفينة ويؤمن بالله.
- ولكن الابن ظل على عناده وقال سأصعد فوق الجبل حتى أنجو من الغرق وكن هيهات لقد حقت عليه كلمة الله بالغرق (وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَا بُنَيَّ ارْكَب مَّعَنَا وَلاَ تَكُن مَّعَ الْكَافِرِينَ . قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ).
ومن هنا سنتعرف على: قصة سيدنا عمر بن الخطاب للأطفال وإسلامه وأهم إنجازاته ووفاته
عند هذا الحد توقفت قصة سيدنا نوح للأطفال حيث أغرق الله القوم الظالمين ونجى عباده المؤمنين، حيث أمر الله السماء أن تكف عن المطر، وأمر الأرض أن تبلع الماء بمن فيها الكفار الذين أغرقوا، إيذانًا بعودة الحياة من جديد (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ).