أسس تربية الطفل في عمر سنتين

أسس تربية الطفل في عمر سنتين يجب معرفتها من قِبل كل أم حديثة في تربية الأطفال، حيث تعاني الأم خاصة مع طفلها الأول من العديد من الأمور التي لا تعرف كيف تتصرف فيها، خاصة لو كانت الأم حريصة على تربية الطفل بأسس سليمة تعينه على أن ينشأ نشأة سليمة وصحية، لذلك ومن خلال موقع شقاوة سوف نساعد كل أم على معرفة أسس تربية الطفل في عمر سنتين.

أسس تربية الطفل في عمر سنتين

يعد أمر تربية الأطفال ليس بالأمر الهين الذي يمكن أن يقوم به أي أب أو أي أم، ليس الأمر سهلًا على الإطلاق، بل إن الأمر يحتاج إلى معرفة وقراءة ودراسة حتى تستطيعوا تربية أطفال قادرة على مواجهة الحياة بصورة سليمة وصحية، وقادرين على التعامل مع الآخر بأسلوب لائق وحسن.

من المعروف أن الأم هي أكثر الأشخاص التي تتعامل مع الطفل خاصة في مراحله الأولى؛ لذلك فهي بحاجة كبيرة إلى الإلمام بكافة المعلومات التي تساعد على تربية الطفل بصورة جيدة.

حيث نجد الكثير من الأمهات حديثي الأمومة تعاني من عدم القدرة على فهم الطفل والتعامل معه، وهنا يأتي دورنا عزيزتي في مساعدتك على حل هذا الأمر تابعي معنا هذا المقال حتى تتمكني من التعرف إلى أسس تربية الطفل في عمر سنتين.

1- تجاهل التصرفات غير المرغوب فيها

من أولى طرق أسس تربية الطفل في عمر سنتين هي تجاهل طفلك حين يفعل أمور غير مرغوب فيها، على سبيل المثال التلفظ ببعض الكلمات غير اللائقة، فالأطفال في عمر سنتين تبدأ عندهم طرق التعلم عن طريق التكرار وغالبًا ما يحبون أن يفعلوا ويكرروا سلوكيات غير متوقعة ولافتة للانتباه.

لذلك إذا رأيتم من أطفالكم أي سلوك غير مرغوب فيه تجاهلوا هذا الأمر تمامًا ولا تصدروا أي ردود أفعال مبالغ فيها؛ لأن الطفل حينما يرى أن الأمر الذي فعله لفت الانتباه بصورة كبيرة سوف يلجأ إلى تكراره خاصة في وقت احتياجه لأمر معين أو احتجاجه على أمر ما.

اقرأ أيضًا: أسس تربية الطفل في عمر سنتين وأمثل الطرق للتعامل معه لتحسين السلوكيات

تجارب مع تصرفات الأطفال غير المرغوب فيها وكيفية التعامل معها

من خلال تجاربي الخاصة أستطيع أن أقول لك عزيزتي أن الطفل حينما يفعل أمر ما ويرى منكِ ردة فعل مبالغ فيها يزداد في فعل هذا الأمر، بل ويكرره للعديد من المرات، فقد رأت ذلك بعيني في تعامل إحدى صديقاتي مع طفلها عمر السنتين، كان طفلها قد فعل أمر ما لكنه غير لائق لطفل مثله فوجد منها ردة فعل مبالغ فيها أدت إلى عناد الطفل وتكراره لنفس الفعل.

لكنني تداركت الأمر فإنني أعلم جيدًا كيفية التعامل مع الطفل الصغير، فقلت له: “هل تحاول لفت انتباهنا يا صغيري، حسنًا لقد لفته بالفعل لكن طريقتك ليست صحيحة، وأنت تعلم ذلك أليس كذلك!” فوجدت منه موافقة على ما أقول واستجاب إليّ بصورة عاطفية كبيرة جدًا.

هذا الأمر عزيزتي يثبت لكِ أن الطفل ليس كما تتوقعين في أنه لا يقدر على فهمك أو أن سنه لا يمكنه من ذلك، لا بل بالعكس الأطفال لديها نسبة عالية من الذكاء وقادرين على فهم كل ما تقولين.

فلتحرصي عزيزتي الأم، وعزيزي الأب على معاملة الأطفال بذكاء ولطف، ومن طرق الذكاء الاجتماعي في معاملة الأطفال هي تجاهل الأمور الخاطئة التي يفعلونها لمحاولة جذب الانتباه، وعدم التعامل مع تلك الأفعال بصورة مبالغ فيها، بل تدارك الأمر بصورة عادية وحانية تعلمون فيها أطفالكم كيفية التعامل بصورة صحيحة، وإفهامهم الخاطئة من الصواب بشكل صحي وسليم.

نصيحة لكل أب وأم لا تلجأ للضرب أو إهانة طفلك في أي حال كان؛ لأن هذا الأمر يعود على طفلك بالسلب في الصغر، ومن الممكن أن يكبر معه ما لم يواجه أشخاص أسوياء تساعده على التحلي باللطف وحسن المعاملة.

2- تجنب استخدام أسلوب النهي عند التعامل مع طفلك

من الجدير بالذكر عزيزتي القارئة وعزيزي القارئ أن الطفل في عمر سنتين يميل إلى التصرف باستقلالية ولا يحب أن يأخذ أوامر من أحد وكثيرًا ما تبدو الأطفال عنيدة في هذا السن لكن هذا الأمر طبيعي جدًا، فلا تحاولوا توبيخ أطفالكم على عنادهم وعدم طاعتهم للأوامر فكثرة التوبيخ أو الإهانة التي يتعرض لها الطفل عندما يريد الاستقلال بآرائه وتصرفاته في هذا السن من الممكن أن تنشأ طفل فاقد الثقة في نفسه.

لا بد أن تتفهموا طبيعة الطفل في هذا السن، فهو لا يريد أن يعصي الأوامر لمجرد العصيان، بل إن هذا السن هو السن المثمر الذي يساعدك على تنشأة أطفالكم بشخصيات قوية مستقلة قادرة على مواجهة الحياة بكل قوة وحكم.

حاولوا خلال تلك الفترة تقوية صفة الاستقلالية في الأطفال مع تعليمهم طريقة التفكير السليم، فكلما كان الطفل قادر على الاستقلال وأخذ قراراته بنفسه ساعده ذلك على تقوية شخصيته وحصوله على مستقبل جيد.

كيفية التعامل مع الطفل العنيد سن سنتين

عندما تجدوا بعض التصرفات العنيدة والكاسرة للأمور الحسنة التي تحاولون زرعها في شخصية أطفالكم لا تستخدموا أسلوب النهي والزجر، بل الأسلوب الهادئ والمنطقي العاقل.

على سبيل المثال حين يرغب الأطفال عمر السنتين في اللعب بأساليب متهورة مثل الجري بسرعة أو القفز وغيرها من الألعاب التي من الممكن أن تؤذي طفلك، بدلًا من القول لهم عبارات مثل “لا تقفز” أو “لا تجري”.

من الأفضل قول “احترس يا صغيري أثناء جريك حتى نتمكن من لعب ألعاب أخرى وتكون بصحة جيدة” أو حين يقفز تقولون له “أريد أن أخبرك أن القفز على الوسادة أكثر متعة” كما أن من الممتع لطفلك والذي يساعده على طاعتك والاستماع إلى ما تقولين بعناية والحرص على تنفيذه هو مشاركتك له في اللعب، وليس فقط مجرد قول توجيهات.

اقرأ أيضًا: تربية الأطفال عمر سنتين ونصف

3- أجعلي طفلك مسؤول

من أهم أسس تربية الطفل في عمر سنتين هو مساعدة طفلك على أن يكون لديه شخصية مستقلة، ويمكنكم العمل على ذلك من خلال إعطاء الطفل المهام التي يستطيع فعلها، فكلما ساعدت طفلك على أن يحمل مسؤولية ذاته ساعده ذلك في العديد من الأمور.

فقد أثبتت الدراسات أن الأطفال القادرة على القيام بالعديد من الأمور بنفسها من خلال إعطاء الآباء والأمهات لهم المهام المختلفة للقيام بها من أجل مساعدتهم في إنجاز أمر ما، فإن هذا الأمر يزرع فيهم الكثير من الصفات الحسنة، مثل تحمل المسؤولية، وكيفية اتخاذ القرارات، وقوة الشخصية، والقدرة على التغلب على الصعاب ومواجهتها دون خوف أو تردد، والاستقلالية والتعاون.. وغيرها من الأمور.

فكلما قام طفلك بإنجاز أمر ما شجعيه وكافئيه، ومن الأمور التي يمكنك أن تكلفي بها طفلك لإنجازها أمر تنظيف غرفته أو ترتيب دولابه أو وضع ملابسه في الغسالة أو ترتيب ألعابه.. وغيرها من المهام السهلة التي يمكن لطفلك أن يقوم بها بسهولة.

من الجدير بالذكر أن الأطفال في عمر السنتين وفي المرحلة الأولى من الطفولة تميل إلى الرغبة في المساعدة بشكل كبير من الممكن أن تسبب في بداية الأمر بعض الفوضى لكن تأكدوا أن هذا الأمر سيؤتي ثماره في المستقبل بالكثير من الأمور الجيدة.

4-علمي الطفل كيفية التعبير عن مشاعره

من الأمور الضرورية والتي تعد من أهم أسس تربية الطفل في عمر سنتين هي تعليم الطفل كيفية التعبير عن مشاعره بصورة صحيحة ومناسبة، فمن الممكن أن يغضب الطفل في بعض الأوقات وأثناء غضبه يلجأ إلى تكسير الكوب أو الطبق الذي أمامه أو أن يقوم بضربك.

تعاملي مع الطفل في هذه الحالة بهدوء؛ لأنه لا يعرف كيف يعبر عن مشاعره وهنا يأتي دورك في توجيهه وتعليمه كيفية التعبير عن المشاعر.

في البداية لا بد أن تُعلميه أي تقولي له أن مشاعره مقبولة تمام ولا مانع في أن يغضب وأنك متقبلة لمشاعره أيان كانت لكن عليه أن يتحكم في ردة فعله لهذه المشاعر سواء كانت سلبية أو إيجابية.

يتم هذا الأمر من خلال تعليم الطفل أولا أسماء المشاعر، على سبيل المثال أن تقولي له “هذه مشاعر غضب” و “هذه مشاعر حب” و “هذه مشاعر خوف”، وعليك أن تعليميه كيفية التحكم في تلك المشاعر والتعبير عنها.

على سبيل المثال فإذا كانت مشاعر غضب عليه أن يتحكم في نفسه ولا يتصرف أي تصرف خطأ يؤذيه ويؤذي غيره، فلتقولي له أن مشاعر الغضب من المشاعر السلبية التي من الضروري للإنسان أن يتحكم فيها، وتبدئين باقتراح بعض الحلول عليه.

على سبيل المثال أن تقولي له “يمكنك يا صغيري أن تشرح ما يغضبك قبل فعل أشياء خاطئة ربما فهمت الأمر بالطريقة الخاطئة” ومن خلال هذا فإنك تعلميه أن عليه أن يرى الأمر من جميع الأوجه أولا قبل التصرف، وهذا الأمر من التصرفات الحكيمة التي تقوي وتدعم شخصية طفلك وأخلاقه.

أو من الممكن أن تقولي له “يجب التفكر في أمور أخرى حينما تغضب، وحين تهدأ أنظر للأمر بتمعن”.. وغيرها من الحلول التي تحول السلوك السلبي إلى إيجابي وتمده بالمزيد من الصفات الحسنة، وهذه أفضل أسس تربية الطفل في عمر سنتين أن تستفيدي من السلوك السلبي بطريقة ذكية لتحويله إلى إيجابي.

كذلك الأمر في المشاعر الأخرى علميه كيف يتعامل معها بطريقة صحيحة وصحية وسليمة.

5- وضع روتين ثابت للطفل

من الأمور التي تساعدك في تربية طفلك بطريقة صحيحة هي أن تضعي روتين يومي لطفلك، مثل تحديد موعد الاستيقاظ من النوم والذهاب إلى السرير، وأن عليه أن يقوم بتنظيف أسنانه قبل النوم وبعد الاستيقاظ، وتحديد موعد للعب والتلفاز.

لكن عزيزتي القارئة انتبهي وعزيزي القارئ يجب أن تتحلى عند وضع هذا الروتين بالمرونة أوقات والالتزام أوقات أخرى حتى تساعد طفلك على تنظيم حياته بدون تشكيل ضغط نفسي عليه أو عبء داخلي، فيكره الاستيقاظ ويكره الروتين.

عليك أن تعلمه في البداية أهمية القيام بتلك الأمور وما الذي سيعود عليه بعد القيام بها وكيف أنها ستساعده بصورة كبيرة على الاستمتاع بوقته.. وغيرها من الأمور.

من الجدير بالذكر أن الأمر قد يكون متعبًا في البداية على الأم والأب وكذلك الأطفال لكن ثماره تستحق الجهد في البداية؛ لأن الاستمرار عليه سيجعله عادة لا تستغرق أي جهد مستقبلًا، وهذه من إحدى أسس تربية الطفل في عمر سنتين.

6- لا تتجاهلي فضول طفلك

الأطفال في عمر السنتين يكون لديهم قدر كبير من الفضول لمعرفة الأشياء وقد تتهور لمعرفة ما يثير فضولها بعد ألا يلبي الأمهات والآباء الإجابة عن ذلك الفضول.

حينما يتساءل طفلك عن أمر ما لا تتجاهلوا الأمر أو تجيبوا عليه بإجابات غير حقيقية؛ لأن الطفل ذكي ويستطيع التفرقة بين الحقيقة والزيف، لذلك عليكم احترام عقليته والإجابة عن تساؤلاته بكل وضوح وشفافية.

تعد صفة الفضول عن الأطفال من الصفات الجيدة جدًا والتي تساعدهم على تعلم الكثير من الأمور إذا تم استغلال هذا الأمر بصورة صحيحة.

اقرأ أيضًا: ماذا يتعلم الطفل في عمر سنتين

أهمية البحث عن طرق تربية الأطفال الصغار

يعد أمر بحث الأمهات عن أسس تربية الطفل في عمر سنتين من الأمور التي تبعث على الراحة والاطمئنان بسبب وجود أفراد ناضجة بصورة كبيرة في المجتمع، حيث يدل هذا على أن نسبة الوعي زادت بصورة ملحوظة، هذا الأمر الذي يساعد بدوره على أن يكبر هؤلاء الأطفال ويصبحوا شخصيات قادرة على التعامل مع المجتمع بصورة وأخلاق جيدة.

فقد كان الأمر قديمًا أن الأم تربي الأبناء كما تربت بأساليب قديمة تابعة للجيل الذي عاشت فيه لا بأس من هذا الأمر خاصة إذا كانت النشأة الخاصة بالأمهات والآباء على قدر كبير من الوعي والثقافة، لكن الأمر يحتاج إلى معرفة أكثر وتحديث للمعلومات الخاصة بالتربية ونشأة الطفل.

يرجع الأمر في ذلك إلى أن كل جيل يختلف عن الذي قبله فالحياة تتغير وتتطور ويتواجد بها أمور جديدة؛ فيجب على الأم أن تواكب كل جديد في كل المجالات لا سيما مجال تربية الطفل، وكذلك الأمر واجب على الأب؛ لأن الحياة مشاركة والطفل ينشأ بين أسرة مكونة من أب وأم وليس أم فقط!

كما يعد أمر معرفة أسس تربية الطفل في عمر سنتين من الأمور التي تساعد الأمهات والآباء على ترك أثر إيجابي في الطفل عند التربية خاصة في مراحله الأولى، فطريقة التربية قادرة على ترك أثر نفسي كبير في شخصية الطفل وكلما كَبر الطفل كَبر هذا الأثر معه.

قد يظن بعض الآباء أو الأمهات أن الطفل الصغير لا يستوعب التوجيهات الموجه له، لكن الأمر ليس كذلك فالأطفال لديهم نسبة ذكاء عالية وتفهم كما يفهم الكبير؛ لذلك فلتحرصوا على معاملتهم بطريقة سليمة وبلطف.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا