تفسير سورة الليل للأطفال

تفسير سورة الليل للأطفال نعرضه هنا مع توضيح معاني كلمات سورة الليل بشكل مبسط وشرح الآيات التي وردت في تلك السورة الكريمة، والسورة رقمها في المصحف 109، وهي مكية تتكون من 21 آية قصيرة، وهي سهلة الألفاظ والحفظ ولن يواجه الأطفال صعوبة في فهم معانيها إن شاء الله، لذلك سنفصل في هذا المقال تفسير سورة الليل للأطفال عبر موقعنا شقاوة

سورة الليل

بسم الله الرحمن الرحيم

وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى (4) فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى (5) وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى (6) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى (7) وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى (8) وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى (9) فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى (10) وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى (11) إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى (12) وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى (13) فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (14) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (15) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (16) وَسَيُجَنَّبُهَا الْأَتْقَى (17) الَّذِي يُؤْتِي مَالَهُ يَتَزَكَّى (18) وَمَا لِأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى (19) إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الْأَعْلَى (20) وَلَسَوْفَ يَرْضَى (21)

سبب نزول سورة الليل

قد ذكر كثير من علماء التفسير أن هذه الآيات نزلت عن أبي بكر الصديق. بل إن بعضهم ذكر إجماع المفسرين على ذلك. ولا شك في أنه مشمول في معاني هذه الآيات، والوصف في الآيات عموما هو عام يشمل أفراد أمة المؤمنين.

إلا أنه (أبو بكر) كان أول وأهم أفراد هذه الأمة وأجدرها بهذه الصفات وغيرها من الصفات الجديرة بالثناء. كان –رضي الله عنه- صادقًا تقياً كريمًا خيرَا، وكان دائمًا ينفق ماله في طاعة الله وفي عون رسول الله، تماما كما تصف السورة حال المتقين.

نوصي أيضًا لمزيد من المعلومات بقراءة: تفسير سورة المزمل للأطفال

تفسير سورة الليل للأطفال

وفيما يلي سنذكر تفسير سورة الليل للأطفال بأسلوب بسيط وواضح حتى يسهل حفظ الآيات، وذلك كالآتي:

1- تفسير الآية الأولى

يقسم الله بقوله: ﴿والْلَّيْلَ إِذَا يَغْشَى﴾

أي: والليل إذ يغطي الخليقة بظلامه.

2- تفسير الآية الثانية

﴿وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ﴾

يقسم الله هنا بالنهار كما يبدو، والمعنى: إذا تجلى بنوره وإشراقه.

3- تفسير الآية الثالثة

﴿وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالاٍّنثَى ﴾

أي: والذي خلق ذكرا وأنثى وهذا مشابه لقول الله تعالى:

  • ﴿وَخَلَقْنَـكُمْ أَزْوَجاً ﴾
  • ﴿وَمِن كُلِّ شَىْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ﴾

4- تفسير الآية الرابعة

هذه الآية مرتبطة بمعنى ما سبق، فيقول الله أنه كما أن هذه الأشياء التي أقسم عليها متناقضة (الليل والنهار والذكر والأنثى)، كذلك ما يتعلق بهذا القسم هو أشياء متعارضة ولهذا يقول الله تعالى:

﴿إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى ﴾

أي بالتأكيد إن جهودكم وأفعالكم متنوعة ومختلفة، لذلك يوجد من يفعل الخير وهناك من يفعل الشر.

5- تفسير الآية الخامسة

يوضح الله أوجه السعي المختلف والمتشتت للبشر فيقول:

﴿فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى ﴾

وأما الذي يعطي من ماله وجهده الخير والتزم بالتقوى أي: يعطي ما أمر به ويخشى الله في أمره.

6- تفسير الآية السادسة

يتابع وصف القسم الأول من العباد فيقول: ﴿وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى ﴾

أي آمن بالتعويض عن ذلك بالأجر والثواب، وقيل: صدق بأن الله واحد لا شريك له.

7- تفسير الآية السابعة

توضح جزاء من أعطى واتقى وصدق بالحسنة فيقول:

﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ﴾

والمعنى:  سنسهل طريقه للخير.

8- تفسير الآية الثامنة

الآن يخبرنا الله عن القسم الثاني من الناس:

﴿وَأَمَّا مَن بَخِلَ﴾ أي بخل بما آتيناه من الخير ولا يمنحه لأحد سواء كان مالا أو مساعدة وعونا، أو بخل على نفسه بالإيمان والعبادة.

﴿وَاسْتَغْنَى﴾

أي ظن نفسه مكتفيا مستغنيا عن الله، أي بخل بماله وظن أنه غير مفتقر لله.

9- تفسير الآية التاسعة

﴿وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى ﴾

أي لم يؤمن بوجود الأجر في دار الآخرة.

10- تفسير الآية العاشرة

﴿فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى ﴾

سنسهل له طريق الشر، بمعنى طريق المعاصي، هذا كما يقول الله في موضع آخر في القرآن عن الكفار:

﴿وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَـرَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِى طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ ﴾

وهناك آيات كثيرة بهذا المعنى، إثبات أن الله يجازي الذين قصدوا الخير بالنجاح، ويهجر من قصد المنكر.

روى البخاري عن علي بن أبي طالب أنهم (الصحابة) كانوا مع رسول الله عند مقبرة البقيع الغرقد في جنازة ، فلما قال النبي:

«مَاكُمْ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا وَقَدْ كُتِبَ مَقْعَدُهُ مِنَ الْجَنَّةِ وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّار»

(أي ليس بينكم أحد إلا أن مكانه مكتوب، مقعد في الجنة، ومقعد في النار). قالوا: يا رسول الله! فقال: يا رسول الله، أفلا نتكل على كتابنا قال: «اعْمَلُوا، فَكُلٌّ مُيَسَّرٌ لِمَا خُلِقَ لَه»

نوصي أيضًا لمزيد من المعلومات بقراءة: تفسير سورة الشمس للاطفال

11- تفسير الآية الحادية عشر

﴿وَمَا يُغْنِى عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى ﴾

وما ينفعه ماله إذا انحط قدره. قال مجاهد: يعني بهذا موته، وقيل يعني: إذا نزل في النار فالمال لا ينفع من بخل به واستغنى عن الله عند الموت أو عند حسابه يوم القيامة.

12- تفسير الآية الثانية عشر

﴿إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى ﴾

هذا يعني أن الله يبين ما هو حلال وحرام، وكل يسلك ما يريد، قال تعلى:

﴿وَعَلَى اللَّهِ قَصْدُ السَّبِيلِ﴾

13- تفسير الآية الثالثة عشر

﴿وَإِنَّ لَنَا لَلاٌّخِرَةَ وَالاٍّولَى ﴾

وأن الله له ملك الآخرة والدنيا، فهما ملك لله وهو مسيطر عليهم بالكامل.

14- تفسير الآية الرابعة عشر

﴿فَأَنذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى ﴾

لذلك حذرتكم من النار المحترقة، والله الذي يملك أمر الآخرة والدنيا هدانا لطريق الصواب وبين الهدى من الضلال وها هو يحذرنا من النار التي قد تكون عاقبة لاتباع الطريق الخاطئ. ويجب أن نستعيذ بالله من النار في كل وقت وأن ندعو أن يرزقنا الجنان ويهدينا طريق الصواب.

15- تفسير الآية الخامسة عشر

﴿لاَ يَصْلَـهَآ إِلاَّ الاٌّشْقَى ﴾

لن يدخل النار أحد إلا الأكثر بؤسًا وشقاءً، بمعنى: لن يدخلها أحد محاطًا به من جميع الجهات باستثناء الشقي الذي وصفه الله في الآية التالية.

16- تفسير الآية السادسة عشر

﴿الَّذِى كَذَّبَ﴾

الذي ينكر الوحي والنبوة والإيمان في قلبه.

﴿وَتَوَلَّى﴾

أي وابتعد، والمعنى: ترك الإيمان بقلبه وكذب بالدين وتولى وابتعد عن عمل الأعمال بجسده من الصلاة وغيرها، ولم يعمل الأعمال على أركانها.

وفي هذا المعنى روى الإمام أحمد عن أبي هريرة أن رسول الله قال:

«كُلُّ أُمَّتِي يَدْخُلُ الْجَنَّـةَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلَّا مَنْ أَبَى» قالوا: ومن يأبى يا رسول الله

قال: «مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فَقَدْ أَبَى»

17- تفسير الآية السابعة عشر

﴿وَسَيُجَنَّبُهَا الاٌّتْقَى ﴾

هنا يخبرنا الله أن النار يبتعد عنها أصحاب التقوى أي أن الصالحين الطاهرين، والصالحين يخلصون من النار. ثم يوضح من هم الأتقى في الآية الآتية.

18- تفسير الآية الثامنة عشر

﴿الَّذِى يُؤْتِى مَالَهُ يَتَزَكَّى ﴾

من أعطى من ماله لتطهير نفسه، أي: أنفق ماله في طاعة ربه لتطهير نفسه وماله وما أنعم الله عليه من الدين والدنيا.

19- تفسير الآية التاسعة عشر

﴿وَمَا لاًّحَدٍ عِندَهُ مِن نِّعْمَةٍ تُجْزَى ﴾

والذي لا ينتظر من أحد في الدنيا أي نعمة جزاءً على ماله، أي أن إعطاء ماله لا يتم حتى ينال بعض النعمة من شخص ما يعيدون إليه بعض الخير، بل يكون خالصا لوجه الله.

20- تفسير الآية العشرون

﴿إلّا ابْتِغَآءَ وَجْهِ رَبِّهِ الاٌّعْلَى﴾

أي من أجل طلب رضا ربه العلي وأملاً في نعمة رؤيته في الدار الأخير في جنات النعيم.

نوصي أيضًا لمزيد من المعلومات بقراءة: تفسير سورة الكوثر للاطفال

21- تفسير الآية الواحدة والعشرون

﴿وَلَسَوْفَ يَرْضَى ﴾

أي من المؤكد أنه سيكون مسرورًا، بمعنى أن أولئك الذين يتمتعون بهذه الخصائص الخاصة بالمتقين سيكونون سعداء في الجنة ويتجنبون النار.

وفي الختام نكون قد انتهينا من تفسير سورة الليل للأطفال وبيننا معاني آياتها جميعًا بالتفصيل كما ذكرنا النصوص والآيات التي توثق تلك المعاني وتوضحها وذكرنا فيمن نزلت سورة الليل وكيف دلت على صفات المتقين وصفات الأشقياء وأخبرتنا كيف نتجنب النار وننال الرضى والسعادة.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا