حكم تحديد نوع الجنين

حكم تحديد نوع الجنين ذكر أو أنثى ورد في أحكام وفقه الشريعة الإسلامية، ويتصل به حكم اختيار نوع الجنين عن طريق عمليات الحقن المجهري أو بطرق التغذية الأخرى.

في السطور القادمة نعرض لكم عبر موقع شقاوة حكم تحديد نوع الجنين حسب أقوال أهل العلم، وعدد من دور الإفتاء، وما هو حكم تحديد هذه الخطوة سواء أكان التحديدي طبيًا، أو طبيعيًا.

حكم تحديد نوع الجنين

الأطفال رزق من الله عز وجل لمن يشاء من عباده، فمنهم من يهبه الله عز وجل الأطفال من النوعين الذكور والإناث، ومنهم من يرزقه الله بالذكور دون الإناث، ومنهم من يرزقهم الله سبحانه وتعالى بالإناث دون الذكور.

هناك من يخلقه الله عز وجل عقيمًا كما جاء في الآيتين التاسعة والأربعين والخمسين من سورة الشعراء

لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ“.

الله عز وجل له في رزقه وخلقه شئون، فجعل الذرية هي طريقة بقاء البشر على هذا الكوكب، قديمًا كان في العرب من الجاهلية حيث كانوا يدفنون بناتهم أحياء، والإسلام جاء ليمحي ظلام الجاهلية عن عقول البشر، وفي أيامنا هذه ما زال البعض لا يريد جنس معين من المواليد.

فمنهم من يذهب إلى مراكز التلقيح الصناعي، وقبلها دور الإفتاء ليتأكد من حكم تحديد نوع الجنين في الشريعة الإسلامية.

قد تحدث الأستاذ الدكتور عبد الناصر أبو البصل الذي يعمل رئيسًا بجامعة العلوم الإسلامية، والأستاذ الدكتور صالح المرزوقي الذي يعمل أمينًا عام لمجمع الفقه الإسلامي (العاملين بدار الإفتاء بالمملكة الأردنية الهاشمية).

فقد أجاب الشيخان أن التحكم في جنس الجنين حرام شرعًا، نظرًا لما ورد في كتاب الله عز وجل في سورة لقمان الآية الرابعة والثلاثين ” إِنَّ اللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ ۖ“.

كما وردت في الآية الثامنة من سورة الرعد ” اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنثَىٰ وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ ۖ وَكُلُّ شَيْءٍ عِندَهُ بِمِقْدَارٍ“، كما اتفقت اللجنة الدائمة للفتوى بالمملكة العربية السعودية مع هذه الفتوى.

اقرأ أيضًا: هل تحديد نوع الجنين حرام

متى يكون تحديد جنس الجنين جائز شرعًا

كما أوضحنا في السطور السابقة أن حكم تحديد نوع الجنين في الإسلام هو التحريم حسب ما ورد من بياني دار الإفتاء الأردنية، ودار الإفتاء السعودية، لكن أجازت بعض دور الإفتاء تحديد نوع الجنين، فما هي الحالات التي استدلوا عليها في هذه الفتوى

لم تقم دار الإفتاء المصرية بنفي دلالة الآيتين الكريمتين السابقتين، فأجاب الشيخ عويضة سليمان أمين الفتوى، أن الله وحده من يعلم ما في الأرحام، وأن الله عز وجل هو المقدر لهذا، وهذه مجرد احتمالات.

أما دور الإفتاء المغربية فعملت بجواز تحديد نوع الجنين استنادًا إلى الحديث النبوي الشريف الذي رواه عبد الله بن مسعود، وصححه مسلم في كتابه برقم 4781.

إنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقُهُ في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا، ثُمَّ يَكونُ في ذلكَ عَلَقَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يَكونُ في ذلكَ مُضْغَةً مِثْلَ ذلكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ المَلَكُ فَيَنْفُخُ فيه الرُّوحَ، وَيُؤْمَرُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: بِكَتْبِ رِزْقِهِ، وَأَجَلِهِ، وَعَمَلِهِ، وَشَقِيٌّ، أَوْ سَعِيدٌ..”.

فالحديث الشريف يوضح أمور غيبية بالفعل لا يمكن للأطباء معرفتها، فالرزق، والسعادة، والشقاء، والأجل، والعمل هو من الأمور التي لا يعلمها إلا الله عز وجل.

على هذا ذهب علماء دور الإفتاء في المغرب العربي إلى جواز تحديد نوع الجنين دون إجهاض خلية تحمل جينات أنثى، أو العكس.

تحديد نوع الجنين بالنظام الغذائي أو لغرض طبي

قد يتعين على الطبيب إجبار الأبوين على تحديد نوع للجنين سواء أكان ذكرًا أو أنثى، لتفادي التشوهات التي قد تحدث للأجنة في الذكور دون الإناث أو العكس.

حيث يوجد من يسأل حكم تحديد نوع الجنين بالأنظمة الغذائية، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم إجابة هل تحديد نوع الجنين لغرض طبي حرام

أجابت وزارة الأوقاف القطرية عن ذلك بإجابة أنه يجوز من أجل الحفاظ على الجنين، فمثلاً يمكن تحديد نوع الجنين ذكرًا أو أنثى عن طريق فصل الصبغيات “الكروموسومات”.

فإن كانت الصيغة “Y”، نتج المولود ذكر، وإن كان “X” نتجت أنثى، ويكون هذا الفصل جائزًا بعد قيام الزوجين لبعض التحاليل الطبية للتأكد من التاريخ المرضي لعائلتهما والذي يوضح وجود تشوه في الأجنة أم لا.

فإن كان من الممكن تحديد جنس المولود، إذا كان لغرض التنوع في الذرية، فعلى سبيل المثال من لا ينجب إلا البنين يريد أن يكون له بنات أو العكس.

فالأمر فيه خلاف، حيث إن منهم من قال بجوازه، ومنهم من قال إنه مخالف للشرع، لقوله تعالى: يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ الشعراء الآية 49.

كما أورد الأستاذ الدكتور عبد الله بن محمد الطيار صاحب كتاب الفقه الميسر، بأن تحديد جنس المولود عن طريق بعض الأطعمة الطبيعية لا حرج في ذلك، وإن كان لغرض طبي مثل ما ذكر في السطور السابقة فهو جائز، ومباح.

اقرأ أيضًا: هل للمرأة دور في تحديد نوع الجنين

حكم تحديد نوع أطفال الأنابيب

حكم أطفال الأنابيب في حد ذاته فيه بعض الخلاف بين أهل العلم، لذلك فإن حكم تحديد الجنين بالتلقيح الصناعي، سؤال يراود الكثيرين، وسنعرض لكم الإجابة التي أجمع عليها أهل العلم في الفقه الإسلامي.

إن التلقيح الصناعي عند أهل العلم هو أمر جائز إن كان للضرورة القصوى، ولكن بضوابط وشروط، وهذه الضوابط هي أن يكون الطبيب المعالج امرأة فإن لم يكن فرجل، فإن لم يكن فطبيب مسلم، فإن لم يكن فطبيب غير مسلم من أهل الثقة.

أن يكون المشيج المذكر والمشيج المؤنث من الزوجين، وتزرع المضغة في رحم الزوجة لا في رحم امرأة أخرى، وفي هذه الحالة يباح تحديد نوع الجنين، فهو لضرورة قصوى، وهذه الضرورة هي الرغبة في الولد، واستحالة السبل الطبيعية.

أقوال العلماء المعاصرين في حكم تحديد نوع الأجنة

حكم تحديد نوع الجنين من الأمور المعاصرة التي ظهرت في العصر الحديث، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم آراء الشيخ محمد حسان، والشيخ عثمان الخميس، والشيخ مصطفى العدوي، والشيخ سليمان الماجد، والدكتور عمر عبد الكافي.

1- قول الشيخ محمد حسان

ذكر الشيخ محمد حسان في إحدى حلقات برنامجه على فضائية الرحمة الإسلامية، أن العلم والاجتهاد في أمر خلقه الله سبحانه وتعالى في توظيف علمه بأن يكون المولود ذكرًا، أو أنثى، طالما أنه لا يخلق خلقًا جديدًا.

2- قول الشيخ عثمان الخميس

داعية كويتي، وهو أحد تلاميذ الشيخ محمد بن صالح آل عثيمين، وقد أجاب الشيخ أن تحديد نوع الجنين، هو جائزة شرعًا، ولا حرج فيه.

3- قول الشيخ سليمان الماجد

هو القاضي الشرعي بمدينة الأحساء، كانت إجابته بأن عملية تحديد نوع الجنين دون عمليات مجهرية، أو بمعنى أدق عن طريق الطعام، والشراب، فهو جائز.

4- قول الشيخ مصطفى العدوي

أجاب الشيخ عبر برنامجه فتاوى الناس عبر قناة الناس، إن كان تحديد جنس المولود والإنسان على يقين بأن الله يرزق الذكور والإناث، ويزوجهم فهو جائز ولا حرج فيه.

اقرأ أيضًا: هل تحس الحامل بنوع الجنين

5- قول الدكتور عمر عبد الكافي

هو داعية مصري معروف، أن هذه العملية ليست بالحرام، فهي جائزة، لكن الشيخ أضاف أن هذا مكتوب في سابق علم الله أن هذا الوليد سيكون ذكرًا أو أنثى، وأن استخدام الأجهزة والوسائل العلمية هي أدوات لإجراء علم الله سبحانه وتعالى.

اختلف الفقهاء المسلمين في حكم تحديد جنس المولود، لكنهم اتفقوا أن هذا كله بيد الله، وأن الوسائل العلمية ما هي إلا طرق للوصول إلى ما قدَّره الله لعبده.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا