أحاديث نبوية عن بر الوالدين

أحاديث نبوية عن بر الوالدين توضح الجزاء الذي يعود على الأبناء من برهم بالوالديهم، فقد حرصت السنة النبوية والقرآن الكريم على الإكرام والإحسان للوالدين في حياتهما وبعد مماتهما، ومن خلال موقع شقاوة سنعرض لكم العديد من الأحاديث نبوية عن بر الوالدين.

أحاديث نبوية عن بر الوالدين

هناك العديد من الأحاديث النبوية التي توضح وتبين أهمية بر الوالدين والحرص على رضاهم في الدنيا والأخرة، فبر الوالدين من أعظم النعم التي ينعم الله بها على الإنسان، ولا سيما إذا كان الوالدين على قيد الحياة أو أحدهما.

فالأم والأب نعمة من الله يمنحها الله للأولاد وعلى الأبناء أن يقوموا بشكر تلك النعمة من خلال البر والإحسان وحسن المعاملة والعمل على طاعتهم ورد الجميل لهم، فالوالدين هم أكثر الناس حرصًا على نشأة الأبناء تنشئة سليمة خلال الصغر.

حيث تعمل الأم على رعاية الأبناء وهم صغار والحفاظ على أن ينالوا الكثير من العناية والاهتمام، فتقوم بالسهر للعديد من الليالي حتى ترعى أطفالها، وخلال ذلك الوقت يقوم الأب بالعمل في الليل والنهار حتى يوفر لأبنائه المعيشة الكريمة.

فمن الواجب على الأبناء أن يقدروا ذلك ويعملوا على طاعة الوالدين والبر بهما، وأن يجازوهم على الإحسان إحسان مثله بل وأكثر، ومن الأحاديث النبوية التي تحث الأبناء على البر بالآباء والأمهات ما يأتي:

1- حديث الرسول عمن أدرك والديه ولم يبرهم

من أولى الأحاديث نبوية عن بر الوالدين، عن أبو هريرة رضى الله عنه عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: رغمَ أنفُه رغمَ أنفُه، رغمَ أنفُه قالوا: يا رسولَ اللهِ ‍! من قال: من أدركَ والديْهِ عند الكِبَرِ، أو أحدَهما، فدخل النارَحديث صحيح.

من خلال هذا الحديث يوصينا الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بما يعود علينا بالنفع في الدنيا والآخرة، وهذه الوصية هي الوالدين، حيث يقول الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن الابن أو الابنة الذين يدركوا أمهم أو أبيهم في حياتهم، ولم يقوموا على الإحسان إليهم وطاعتهم لصق أنف هذا العبد بالرغام والرغام هو التراب المخلوط بالرمال.

المراد من هذا المعنى أن هذا العبد سيتعرض للخزي في الدنيا والآخرة، وأكد عليها الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ ثلاث مرات، وقد خص الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ في هذا الحديث حالة الكبر للوالدين؛ لأن تلك الفترة يكون فيها الوالدين أحوج للرعاية العناية والاهتمام أكثر من الأوقات الأخرى، فمن استطاع أن يبر والديه في الكبر أدخله الله الجنة وحرمه على النار.

أما من لا يفعل ذلك وقام بعقوقهما سيكون جزاؤه النار وبئس المصير، ومن أوجه الرعاية التي من الواجب أن يقوم بها الأبناء عند كبر والديهم النفقة عليهم، فهذا البر هو سبب من أحد الأسباب التي تدخل المرء الجنة، وتجعله ينال رضا الله عليه.

اقرأ أيضًا: موضوع عن بر الوالدين قصير للأطفال

2- حديث الرسول عن فضل رضا الوالدين

الحديث الثاني من أحاديث نبوية عن بر الوالدين، هو عن عبد الله بن عمر وعبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: رضا الرَّبِّ في رضا الوالِدِين، وسخَطُ الرَّبِّ في سَخَطِهما” حديث صحيح.

هذا الحديث من الأحاديث النبوية عن بر الوالدين وفيه دلالة قوية على الجزاء الكبير الذي يعود على الأبناء من بر الأم والأب، فما أعظمها من جائزة حين ينل الإنسان رضا الخلق! فمتى رضا الله على العبد يسر له جميع الأمور وفتح عليه في رزقه.

فالإحسان إلى الأم والأب من أعظم وأقرب الطاعات إلى الله، ومن خلالها ينل الإنسان رضا الله ورسوله، وهي أحد أكبر الأسباب التي ينال من خلالها الإنسان شفاعة الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ.

3- مترتبة بر الوالدين كما قال الرسول

الحديث الثالث عن أحاديث نبوية عن بر الوالدين، هو عن عبد الله بن مسعود ـ رضى الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “سَأَلْتُ النبيَّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ قالَ: الصَّلَاةُ علَى وقْتِهَا قالَ: ثُمَّ أيٌّ قالَ: برُّ الوَالِدَيْنِ قالَ: ثُمَّ أيٌّ قالَ: الجِهَادُ في سَبيلِ اللَّهِ قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي.” حديث صحيح البخاري.

كان الصحابة رضي الله عنهم كثيري الحرص على التقرب من الله عز ودجل، لذلك كانوا يسألون الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أفضل الأعمال إلى الله وأكثرها قربة منه، فكانت إجابات الرسول تختلف من شخص لآخر، وذلك يكون تبعًا لحال الشخص الذي يسأله، وما هي الإجابة التي ستكون أكثر نفعًا له.

فعندما قام الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود بسؤاله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن أفضل الأعمال الصالحة التي يتقرب بها المسلم من الله أجابه أن يؤدي المسلم الصلاة على وقتها، فعليه أن يقوم على الصلاة بعد سماع الآذان مباشرة فلا يتكاسل ولا يتأخر عن أداء الصلاة المفروضة في موعدها.

فقد حذر الله عز وجل من التأخير في أداء الصلاة فقال عز وجل: (فويل للمصلين* لَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ) [الماعون: 4-5].، وويل هذا وادي في النار والعياذ بالله يوضع فيه من العاصين من يتأخر عن الصلاة أو يسهى عن أداؤه بدون عذر.

ثم بعد الصلاة فمن أحب الأعمال إلى الله عز وجل هي بر الوالدين والإحسان إليهم، وعدم العقوق بهم والقيام على خدمتهم وتوفير الرعاية الكاملة لهم، وقد ذكر الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بر الوالدين بعد الصلاة لابن مسعود؛ لأنه كان لديه أم، وحق الله مقدم على حق العباد، فقد قال الل عز وجل في كتابه الكريم: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ) [لقمان: 14].

ثم أخبره الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن الجهاد في سبيل الله؛ من أجل إعلاء كلمة الله في الأرض، وعند الحديث عن أشهر أحاديث نبوية عن بر الوالدين فإن هذا الحديث يعد من أكثرهم شهرة بين المسلمين.

اقرأ أيضًا: أحاديث نبوية قصيرة للأطفال سهلة الحفظ وما هو تفسيرها والدروس المستفادة

4- مكانة الأم في السنة النبوية

الحديث الرابع من أحاديث نبوية عن بر الوالدين، عن أبي هريرة رضى الله عنه عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “جَاءَ رَجُلٌ إلى رَسولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَقالَ: يا رَسولَ اللَّهِ، مَن أحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ صَحَابَتِي قالَ: أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ قالَ: ثُمَّ أُمُّكَ، قالَ: ثُمَّ مَنْ قالَ: ثُمَّ أبُوكَ.” حديث صحيح البخاري.

من خلال الحديث السابق يتضح لنا مكانة الأم في الإسلام، فالأم هي محل الإكرام والبر، وهي رمز الفداء والتضحية والنقاء والطهر، وهي الأصل الذي يجب أن يتشرف به الأبناء، وأحق الناس بصحبتهم، فقد أوصى الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ بالأم وثلاث مرات ثم الأب، وهذا دليل على أن الأم أولى الناس بحب وصحبة الأبناء.

ذلك نظرًا لما تحملته من المتاعب والمشاق في تربية الأبناء وهم صغار وهم كبار أيضًا، فالأم من أكثر الأشخاص التي تحمل الأعباء النفسية والجسدية أثناء تربية ورعاية الأبناء، وليس أمر ذكر الأب مرة واحدة ذلك للتقليل من شأنه، ولكن ذلك فقط للتأكيد على عظمة الأم ومكانتها، فهي التي قامت بالرضاعة والخدمة والحماية والسهر في سبيل رعاية الأبناء.

5- أولوية بر الأم في السنة النبوية

الحديث الخامس من أحاديث نبوية عن بر الوالدين، عن معاوية بن جاهمة ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: “أنَّ جاهِمةَ جاءَ إلى النَّبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ، فقالَ: يا رسولَ اللَّهِ، أردتُ أن أغزوَ وقد جئتُ أستشيرُكَ فقالَ: هل لَكَ مِن أمٍّ قالَ: نعَم، قالَ: فالزَمها فإنَّ الجنَّةَ تحتَ رِجلَيهاحديث صحيح في صحيح النسائي.

من خلال الحديث السابق يتضح لنا مدى أهمية وأولوية البر بالأم، فعندما أراد أحد الصحابة أن يذهب للجهاد، وقام باستشارة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نصحه أن يقوم على رعاية أمه أولى من أن يذهب في الجهاد؛ لأن بر الوالدين والإحسان إليهما من رضا الله عز وجل، فمن رضت عليه أمه دخل الجنة.

6- فضل البر بالأب في السنة النبوية

الحديث السادس عن أحاديث نبوية عن بر الوالدين، عن أبي الدرداء ـ رضي الله عنه ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: الوالدُ أوسطُ أبوابِ الجنَّةِ فأضع ذلِكَ البابَ أوِ احفظْهُ حديث صحيح في صحيح ابن ماجه.

من خلال الحديث السابق يتضح أهمية بر الأب والجزاء الذي يعود على الأنباء من البر والإحسان إلى الوالد، فقد جعل الله عز وجل أوسط أبواب الجنة جزءً لمن بر والده، وقام على خدمته وطاعته.

ففي أحد الروايات التي قيلت في عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن رجلًا أمره والده أو أمه أن يقوم بتطليق زوجته، فذهب إلى أبو الدرداء يسأله ماذا يفعل، فقال له: ما أنا بالَّذي آمُرُك أنْ تُفارِقَ، وما أنا بالَّذي آمُرُك أنْ تُمْسِكَ”، فعلى المرء أن يطيع والديه ولا يعوقهما، فإذا كانت المرأة طائعة لزوجها وكانت أخلاقها حسنة أمره والديه أن يقوم بتطليقها لهوى نفس منهما، فلا يجب أن يطيعهما في ذلك.

7- الإساءة إلى الوالدين من الكبائر في الإسلام

الحديث السابع من أحاديث نبوية عن بر الوالدين، هو عن عبد الله بن عمرو رضى الله عنهما عن الرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:مِنَ الكَبائِرِ شَتْمُ الرَّجُلِ والِدَيْهِ قالوا: يا رَسولَ اللهِ، وهلْ يَشْتِمُ الرَّجُلُ والِدَيْهِ قالَ: نَعَمْ يَسُبُّ أبا الرَّجُلِ فَيَسُبُّ أباهُ، ويَسُبُّ أُمَّهُ فَيَسُبُّ أُمَّهُ.” حديث صحيح.

من حقوق الوالدين على الأبناء أن يقوموا باحترامهم وتوقيرهم وعدم الإساءة إليهم من قريب أو من بعيد، وأن يحرصوا على تقديرهم، حيث إن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال إن من أعظم الكبائر عند الله عز وجل هي عقوق الوالدين، والعقوق من الممكن أن يكون عن طريق القول أو الفعل.

في الحديث الشريف تعجب الصحابة كيف للرجل أن يقوم بسب والديه؛ لأن هذا الأمر منافي للفطرة والطبع، فأجاب الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ عليهم وقال إن ذلك يحدث عندما يسب الرجل والد رجل آخر أو والدة رجل آخر، فيسب المشتوم والد الشاتم ويسب أمه.

فإن لم يقع السب من الابن نفسه فقد يقع منه التسبب في سبهما ولعنهما، ففي هذه الحالة لا يقع السب من الابن، وتكون عند الله من أكبر الكبائر، فما بالكم بمن يقوم بذلك صراحةً.

اقرأ أيضًا: علاج الكذب عند الأطفال

8- كيف يمكن لبر الوالدين أن يخرج المرء من الشدائد

الحديث الثامن من أحاديث نبوية عن بر الوالدين، هو عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ عن الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال:

بيْنَما ثَلَاثَةُ نَفَرٍ يَمْشُونَ، أَخَذَهُمُ المَطَرُ، فأوَوْا إلى غَارٍ في جَبَلٍ، فَانْحَطَّتْ علَى فَمِ غَارِهِمْ صَخْرَةٌ مِنَ الجَبَلِ، فَانْطَبَقَتْ عليهم، فَقالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: انْظُرُوا أَعْمَالًا عَمِلْتُمُوهَا صَالِحَةً لِلَّهِ، فَادْعُوا اللَّهَ بهَا لَعَلَّهُ يُفَرِّجُهَا عَنْكُمْ، قالَ أَحَدُهُمْ: اللَّهُمَّ إنَّه كانَ لي وَالِدَانِ شيخَانِ كَبِيرَانِ، وَلِي صِبْيَةٌ صِغَارٌ، كُنْتُ أَرْعَى عليهم، فَإِذَا رُحْتُ عليهم حَلَبْتُ، فَبَدَأْتُ بوَالِدَيَّ أَسْقِيهِما قَبْلَ بَنِيَّ، وإنِّي اسْتَأْخَرْتُ ذَاتَ يَومٍ، فَلَمْ آتِ حتَّى أَمْسَيْتُ، فَوَجَدْتُهُما نَامَا، فَحَلَبْتُ كما كُنْتُ أَحْلُبُ، فَقُمْتُ عِنْدَ رُؤُوسِهِما أَكْرَهُ أَنْ أُوقِظَهُمَا، وَأَكْرَهُ أَنْ أَسْقِيَ الصِّبْيَةَ، وَالصِّبْيَةُ يَتَضَاغَوْنَ عِنْدَ قَدَمَيَّ حتَّى طَلَعَ الفَجْرُ، فإنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّي فَعَلْتُهُ ابْتِغَاءَ وَجْهِكَ، فَافْرُجْ لَنَا فَرْجَةً نَرَى منها السَّمَاءَ، فَفَرَجَ اللَّهُ، فَرَأَوُا السَّمَاءَ” حديث صحيح البخاري.

من خلال الحديث الشريف يتضح فضل بر الابن بوالديه، وكيف أنه كان سبب من الأسباب التي فرج الله بها كربة وشدة من الشدائد الكبيرة في الدنيا فما بالكم بالآخرة.

فقد كان هناك ثلاث من الرجال في محنة وشدة حدثت بقضاء الله وقدره، قد حبس ثلاثة من الرجال في غار في حين أنهم كانوا يتفادون المطر وأثناء ذلك أمر الله الصخر أن يغلق الغار فحبس الثلاث رجال بدون حيلة في الغار.

ففكر واحد منهم ماذا يفعلون حتى يفرج الله عنهم ما هم فيه، ثم قال إن على كل فرد منهم أن يفكر في عمل من الأعمال الصالحة التي فعلها شرط أن يكون فعله لها كان خالصًا لوجه الله، وأن يدعو الله من خلالها.

فكان من ضمن تلك الأعمال التي فكر فيها أحدهم هو بره بوالديه الكبيرين في العمر، وأنه فضلهما على نفسه وعلى أبنائه في الخدمة والعناية والاهتمام، وكيف أنه كان يقوم على رعايتهم بإحسان شديد وصبر كبير.

حقوق الوالدين على الأبناء

وردت الكثير من الأحاديث نبوية عن بر الوالدين، والتي يحث فيها الرسول على الإحسان إلى الوالدين وحسن معاملتهم وإكرامهم، والعمل على رد الجميل لهم، وأن يقوم الأبناء على طاعاتهم في جميع الأمور إلا ما يغضب الله.

آيات تشير إلى بر الوالدين في جميع الأمور إلا في معصية الله  

قد جاء الأمر من الله بطاعة الوالدين وبرهما واضح في الآيات القرآنية في كتاب الله الكريم، ومن خلال النقاط التالية سنقدم لكم الآيات التي تحث على بر الوالدين:

  • قال الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [العنكبوت: 8].
  • قال الله تعالى: (وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) [لقمان:15].
  • قال الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا ۖ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا ۖ وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا ۚ حَتَّىٰ إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَىٰ وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي ۖ إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) [الأحقاف: 15].

نزلت الآيات الثلاثة السابقة في الصحابي الجليل سعد بن أبي وقاص رضى الله عنه، وكانت أمه حمنة بنت أبي سفيان من عبد شمس، وكان أبوه مالك بن أبي إسحاق، لما أعلن إسلامه وكان من السابقين الأولين في الإسلام.

كان من الأبناء البارين بوالديهم، وكان شديد البر بأمه، فقالت له لما علمت بإسلامه: “ما هذا الدين الذي أحدثت، وقالت والله لا آكل ولا أشرب حتى ترجع إلى ما كنت عليه، أو أموت فتعير بذلك أبد الدهر، ويقال: يا قاتل أمه.”

ثم ظلت على هذا الحال يومًا كاملًا وليلة لا تأكل ولا تشرب، كما أنها لتزيد الضغط على ولدها ورده عن الإسلام كانت واقفة في الشمس ولم تستظل بأي شيء، ثم في اليوم التالي فعلت نفس ما فعلته في اليوم السابقة، فأصابها الجهد والتعب.

فجاءها سعد بن أبي وقاص، وقال لها: يا أماه لو كانت لك مائة نفس فخرجت نفسا نفسا ما تركت ديني فكلي، وإن شئت فلا تأكلي“، فلما يئست منه وأيقنت أنه لن يترك الدين الإسلامي أكلت وشربت، فنزلت هذه الآيات على الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ، حتى يبين الله للناس أن طاعة الوالدين تكون في جميع الأمور، وفي كافة الأحوال حتى لو كانوا كفار أو مشركين.

لكن هذه الطاعة لا تكون في أي أمر من الأمور التي تغضب الله، فقد جاء في الحديث النبوي الشريف أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وقد أخبر الله عز وجل أن جزء ذلك الجنة والفوز برضا الله في الدنيا والآخرة.

اقرأ أيضًا: حديث عن الصدق للأطفال وأهميته وكيفية تعليمه

آيات أخرى عن بر الوالدين

جاء ذكر الوالدين في الكثير من المواضع في القرآن الكريم ذلك للتعظيم والتكريم إليهما من الله عز وجل، وسنقدم لكم من خلال النقاط التالية الآيات القرآنية التي جاء فيها ذكر الوالدين:

  • قال الله تعالى: (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُوراً) [النساء: 36]. فقد جعل الله الإحسان إلى الوالدين في المرتبة الثانية بعد عبادته سبحانه وهو أمر مقدم على باقي العبادات الأخرى.
  • قال تعالى: (قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً) [الأنعام: 151].
  • قال الله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً) [الإسراء: 23].

من يشاء الله به الخير يرزقه بر والده ووالدته، فإن الإحسان والبر بهما يعلو من شأن الأبناء، ويطيب ذكرهم في الدنيا قبل الآخرة، ويبارك الله في عمر المرء، وهو من أكبر الأسباب التي ينال بها المرء عفو الله ومغفرته.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا