فضل الوالدين على الأبناء

فضل الوالدين على الأبناء لا حصر له، من الصعب أن يعلم كل ابن فضل أبائه عليه، توجد الكثير من الطرق التي يمكن من خلالها إثبات فضل الوالدين على الأبناء، ولكن ليس من الممكن أن يتم ذكر جميع الفضائل، وكلما طال العمر كلما يرى الابن من آباؤه أفضال لا يستطيع حصرها، وهذا ما سوف نقدمه من خلال موقع شقاوة.

فضل الوالدين على الأبناء

من الأمور التي لا يستطيع الأبناء القدرة على حصرها هي فضل الوالدين عليهم، حيث إن فضل الوالدين على الأبناء يظهر في العديد من المواقف، والأمور الحياتية التي يعيش بها الابن.

كما أن الأبناء يجدون فضل خاص لكل من الأب والأم، منهم ما يظهر في التربية، ومنهم ما يظهر في العمل، ومن الأفضال ما يظهر في منح المشاعر النبيلة للأبناء، فهناك العديد من الأمور التي يمكن من خلالها التعرف على فضل الوالدين على الأبناء.

يتضح من خلال معرفة فضل الوالدين أهمية الآباء في حياة الأبناء، فللأم والأب أهمية عظمى لا يُدركها من لا يعيش في رضا الأب والأم، وهذه الأهمية أثبتتها الأحاديث النبوية الشريفة، والآيات القرآنية.

عندما نتحدث عن فضل الوالدين على الأبناء يجب أن يعلم كل ابن أن الوالدين هم من يضحون من أجلهم، والأم هي من تحملت المصاعب والأعباء من أجل أن يأتي الطفل إلى الحياة سالم، كما أن الفضل يظهر في تحمل الرعاية والاهتمام، وجميع هذه الفضائل سوف نعرضها تفصيليًا من خلال السطور التالية.

اقرأ أيضًا: موضوع عن بر الوالدين قصير للأطفال

أهمية الآباء والأمهات في حياة الأبناء

للوالدين أهمية كبرى في حياة الأبناء، فبدون الوالدين ما ظهر الأبناء على الأرض، هم سبب وجود الأبناء في الحياة، ومن أهم الثوابت التي لا يمكن إنكارها، أو الاستغناء عنها في الحياة، على عكس الثوابت التي توجد في الحياة ولكن يمكن للإنسان الاستغناء عنها.

تربطنا بالآباء والأمهات صلة قوية جدًا لا يستطيع أحد العيش بدونها، فبدونهم لا يجد الإنسان الاطمئنان في حياته، هم سبب الشعور بالأمن والأمان، والراحة والاطمئنان.

بدون الوالدين لا يمكن للإنسان أن يعيش عيشة كريمة، هادئة، يستطيعون تحمل الأعباء وتحمل المسئوليات عن أبنائهم، وجودهم في الحياة هو أساس جعل الأبناء يعيشون في راحة بال، فهم يحملون الأعباء عنهم.

أهمية الوالدين تظهر في الكثير من الأمور التي سوف يتم عرضها في توضيح فضل الوالدين على الأبناء، وهذه الفضائل التي لا يستطيع أي شخص الاستغناء عنها، فهم الحياة، والأمل في المستقبل، هم الراحة والحب، ومن خلال السطور التالية سوف يتم التعرف على فضل الوالدين تفصيليًا.

فضل الوالدين في تربية الأبناء

لم يبخل الآباء في تربية أبنائهم ونشأتهم نشأة صحيحة، وسليمة، فمن الصعب أن تجد آباء وأمهات لا يريدون رؤية أبنائهم في أفضل مكانة، وأفضل حالة من التربية الحسنة.

تعب الآباء في تربية الأبناء يظهر في كل طفل ينشأ على الأخلاق الحميدة، فهم يتعبون كثيرًا في إرشاد الأبناء إلى عمل الخير، والبعد عن الشر.

يحرصون دائمًا على إنشاء جيل يتجه في حياته إلى الحلال، ويبتعد عن الحرام، فهي فطرة يخلق الله سبحانه وتعالى الإنسان عليها، ولكن الآباء دائمًا يحرصون على تنمية هذه الفطرة، والمحافظة عليها.

أيًا كان المستوى التعليمي، والثقافي، والحضاري الذي عليه الآباء، تجدهم حريصين على تنمية الأطفال على أسس صحيحة وسليمة، فهم يعملون على زرع القيم، والمبادئ الحميدة في شخصية الطفل من الصغر.

يظهر أيضًا فضل الوالدين على الأبناء في التربية عندما يحرصون على إنشاء جيل يهتم بتعاليم الإسلام، والأسس التي يسمح بها، فيكون الأب صابرًا على تعليم ابنه الصلاة، والصوم، والعبادات، ويقصد فعل ذلك أمام أبنائه من أجل مساعدتهم على النشأة على القيم والمبادئ الحميدة.

لم تقتصر التربية على تعليم الآباء للأبناء، وإنما قد تجدها ظاهرة في تعلم الآباء بعض الأمور من الأبناء، فتجد الطرفين متبادلين في تعليم أسس التربية،

يظهر ذلك عندما يكبر الأبناء، ويدركون ما قام به الوالدين من مجهود لكي تتم نشأتهم نشأة صحيحة وسليمة، وماذا فعلوا من أجل أن ينشأوا على تربية حسنة.

كما أنهم عندما يكبرون ويرون أنهم قد ترعرعوا على الأسس الصحيحة للدين، يدركون مدى أهمية الوالدين الذين كان لهم الفضل في تعليم ذلك.

كما أن الفضل في التربية يظهر أيضًا في تعليم الأبناء كيفية قول الكلمة الطيبة، وكيفية العطف على الغير والإحسان لمن يستحق الإحسان، ويجب على كل ابن نشأ في تربية وحب الوالدين أن يكحون ممتن لهم بفلهم، ويسعى دائمًا لرد هذا المعروف، ويكون ذلك من خلال العديد من الطرق التي يمكنه من خلالها رد الجميل للوالدين.

فضل الوالدين في تعليم الأبناء

مهما كان المجال التعليمي الذي نشأ فيه الوالدين، تجدهم يسعون من أجل جعل أبنائهم ينشأون في بيئة تعليمية أقل مما كانوا عليها، فإن نجاح الابن بالنسبة للوالدين يكون أعظم من نجاحهم.

رؤية الوالدين للأبناء في حالة جيدة، ومستوى تعليم عالي يجعلهم يعيشون في فخر، وهذا الفخر يجب على كل ابن تعب أبويه في تربيته بمستوى تعليمي جيد أن يمنحه للوالدين.

فتجد بين الوالدين فطرة، لم يقوموا ببذل أي مجهود بها وهي أنهم يحرمون أنفسهم من الكثير من الأمور التي يريدون فعلها في الحياة، في سبيل توفير جميع الأمور المادية، والنفسية من أجل تعليم الابن تعليمًا جيدًا، وزرعه في مدارس من أجل أن يصبح إنسانًا ناجحًا ومتفتحًا، وقادرًا على تحمل المسئولية، وتربية الأجيال في كبره.

قد يرى الابن أن التعليم شيء أساسي وواجب على الآباء، ولكن هذا الظن غير صحيح، فليس على كل أب وأم واجب تعليم الأبناء في أعلى مستويات المدارس، أو أقلها.

إنما هو معروف يقومون بفعله في الأبناء، ولكن لم يكن من وجهة نظرهم فعل هذا الأمر بدافع المعروف، ولكنه يكون بدافع الحب، والرغبة في رؤية الأبناء بالمستوى الذي يليق بهم.

فيجب على كل طفل وابن ناضج وواعي، أن يشكر الله سبحانه وتعالى على وجود الوالدين الذين كانوا سببًا هامًا في الالتحاق بالمدارس والجامعات من أجل الوصول إلى مستوى جيد، وعالي في المستقبل.

فضل الوالدين في مساندة الأبناء

من الصعب على الوالدين أن يروا أبنائهم في ضيق، أو حزن أو هم، ولا يكونوا أول من يقف بجوار أبنائهم من أجل تخطي هذا الضيق، وهذه الصعاب.

لم يجد الأبناء في حياتهم من يخاف على شعورهم، ومن يهتم لرؤيتهم سعداء مثل الوالدين، فهم لا يُمثلون هذا الأمر، أو يفعلونه من باب الواجب، وإنما القلب، والحب، والترابط العظيم الذي يوجد في الوالدين تجاه الأبناء هم ما يدفعوا إلى ذلك.

رؤية الوالدين للأبناء أنهم يمرون بضيق ولا يسعون لتغيير ذلك من الصعب أن يجدها شخص في حياته، فهم أول سند، وأول من يسعى لتغيير الظروف السيئة التي قد تكون محيطة بأبنائهم.

الوالدين في مواجهة الصعاب يشبهون المظلات، يتحامى بهم الأبناء من أجل تفادي الصعوبات وأعباء الحياة، فهم لا يكلون ولا يملون من حمل الهموم التي يمر بها أبنائهم، بل يسعون دائمًا في حمل الهم عن الابن، وهم على وجوههم معالم السعادة والفرح.

الوالدين هم أعظم أشخاص متواجدين ويتواجدون دائمًا في حياة الأبناء، ووجودهم يمنع الأبناء من حمل الهموم، ويجعلهم دائمًا يشعرون بالاطمئنان، والراحة، وجودهم يجعل الأبناء يشعرون وكأنهم لا أعباء في الدنيا على الإطلاق، لكن يجب على كل ابن أن يدرك أن هناك أعباء كثيرة، وثقيلة، ولكن الوالدين هم من يحملونها بمفردهم دون إظهار أي معالم للضجر.

اقرأ أيضًا: قصة قصيرة عن بر الوالدين للأطفال سهلة وجميلة ومميزة ومعبرة

فضل الوالدين في الرعاية الصحية للأبناء

من الصغر تجد فضل الوالدين على الأبناء يظهر في توفير الرعاية الصحية لهم، فمنذ أن يتم ولادة الابن تجد الوالدين دائمًا يحرصون على توفير الحياة الصحية الجيدة لهم.

تجد ذلك في الشعور بالقلق عند رؤية الأبناء في حالة صحية سيئة، كما تجد ذلك أيضًا عندما ترى الوالدين لا يهتمون بشيء في حياتهم سوى تغذية الأبناء تغذية صحية، وسليمة، وتجدهم مصابين بالقلق دائمًا عندما يتناول أحد الأبناء طعام من الخارج.

تجد الاهتمام بالرعاية الصحية ظاهرًا في الأم منذ بداية الحمل بحرصها الشديد على التغذية الجيدة، من أجل أن ترى طفلها في حالة صحية جيدة، وهذا أكبر دليل على أنهم يقدون أفضالهم بالفطرة، دون التفكير بانها فضل على الأبناء على الإطلاق، فالأم تفعل ذلك دون رؤية الطفل، وإنما تفعله بدافع الامومة والحرص على توفير حياة صحية كريمة لابنها.

عندما يرى الوالدين أبنائهم في حالة صحية سيئة تجدهم في حالة من التوتر والخوف والرعب، لحين أن يصل أبنائهم إلى مستوى صحي جيد، فلا تجد طوال عمرك من يخاف على فقدك، ومن يهتم بصحتك كالآباء، فكن حريصًا دائمًا على أن توفر لهم سُبل الراحة بجميع الطرق الممكن.

يظهر أيضًا فضل الوالدين على الأبناء في الرعاية الصحية بأنهم لا يزجرون أبدًا من صرف ما يملكون من أجل توفير تكاليف علاج في حالة رؤية أحد الأبناء في حالة صحية سيئة.

فهم لا يفكرون في أنفسهم، وإنما كل التفكير في ذلك الوقت يكون في كيفية إعادة الصحة الجيدة للابن، أليس هذا الأمر فضل من الوالدين على أبنائهم!

يجب عليك أيضًا تقديم الرعاية الصحية هم عند الكبر، فهم قاموا برعايتك منذ صغرك، وحتى أراد الله سبحانه وتعالى ان يُقلل مكن صحتهم بعض الشيء، وهنا يأتي دورك في توفير الرعاية الصحية لهم، وكن مُتذكرًا دائمًا أن ما تفعله معهم اليوم سوف يتم فعله معك غدًا، أحرص على برهم وكسب رضاهم.

فضل الوالدين في تكوين شخصية الأبناء

عندما يرى الوالدين في شخصية أبنائهم شيء ضعيف، أو به هزيمة قد يشعر بها من أمامهم، تجدون أول من يسعى في تغيير هذه الخصلة بأبنائهم.

قد يرى الابن أن ذلك الأمر ظُلم له، وخاصةً إذا كان لا يستطيع تغيير شخصيته، ولكن في الواقع يجب أن يعلم كل ابن أن ما يفعله الآباء والأمهات يصب في وعاء مصلحته في المستقبل.

تجد أيضًا الوالدين بالفطرة يحرصون على أنم يجعلوا أبنائهم يكبرون على الشخصية القوية، وفي نفس الحين يحرصون على تعليم أبنائهم كيفية أن يكونوا رحماء، وفي قلوبهم اللين لمن يستحق.

جميع هذه الأمور يجب على الابن أن يعلم جيدًا أنها ليست مكسب، أو فطرة، وإنما هي اجتهاد الوالدين في تعليمه، ومساعدته على تكوين الشخصية التي يعيش بها الآن، ويجب أن يُدرك جيدًا أن ما به الآن من القدرة على تحمل أعباء الحياة، والتمتع بالشخصية التي يمدح بها من حوله، يرجع الفضل بها إلى تربية الوالدين له، وحرصهم على جعله متمتعًا بالوضع الذي هو عليه الآن.

فضل الوالدين في توفير الاحتياجات التي يطلبها الأبناء

ليس هناك احتمالًا أن هناك أبًا واحدًا أو أمًا واحدة تجد أحد أبنائها في حاجة إلى شيء ما، ولا يسعوا إلى توفيره، مهما كان المستوى المعيشي الذي يعيش به الوالدين.

تجد الأب دائمًا يسعى في عمله، ولا يكل في بذل المجهود الذي يكون في كثير من الأحيان أكبر من قدرته، من أجل أن يوفر الأموال التي يستطيع من خلالها توفير احتياجات أبنائه.

لا يعود عليه هذا الأمر سوى بشكر، وابتسامة بسيطة، لا ينتظر المقابل من تعبه في الشغل، والجهد المبذول، فقط يفعل ذلك من أجل أن يوفر احتياجات الأبناء، ومن أجل أن يرى الابتسامة والسعادة على وجوههم.

من المستحيل أن يجد الابن من يسعى إلى تلبية احتياجاته بذل أقصى مجهود يستطيع بذله دون أن يأخذ مه مقابل، هذا ما يفعله الوالدين في حياة أبنائهم، يطلبون الأبناء ما يريدون، ويلبي احتياجاتهم الآباء دون أن يتسببون لهم في الشعور بأنهم سببًا في أي تعب أو مجهود قاموا ببذله من أجل ذلك.

لذا يجب على كل ابن أن يُقدر ذلك الأمر حتى وإن لم يتحدث عنه الأبناء، ويحرص دائمًا على تقدير تعب أبيه وأمه في تلبية احتياجاته، ويسعى لمساعدتهم قدر الإمكان، من أجل رد الجميل، والاعتراف بفضلهم عليه في تربيته، وتوفير ما يحتاجه دون أن يبذل أي مجهود.

فضل الوالدين في توفير سبل الحماية والأمان للأبناء

يجاهد الوالدين في وضع أبنائهم على الطريق الصحيح، وحمايتهم من مخاطر الحياة، والطرق التي قد تتسبب لهم في الأذى، فهم دائمًا حريصين على جعلهم في أعلى مستوى قد يصلوا إليه في الدنيا.

يعمل الوالدين دائمًا على توفير الحماية للابن، سواء كانت حماية جسدية أو نفسية، فهم لا يتركون أبنائهم بمفردهم، عندما يواجه الابن خطرًا من الأخطار الجسدية التي قد يراها في الحياة تجد الأب دائمًا يصد هذا الخطر عنه، ويتحمله بدلًا عنه.

أما عن الأخطار النفسية فلا يمكن أن تجد أب أو أم على وجه الأرض تاركًا ابنه تعيسًا، فهم يفعلون ما يستحيل على الغير فعله من أجل جعل أبنائهم في أعلى منازل الفرح، والسرور.

الوالدين هم فقط من لا يستطيعون رؤية أبنائهم في حالة سيئة، أو في خطر، قد تجدهم أيضًا يضحون بأنفسهم من أجل مواجهة هذا الخطر بدلًا عن أبنائهم.

من السيئ أن يرى الأبناء أن هذا الأمر واجب على الوالدين، يجب أن يُدرك كل ابن أن هذا الأمر فضل، فضل في تحسين نفسية الأبناء، وفضل في توفير الأمن لهم والأمان، وفضل أيضًا في جعلهم يعيشون حياة هنيئة وطيبة دون مواجهة الصعاب.

فضل الوالدين في فداء الأبناء

عندما يفعل الابن أشياء خاطئة، يركض نحو أبيه أو أمه، وهو واثقًا تمامًا بأنه سوف يفديه بروحه من أجل أن ينجو مما هو فيه من مصائب، أو كوارث قام بفعلها.

دائمًا تجد لديهم الحل لجميع المشكلات التي قد يواجهها الأبناء في حياتهم، وهذا من أعظم الفضائل التي قد يراها الابن من فضل الوالدين على الأبناء.

جميعها فضائل عظمى، ولكن ليس هناك شعور أفضل من الأمان الذي يوفره الأب والأم للابن، فهو شعور لا يُقدر بثمن، ويحاول الكثير أن يشعر به بعد فقد الآباء والأمهات ولكن لا يستطيع، فعندما يذهبون تذهب معهم الراحة، والسكينة، والهدوء، والاطمئنان.

فضل الوالدين في الاهتمام بالأبناء

يسعى الجميع إلى الشعور بالاهتمام، ولكن يجب على كل شخص أن يدرك أن الاهتمام الذي يقدمه الوالدين للأبناء من فضل الوالدين على الأبناء.

لكن الاهتمام الذي يُقدم من الحبيب أو الصديق أو الزوج فهو اهتمام تجد أمامه مُقابل، والمقابل يكون بتبادل الاهتمام، وقد تجد من الناس أن الاهتمام الذين يقدمونه بين بعض البعض مقابل مصالح مشتركة.

أما اهتمام الوالدين بأبنائهم ليس له أي مقابل، فقط يقدمونه بالفطرة، وبدافع الحب الذي ينشأ ويترعرع في قلوبهم منذ معرفة مجيء الابن إلى الدنيا.

ليس هناك أعظم من أن يرى الابن في حياته الاهتمام دون أن يسعى من أجل تبادله، على الرغم من أنه يجب على جميع الأبناء الاهتمام بالوالدين، فهم أكثر الأشخاص الذين يستحقون أن يتبادلون معه الاهتمام بالحب والود، والحنان، والفرحة، والانبساط.

اقرأ أيضًا: موضوع عن بر الوالدين قصير للأطفال

حب الأبناء دون مُقابل

ألم يفكر أحد من الأبناء لما يقدم الآباء والأمهات جميع هذه الوسائل من الرعاية والاهتمام، يجب التأمل في هذا السؤال لكي يصل الابن إلى الجواب الصحيح.

الذي يصل إليه بعد التأمل أنه لا يجد جوابًا واضحًا سوى الحب الغير مشروط، ينشأ حب الأبناء في قلوب الوالدين منذ معرفة أنهما سوف ينجبان طفلًا، ينشا الحب دون رؤيته، أو التحدث إليه، ويظل راسخًا في قلب الأم على الرغم من جميع الآلام التي قد أتتها في فترة الحمل.

كما أنه يظل راسخًات ويكبر في قلب الأب على الرغم من جميع الأموال التي يسعى لكسبها ويتعب من أجل توفيرها لكي يأتي الطفل بصحة جيدة، ويفعل ذلك بحب وود، دون كلّ أو ملّ.

إذا كان هناك شخص يبحث عن معنى الحب الحقيقي، فينظر إلى قلوب الآباء والأمهات وهم يتعاملون مع أبنائهم، وسوف يعرف ما هو الحب الحقيق، والذي يتضح الفرق بينه وبين مستنقع زيف الحب الذي يعيش به الإنسان في هذا الوقت.

لا أحد يستحق تقديم الحب والود له من القلب سوى الوالدين، فهم أحق الناس بتوفير الإحساس بالحب والود دون انتظار مقابل، فهم قدموه في بادئ الأمر، ولا يوجد أعظم من ذلك.

وجوب طاعة الأبناء للوالدين

قال تعالى (وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَببْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تنهر‌هما وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا * رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِمَا فِي نُفُوسِكُمْ إِنْ تَكُونُوا صَالِحِينَ فَإِنَّهُ كَانَ لِلْأَوَّابِينَ غَفُورًا) صدق الله العظيم [سورة الإسراء، الآيات 23 – 25].

حثنا الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز على وجوب طاعة الوالدين، والإحسان إليهما، فهم عملوا على تقديم الكثير من الأمور التي لا يسعون من أجل نيل مقابل لها.

طاعتهما والإحسان إليهما من أجمل الأمور التي يمكن للابن من خلالها أن يرد الجميل لوالديه، ففي طاعتهما طاعة لله، وفي الإحسان إليهما طاعة لله وعرفان بفضل الوالدين على الأبناء.

حثنا الله سبحانه وتعالى بعد الزجر منهما، ولا نتحدث إليهما سوى بالقول الطيب الجميل، والاعتراف بفضلهم في تربيتهم لنا منذ الصغر، دون أن يتسببوا في أن نشعر بالألم، أو الحزن، أو غيره من الأمور السلبية التي قد يواجهها الابن في الدنيا، ولكن يصدها عنه الآباء.

في طاعتهم وحبهم، والإحسان إليهم مغفرة من الله سبحانه وتعالى ورحمة، فكم تكون عظمة طاعة الوالدين والإحسان إليهما بعد أن ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أن بها مغفرة ورحمة!

أكد الله سبحانه وتعالى في آيات قرآنية كثيرة على أهمية الوالدين، وواجب الأبناء نحوهم، فقد وصانا بالوالدين أن نُحسن إليهما، ونقدرهما أحسن تقدير في قوله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا) صدق الله العظيم [سورة العنكبوت، الآية 8].

كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم تبين لنا من حديثه الشريف عظمة الوالدين، وأهميتهم، وأولويتهم في الحياة في الحديث الشريف: ” قالَ رَجُلٌ: يا رَسُولَ اللهِ، مَن أَحَقُّ النَّاسِ بحُسْنِ الصُّحْبَةِ قالَ: أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أُمُّكَ، ثُمَّ أَبُوكَ، ثُمَّ أَدْنَاكَ أَدْنَاكَ” صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.

هذا الحديث به توضيح هام جدًا يبين أهمية الأم، وعظمة شأنها، وأهمية الأب في حياة الأبناء، وأن لهم الأولوية في الرعاية والاهتمام، وبعدهم يأتي أي شيء آخر، ولكن هم الأولى والأحق بكل شيء.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الطفل العنيد في عمر 10 سنوات

واجبات الأبناء نحو الآباء

كما استطعنا توضيح فضل الوالدين على الأبناء، يجب أن يعرف كل طفل وابن واعي وناضج، واجباته نحو الآباء والأمهات، وكيفية التعامل معه، ومن هذه الواجبات:

  • أن يرعى الابن أبيه وأمه رعاية كاملة من جميع الجوانب، سواءً كانت رعاية مادية، أو معنوية.
  • أن يطيع والديه ما دام في الأمور التي لا تُغضب الله سبحانه وتعالى، وأن يحرص على قول المعروف لهما، والابتعاد عن التعصب في الحديث معهم.
  • يجب على كل ابن أن يعول أبيه وأمه عند الكبر، فقد فعلوا الكثير منذ الصغر وجاء الوقت المناسب الذي يستطيع الابن أن يرد لهم الجميل، ويعترف به.
  • يجب أن يدعو الأبناء للوالدين في كل صلاة، فهي من أفضل الأمور التي يستطيع الابن أن يفعلها من أجل أن يبرّ واديه، بها طاعة عظيمة لله سبحانه وتعالى.
  • إذا توفى الوالدين يجب تقديم الواجبات لهم من خلال التصدق عليهم، والدعاء لهم، فبهذا يكون الابن بارًا بأبيه وأمه.

إن أحب الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى، بر الوالدين، فإذا كان الابن يبحث عن طاعة الله منذ الصغر، وحتى الشيب، لا بُد له من طاعة الوالدين، فهي من أفضل العبادات التي يتقرب من خلالها العبد إلى ربه.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا