تجربتي مع تسمم الحمل كانت مُرهقة بشكل كبير لكنها كانت مُثمرة للغاية، إن كافة الأطباء ذكرو أن المرأة خلال فترة الحمل يتوجب عليها المتابعة الدورية مع الطبيب، بالإضافة إلى اِتباع كافة التعليمات المُحددة للحامل والتي تختلف من امرأة إلى أخرى، من أجل تجنب مخاطر الحمل ومنها تسمم الحمل والذي قد يؤدي إلى الإجهاض، ومن خلال موقع شقاوة سأشارككم تجربتي مع تسمم الحمل.
تجربتي مع تسمم الحمل
تسمم الحمل من المشكلات التي يمكن أن تتعرض لها الكثير من النساء خلال فترة الحمل خاصةً بعد أن اِنقضاء الأسبوع العشرين من الحمل، وفي أحد تلك الأيام قد لاحظت زيادة في وزني بشكل غير مبرر ولكني ظننت أن هذا الأمر طبيعي ناتج عن الحمل.
لكن مع مرور الأيام كنت أعاني من ضغط الدم المرتفع بشدة، هنا بدأت أشعر بالقلق خوفًا أن يؤثر هذا الأمر على جنيني، مما دفعني إلى الذهاب إلى الطبيبة المُختصة بحالتي وطلبت عدة فحوصات وقمت بها بالفعل، عندما ظهرت النتيجة اكتشفت أنني أعاني من تسمم الحمل.
اضطرت الطبيبة إلى إجراء عملية الولادة في وقت مبكر وكنت في الشهر الثامن من الحمل، وبالفعل أنجبت ابنتي ولكن لم يمر على ولادتها سوى 3 أيام وفقدتها نتيجة لعدم اكتمال النمو ومعاناتها من بعض الأزمات الصحية وكانت هذه تجربتي مع تسمم الحمل.
اقرأ أيضًا: أعراض تسمم الحمل في الشهر الثامن
ما هو تسمم الحمل
هو اضطراب تعاني منه المرأة وعادةً ما تصاب به المرأة في الثلث الثاني أو الثالث من الحمل، نتيجة حدوث العديد من الاضطرابات في مستوى ضغط الدم، بالإضافة إلى أنه توجد حالة تسمم تتشابه كثيرًا مع هذه الحالة لكن تحدث بعد الولادة، وينقسم تسمم الحمل إلى قسمين وهما:
- حالة تسمم الخفيف: في هذه الحالة لا تعاني المرأة من كل الأعراض بل من حدوث ارتفاع شديد في معدل ضغط الدم، بالإضافة إلى الصداع، لذا لا تكتشف المرأة المشكلة في البداية.
- التسمم الحاد: تعاني المرأة بهذا النوع من كافة الأعراض، وحدوث ارتفاع حاد في معدل ضغط الدم، مما يتطلب الأمر دخول المستشفى لمتابعة الحالة بدقة، وفي معظم الحالات يتم إجراء ولادة مبكرة.
- حالة تسمم الحمل بعد الولادة: قد لا تلاحظ المرأة أي علامات ولكن تصاب به المرأة بعد وضع الطفل بشكل مباشر أو بعد مرور 6 أسابيع، وخلال هذه الفترة تعاني المرأة من أعراض تسمم الحمل، هنا تصف الطبيبة أدوية لعلاج مشاكل الكبد وللتقليل من معدل ضغط الدم، وبالتالي قد يحتاج إلى فترة طويلة نسبيًا لكي يتم العلاج.
أسباب تسمم الحمل
عندما قمت باستشارة الطبيبة خلال تجربتي مع تسمم الحمل عن الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث هذه المشكلة، ذكرت لي الطبيبة العديد من الأسباب التي تتمثل في السطور المُقبلة:
- وجود معوقات تمنع وصول الدم على الجنين بشكل سليم.
- معاناة الحامل من حدوث تهتك في الاوعية الدموية مما يؤثر بشكل سلبي على كلا الجنين والأم.
- إصابة المرأة بمرض تكيس المبايض.
- الحمل أكثر من مرة في فترة أقل من سنتين.
- إذا كانت المرأة تعاني من السمنة بالفعل.
- عند حدوث الحمل في عمر متأخر للمرأة تكون نسبة الإصابة بهذه المشكلة كبيرة.
- إذا كانت المرأة تعاني من الأمراض المزمنة.
- عندما تكون المرأة حامل في تؤام أو أكثر.
- عدم اهتمام المرأة بالتغذية السليمة بالتالي تعاني من سوء التغذية وهو مشكلة خطيرة.
- إصابة الحامل ببعض الأمراض أو المشكلات في الجهاز المناعي.
- قد يكون هذا المرض ناتج عن الجينات الوراثية في العائلة.
- إذا كانت المرأة تعاني من ارتفاع ضغط الدم بصورة مستمرة.
- حدوث بعض الاضطرابات في المناعة، مما يتسبب في إصابة المرأة بمرض فقر الدم.
اقرأ أيضًا: أعراض تسمم الحمل في الشهر التاسع
أعراض تسمم الحمل
من خلال تجربتي مع تسمم الحمل تعرفت على أهم الأعراض التي يمكن أن تواجه المرأة خلال الحمل وتكون دليل على حدوث التسمم، وسوف أعرضها لكم فيما يلي:
- ارتفاع شديد في معدل ضغط الدم.
- المعاناة من الصداع المزمن.
- وجود بعض الاضطرابات في الرؤية التي قد تصل إلى انعدام الرؤية أحيانًا.
- قد يحدث تورم في الوجه بشكل عام وفي المنطقة المحيطة بالعين بشكل خاص، بالإضافة إلى تورم القدمين واليدين.
- الشعور بالغثيان والقيء بشكل متواصل.
- وجود بعض القصور في وظائف الكلى.
- تزايد نسبة البروتين في البول.
- المعاناة من الألم الشديد في أعلى البطن وخاصةً في منطقة تحت الأضلاع على الجهة اليمنى.
- قلة عدد مرات التبول.
- المعاناة من بعض الأزمات التنفسية.
- ملاحظة حدوث زيادة في وزن الجسم دون وجود سبب مبرر لهذا الأمر.
مضاعفات تسمم الحمل
هذه المشكلة قد تتسبب في بعض المضاعفات بالنسبة للمرأة الحامل، وهذا ما لاحظته خلال تجربتي مع تسمم الحمل، وتتمثل في النقاط التالية:
- الإصابة بالفشل الكلوي.
- حدوث تليف في الكبد.
- قد يحدث في بعض الحالات الشديدة التعرض إلى سكتة دماغية مفاجأة.
- الإصابة ببعض الأمراض القلبية والأوعية الدموية.
- معاناة الجنين من بطء في النمو بالإضافة إلى انخفاض وزنه عند الولادة.
- تعرض الحامل للولادة المبكرة العاجلة.
- الإصابة بمتلازمة هيب التي تتسبب في خلل كريات الدم الحمراء للحامل، وحدوث ارتفاع في إنزيمات الكبد، وقلة عدد صفائح الدم وهذه المتلازمة تصاب بها المرأة في نهاية الحمل.
- حدوث انفصال للمشيمة.
- إذا كانت المرأة تعاني من تسمم شديد قد يتسبب ذلك في موت الطفل أو الأم أو كلاهما.
تشخيص تسمم الحمل
في تجربتي مع تسمم الحمل تعرفت على طريقة تشخيص هذه المشكلة بالإضافة إلى بعض المعلومات التي أضافتها لي الطبيبة، فعند ملاحظة الأعراض لابد من التوجه إلى الطبيب، وسوف يقوم بالإجراءات التالية:
- التعرف على الأعراض التي تعانين منها، من ثم فحص التاريخ الطبي للحامل والعائلة للتأكد من عدم وجود أي أمراض وراثية، أو إصابتها بمرض في الماضي قد يؤثر عليها.
- يقوم بالاطلاع على آخر قراءة ضغط الدم وسوف يطلب منك إجراء اختبارات على الدم بشكل كامل لفحص وظيفة كل من الكبد والكلى.
- بالإضافة أنه يقوم بفحص صفيحات الدم والتعرف على نسبتها في الدم.
- إجراء تحليل على البول لكي يقوم بفحص نسبة البروتين.
- بالإضافة إلى وجود بعض الاختبارات على الجنين مثل: عمل فحص الموجات الفوق صوتية ليتعرف الطبيب على: (نسبة السائل الأمنيوسي، والتأكد من صحة نمو الجنين، ووزنه في هذه المدة).
- يقوم الطبيب بإجراء فحص NST وهو فحص خاص بمراقبة ضربات قلب الجنين خلال حركته للتأكد من صحة القلب.
- عمل اختبار يطلق عليه الملامح البيوفيزيائية للجنين الذي يساعد الطبيب للتعرف على عملية تنفس الطفل وفحص التوتر العضلي أثناء الحركة.
اقرأ أيضًا: أخطار الشهر الثامن من الحمل
علاج تسمم الحمل
بالرغم أنني لم أستطع تلقي علاج أثناء تجربتي مع تسمم الحمل، لأنني كنت في المراحل الأخيرة، إلا أن الطبيبة وضحت أهم طرق علاج هذه المشكلة والتي يتم تحديدها وفقًا لمدى حدة التسمم، وسأذكرها فيما يلي:
1- حالة تسمم الحمل الخفيف
في هذه الحالة يفضل البقاء في المستشفى لعدة أيام لمتابعة التطورات التي تطرأ على الحالة بشكل مستمر، ويمكنكِ أيضًا تلقي العلاج من خلال المنزل ولكن يتوجب عليك القيام بالزيارات لمتابعة حالة الطفل بشكل متكرر، وفي أغلب الأحيان سوف تطلب الطبيبة إجراء عملية ولادة مبكرة في الأسبوع 37 من الحمل لحماية حياة الطفل والأم من الخطر.
2- حالة تسمم الحمل الحاد
هنا لابد من البقاء في المستشفى لتتلقى المرأة العلاج ومتابعة حالة الأم بشكل متواصل، وفي هذه الفترة تأخذ بعض الأدوية التي تساعد على التقليل من معدل ضغط الدم، وإن كانت وظائف الكبد لا تعمل بشكل جيد تُأخذ الكورتيكوستيرويدات لتحسين وظائف الكلى وصفيحات الدم وحماية رئة الطفل.
في هذه الحالة قد تتطلب الطبيبة إجراء ولادة مبكرة خلال الأسبوع 34 لتجنب العديد من المخاطر التي يعاني منها كلٍ من الأم والجنين، ولابد من معرفة أن كثير من الحالات استطاعوا علاج هذه المشكلة واستطاعوا إنجاب أطفال أصحاء لا يعانون من مشاكل صحية.
لكن يفضل القيام بالفحوصات بشكل دوري طوال فترة الحمل، لتجنب المخاطر واكتشاف الأمراض في المراحل الأولى لتستطيع الطبيبة علاجها قبل أن ينتج عنها مضاعفات يصعب السيطرة عليها.
اقرأ أيضًا: أضرار سكر الحمل على الجنين في الشهر الثامن
الوقاية من تسمم الحمل
توجد بعض الإجراءات الوقائية التي نصحتني بها الطبيبة خلال تجربتي مع تسمم الحمل، للتقليل من فرص الإصابة بهذه المشكلة، وسنعرض لكم بعضٍ منها فيما يلي:
- الابتعاد عن تناول المشروبات التي تحتوي على نسبة كبيرة من الكافيين.
- الحرص على ممارسة التمارين الرياضية الخاصة بالحمل بشكل مستمر ويمكنك التعرف على أنواعها من الطبيبة المختصة بالحالة.
- لابد من تناول كميات كبيرة من المياه يوميًا فيما لا يقل عن 8 أكواب.
- التقليل من تناول الأطعمة المقلية التي تحتوي على نسبة كبيرة من الدهون.
- الحرص على الحصول على وقت للراحة كل فترة لتساعد جسمك على الاسترخاء.
- لابد من اِتباع نظام غذائي صحي يحتوي على كافة الفيتامينات والعناصر الغذائية التي يحتاج إليها جسمك والجنين لينمو بشكل صحي.
- يفضل التقليل من استخدام الملح في الطعام.
- تناول الفاكهة والخضروات الطازجة يوميًا.
- الحرص على متابعة حالتك مع الطبيبة بطريقة مستمرة، وإجراء الفحوصات التي تطلبها الطبيبة لتجنب العديد من المخاطر.
- لابد من المحافظة على وزن صحي.
- إذا كنتي تعانين من بعض الأمراض المزمنة يجب أن يتم التحكم بها حتى لا يؤثر هذا الأمر على الجنين.
- الحرض على رفع القدمين خلال اليوم عدة مرات.
- الابتعاد تمامًا عن تناول الوجبات السريعة.
هذه التجربة ساعدتني على تصحيح العديد من المفاهيم الخاطئة عن الحمل، كما يجب الالتزام بهذه النصائح للتقليل من فرص الإصابة، والتوجه إلى الطبيب على الفور في حال ملاحظة أي من هذه الأعراض.