تجربتي مع الحمل خارج الرحم

تجربتي مع الحمل خارج الرحم من أكثر التجارب التي قد تمر بها المرأة إيلامًا ومشقة، ولقد كان الأذى النفسي الذي لحق بها على جرائها لا يقل عن الأذى الجسماني الذي تعرضت له.

سأعرض اليوم عبر موقع شقاوة تجربتي مع الحمل خارج الرحم بشيء من التفصيل، لكي تتمكن جميع السيدات من الاستفادة منها.

تجربتي مع الحمل خارج الرحم

إن تجربتي مع الحمل خارج الرحم بدأت منذ أن قمت بعمل اختبار للحمل بعد مرور عدة أيام على تأخر موعد الدورة الشهرية وتأكدت من أن النتيجة إيجابية، ولكن بمرور الوقت بدأت أشعر بألم قوي في منطقة أسفل البطن وبدأت أعاني من نزيف مهبلي شديد ومفاجئ، ثم تطور الأمر بسرعة غريبة حتى وجدت نفسي أتعرض إلى الإغماء وفقدان الوعي التام.

اعتقدت في بادئ الأمر أنني قد تعرضت إلى الإجهاض وأنني فقدت الجنين بالفعل فلم يكن أمامي شيء لأفعله غير التوجه على الفور إلى طبيب أمراض النساء والتوليد، ومن خلال الفحص اكتشف الطبيب أن المشكلة أكبر مما كنت أعتقد وأنني مصابة بمشكلة كبيرة أو حالة صعبة تسمى علميًا باسم الحمل خارج الرحم.

مع الأسف الشديد اضطر الطبيب إلى إجراء عملية جراحية على الفور من أجل استئصال ما تبقى من الحمل من منطقة البوق، وذلك لأن الطبيب قد وجد أنني أعاني أيضًا من نزيف شديد في جوف الصفاق، وبعد ذلك تمت عملية نقل للدم من أجل تعويض جسمي عمه نزفه من الدم الغزير لكي أكون أكثر استطاعة على استرداد صحتي مرة أخرى.

اقرأ أيضًا: أعراض الحمل خارج الرحم الأكيدة ومتى تظهر

ما هو الحمل خارج الرحم

من خلال تجربتي مع الحمل خارج الرحم يجب عليّ أن أشرح للسيدات ما هو حالة الحمل خارج الرحم، من المعروف أن الحمل يحدث بعد أن تقوم المبايض بإنتاج بويضة ناضجة، لكي تتلاقى مع الحيوان المنوي في قناة فالوب في غضون أربع وعشرين ساعة من وصولها إلى هذا المكان، ونتيجة هذا اللقاء هو أن تصبح البويضة الناضجة مخصبة من قبل الحيوان المنوي.

بعد ذلك تمكث البويضة المخصبة في قناة فالوب لفترة ثلاثة أيام أو أربعة أيام لكي تنتقل طبيعيًا بعد ذلك إلى الرحم لتنغرس في بطانته وتستمر في التطور والنمو حتى ينتهي الحمل وتلد المرأة، وفي حالة الحمل خارج الرحم يحدث خللًا مما فبدلًا من أن تنغرس البويضة المخصبة في الرحم تنغرس في قنا فالوب أو ربما في أي مكان آخر من منطقة البطن.

في تلك الحالة يعرف الحمل باسم الحمل خارج الرحم وفي الإنجليزية يسمى Ectopic Pregnancy، ومع الأسف أغلبية تلك الحالات لا يكتمل فيها الحمل بشكل طبيعي وتضطر المرأة للخضوع إلى تدخل جراحي طارئ وإلا قد يتسبب النزيف الناتج عن هذه الحالة في فقدها لحياتها.

أسباب الحمل خارج الرحم

لقد تمكنت من خلال تجربتي مع الحمل خارج الرحم أن أتعرف إلى الأسباب التي تؤدي إلى الإصابة بحالة الحمل خارج الرحم، وتلك الأسباب تتلخص فيما يلي:

  • إصابة قناة فالوب بالالتهابات أو العدوى مما ينتج عنه انسدادها بشكل جزئي أو ربما كلي.
  • الإصابة بإحدى الندوب الناتجة عن الإصابة بعدى في السابق أو ربما وجود تدخل جراحي سابق في الأنبوب، مما ينتج عنه إعاقة حركة البويضة المخصبة.
  • خضوع المرأة لأي تدخل جراحي سابق في قنوات فالوب أو في منطقة الحوض، مما ينتج عنه إصابة هذا الجزء بالالتصاقات.
  • نمو الجنين بشكل غير طبيعي أو ربما حدوث بعض الاضطرابات في الولادة السابقة، مما قد ينتج عنه إحداث خلل ما في شكل قناة فالوب.
  • الإصابة بأحد الأمراض المنقولة جنسيًا مثل السيلان أو الكلاميديا.
  • الإصابة بأحد أمراض الحوض أو ربما الإصابة بمشكلة التهاب بطانة الرحم.
  • استخدام وسائل منع الحمل الموضعية مثل التعقيم الشهري واستخدام اللولب.
  • استخدام المنشطات بشكل مستمر.
  • الإفراط في التدخين.
  • الحمل فوق سن الخمسة والثلاثين.

أعراض الحمل خارج الرحم

لقد عرفت من خلال تجربتي مع الحمل خارج الرحم أن هذه الحالة في بدايتها تكون مشابهة لأعراض الحمل العادي التي تشبه طراوة الثديين والتعب العام والغثيان والقئ وغيرها من أعراض الحمل المتعارف عليها، ولكن بمجرد الوصول إلى الفترة التي تمتد فيما بين الأسبوع الرابع وحتى الأسبوع العاشر تبدأ المرأة في الشعور بأن الحمل غير طبيعي، وتبدأ بعض الأعراض في الظهور وتتمثل تلك الأعراض في:

  • الإحساس بألم قوي ومستمر في أحد جوانب البطن.
  • التعرض إلى نزيف مهبلي وفي الغالب يكون لون الدم أفتح أو أكثر دكانة من لونه الطبيعي خلال فترة الدورة الشهرية، مما لا يتيح للمرأة القدرة على التمييز أو معرفة ما إن كان هذا الدم نزيفًا مهبليًا أو دم الحيض.
  • الإحساس بألم في منطقة الكتف وذلك لأن هذا النزيف تسبب في تهيج للأعصاب وبالتحديد تهيج للعصب البطني، وهذا العرض من الإشارات بوجود نزيف داخلي.
  • الشعور بألم قوي عند القيام بعملية إخراج البول أو البراز.
  • التعرض إلى الإغماء ذلك بسبب تعرض قناة فالوب إلى التمزق، يولد شعورًا بالضعف لدى المرأة ويعد هذا العرض بالذات من الأعراض الطارئة التي يجب التدخل الطبي فورًا من أجل إنقاذها.
  • الإصابة بنوبات متكررة من الإسهال.
  • شحوب لون الوجه وميله إلى الاصفرار.
  • الإحساس بدوخة أو دوار بشكل مستمر.
  • انخفاض معدل ضغط الدم.
  • اضطراب معدل ضربات القلب فيما بين القوة والضعف.
  • الإحساس بالارتباك والتوتر بدون سبب.
  • الإحساس ببعض الآلام في منطقة الحوض أو منطقة الرقبة أو منطقة المستقيم.

مضاعفات الحمل خارج الرحم

في غمار خوض تجربتي مع الحمل خارج الرحم أوضح لي الطبيب المعالج أنني نفذت من هذه التجربة المريرة من دون أن أفقد الكثير لأنني كنت معرضة لِأن أفقد حياتي بالفعل، وذلك لأن مشكلة الحمل خارج الرحم قد تنتج عنه الكثير من المضاعفات الخطيرة مثل:

  • نمو الجنين حتى لا يعد البوق قادرًا على استيعابه مما يتسبب في تمزق جدار البوق، وذلك عندما يخرج الجنين إلى جوف الصفاق متسببًا في إحداث نزيف في داخل جوف الصفاق، وذلك كله بالإضافة إلى الشعور بآلام مبرحة في منطقة البطن وفي بعض الحالات يتوقف نمو الجنين نهائيًا حتى يقوم الجسم بامتصاصه كليًا حتى يختفي تمامًا.
  • حدوث نزيف قوي وكثيف نتيجة تمزق قناة فالوب لدرجة أنه ممكن أن يودي بحياة المرأة.

عوامل خطر الحمل خارج الرحم

لقد أوضح لي الطبيب المتابع للحالة منذ دخولي في تجربتي مع الحمل خارج الرحم أن هناك بعض العوامل، التي يؤدي وجودها إلى مضاعفة نسبة او احتمالية الإصابة بالحمل خارج الرحم، وتلك العوامل كانت وتتمثل في الآتي:

1- العمليات الجراحية في الحوض وقناة فالوب

إن خضوع المرأة مسبقًا إلى إجراء بعض العمليات الجراحية في قنوات فالوب بهدف تقويمها أو ربطها فهذا يؤدي إلى رفع معدل خطورة الإصابة بالحمل خارج الرحم، بالإضافة إلى أن العمليات الجراحية التي يتم إجرائها في منطقة البطن أو منطقة الحوض تتسبب في ارتفاع معدل خطر حدوث الحمل خارج نطاق الرحم.

اقرأ أيضًا: أسباب آلام الظهر والبطن في بداية الحمل

2- حدوث حمل خارج الرحم في السابق

لقد أثبتت الكثير من الدراسات الطبية العملية أن النساء التي تعرضن إلى مشكلة الحمل خارج الرحم مرة في السابق، تصبح على الأقل خمسة سيدات من أصل خمس وعشرين سيدة تعرضت إلى الحمل خارج الرحم في إحدى المرات السابقة عرضة للإصابة بها في المرة الثانية.

3- الإصابة بالتهاب الحوض

إن الإصابة بالتهابات الحوض تتسبب في الحمل خارج الرحم وذلك لأنه ينتج عن الإصابة بعدوى بكتيرية، وتلك العدوى تنتقل بدروها إلى الرحم أو المبيض أو ربما إلى قناة فالوب نفسها، وفي غالب الأحيان تنتقل تلك العدوى نتيجة الإصابة بالأمراض الناشئة عن العدوى الجنسية مثل الكلاميديا والسيلان وغيرها.

4- الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي

إن الانتباذ البطاني الرحمي هو ما يعرف باسم حالة بطانة الرحم المهاجرة وهي عبارة عن نمو غير طبيعي لأنسجة الرحم الداخلية ولكن ليس في مكانها المحدد، بل يتم ذلك النمو في أحد الأماكن الأخرى في منطقة البطن مثل الأمعاء أو المبايض أو قنوات فالوب، وفي حالة حدوثه في قنوات فالوب فإنه يقوم بإحداث التهابات وندوب فيها، مما يرفع من معدلات خطر الإصابة بالحمل خارج الرحم.

5- التدخين

لقد أوضح الأطباء أن المرأة المدخنة هي الأكثر عرضة للإصابة بحالة الحمل خارج الرحم، ولقد ثبت علميًا أن التدخين المفرط للسجائر يتسبب في التأثير على عمل قناة فالوب بالسلب.

6- السن

لقد أثبتت بعض الدراسات الطبية أن المرأة التي حملت وهي في سن جاوز الخامسة والثلاثون هي الأكثر عرضة إلى الإصابة بمشكلة الحمل داخل الرحم دونًا عن النساء اللاتي يصغرونها في العمر.

7- الحمل في وجود اللولب الرحمي

من المعروف أن اللولب الرحمي هو من الوسائل التي تعمد إلى استخدامها النساء للتقليل من فرص حدوث الحمل، ولكن في بعض الأحيان يصادف أن تحمل المرأة في ظل وجود اللولب بداخل الرحم، مما يرفع من نسب احتمالية حدوث الحمل في خارج الرحم، وجدير بالذكر أن هذا الخطر يتلاشى تمامًا بمجرد أن يقوم الطبيب بإخراج اللولب الرحمي.

اقرأ أيضًا: تجربتي مع تحديد نوع الجنين

الكشف عن الحمل خارج الرحم وتشخيصه

من خلال تجربتي مع الحمل خارج الرحم تعرفت إلى الوسائل التي تمكن الأطباء من الكشف عن وجود مشكلة الحمل خارج الرحم لدى المرأة وتشخيصها، وتلك الوسائل أو الطرق الطبية تتمثل في:

عمل فحص الهرمونات

إن هذا النوع من الطرق التشخيصية يعتمد على سحب عينة دم من وريد المرأة وتحليل نسبة أو مستوى هرمون البروجسترون فيها، فإذا كانت نسبة الهرمون أكثر انخفاضًا فإن هذا يعني أن الحمل منتبذ أي خارج الرحم.

الفحص بالأشعة فوق الصوتية

يتم عمل الفحص أو الكشف باستخدام الموجات فوق الصوتية Ultrasound وفقًا لبعض القياسات المتتالية لنسبة هرمون الحمل في الدم Human Chorionic Gonadotrophin – HCG، ويتم تصنيف الحمل على إنه منتبذ في حال كان مستوى هرمون الحمل هذا يزيد عن 1.500 ملليلمتر/ ملليلتر.

علاج حالات الحمل خارج الرحم

عندما تعرف الطبيب المعالج إلى كل تفاصيل تجربتي مع الحمل خارج الرحم أخبرني أن هذه المشكلة يتم علاجها من خلال إحدى الطرق الآتية:

استئصال قنوات فالوب

يلجأ الأطباء إلى إزالة جزء من قناة فالوب أو ربما إزالتها كليًا في حالة تعرضها إلى التمزق وحدوث نزيف شديد، ويتم اتخاذ هذا الإجراء لإيقاف النزيف بشكل مباشر.

إجراء جراحة بالمنظار

يتم في هذه الحالة تخدير المرأة بشكل كامل من أجل استخدام منظار البطن بهدف إزالة الحمل المنتبذ إلى خارج الرحم، بالإضافة إلى إصلاح ما أتلف من قناة فالوب أو إزالتها تمامًا، أما في حال فشل المنظار البطني في إزالة الحمل خارج الرحم فيتم إخضاع المرأة إلى نوع آخر من الجراحات يطلق عليها اسم الاستكشاف البطني.

اقرأ أيضًا: أسباب تأخر ظهور هرمون الحمل

استخدام دواء ميثوتريكسيت

تجربتي مع الحمل خارج الرحم

إن هذا العقار هو عبارة عن حقنة يتم ضربها في العضل من أجل إنهاء الحمل، وذلك يتم عن طريق عمل هذا الدواء على توقيف نمو الخلايا المشيمية، وبمجرد أن يبدأ هذا الدواء في العمل تبدأ المرأة في الشعور بألم في منطقة البطن أو الشعور بالتشنجات والغثيان والقيء أو الإسهال الحاد، وبعدها يتم عمل تحليل للدم للكشف عن مدى تراجع نسبة هرمون الحمل ويستغرق هذا الأمر بعض الأسابيع حتى يتلاشى هرمون الحمل من الجسم.

من خلال مروري بالكثير في تجربتي مع الحمل خارج الرحم عرفت أنني في حاجة إلى مدة لا تقل عن الثلاثة أشهر، من أجل المحاولة في الحصول على حمل جديد.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا