هل تحرم الزوجة على زوجها إذا جامعها من الخلف

هل تحرم الزوجة على زوجها إذا جامعها من الخلف وما هي أضرار الجماع في ذلك الموضع فهناك العديد من الأسئلة الشائكة التي من شأنها أن تدور حول ذلك الأمر، لذا ومن خلال موقع شقاوة أردنا أن نسلط الضوء عليه من أجل التعرف على إجابات تلك الأسئلة حتى ننعم بالحياة الزوجية السعيدة دون الوقوع في المحرمات.

هل تحرم الزوجة على زوجها إذا جامعها من الخلف

قال الله تعالى في سورة الروم الآية رقم 21:

وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ” فالزواج أمر مقدس لم يتم من أجل ممارسة العلاقة الحميمة فحسب، وعلى الرغم من نها ركن أساسي في الزواج، إلا أنه هناك العديد من الأركان الأخرى التي يجب أن نلتفت إليها وإلا أنسقنا وراء الشهوات فما كان منا سوى ارتكاب الكثير من الذنوب والمعاصي.

لذا على المؤمن أن يعلم أنه هناك الكثير من الأمور التي حرمها الله عز وجل في العلاقة الحميمة، فقد قال جل في علاه في في سورة البقرة الآية رقم 223:” نِسَاؤُكُمْ حَرْثٌ لَّكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنَّىٰ شِئْتُمْ ۖ وَقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّكُم مُّلَاقُوهُ ۗ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ“.

أي أنه من الممكن للرجل أن يقضي من زوجته وطرًا، وأن يستمتع بها كيفما شاء، لكن مع الابتعاد عن المحرمات، ولعل أهم تلك المحرمات هو إتيان المرأة في الدبر اقتداء بأفعال قوم لوط، والذيم ذكرهم الله عز وجل في محكم التنزيل في سورة الأعراف الآية رقم 80:

وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ“.

كذلك قال الله رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عبد الله بن عمر: “لا ينظرُ اللهُ إلى رجلٍ أتى رجلًا أو امرأةً في الدَّبُرِ”.

فمن خلال ما سبق يتأكد لنا حرمانية الأمر وأنه يجب الابتعاد عنه بشكل قطعي، إلا أنه لم يرد في الكتاب أو السنة المطهرة أنه هناك ما يحرم الزوجة على زوجها، كونهم قد مارسوا العلاقة الحميمية على ذلك النحو سواء مرة واحدة أو عدة مرات.

بذلك نكون قد أجبنا على سؤال هل تحرم الزوجة على زوجها إذا جامعها من الخلف.

اقرأ أيضًا: ألم بالجماع أيام التبويض

شروط التوبة من إثم الجماع في الدبر

على الرغم من أن الله عز وجل لم يحرم المرأة على زوجها إن قاما بممارسة هذا الأمر، إلا أنه يجب عليهما أن يتوبا من هذا الإثم المبين، فهو أمر ليس بهين على الإطلاق، وله العديد من الأضرار التي سنتعرف عليها فيما بعد.

إلا أن باب التوبة لا يغلق أبدًا مهما كان الذنب، فقد قال الله عز وجل في محكم التنزيل في سورة الزمر الآية 53:

قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ“.

لذا ومن خلال ما يلي سوف نتعرف على خطوات التوبة النصوح التي من الضروري أن يقوما بها، والتي تم تلخيصها في عدة نقاط من الممكن أن نتعرف عليها هبر السطور التالية:

1- إخلاص النية لله

إن الله عز وجل إن رأى أن العبد من شأنه أن يقبل عليه من رغبة في رضاءه، فإن الله جل في علاه لا يتركه مهما كان الإثم مبينًا.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي ذر الغفاري نقلًا عن الله الله عز وجل في الحديث القدسي:

يقولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: مَن جَاءَ بالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَأَزِيدُ، وَمَن جَاءَ بالسَّيِّئَةِ فَجَزَاؤُهُ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا، أَوْ أَغْفِرُ وَمَن تَقَرَّبَ مِنِّي شِبْرًا تَقَرَّبْتُ منه ذِرَاعًا، وَمَن تَقَرَّبَ مِنِّي ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ منه بَاعًا، وَمَن أَتَانِي يَمْشِي أَتَيْتُهُ هَرْوَلَةً، وَمَن لَقِيَنِي بقُرَابِ الأرْضِ خَطِيئَةً لا يُشْرِكُ بي شيئًا لَقِيتُهُ بمِثْلِهَا مَغْفِرَةً. وفي روايةٍ: بهذا الإسْنَادِ نَحْوَهُ، غيرَ أنَّهُ قالَ: فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا، أَوْ أَزِيدُ” (صحيح).

لذا على الزوجين في بداية الأمر أن يحسنا الظن بالله عز وجل، وأن يقبلا عليه بنية سليمة حتى يتقبل الله توبتهما، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية عمر بن الخطاب:

إنما الأعمالُ بالنيَّاتِ ولكلِّ امرئٍ ما نوى فمن كانت هجرتُه إلى اللهِ وإلى رسولِه فهجرتُه إلى اللهِ وإلى رسولِه ومن كانت هجرتُه لدنيا يُصيبُها أو امرأةٍ يتزوَّجُها فهجرتُه إلى ما هاجرَ إليهِ” (صحيح).

كذلك إخلاص النية لله عز وجل بعدم العودة إلى ذلك الأمر المحرم مجددًا، والذي ومن شأنه أن يكون سببًا في هدم بيت المسلم، حيث ينزع الله بركته ويحل سخطه كونهم لم يستحوا من الله عز وجل واخذوا يفعلون ما حرم الله في العلاقة التي أحلها جل في علاه.

أما عن الإخلاص في النية، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة:

إنَّ أوَّلَ النَّاسِ يُقْضَى يَومَ القِيامَةِ عليه رَجُلٌ اسْتُشْهِدَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها قالَ: قاتَلْتُ فِيكَ حتَّى اسْتُشْهِدْتُ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ قاتَلْتَ لأَنْ يُقالَ: جَرِيءٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَجُلٌ تَعَلَّمَ العِلْمَ، وعَلَّمَهُ وقَرَأَ القُرْآنَ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها قالَ: تَعَلَّمْتُ العِلْمَ، وعَلَّمْتُهُ وقَرَأْتُ فِيكَ القُرْآنَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ تَعَلَّمْتَ العِلْمَ لِيُقالَ: عالِمٌ، وقَرَأْتَ القُرْآنَ لِيُقالَ: هو قارِئٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ حتَّى أُلْقِيَ في النَّارِ، ورَجُلٌ وسَّعَ اللَّهُ عليه، وأَعْطاهُ مِن أصْنافِ المالِ كُلِّهِ، فَأُتِيَ به فَعَرَّفَهُ نِعَمَهُ فَعَرَفَها، قالَ: فَما عَمِلْتَ فيها قالَ: ما تَرَكْتُ مِن سَبِيلٍ تُحِبُّ أنْ يُنْفَقَ فيها إلَّا أنْفَقْتُ فيها لَكَ، قالَ: كَذَبْتَ، ولَكِنَّكَ فَعَلْتَ لِيُقالَ: هو جَوادٌ، فقَدْ قيلَ، ثُمَّ أُمِرَ به فَسُحِبَ علَى وجْهِهِ، ثُمَّ أُلْقِيَ في النَّارِ“.

فعندما يخلص المسلم لله وحده في التوبة عن ذنب ما، يقف الله جل وعلاه إلى جواره من أجل عدم العودة إليه مرة أخرى.

2- الندم على الإثم

في سياق التعرف على الجواب الصحيح على سؤال هل تحرم الزوجة على زوجها إذا جامعها من الخلف، حري بالمسلم أن يعلم حجم الإثم الذي قام به، والندم عليه ندمًا شديدًا، فإن النفس التي تلوم صاحبها عند معصيتها لله عز وجل قد أقسم الله تعالى بها في محكم التنزيل في سورة القيامة حين قال:

وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ” الآية رقم 2.

3- التوقف عن الذنب بشكل نهائي

يجب أن يعقد الرجل وزوجته النية على عدم العودة للذنب مهما حدث، وأن يكونا العون لبعضهما على ذلك، حتى يقبل الله عز وجل توبتهما، ويغفر لهما الذنب.

كذلك عليهما الاستغفار بشكل دائم وإخراج الكثير من الصدقات بنية أن يقبل الله عز وجل توبتهما.

4- التوبة قبل اقتراب الأجل

من الضروري أن نسلط الضوء على ذلك الأمر من خلال الجواب على سؤال هل تحرم الزوجة على زوجها إذا جامعها من الخلف، حيث إنه هناك الكثير من المسلمين يعملون على تأجيل التوبة كما لو أنهم يعلمون متى يحين الأجل.

ففي ذلك الأمر حرمانية بالغة، فعندما يعرف المسلم أن الأمر الذي يقوم به قد حرمه الله عز وجل كأمر الجماع في الدبر، حتى وإن لم يكن سبب لتحريم الزوجة على الزوج، كما تعرفنا أثناء الجواب على سؤال هل تحرم الزوجة على زوجها إذا جامعها من الخلف.

إلا أنه على المسلم أن يتوب هو وزوجته على الفور، فقد قال الله عز وجل في سورة النساء الآيتين رقم 17، 18:

” إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللَّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُولَٰئِكَ يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا * وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّىٰ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الْآنَ وَلَا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفَّارٌ ۚ أُولَٰئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا”.

عندما يقوم المسلم بتلك الشروط فإنه يكون قد تاب إلى الله عز وجل من أمر الجماع من الموضع الذي حرمه الله تعالى، وعليه أن يدعو الله أن يثبته على ذلك حتى لا يقع في ذلك الإثم مجددًا.

اقرأ أيضًا: أنواع المشاكل الزوجية وحلولها

أضرار الجماع من الخلف

بعد أن تعرفنا على خطوات التوبة النصوح من الممارسات الحميمية التي تتم على هذا النحو، وبعد أن أجبنا على سؤال هل تحرم الزوجة على زوجها إذا جامعها من الخلف، نجد أن الله عز وجل ما ليحرم شيء إلا كونه يلحق الضرر بالنفس البشرية، حيث إن للعلاقة الشرجية الكثير من الأضرار الجسمانية، والتي تشكلت على النحو التالي:

1- الإصابة بالشرخ الشرجي

عندما خلق الله عز وجل جسم الإنسان جعل فتحة الشرخ مهيئة لخروج الفضلات، أي أن المكان غير نعد لدخول العضو الذكري، لذا فإنه عند ممارسة العلاقة الجنسية على ذلك النحو، فإنه من الممكن أن تصاب المرأة بالشرخ أو البواسير، وهما من الإصابات التي تأخذ الوقت الطويل في المعالجة.

2- احتمالية الإصابة بالإيدز

بعد أن تأكدنا من جواب سؤال هل تحرم الزوجة على زوجها إذا جامعها من الخلف، وفي إطار التعرف على الأضرار التي من الممكن أن يحصدها الرجل والمرأة جراء تلك الممارسة، فإنه من الممكن أن يصاب كل منهما بالإيدز، وهو من الأمراض الجنسية التي تتسبب في تلف الجهاز المناعي.

حيث إن المنطقة الشرجية تحتوي على الكثير من الفيروسات والميكروبات التي من شأنها أن تنتقل إلى القضيب الذكري، وكذلك من الممكن أن ينتقل المرض من الرجل إلى المرأة بشكل أسرع وأكثر تأثيرًا من خلال الممارسة على تلك الوتيرة.

3- الإصابة بالأمراض المعدية

من الممكن أن يصاب الرجل أو المرأة بالعديد من الأمراض المعدية التي من شأنها أن تنتقل عن طريق تلك الممارسة، حيث تتمثل تلك الأمراض فيما يلي:

  • التهاب الكبد الوبائي بنوعيه ب، ج.
  • الإصابة بالسالمونيلا.
  • الأمراض التي من شأنها أن تنتقل عن طريق البراز مثل الإشريكية القولونية.

4- الإصابة بالأمراض المنقولة جنسيًا

هناك العديد من الأمراض المنقولة جنسيًا التي من الممكن أن تنتقل عن طريق تلك الممارسة، والتي تتمثل فيما يلي:

  • الهربس بدرجاته.
  • داء السيلان.
  • مرض الزهري.
  • داء الكيلاميديا.

المحرمات في العلاقة الزوجية

بعد أن تعرفنا على الأضرار التي يخلفها الجماع في الدبر، لنتأكد من أن الله عز وجل لم يحرم المسلم أمرًا إلا لأنه يعلم أنه من شأنه أن يلحق به الضرر، وذلك في إطار التأكد من جواب سؤال هل تحرم الزوجة على زوجها إذا جامعها من الخلف، نجد أنه هناك أمرين من شأنهما أن يكونا محرمين في العلاقة الزوجية بخلاف الجماع في الدبر.

لذا كان من الضروري أن نسلط عليهما الضوء أيضًا منعًا للمسلم من الوقوع في أي منهما، فديننا الحنيف دين الوضوح، حيث يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:

الحلالُ بيِّنٌ والحرامُ بيِّنٌ وبينَهُما مشتَبِهاتٌ لا يعلمُها كثيرٌ منَ النَّاسِ فمنِ اتَّقى الشُّبُهاتِ استبرَأ لدينِهِ وعِرضِهِ ومن وقعَ في الشُّبُهاتِ وقعَ في الحرامِ كالرَّاعي حولَ الحِمى يوشِكُ أن يرتَعَ فيهِ ألا وإنَّ لِكُلِّ ملِكٍ حِمَى ألا وإنَّ حِمَى اللَّهِ محارمُهُ ألا وإنَّ في الجسَدِ مُضغةً إذا صلُحَتْ صلُحَ الجسَدُ كلُّهُ وإذا فسَدَت فسَدَ الجسَدُ كلُّهُ ألا وَهيَ القَلبُ” (صحيح) رواه النعمان بن البشير.

لذا ومن خلال ما يلي سوف نتناول الأمور التي حرمها الله عز وجل في الكتاب والسنة النبوية المطهرة، حيث أتى كلا الأمرين على النحو التالي:

1- ممارسة العلاقة الحميمة في نهار رمضان

يقول الله عز وجل في محكم التنزيل في سورة البقرة الآية 187:

أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَىٰ نِسَائِكُمْ ۚ هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ ۗ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أَنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنكُمْ ۖ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ ۚ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّىٰ يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ۖ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ ۚ وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ ۗ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَقْرَبُوهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ“.
فمثلما حرم الله عز وجل على المسلم أن يتناول الطعام والشراب في نهار رمضان، فإنه حرم عليه أن يطأ زوجته إلى أن يفطر، ومن يقع في ذلك الإثم فإن عليه أن يكفر عن الأمر، ذلك من خلال عتق رقبة أو إطعام 60 مسكين أو الصيام لمدة شهرين متتابعين، على أن يكون ذلك عن المرة الواحدة التي يقوم فيها الزوجين بذلك.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية أبي هريرة:

عن رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمثلِه، يعني حديثَ: أنَّ رَجُلًا قال: يا رسولَ اللهِ، إنِّي وَقَعتُ بأَهْلي في رَمَضانَ، قال: أعتِقْ رَقَبةً، قال: ما أجِدُها يا رسولَ اللهِ، قال: فصُمْ شَهرَينِ مُتَتابعَينِ، قال: ما أستطيعُ، قال: فأطعِمْ سِتِّينَ مِسكينًا، قال: ما أجِدُه يا رسولَ اللهِ، قال: فأُتِيَ النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بمِكتَلٍ فيه قَدْرُ خَمسةَ عَشَرَ صاعًا تَمرًا، قال: فخُذْ هذا، فتصدَّقْ به، قال: على أحوَجَ مِنِّي وأهْلِ بَيتي، قال: فكُلْه أنتَ وأهْلُ بَيتِكَ، وصُمْ يومًا مكانَه، واستغفِرِ اللهَ عزَّ وجلَّ” (صحيح).

لذا على المسلم أن يعظم شعائر الله عز وجل ولا يستهين بها مهما كلفه الأمر، فلا يقول في قرارة نفسه أنه طالما هناك بابًا للتوبة فمن شأنه أن يقوم بأي من المعاصي، فإنه في تلك الحالة يخسر رحمة الله عز وجل به.

اقرأ أيضًا: ماذا يحدث للمرأة إذا جامعها الرجل أثناء الدورة الشهرية

2- الجماع في الحيض أو النفاس

يقول الله تعالى في سورة البقرة الآية رقم 222:” وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ ۖ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ ۖ وَلَا تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّىٰ يَطْهُرْنَ ۖ فَإِذَا تَطَهَّرْنَ فَأْتُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ أَمَرَكُمُ اللَّهُ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ“.

فالمرأة من شأنها أن تتعرض إلى العادة الشهرية، وعليها في تلك الحالة التوقف عن ممارسو العلاقة الحميمة حتى وإن كان الرجل يقوم باستعمال الواقي الذكري، حيث إنه في تلك الحالة يكون الأمر مجرد تحايل على الدين، وعلى المسلم في أن يكون ممتثلًا لأمر الله عز وجل وليعلم أنه قد منع ذلك حفاظًا عليه من الأضرار.

فكما وجدنا في سياق التحدث عن الإجابة المثالية لسؤال هل تحرم الزوجة على زوجها إذا جامعها من الخلف، أن الله عز وجل لم يمنع المسلم من أمر ما إلا وكان سببًا في ضرره.

كذلك على المرأة أن تتيقن من أنها قد انتهت من أيام الدورة الشهرية قبل الشروع في ممارسة الجماع على النحو الصحيح، كذلك عليها أن تنتظر التخلص من الاستحاضة تجنبًا للمخاطر الصحية، إلا أنه ممارسة العلاقة الحميمية في تلك الفترة لا تحمل المسلم الوزر، على أن تكون تلك الممارسة بعد اغتسال الزوجة.

أما عن علامة الاستحاضة، فقد جاءت في حديث رسول الله صلة الله عليه وسلم حيث قال:” دمُ الحيضِ أسودُ خاثِرٌ تعلوهُ حُمرةٌ ودمُ الاستحاضةِ أصفرُ رقيقٌ وفي لفظٍ لهُ دمُ الحيضِ لا يكونُ إلَّا دمًا أسودَ عبيطًا تعلوهُ حمرةٌ ودمُ المستحاضةِ رقيقٌ تعلوهُ صفرةٌ”.

أما عن النفاس، فهي الفترة التي تلي الولادة مباشرة وعلى المسلم ألا يباشر فيها زوجته، وتستمر حوالي 40 يوم يخرج فيها دم الولادة من أجل تنظيف الرحم.

فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في رواية معاذ بن جبل:

” لا حيضَ دونَ ثلاثةِ أيامٍ، ولا حيضَ فوقَ عشرةِ أيامٍ: فما زاد على ذلك فهي مُستحاضةٌ، تتوضأُ لكلِّ صلاةٍ، إلا أيامَ أقرائِها، ولا نفاسَ دون أسبوعَين، ولا نفاسَ فوقَ أربعينَ يومًا، فإن رأتِ النُّفَساءُ الطهرَ دون الأربعِين صامَتْ وصلَّتْ، ولا يأتيها زوجُها إلا بعد الأربعِينَ”.

لذا على المسلم ألا يجامع زوجته في أولئك المواضع حتى وإن لم يحرم الله عليه زوجته نتيجة القيام بذلك، وليعلم المسلم أنه حين يعظم شعائر الله عز وجل، فإن ذلك من تقوى قلبه كما جاء في محكم التنزيل.

على المسلم ألا يستهين بأمر الجماع في الدبر، حتى وإن كان لا يحرم زوجته عليه كما رأينا في الجواب على سؤال هل تحرم الزوجة على زوجها إذا جامعها من الخلف.

اترك تعليقا