هل يجوز التحدث عن العلاقة الزوجية

هل يجوز التحدث عن العلاقة الزوجية وما هو دليل حكم التحدث عن العلاقة الزوجية فإن الحديث عن الأمور التي تحدث بين الأزواج من الأمور التي يسعى إلى معرفتها أفراد العائلة بغرض النصح أو الفضول.

أو يتم الحديث فيها مع الأصدقاء أو المتخصصين النفسيين للحصول على النصيحة، لذا سوف نتطرق إلى توضيح إجابة سؤال هل يجوز التحدث عن العلاقة الزوجية من خلال موقع شقاوة.

هل يجوز التحدث عن العلاقة الزوجية

الإسلام هو دين التسامح والمغفرة، فقد وضع الله تعالى الحدود التي تخص تعامل الزوجين مع بعضهما البعض في المنزل أو خارجه، واللاتي تختلفن عن بعضهما البعض، من ضمن الحدود التي وضعها لله تعالى للزوجين هي حسن المعاشرة والاستمتاع الذي يجب أن يكون في حدود معرفة الرجل وامرأته فقط.

حيث قد أشاد فقهاء دار الإفتاء ردًا على سؤال هل يجوز التحدث عن العلاقة الزوجية، بأن الله تعالى قد حرّم في الإسلام أن يتم إفشاء أي أمر يتعلق بالعلاقة الزوجية أو ما يحدث بين الرجل وامرأته، وذلك لما فيه من حفظ لحدود الله، وعدم فعله يجعل الشخص آثمًا.

فقد جعل الله تعالى العلاقة الزوجية وطيدة ومقدسة، لدرجة أنه لا يجب أن يمكن معرفة أية أمر بين الزوجين يخص العلاقة الحميمة، وأحاطها برباط قوي وحصين، ولا يجب الاستهانة بها.

اقرأ أيضًا: تأثير هجر الزوج لزوجته في الفراش

حكم التحدث عن العلاقة الزوجية بهدف النصيحة

من ضمن الأمور الجديرة بالذكر أثناء الحديث في إجابة سؤال هل يجوز التحدث عن العلاقة الزوجية، هي أنه يحدث تلك الأيام أن تضطر المرأة للحديث عن العلاقة الزوجية والكشف عما يحدث فيها بينها وبين زوجها مع الأصدقاء الفتيات أو الأم، بهدف أخذ نصيحة تجعل زوجها يحبها أكثر أو توطد من علاقتها به وتزيد الود.

بهذا الصدد قد أوضح فقهاء الدين أنه لا يجوز أخذ النصيحة من الغير في العلاقة الزوجية الخاصة بالرجل والمرأة، حيث قد حرّم الله تعالى نشر الأسرار الخاصة بالرجل وامرأته لأية مخلوق آخر غيرهما.

فعلاقة الرجل بالمرأة هي اتصال روحاني أكثر ما هو جسدي، وهو ما لا يمكن لأي شخص آخر من الأقارب أو الأصدقاء فهمه أو استيعابه، واحترام الأسرار الخاصة بالعلاقة الحميمية، هي أول العوامل التي تساهم في زيادة الود والاحترام بين المرأة وزوجها.

كما أن على المرأة العلم أن إفشاء سر العلاقة الزوجية من الأمور التي تعد من خيانة الأمانة، وتندرج ضمن الأفعال التي لا تتفق مع الدين الإسلامي، فديننا يقوّم العلاقات بحفظ الأسرار وصيانة الأمانة لأصحابها، وصيانة أسرار العلاقة الزوجية أولى لكل منهم.

حكم الثقافة الجنسية من الكتب

تعد الثقافة الجنسية من الأمور التي لا بأس بها بين الأزواج، فإن قام أحد الزوجين بالاطّلاع على الكتب التي تساعد في التثقيف الجنسي للمرأة أو الرجل بشكل علمي وجاد.

من الأمور الجائزة في الإسلام وغير محرّمة، شرط أن تكون تلك الكتب بعيدة كل البعد عن الإثارة أو زيادة الرغبة أو وجود صور تخدش للحياء أو تنشر الفتنة.

هل إفشاء سر العلاقة الحميمية من الكبائر

إكمالًا للإجابة عن سؤال هل يجوز التحدث عن العلاقة الزوجية، نتطرق إلى عرض شق هام قد أوضحه فقهاء دار الإفتاء، وهو أن إفشاء سر العلاقة الزوجية مع الأهل أو الأصدقاء من الأمور التي تعد من الكبائر، ومن يفعلها حتى بعد علمه فهو آثم، أما من علم حكم الشرع وتاب عن ذلك الأمر فالله تعالى غفور رحيم.

كما أن الشيخ ابن حجر الهيتمي والشيخ ابن علّان والشيخ الإمام ابن القيم وغيرهم من الفقهاء والشيوخ الكبيرة، قد أجمعوا على أن نشر الأفعال التي تخص العلاقة الزوجية خارج المنزل من الكبائر.

فقد قال الشيخ الهيتمي في كتاب “الزواجر عن اقتراف الكبائر“: “الْكَبِيرَةُ الثَّالِثَةُ وَالرَّابِعَةُ وَالسِّتُّونَ بَعْدَ الْمِائَتَيْنِ: إفْشَاءُ الرَّجُلِ سِرَّ زَوْجَتِهِ وَهِيَ سِرَّهُ بِأَنْ تَذْكُرَ مَا يَقَعُ بَيْنَهُمَا مِنْ تَفَاصِيلِ الْجِمَاعِ وَنَحْوِهَا مِمَّا يَخْفَى”.

حكم الحديث عن العلاقة الزوجية في السيرة النبوية

تعد السنة النبوية هي العامل الأساسي الذي يأخذ به العبد المسلم في أمور دنياه ودينه، ومن يتمسك بها فلا يمكن أن يخطئ بأمر الله تعالى، فعن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ أن الرسول عليه الصلاة والسلام ـ قال: إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا” [حديث صحيح مسلم].

يوضح الحديث أن ما يحدث في بيت المسلم لا يجب أن يُفشى سره للناس سواء من الأقارب أو الأصدقاء، فقد نصحنا نبينا عليه الصلاة وأفضل السلام، وحذرنا من إفشاء سر العلاقة الزوجية فمن يفعل ذلك لا يرضى الله تعالى عنه.

اقرأ أيضًا: ماذا يحدث للجنين أثناء العلاقة الزوجية

مساوئ الحديث عن العلاقة الزوجية على الزوجين

بعد التعرف على إجابة سؤال هل يجوز التحدث عن العلاقة الزوجية، نتطرق إلى ذكر الحكمة من حكم الشرع في ذلك الأمر فالله تعالى رؤوف بعباده ولم يحرّم شيء سوى لحكمة وحده يعلمها.

فلم ينهى الإنسان عن فعل أمر ما إلا وكان فيه شر له وسوء، وهو ما يظهر على البيوت التي يتم إفشاء سر علاقتها الزوجية للأقارب، أو الأصدقاء في جلسات التسامر.

حيث يسبب ذلك الأمر الوقع النفسي السيئ على الرجل والمرأة وعلى نظرة الناس لهم، وفيما يلي إليك أضرار إفشاء سر العلاقة الزوجية:

  • يسبب إفشاء سر العلاقات الزوجية في تغير نظرة الناس إلى الرجل أو المرأة، حيث إنها من الأمور الخاصة بهما فقط، ومعرفة الغير بها قد يتسبب في الاشمئزاز أو الاستهزاء وهو ما لن يرضاه أحد الأزواج على نفسه.
  • يعد إفشاء سر العلاقة الزوجية أحد أسباب الخيانة الزوجية وتفشيها، حيث إن معرفة الأمور التي تحدث بين الأزواج قد تفتن المرأة بزوج صديقتها أو العكس، والوقوع فيما يحرّمه دين الإسلام.
  • يمكن لإفشاء العلاقة الزوجية بث المشاكل بين أفراد العائلة وأحد الزوجين، بسبب ما يقوم به أحد الأزواج من أمور تغضب الأهل أو يرونها غير لائقة.
  • إفشاء العلاقة الزوجية من الأمور التي تسبب قلة الثقة بالنفس، فتلك الجلسات لا تكون محتوية سوى على الاستهزاء أو الكذب، مما يجعل الرجل أو المرأة يشعر بأنه غير قادر على إسعاد شريكه.
  • معرفة أحد الأزواج أن سر العلاقة الزوجية يعرفه أحد آخر غير شريك الحياة، من الأمور التي تسبب قلة ثقة الشخص في شريكه، والتسبب له الخجل والإحراج من الذين عرفوا بالأمر.
  • إن علم الزوج أو الزوجة إن سر العلاقة الزوجية يتم إفشاؤه من قبل شريك حياته، فتلك من الأمور التي قد تسبب تشوه العلاقة الزوجية بينهما، وعدم معرفة أي منهما بأسرار الآخر.
  • الحديث عن العلاقة الزوجية بين الأشخاص من الأمور التي لها تأثير سلبي على النفس كبير، حيث إنها تتسبب في إزالة الحياء وفقدان القلب لقوته والوقوع في ارتكاب الأفعال المحرمة.

نصائح التمكن من عدم التحدث عن العلاقة الزوجية

بعد الإلمام بإجابة سؤال هل يجوز التحدث عن العلاقة الزوجية، فهناك بعض الأمور التي إن نظر إليها الزوجين قبل التطرق إلى ذكر الأمور الخاصة بالعلاقة الزوجية مع أي من الأهل أو الأصدقاء، تجعلهما يعظمان من شأنها ويصمتان عن ذكر مثل تلك الأمور، وتتمثل تلك الأمور في النقاط التالية:

1ـ مراعاة خصوصية العلاقة الزوجية

من ضمن الأمور التي يجب على المرأة أن تنتبه لها قبل التطرق للحديث عن علاقتها الزوجية مع الأهل أو الأصدقاء، هي الخصوصية التي تربط بينها وبين زوجها، فهما شريكان في بيت واحد ويرى بعضهما كل يوم، مما يجعل بينهما العديد من المواقف.

التي لا يمكن أن يعلم مدى جمالها أو صعوبتها غيرهما هما الاثنان، لذا يجب الحفاظ عليها وتجنب تشويه صورة الزوج أو الزوجة بالحديث عما يفعله في علاقته الزوجية، أو توضيح مدى جمالها، فتلك النظرة يجب أن تكون بين الأزواج فقط؛ حتى لا تثير الفتنة على الأقل.

2ـ التوقف عن المقارنة من أسباب نجاح العلاقة الزوجية

الزواج هو ميثاق غليظ في حياة كل من الرجل والمرأة، وتعد العلاقة الحميمية مميزة بين كل زوجين وهو ما يجعلها أمر غير قابل للمقارنة مع أية شخص آخر.

لذا يجب إزالة فكرة المقارنة من العقل للتوقف عن السؤال أو الجلوس في جلسات التسامر عن العلاقات الزوجية؛ لأنها من الأمور التي قد تسبب قلة الثقة في النفس كذلك، وكره الزوج لزوجته أو العكس.

3ـ استشارة المتخصصين لعلاج مشكلة الحديث عن العلاقة الزوجية

الشخص السوي في الغالب لا يمكنه التحدث عن علاقته الزوجية مع أشخاص غير الطرف الآخر من العلاقة، وفي بعض الأحيان يكون الأمر نابع عن وجود مشكلة ما نفسية لدى الزوج أو الزوجة؛ لذا في تلك الحالة يُنصح بأن يتم طلب النصيحة من أحد المتخصصين لحل تلك المشكلة.

اقرأ أيضًا: أضرار العلاقة الزوجية أثناء الحمل في الشهور الأولى

4ـ النظر إلى الواقع للتوقف عن الحديث عن العلاقة الزوجية

أحد أهم الأمور التي تساهم في القدرة على التوقف عن الحديث بالعلاقة الزوجية مع العائلة الأصدقاء، هي التوقف عن مشاهدة الأفلام الإباحية أو قراءة القصص وسماعها من الأشخاص الآخرين التي تزيد من سقف طموح الطرف في علاقته بالطرف الآخر.

حيث إن تلك المشاهد التي يراها ويتخيلها الرائي تجعله يبحث عن الكمال في علاقته الزوجية، بالنظر إلى علاقات الناس، والجدير بالذكر أن أغلب الأقوال التي تكون موجودة في مثل تلك الجلسات تكون من محض الخيال، ولا يجب تصديق أن تلك هي العلاقات الحقيقية الفعلية للأصدقاء.

لا يجوز إفشاء سر العلاقة الزوجية الخاصة بالرجل والمرأة مع أي شخص، ومن فعل ذلك فعليه التوبة والله تعالى غفور رحيم، ويجب ألا يتم تكرار الأمر والحفاظ على خصوصية الزواج التي تزيد من المودة والبركة في المنزل.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا