هل يجوز إعطاء الزكاة للوالدين والأخوة

هل يجوز إعطاء الزكاة للوالدين والأخوة وما هو حكم الدين في ذلك مصارف أو مخارج الذكاة عديدة، وقد تكاثرت فيها الأقوال على الرغم من كون الله تعالى قد وضع لها حدًا في كتابه الكريم، وعلى الرغم من ذلك ما زال بعض الناس يسأل هل يجوز إعطاء هذه الزكاة للوالدين والأخوة، وهذا ما سنعرضه لكم من خلال موقع شقاوة.

هل يجوز إعطاء الزكاة للوالدين والأخوة

من خلال حديثنا حول إجابة سؤال هل يجوز إعطاء الزكاة للوالدين والأخوة، في حقيقة الأمر لا يوجد أي دليل قاطع في القرآن الكريم أو في الحديث الشريف على إعطاء الزكاة للوالدين، ولكن رجح أغلب علماء الفقه والشريعة الإسلامية على أن هذه الزكاة تجوب في حالة عدم إرغام الشخص على دفع زكاة ماله لوالديه.

حيث يقول ابن قدامة: قال ابن المنذر: “أجمع أهل العلم على أن الزكاة لا يجوز دفعها إلى الوالدين في الحال التي يجبر الدافع إليهم على النفقة عليهم ولأن دفع زكاته إليهم تغنيهم عن نفقته وتسقطها عنه ويعود نفعها إليه، فكأنه دفعها إلى نفسه فلم تجز، كما لو قضى بها دينه“.

فيؤكد هنا الشيخ ابن المنذر أن أهل العلم قد أجمعوا على أن الزكاة تكون جائزة في حالة عدم إرغام الشخص على دفعها لوالديه، ولكن في حالة كان الوالدين بحاجة إلى المال بالفعل ولم يطلبوا من الشخص أن يعطيهم زكاة أو مال عامةً فيحق للأبن أو الأبنة الأغنياء أو القادرين أن يعطوا زكاة أموالهم أو أي زكاة كانوا سوف يخرجونها لشخص آخر إلى الوالدين.

حيث تكون في هذه الحالة الوالدين أولى من أي شخص آخر كان الأبن أو الأبنة سوف يعطونه الزكاة، ولكن يجب توافر الشرط الذي ذكرناه في الفقرات السابقة وهو ألا يتم ارغام الابن على إعطاء الوالدين هذه الزكاة.

من الجدير بالذكر أنه من الواجب في حالة كون الأبن والابنة مقتدرين على الإنفاق على الوادين، فيكون هذا الأمر من أصح الأمور الذي لا بد على الشخص أن يفعلها، ولكن في حالة إذ لم يكن الفرد قادر على الإنفاق على والديه، فينزاح من عليه هذا الواجب، حيث يقول ابن قاسم في هذا الأمر:

” في حاشية الروض قال شيخ الإسلام: يجوز دفع الزكاة إلى الوالدين والولد، إذا كانوا فقراء وهو عاجز عن الإنفاق عليهم، وهو أحد القولين في مذهب أحمد، ويشهد له العمومات”.

فيقول هذا الشيخ أو الأمام في هذا الأمر على وجوب إعطاء الوالدين الزكاة في حالة إذا كانوا فقراء ولم يستطع الأبن أن ينفق عليهم، ففي حالة رغبته في إخراج الزكاة الخاصة به فيكون من باب أولى أن يقوم بإخراجها لوالدية، ولكنه أيضًا يؤكد على عدم إرغام الشخص على إعطاء الزكاة للوالدين.

اقرأ أيضًا: هل على الجنين زكاة فطر

حكم الدين في إعطاء الزكاة للإخوة

في إطار حديثنا حول إجابة سؤال هل يجوز إعطاء الزكاة للوالدين والأخوة، فعند الحديث عن حكم الدين الإسلامي في إعطاء الأخوة الزكاة، فكما سبق القول وعرضنا لكم الحديث النبوي الشريف الذي كان ينص على وجوب إعطاء الزكاة للأقربين وذي الصلة أولًا ومن ثم إذا أراد الشخص أن يخرج المزيد من الزكاة فيُمكن أن تخرجها للعامة في هذا الوقت.

لكن الأقربين والوالدين أولى بزكاتك عن غيرهم، لذلك يُمكننا أن نستدل على أن الزكاة واجبة للأخوة والوالدين أيضًا، وهذا كما اتفق عليه أهل الدين من العلماء والشيوخ، حيث يقول شيخ الإسلام:إذا كانت الأم فقيرة ولها أولاد صغار ولهم مال ونفقتها تضر بهم أعطيت من زكاتهم، وإذا كان على الولد دَيْنٌ لا وفاء له جاز أن يأخذ النفقة من زكاة أبيه في أظهر القولين في مذهب أحمد وغيره“.

فيقول هذا الشيخ في حديثه عن الزكاة، أنه من الواجب على الشخص إذا كان أهله فقراء وهو على مقدرة من أن يصرف عليهم بين الحين والآخر، فيجب عليه فعل هذا، ولكن في حالة عدم قدرته من فعل هذا، فيجب أن يخرج زكاته لهم في الحال، فهم أولى من أي شخص آخر.

بالإضافة إلى أنه يقول إذا كان للوالد دين ولم يتمكن من سداد، وكان الأبن أو الأبنة قادرة على سداد هذا الدين، فيكون من الواجب على الابن مساعدة والده في سداد هذا الدين، وكأنه رد فعل ولو قليل لكل ما فعله هذا الوالد حتى يتمكن أبنه من الوقوف على قدميه ويُصبح من الأغنياء.

لكن في حالة إذا لم يكن الأبن على قدرة كافية من سداد مبلغ هذا الدين، فيكون الحل في هذا الأمر أن يقوم بإخراج بمبلغ الزكاة المُحدد له لوالده، حتى وإن لم يكن يُسد مبلغ الدين بالكامل فيكون في هذه الحالة قد مد يد العون إلى والده.

اقرأ أيضًا: موضوع عن بر الوالدين قصير للأطفال

أقوال بعض الشيوخ الأجلاء في هذا الأمر

استكمالًا لحديثنا حول إجابة سؤال هل يجوز إعطاء الزكاة للوالدين والأخوة، فقال ابن قدامة في هذا الأمر: “ولا يعطى من الصدقة المفروضة للوالدين، وإن علوا، ولا للولد”.

فيقول في هذا الأمر أنه ليس من الواجب أن يقوم الأبن، ولكن هذه القاعدة تختلف في حالة إذا كان الوالدين يعانون من علة أو مرض أو فقر، فيكون من الواجب على الأبن من إعطاء الزكاة للوالدين أو للأخوة الذين يكونون مسؤولين من الوالدين.

سُأل ابن المنذر على إجابة سؤال هل يجوز إعطاء الزكاة للوالدين والأخوة، فقال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن الزكاة لا يجوز دفعها إلى الوالدين، في الحال التي يجبر الدافع إليهم على النفقة عليهم، ولأن دفع زكاته إليهم تغنيهم عن نفقته، وتسقطها عنه، ويعود نفعها إليه، فكأنه دفعها إلى نفسه، فلم تجز..”.

اقرأ أيضًا: قصة مصورة عن بر الوالدين للأطفال

لكن يقول ابن المنذر في هذه المقولة أن الأبن أو الشخص عامةً لا يجوب عليه أن يقوم بدفع مبلغ الزكاة إلى والدية أو اخوته الذي يقوم في العادة بالإنفاق عليهم، وذلك لأن زكاته هذه لا تكون جائزة، لأنها في هذه الحالة تكون تغنيهم عن نفقته، ويعود النفع منها عليه، فتكون في هذه الحالة غير جائزة.

عند الحديث عن الزكاة بوجه عام، فلا بد من التنويه إلى أنها من أهم أركان الإسلام، فلا بد من التأكد من إجابة هل يجوز إعطاء الزكاة للوالدين والأخوة قبل إعطائها لهم.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا