هل تحرم الزوجة على زوجها الزاني

هل تحرم الزوجة على زوجها الزاني وما هو حد الزنا على المتزوج فاحشة الزنا من كبائر المعاصي التي يعاقب الله العبد عليها في الحياة الدنيا وفي الآخرة، لما لها من أضرار جسيمة على الفرد، فقد يصاب بالأمراض، ومنها الأيدز، كما لها أضرار على المجتمع حيث إنها أدت إلى اختلاط الأنساب، لذا سنوضح إجابة سؤال هل تمتنع الزوجة عن زوجها بشيء من التفصيل من خلال موقع شقاوة.

هل تحرم الزوجة على زوجها الزاني

لا يتم تحريم الزوجة على زوجها حتى وإن كان زانيًا، ولكن يجب أن يتوب إلى الله توبة صادقة نابعة من القلب وألا يقبل على فعل هذا الإثم الكبير مرة أخرى، وأن يتقرب إلى الله بكافة العبادات والنوافل حتى يغفر الله تعالى له امتثالًا لقوله: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ) (سورة طه: الآية 82)، وامتثالًا لقوله تعالى: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُون) (سورة النور: الآية 31).

إن الزنا من الكبائر التي لا يتهاون الله تعالى في عقوبتها سواء في الدنيا أو في الآخرة حيث إن فاعلها يخلد في النار معذبًا فيها هذا لقول الله تعالى في سورة الفرقان:

{وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَٰهًا آخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ يَلْقَ أَثَامًا (68) يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا (69) إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَٰئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (70) وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا (71).

اقرأ أيضًا: هل يمكن إرجاع الزوجة بعد صدور وثيقة الطلاق البائن

حد الزنا على المتزوج

الرجل الزاني المتزوج ليكون محصن يشترط أن يكون زواجه صحيح ليس به أي خلل أو شبهات، وأن يكون لديه قدر كافي من العقل والحرية والبلوغ، فإذا توافرت به هذه الشروط، فيتم إقامة الحد عليه وهو أن يتم رجمه بالحجارة حتى أن يموت، وذلك لقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (الشيخُ والشيخَةُ إذا زنَيَا فارْجُموهُمَا ألبتَةَ بمَا قَضَيَا من اللذَةِ)، وإن لم تتوافر به كافة شروط الإحصان يتم جلده 70 جلدة.

الدليل على ذلك أيضًا رواية أبو هريرة حيث قال: (أَتَى رَجُلٌ مِنَ المُسْلِمِينَ رَسولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ وَهو في المَسْجِدِ، فَنَادَاهُ، فَقالَ: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي زَنَيْتُ، فأعْرَضَ عنْه، فَتَنَحَّى تِلْقَاءَ وَجْهِهِ، فَقالَ له: يا رَسولَ اللهِ، إنِّي زَنَيْتُ، فأعْرَضَ عنْه، حتَّى ثَنَى ذلكَ عليه أَرْبَعَ مَرَّاتٍ، فَلَمَّا شَهِدَ علَى نَفْسِهِ أَرْبَعَ شَهَادَاتٍ دَعَاهُ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ، فَقالَ: أَبِكَ جُنُونٌ قالَ: لَا، قالَ: فَهلْ أَحْصَنْتَ قالَ: نَعَمْ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ: اذْهَبُوا به فَارْجُمُوهُ. قالَ ابنُ شِهَابٍ: فأخْبَرَنِي مَن سَمِعَ جَابِرَ بنَ عبدِ اللهِ يقولُ: فَكُنْتُ فِيمَن رَجَمَهُ، فَرَجَمْنَاهُ بالمُصَلَّى، فَلَمَّا أَذْلَقَتْهُ الحِجَارَةُ هَرَبَ، فأدْرَكْنَاهُ بالحَرَّةِ، فَرَجَمْنَاهُ).

شروط إقامة حد الزنا على المتزوج

في إطار العلم بإجابة سؤال هل تحرم الزوجة على زوجها الزاني يجب أن نكون على دراية بأن هناك الكثير من الشروط التي يلتزم بها فقهاء وعلماء الدين قبل إقامة الحد على الشخص الذي ارتكب الزنا، لذا سنذكرها بشيء من التفصيل في النقاط التالية:

  • أن يكون الشخص عاقل حيث لا يمكن إقامة الحد على شخص مجنون.
  • إذا ارتكب الشخص الزنا بكامل إرادته حيث لا يمكن أن يقام عليه الحد إذا كان مجبر على فعل ذلك.
  • شرط أن يكون الشخص مسلم، فإذا كانت عقيدته غير الإسلام فلا يقام عليه الحد.
  • أن يثبت حادثة الزنا أربعة من الرجال وليس النساء، ويجب أن يكون دينهم هو الإسلام، على أن يكونوا رأوا الحادثة بأعينهم، ولا يكتفي السماع فقط بذلك، وذلك لقوله تعالى: (لَّوْلَا جَاءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَاءِ فَأُولَٰئِكَ عِندَ اللَّهِ هُمُ الْكَاذِبُونَ) (سورة النور: الآية 13).
  • يجب أن يعترف العبد بأنه ارتكب فاحشة الزنا، وهناك من قال يجب أن يعترف أربعة مرات، وهناك من رأى أن الاعتراف مرة واحدة فقط كافي لإقامة الحد على الزاني.
  • إذا قام الزاني بالاعتراف على الزانية، وقد أقرت أنها فعلت ذلك، فإنها تتعرض للعقوبة أيضًا، وإذا أنكرت ذلك، فإنه لا يقام عليها الحد.
  • على أن يكون قد ارتكب العبد الزنا مع آدمية حتى يقام عليه الحد، فإذا فعل ذلك مع بهيمة لا يتعرض لأي عقوبة.

اقرأ أيضًا: كيفية التعامل مع الزوجة في بداية الزواج

توبة الزاني المتزوج

على الزاني المتزوج أن يتوب إلى الله تعالى عن هذا الفعل السيء للغاية، فمن المفترض أن يتوجه بالشكر والحمد إلى الله بأنه جعل له زوجة وأبناء، وأنعم عليه بالاستقرار والأمان، وأن يحمد الله أن حادثة الزنا التي ارتكبها لم يعلم بها أحد، ولم يخسر زوجته أو بيته.

فعليه أن يفكر في أنه لو علم أحد لكان رُجم حتى الموت، لذلك عليه أن يستغفر الله بشكل مستمر، وأن يتصدق للفقراء والمساكين، ويتقرب إلى المولى -عز وجل- بكافة الأعمال الصالحة.

الدليل على ذلك قول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (ولَا تَزْنُوا، ولَا تَقْتُلُوا أوْلَادَكُمْ، ولَا تَأْتُوا ببُهْتَانٍ تَفْتَرُونَهُ بيْنَ أيْدِيكُمْ وأَرْجُلِكُمْ، ولَا تَعْصُونِي في مَعروفٍ، فمَن وفَى مِنكُم فأجْرُهُ علَى اللَّهِ، ومَن أصَابَ مِن ذلكَ شيئًا فَأُخِذَ به في الدُّنْيَا فَهو كَفَّارَةٌ له وطَهُورٌ، ومَن سَتَرَهُ اللَّهُ فَذلكَ إلى اللَّهِ إنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وإنْ شَاءَ غَفَرَ له).

شروط التوبة المقبولة

في ظل التعرف على إجابة سؤال هل تحرم الزوجة على زوجها الزاني ينبغي أن نعلم أن هناك العديد من الشروط التي يجب أن تتوافر بكل مسلم يريد أن يتوب عن فاحشة الزنا، وفيما يلي سنوضحها بشيء من التفصيل:

  • أن يكون العبد مخلص التوبة لوجه الله تعالى فقط، لأن الغرض منها الحصول على رضا ومغفرة وعفو الله تعالى.
  • فعل كافة الأعمال الصالحة بشكل مستمر.
  • عدم فعل هذه الفاحشة مرة أخرى لأي سبب من الأسباب.
  • أن يتوب الشخص في اللحظة التي تسبق الموت.
  • أن يكون نابع من داخل الشخص الإحساس بالحزن الشديد لما فعله.
  • أن يبتعد عن أي شخص يشجعه على ارتكاب هذه الفاحشة.

اقرأ أيضًا: أنواع المشاكل الزوجية وحلولها

أضرار زنا المتزوجين على المجتمع

هناك العديد من الأضرار التي تنتج عن زنا المتزوجين، وتؤثر على المجتمع بشكل سلبي حيث إن لها علاقة بإجابة سؤال هل تحرم الزوجة على زوجها الزاني لذا سنوضحها بشيء من التفصيل في النقاط التالية:

  • ضياع أعراض كثير من الناس بسبب تلك الفاحشة، بالإضافة إلى عدم القدرة على تحديد نسب الطفل في كثير من الأحيان.
  • تعرض كثير من الأطفال إلى الظلم، ومعاناتهم من التفكك الأسري.
  • انتشار خطيئة عدم صلة الرحم.
  • معاناة المجتمع من الفقر.
  • غياب المحبة والمودة.
  • معاناة الكثير من الناس من الأمراض سواء كانت نفسية أو جسدية.

الزنا من الفواحش الكبيرة التي يجب على كل مسلم ومسلمة الامتناع عن فعلها، والحرص على تقرب من الله تعالى باستمرار حتى يقوى المؤمن على تجنب ارتكابها.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا