تأخر الكلام عند الأطفال الذكور

تأخر الكلام عند الأطفال الذكور هو أحد الأمور التي تُثير قلق الوالدين كثيرًا على أبنائهم، وخصوصًا حديثي العهد في تربية الأطفال فهم لا يعلمون متى ينطق الطفل كلماته الأولى، ومتى يُصبح متأخرًا في النطق، وقد يستعجلون نطقه للكلمات مقارنةً بأقرانه ممن هم في سنه، لذا سيعرض لكم موقع شقاوة كافة المعلومات حول تأخر الكلام عند الأطفال الذكور.

تأخر الكلام عند الأطفال الذكور

تأخر الكلام عند الأطفال الذكور

يختلف الأطفال فيما بينهم من حيث النمو واكتساب المهارات، وبالطبع من ضمن هذه المهارات هي أن يكون الطفل قادرًا على الكلام، فهي مهارة مكتسبة، حيث إن الطفل يُقلد من حوله ويحاول محادثتهم كما يفعلون معه، وبكثرة تكرار المفردات أمامه يتم تخزينها في العقل ويتدرب عليها اللسان، وكل سن وله عدد من المفردات التي يقوم الطفل بنطقها.

كما يجب أن نعلم أن الإناث من الممكن أن يتحدثن في وقت مبكر عن الذكور؛ لذلك فلا يجب المقارنة بين ذكر وأنثى بالنسبة لهذه المهارة، ومن ثم فيمكننا أن نقول أن الطفل لديه تأخر في الكلام عندما يكون قد بلغ من العمر عام ونصف، ولا يستطيع استخدام كلمات مفهومة، وتقول بعض الدراسات أنه يمكن أن يكون الطفل متأخرًا في الكلام عند عمر عامين ونصف.

تجدر الإشارة إلى أن الطفل المتأخر في الكلام والذي من العمر سنة ونصف أو سنتان ونصف يفهم أبويه ومن حوله جيدًا، كما أن لديه مهارات جيدة في اللعب أو في التفكير، ولكنه لا يستطيع التعبير لأن مفرداته التي اكتسبها قليلة، وعليه فمشكلة التأخر في الكلام من المشاكل المعقدة حيث إن الطفل لديه الأساسيات التي يستطيع من خلالها النطق، لكنه لا يتكلم أو يتكلم بشكل قليل.

اقرأ أيضًا: فيتامينات تساعد الطفل على الكلام

متى يبدأ الذكر بالكلام

في أغلب الأحيان التي يبلغ فيها الأطفال الذكور سن الكلام عند عمر 12 شهر، أي عند بلوغه عام من العمر تقريبًا، ففي هذا الوقت يبدأ الطفل بنطق بعض الجمل التي تتكون من كلمتين فقط، مع العلم أنه كما ذكرنا أنه توجد اختلافات فردية في وقت الكلام بين كل طفل وآخر.

فالأطفال يكونون في نفس العمر تقريبًا، ولكن منهم من ينطق كلمات قبل من هو في مثل عمره، ومع هذا فقد لا يستطيعون نطق بعض الكلمات الأخرى إلا بعد مرور عدة شهور؛ لذا ففي بعض الأحيان قد يكون الطفل مستعدًا للكلام ولكن وجود أخوة له يعبرون عن احتياجاته بالنيابة عنه يجعله يتأخر قليلًا، فلا داعي للقلق.

أعراض تأخر الكلام عند الأطفال الذكور

نتفق سويًا على أن الكلام واللغة هم من أهم الوسائل التي حبانا الله -عز وجل- بها كي نتواصل ونستطيع فهم من هم حولنا، ويستمر الإنسان في تعلم اللغة التي يستطيع التواصل بها مع من حوله منذ سن الطفولة، وحتى يكبر من خلال سماعه لأبويه ومحاولة تقليد ما يقولون ويقلد من هم حوله في بيئته.

لذلك فيجب على الأبوين والمحيطين بالطفل متابعته جيدًا، فكما ذكرنا أن العمر الطبيعي لبداية النطق هو من سن العام، فإذا تأخر عن هذا الوقت بشكل ملحوظ، فإن عليهم بمعرفة سبب هذا التأخر والذي سنعرفه معًا في السطور الآتية، فالطفل يظل لعدة أشهر لا يستطيع التعبير عن نفسه إلا بالبكاء.

ثم بعد ذلك تتطور مهاراته إلى أن يستطيع أن يُصدر أصوات مثل القرقرة، والتي تدل على أنه ألتقت بعض الكلمات ويحاول التحدث بها مع من حوله، وإليكم بعض العلامات التي تجعلنا نتنبأ بأن الطفل لديه الاستعداد لاستمرار صعوبات النطق وذلك فيما يلي:

  • أن تكون حركة الطفل قليلة، ولا يميل للنشاط والحركة كالأطفال في مثل هذا السن.
  • إذا تواجد للطفل سجل سابق في التهابات الأذن؛ فيجب أن ننتبه إلى هذه النقطة جيدًا.
  • في حالة نطق الطفل لعدد من الحروف الساكنة كـ م، ب،… إلخ.
  • يحاول الطفل تقليد الكلمات التي سمعها أو محاكاتها، لكنه لا يستطيع.
  • في حالة أن الطفل لا يستطيع الربط بين ما يفكر به وما يفعله أثناء اللعب، فيجب في هذا الوضع متابعته جيدًا.
  • في أغلب الأحيان يستطيع الطفل نطق الأسماء مثل الأماكن من حوله، أو أسماء الأشخاص ولكنه ينطق الأفعال بصعوبة.
  • يجد الطفل المتأخر في الكلام بعض الصعوبات في مسايرة أقرانه أثناء اللعب.
  • الطفل المتأخر في الكلام يستخدم بعض التعبيرات أو الإيماءات قليلة التواصل.

أسباب تأخر الكلام عند الأطفال الذكور

توجد عدة أسباب تكمن وراء تأخر الطفل في الكلام، فمنها الجسدي ومنها النفسي ومنها حالات تفرضها الطبيعة المحيطة بالطفل، ولكن يجب الانتباه لها وتلافيها، وكل هذه الأسباب سنعرفها معًا وهي كالآتي:

اقرأ أيضًا: كيف أساعد طفلي على الكلام

المشاكل السمعية

فيها لا يستطيع الطفل أن يسمع ما يُقال حوله، أو يسمع بصورة غير صحيحة فلا يستطيع تقليد الكلام بصورة سليمة؛ لأن الأذن هي المصدر الأساسي لكي يتعلم الطفل الكلام.

فيوجد أطفال كُثر يولدون وبإمكانهم الكلام، ولكن بسبب وجود مشاكل في السمع قد لا يستطيعون النطق، ويدخلون ضمن فئة الصم والبكم وليس ضعاف السمع، فضعيف السمع بإمكانه التحدث ولكن بصعوبة، طبقًا لما استطاعت أذنه أن تلتقطه.

الاستهزاء

تجدر الإشارة إلى أن الاستهزاء والنقد من الأسباب التي من الممكن بشكل كبير أن تؤدي إلى تأخر الكلام عند الطفل، حيث يقوم الأشخاص المحيطين بالطفل في بيئته والأبوين أحيانًا بالسخرية منه ومن أسلوبه في الكلام، فيؤثر ذلك على نفسية الطفل بالسلب ويعزف عن الكلام مع من حوله مخافةً من السخرية والنقد.

من ثم فإن هذا الأمر من أسوأ الأسباب التي قد تؤذي الطفل، فالبعض يفعل ذلك عن جهل من باب المزاح، وهو في واقع الأمر يترك في الطفل جرح لن يلتئم أبدًا.

فرط الحركة وتشتت الانتباه

فكما ذكرنا فيما سبق أن الكلام عبارة عن مهارة يكتسبها الطفل، ولكن إصابته بتشتت الانتباه يجعل من الصعب عليه تعلم المهارات المختلفة؛ لأن طاقته كلها مستنفذة في شيء آخر.

التأخر العقلي

إن الطفل المصاب بالتأخر العقلي يكون لديه استعداد كبير للتأخر في الكلام؛ لأنه لا يملك الحافز للكلام من الأساس، أو تقليد من حوله لاكتساب هذه المهارة.

ولادة الطفل بعيب خلقي

حيث تؤدي ولادة الطفل بعيب خلقي ظاهر في اللسان أو الحلق أو الفكين أو الشفاه إلى وجود صعوبات تواجه الطفل في أن يتكلم، فهو يريد ذلك ولديه المهارات العقلية والاجتماعية التي تحفزه على ذلك، ولكن وجود عيب خلقي هو ما يمنعه من التنفيذ واتخاذ تلك الخطوة.

مع ذلك فقد أصبح الآن من السهل علاج حالات كثيرة من العيوب الخلقية، فذلك شيء مبشر، ولكن في حالة أن العيب الموجود لدى الطفل يمكن علاجه فيجب الإسراع في ذلك حتى لا تصبح مشكلة التأخر في الكلام والنطق بشك عام مشكلة مزمنة تسبب له العديد من الأزمات فيما بعد.

أسباب اجتماعية

فينتج تأخر الكلام عند الأطفال الذكور في حالة أن تم إهمالهم، فتنشغل الأم عن قضاء الوقت مع طفلها ولا تقوم بمحادثته، حيث إن الطفل يكتسب مهارته عندما تكلمه مع أمه وعندما تسمع ثرثرته وكأنه يرد عليها، فهو بالفعل يرد عليها ولكن لم يكتسب كل المهارات لتكوين الجمل، فلتحادثه كثيرًا وكثيرًا فبجانب إكسابه مهارة، فتلك متعة لا توصف.

اقرأ أيضًا: تعليم الكلام للأطفال المتأخرين

طرق علاج تأخر الكلام عند الأطفال الذكور

تستخدم عدة طرق في علاج الأطفال المصابين بتأخر الكلام، فهي أساليب وإن ظهرت بسيطة إلا أن لها مفعول كبير، ومن تلك الطرق ما سنشير إليه عبر النقاط المقبلة:

  • ضرورة المتابعة الجيدة من الأبوين للطفل؛ حتى يتمكنوا من استشارة الطبيب في الوقت المناسب.
  • يجب إجراء فحص دوري وشامل للطفل بصورة مستمرة؛ لعلاج أي أسباب قد تظهر وتؤدي إلى التأخر في الكلام، باختلاف هذه الأسباب كعيوب خلقية أو التهابات طارئة تؤدي في حالة إهمالها إلى التهابات مزمنة وغيرها من الأسباب الأخرى.
  • يجب محادثة الطفل بشكل منتظم ومستمر، ونطق الأسماء والأشياء باسمها الحقيقي؛ لأن الآباء قد يقلدون الطفل من باب المزاح، فيثبتون لديه المفردة الخطأ، ويكون من الصعب تغييرها فيما بعد.
  • مراعاة أن يكون المسئول عن تربية الطفل هم الأبوين وعدم ترك مسئولية التربية على المربيات الأجنبيات أو حتى من تتكلمن نفس اللغة فلهذا عواقب وخيمة لا يحمد عقباها.
  • يجب أن يتجنب الأبوين والأشخاص المحيطين بالطفل السخرية والاستهزاء بالطفل تمامًا حتى لا يفقدوه ثقته بنفسه.
  • تنمية المهارات الاجتماعية لدى الطفل وتحفيزه على الاختلاط بالمحيطين به في بيئته ومن هم في مثل سنه.
  • يجب أن يداوم الأبوان على قراءة القصص والحكايات للطفل، وتشجيعه على أن يسردها مرة أخرى بأسلوبه؛ فذلك يُنمي لدى الطفل مهارات عديدة وجيدة جدًا ومن ضمنها مهارة الحديث.
  • يجب تجنب الاستسهال وترك الطفل أمام جهاز التلفاز أو الهاتف الجوال، فهذه الأشياء كارثة يمكن أن تصل بالطفل إلى التوحد لا التأخر في النطق فقط.

اقرأ أيضًا: تمارين تساعد الطفل على الكلام وأسباب تأخر النطق

بذلك نكون قد أوضحنا لكم كافة التفاصيل حول تأخر الكلام عند الأطفال الذكور من حيث تعريفه والسن المناسب للبدء بالكلام، فضلًا عن طرق العلاج.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا