حقوق الطفل في السعودية

حقوق الطفل في السعودية رعاية دائمة وتطور مستمر منذ بدأت أول مرة كمفهوم عالمي بعد الحرب العالمية الثانية، وكمفهوم إسلامي منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام، ومن ثم كانت المملكة السعودية أولى البلاد عالميًا في حفظ حقوق كافة المواطنين أطفال ونساء ورجال حتى قبل أن يعلم العالم بأكمله مصطلح حقوق الإنسان، إلا أن حقوق الطفل في السعودية هي ما سيتم تناوله اليوم عبر موقع شقاوة.

حقوق الطفل في السعودية

حقوق الطفل في السعودية

 

بعد تردي حال أطفال أوروبا عقب الحرب الثانية للدمار العالمي الشامل فأصبح من أولويات منظمة الأمم المتحدة وقف هذا التدهور الحادث للأطفال على المستوى التعليمي والصحي  ومنحهم الاهتمام لحل قضاياهم العالقة مع توفير كل ما يلزمهم كي ينشئوا في بيئة سليمة.

من ثم رويدًا رويدًا تسرب هذا المفهوم لكافة دول العالم، والمملكة العربية السعودية كانت من الدول الأولى التي انضمت إلى اتفاقية حقوق الطفل، فقد صادقت المملكة على اتفاقيه حقوق الطفل عام 1995م، أي بعد خمس سنوات من إعلان الاتفاقية التي تم الإعلان عن بنودها عام 1989م وبدأ الاحتفال بيوم الطفل العالمي عام1990م.

مع العلم أن المملكة تحفظت أثناء مصادقتها على الإعلان على المادة 14 على أن للطفل حرية الفكر والوجدان والدين، وتم التحفظ على المادة 21 أيضًا؛ لأنها تناقش موضوع التبني، وهاتين المادتين تخالفان الشريعة الإسلامية.

من الجدير بالذكر أن المملكة العربية السعودية انضمت لعدد من الاتفاقيات لتنفي أي أفكار خاطئة يتم ترويجها عن المملكة وتضمن حقوق الطفل في السعودية، فهي تهتم داخل المملكة بالقضايا المهمة والمطروحة في المحافل الدولية.

كما أنها قد صادقت في عام 2005م على عدد من الاتفاقيات الإسلامية والعربية منها “عهد حقوق الطفل في الإسلام” الذي تم اعتماده من منظمة التعاون الإسلامي.

أما بالنسبة لحقوق الطفل على المستوى الداخلي للمملكة، فبفضل توجيهات جلالة الملك سلمان بأن تشمل حقوق الطفل ضمان الرعاية الصحية والتعليمية بجانب الرعاية الاجتماعية، ومتابعة السير وفقًا لتوجيهات جلالته بجدول زمني محدد لمتابعة النتائج وتقويمها أولًا بأول.

من الجدير بالذكر أن المملكة من الدول الرائدة في مجال حقوق الطفل فقد أنشأت برنامجين، الأول هو “نظام حماية الطفل”، والثاني هو برنامج “الأمان الأسري” والذي يهتم بالطفل وجميع أفراد الأسرة وسنذكر لكم تفاصيل كل برنامج فيما يلي:

اقرأ أيضًا: الدول الموقعة على اتفاقية حقوق الطفل

نظام حماية الطفل

نظام حماية الطفل قد تم إصداره في الخامس والعشرين من شهر نوفمبر عام 2014م، وقد تم إصداره بمرسوم ملكي، وتهدف مواده إلى حماية حقوق الطفل في المملكة، وشموله بكافة نواحي الرعاية.

ففي المادة الثالثة من النظام تنص على كل الأفعال التي تعد إيذاءً أو جرمًا في حق الطفل، كإبقائه دون سند عائلي، أو التسبب في انقطاعه عن التعليم، أو تعريضه وتعرضه للاستغلال الجنسي، واستغلاله ماديًا، أو الحط من كرامته، أو التمييز ضده لأي سبب، وبنود أخرى كثيرة.

تعرضت المادة الرابعة إلى الأساليب التي تجعل من الطفل أكثر تعرضًا للانحراف مثل: خروجه عن سلطة الأبوين، وممارسة التسول، أو قيامه بأعمال ترتبط بالدعارة، أو التحريض على الفسق وغيرها أيضًا من البنود في هذه المادة.

ثم ينتقل بعدها نظام حماية الطفل في بابه الثاني إلى ثلاث مواد تتعلق بحماية الطفل ورعايته من كافة أشكال الإيذاء وتوفير بيئة عائلية مناسبة.

أما الفصل الثالث فهو يشمل كافة المحظورات التي تتصل بحماية الطفل، ثم تتوالى المواد التي من شأنها الحفاظ على الطفل ورعايته رعاية شاملة من كافة الجوانب.

اقرأ أيضًا: 10 من حقوق الطفل وحقوق أصحاب الاحتياجات الخاصة

برنامج الأمان الأسري

تقوم فكرة البرنامج على مساهمة المملكة العربية السعودية في حماية الطفل، وحماية المرأة أيضًا من العنف ومن الآثار السلبية التي تنتج عنه.. ومن الأهداف التي تم بناء البرنامج عليها هي زيادة وتعميق دور المملكة بالنسبة للمجالات التي تهتم بحماية الأسرة والطفل من كافة أشكال العنف.

يقوم البرنامج أيضًا بمحاولة زيادة الدمج بين الجمعيات الخيرية التي تختص من ضمن مجالات خدمتها للمجتمع بحماية الطفل والأسرة من العنف بالتنسيق مع القطاعات الحكومية؛ لتذليل أي عقبات، وتوحيد الرؤية والجهد المبذول بين الجمعيات الأهلية والقطاع الحكومي في مجال حقوق الطفل والأسرة.

كما يتم العمل على توعية المجتمع بكل طوائفه وفئاته بما يلحقه العنف تجاه الطفل والأسرة من آثار سلبية ينتج عنها تأخر في دوران عجلة التنمية بسبب هذا العنف.

ذلك بالإضافة إلى أن البرنامج يقوم بدعم الجمعيات الخيرية التي تقوم على توعية المستفيدين داخل الجمعيات، كي تخرج أجيال للملكة قد نشأت في بيئة سوية صحيًا ونفسيًا.

تقدم المملكة خدماتها لحماية حقوق الطفل خارج حدودها أيضًا، فهي تدعم حقوق الطفل دوليًا، مثل: دعم حقوق أطفال فلسطين من خلال الدعم المالي الذي يتم استغلاله في تحسين المراكز الصحية والتعليمية وتطوير المرافق الرياضية.

كما أنها تعمل على إعادة تأهيل الأطفال الذين تأثروا بالحرب في اليمن بدمجهم في المدارس التي تسربوا منها، كما توفر لهم الرعاية الصحية مثل: توفير التطعيمات ضد وباء الكوليرا.

أنشأت المملكة صفحة متخصصة على منصتها الوطنية الموحدة تشمل كل ما يخص حقوق الطفل في السعودية ورعايته، ويمكن الدخول عليها من هنا، وقامت أيضًا بتخصيص خط ساخن للإبلاغ عن الحالات التي تتعرض للعنف من خلال الرقم 116111.

اقرأ أيضًا: خصائص مرحلة الطفولة

تقوم المملكة العربية السعودية بالسعي الدؤوب حتى ينشأ الطفل السعودي في مستويات من الرعاية تضاهي المستويات العالمية وفقًا لشريعتنا الإسلامية السمحة، لهذا عرضنا لكم حقوق الطفل في السعودية، ونتمنى أن نكون قد أفدناكم.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا