أسباب تشوه الجنين في الشهور الأولى

أسباب تشوه الجنين في الشهور الأولى إحدى المخاوف التي تثير القلق في عقل كل امرأة في الشهور الأولى من الحمل، حتى إن كان هذا الطفل هو الأول أو العاشر فالقلق من غرائز الأم.

لذلك في السطور القادمة عبر موقع شقاوة سنعرض لكم أسباب تشوه الجنين في الشهور الأولى، وطرق علاج هذه التشوهات، ومتى يتم الكشف عنها، وما هي أعراض هذه التشوهات.

أسباب تشوه الجنين في الشهور الأولى

وقت ما تعلم المرأة أنها حامل تشعر بشعورين مضطربين، الأول وهي السعادة الغامرة بأن الله عز وجل قد رزقها بطفل لها ولزوجها.

أما الشعور الثاني المتضارب، وهو بفعل غريزة الأمومة، وهو القلق، فتصبح قلقة على وليدها من أن يصيبه مكروه أو أذى، ومما يزيد القلق في عقل المرأة هو إصابة الجنين بالتشوه في الشهور الأولى من الحمل.

تشوهات الأجنة، أو العيوب الخلقية، أو ما يعرف طبيًا باسم “birth defects”، هي بعض التشوهات التي تحدث في الأشهر الأولى من الحمل على وجه التحديد، أثناء تكون الجنين في رحم الأم.

الأطباء قد أفردوا أسباب تشوه الجنين في الشهور الأولى إلى سببين السبب الأول هو سبب جيني وراثي، أما السبب الثاني فهو عيوب خلقية لا صلة لها بالجينات الوراثية، فتكون ناتجة عن بعض الأدوية الخطيرة في الاستعمال.

أما تقسيم خطورة هذه التشوهات فقد قسمه الأطباء إلى ثلاثة أنواع، النوع الأول هي التشوهات البسيطة، مثل الشفاه الأرنبية التي أصبحت تُعالَج جراحيًا دون أن تترك أي أثر.

أما النوع الثاني فهي التشوهات المتوسطة، وهي التشوهات التي تتمثل في مرض البلة المغولي “متلازمة داون” “Down’s syndrome” وهذه من العيوب الجينية، أو العيوب الخلقية في القلب، أما النوع الثالث هو الذي لا يعني حياة الجنين بعد ولادته، مثل التشوه الكامل الذي لا يمكن علاجه في أحد الأعضاء الحيوية.

الأسباب الجينية لتشوهات الأجنة في الأشهر الأولى من الحمل يمكن أن ترجع إلى أسباب وراثية، مثل تشوه الحيوانات المنوية، أو زواج الأقارب، أو التاريخ العائلي للتشوهات الخلقية.

بينما تكون الأسباب الغير متوارثة هي، تناول العقاقير المحظورة، أو الإفراط في تناول الكحوليات.

اقرأ أيضًا: هل التهابات المهبل تشوه الجنين

أبرز التشوهات الجينية للأجنة

أسباب تشوه الجنين في الشهور الأولى المتأثرة بالجينات، تتعدد إلى عدد من المتلازمات التي تصيب الأطفال، ويمكن التعامل معها أو علاجها، ومن أشهر هذه المتلازمات هي:

1- متلازمة تيرنر “Turner syndrome

تكون بسبب خلل في كروموسوم “X”، وتصيب امرأة من بين 2500 امرأة حول العالم، وتكون المولودة بشكل رقبة مجنح، وقصر في القامة، وزراعين يثنيان إلى الخارج، وعيوب في القلب، والكلى.

2- متلازمة نونان “Noonan syndrome

هي اضطراب وراثي يمنع النمو، ويكون هذا الاضطراب بسبب وراثة جين مصاب من أحد الأبوين، وعلامات هذه المتلازمة، شكل الوجه حاد المظهر، بينما البشرة تبدو شفافة مع الكبر، والأنف مضغوط.

كما تظهر الأعين متجهة للأمام والخلف، وتأخر نضج العظام، بالإضافة إلى وجود مشاكل صحية في الكلى.

3- متلازمة كلاينفلتر “Klinefelter syndrome

متلازمة تصيب الرجال فقط، وتكون بسبب تضاعف في الكروموسوم “X”، فيصبح لدى المصاب بها 47 بدلاً من 46، وتسبب قلة في هرمون التستوستيرون، وضعف في العظام.

4- متلازمة باتاو “Patau syndrome

متلازمة باتاو، أو متلازمة الكروموسوم 13، تظهر على شكل تشوه يمكن علاجه في شكل الفم، وزيادة في عدد الأصابع، وتأخر النمو، والتأخر العقلي، ويكون التعامل مع هذه المتلازمة مثل التعامل مع أصحاب متلازمة داون.

5- متلازمة داون “ Down’s syndrome

تنتج هذه المتلازمة عن تشوه في كروموسوم 21، وهي من المتلازمات الشائعة في أنحاء العالم، ومن أعراضها الوجه الآسيوي، وقصر الطول، والرقبة، بالإضافة إلى تأخر اللغة، وضعف الاستيعاب، والتأخر العقلي بدرجات متفاوتة.

6- متلازمة إدوارد “ Edward’s syndrome

تنتج من خلل في الكروموسوم 18، أما المشاكل فأبرزها توقف التنفس التي تكون مصاحبة النسبة الأكبر من الوفيات بسبب هذه المتلازمة، وتم إنتاج فيلم “Wonder”، عن هذه المتلازمة.

اقرأ أيضًا: أسباب ولادة طفل منغولي وما هي قدرات وإمكانيات المصابين بمتلازمة داون

أشهر التشوهات الغير جينية للأجنة

في السطور السابقة عرضنا لكم أسباب تشوه الجنين في الشهور الأولى، وعرضنا أبرز التشوهات الجينية لدى الأطفال، وفي هذه الفقرة سنعرض لكم أشهر العيوب الخلقية للأجنة “غير جينية” ومنها:

1- الشفة الأرنبية “ harelip

هو عيب خلقي منتشر عالميًا يحدث بسبب خلل يحدث للأم في فترة الحمل، وقال مركز مكافحة الأمراض الوقائية الأمريكي “CDC”، أن هذه الشفة تتكون في الأسبوع الرابع، أو الأسبوع الثاني من الحمل، أي في الشهر الثاني من الحمل على أقصى تقدير.

وهي علميًا تكون بسبب عدم انضمام أنسجة الشفتين بين بعضهما البعض، ويمكن أن تكون الشفة الأرنبية إما في جهة واحدة، أو في الجهتين، ويمكن علاجها بالجراحة دون أن تترك ندوب.

2- فتق الحجاب الحاجز “ Hiatal hernia

من الأمراض التي قد تصيب الأجنة في مراحل مبكرة، قبل الولادة، وذلك بسبب التدخين، أو الاستهلاك الشره للمواد الكحولية، ويكون هذا الفتق بضعف في عضلة الحجاب الحاجز، أو اتساعها عن الحجم الطبيعي.

نتيجة لذلك فإن عضلة المريء ستكون مرتخية بعض الشيء، ويعالج الفتق الحجابي بالأدوية المضادة للحموضة، أو بالتدخل الجراحي.

3- الانسداد المعوي “ Intestinal obstruction

هو انسداد يمنع مرور الطعام، أو السوائل من خلال الأمعاء الدقيقة إلى الأمعاء الغليظة “القولون”، وبالتالي تتعطل عملية الهضم، ويكون العلاج في هذه الحالة عن طريق التدخل الجراحي فقط، ولا دواء لها.

4- عيوب القلب الخلقية

تتنوع هذه العيوب، من الثقوب في القلب، إلى انسداد تدفق الدم، واضطرابات صمام القلب، والقلب غير مكتمل النمو، وقد يتم علاج هذه الأمراض من تلقاء ذاتها مثل الثقب القلبي في حالة إن كان صغيرًا، أما إن كان كبيرًا، فالتدخل الجراحي هو الحل في هذه الحالة.

معرفة تشوه الجنين قبل الولادة

من أكثر ما يساعد في علاج أسباب تشوه الجنين في الشهور الأولى من الحمل، هو معرفة أعراض تشوه الجنين قبل الولادة، لمحاولة علاج الطفل قبل أن يُلد مشوهًا، لذا بعد أن قدمنا لكم أسباب تشوه الجنين في الشهور الأولى، إليك الطرق الشائعة لمعرفة أعراض تشوه الجنين فيما يلي:

1- تحليل الدم الشامل “ complete blood picture

يساعد تحليل الدم الشامل في معرفة بعض الأمراض الوراثية التي تكون ظاهرة في الدم، مثل تشوهات الكروموسومات، أو العيوب الجينية، وهذا يساعد على معرفة احتمالية إصابة الطفل بأي من العيوب الخلقية، وإعداد الزوجين للأمر إن كان إيجابيًا.

2- تحليل العد الدموي الشامل “ Comprehensive blood count

هو تحليل تقوم الحامل بإجرائه في الشهر الثالث من الحمل، تحديدًا في الأسبوع الثاني عشر من الحمل، وفي هذا التحليل يتم الكشف عن إصابة الحامل بفقر الدم أو لا، وهل توجد عدوى في البول، وبالتالي الكشف عن الالتهابات التي إصابات الجهاز البولي.

كما يساعد هذا التحليل على معرفة مدى توافق فصيلة دم الأم مع فصيلة دم الجنين، وهو ما يعرف باسم عامل ريزوس ” Rhesus Factor ” “RH”.

3- فحص السونار

يعرف أيضًا بفحص الموجات الصوتية، وهو فحص تجريه الحامل بشكل دوري عند كل زيارة تزورها للطبيب الخاص، وفيه يتم الكشف عن الحالة الصحية للجنين، وسماع نبضات قلبه، ويمكن رؤية شكله في المراحل المتقدمة من العمر.

4- فحص خملات الكوريون “ Chorionic villus sampling

أو ما يعرف باسم فحص الزغبات المشيمية، وهو فحص في الأسبوع الثاني عشر بحد أقصى، ويتم فيه التأكد من سلامة كروموسومات الجنين من التشوه.

5- فحصا “PAPP-A” و”B-HCG

هما فحصان تقوم الحامل بإجرائهما في الأسبوع الرابع عشر كحد أقصى من الحمل، وفيه يتم التأكد من سلامة كروموسومات الجنين.

متى تظهر تشوهات الجنين وما أعراضها

بعد معرفة أسباب تشوه الجنين في الشهور الأولى من الحمل، ومعرفة كيفية الكشف عن هذه التشوهات، في هذه الفقرة سنعرض لكم موعد ظهور تشوهات الأجنة الخلقية، وما هي أعراضها على الأم أو على الجنين.

التشوهات الجينية، تظهر في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل، في بعض الحالات، مثل التشوهات التي تظهر في القلب، أو تشوهات النخاع الشوكي، لكن توجد بعض التشوهات التي لا تظهر إلا في الشهور الثلاثة الوسطى من الحمل.

بعد القيام بالفحوصات التي ذكرناها في السطور السابقة، تحديدًا فحص “PAPP-A”، وفحص ” B-HCG “، وهناك بعض التشوهات لا تظهر إلا في الشهور الأخيرة من الحمل، أو قد تظهر بعض الولادة، مثل الشفاه الأرنبية، أو التشوهات التي تكون في الوجه، أو زيادة عدد أصابع اليدين.

أما أعراض تشوهات الأجنة، فقد لا تظهر على الأم، مثل فقر دم الجنين، أو سحب السوائل من حول الرئة، لكن هناك بعض التشوهات الأخرى التي تؤثر على صحة الأم في فترة الحمل، منها خلل تشوهات الجينات.

كما توجد بعض الحالات التي تعرض فيها الأم على لجنة طبية لإجهاض الجنين، وذلك بسبب خطورة تشوهات الجنين على حياة الأم، فلن يتمكن الطفل من العيش في أغلب الأحوال نتيجة تلك التشوهات، مثل عدم اكتمال المخ، أو عدم نموه من الأساس.

اقرأ أيضًا: هل حركة الجنين تدل على سلامته من التشوهات

كيف تتجنب الأم تشوهات الجنين

الوقاية خير من العلاج، فإن كانت الأم، والأب في حالة صحية سليمة، فإن معرفة تجنب تشوهات الجنين تمنع من أسباب تشوه الجنين في الشهور الأولى، ومن طرق الوقاية من هذه التشوهات:

  • تجنب الإصابة بالميكروبات مثل الحصبة الألمانية ” rubella “، أو فيروس التكسوبلازما ” Toxoplasma “، الذي ينتقل من الحيوانات الأليفة مثل القطط.
  • تجنب التعرض للأشعة أثناء الحمل، حتى الأشعة السينية.
  • عدم التعرض لنزلات البرد، أو الأنفلونزا، بسبب مساهمتها في ارتفاع درجة حرارة الجسم عن 39 درجة مئوية.
  • الابتعاد عن الأدوية المليئة بالليثيوم.
  • عدم تناول اللحوم النيئة، والخضروات يجب أن تغسل جيدًا.
  • الإقلاع عن التدخين، قبل التخطيط للحمل، وأثناء فترة الحمل.
  • الابتعاد عن الكحوليات، وصبغات الشعر، والتقليل من استخدام العطور لغير الحاجة.
  • في الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل، تناول جرعة يومية من حمض الفوليك قدرها 400 ميكرو جرام، وقد يمد الطبيب استعماله.
  • المتابعة المستمرة للحمل.
  • مراقبة مستوى السكر في الدم.
  • عدم تناول الأطعمة الغنية بفيتامين أ، مثل الكبدة.
  • اتباع نظام غذائي سليم.

الحمل من الأحداث التي تُسعد الأبوين، وليصل الطفل إلى عالمهما بسلام يجب على الأم اتباع العادات الصحية السليمة، حتى تحافظ على صحتها وصحة جنينها لتحميه من التشوهات.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا