سور تجعل الجنين جميل
سور تجعل الجنين جميل يُنصح بقراءتها لبعض النساء كي ينجبن من البنين والبنات أحسنهم وجهًا وخُلُقًا ليكون جميلًا في كل شيء، لذلك في السطور القادمة عبر موقع شقاوة سور تجعل الجنين جميل حسب ما توارد بين الناس، كما سنوضح لكم هل في الشرع ما يُجيز استعمال سورة من القرآن الكريم لغرض معين.
سور تجعل الجنين جميل
الجميل عند العرب قديمًا هو الشخص الممتلئ وجهه، أو المرأة البدينة بعض الشيء، فالبدانة كانت من علامات الجمال عندهم، لكن اختلفت المقاييس حاليًا، وأصبح معنى الجمال هو الحُسن.
أما السورة في اللغة العربية من الفعل سَوَرَ، وقيل في تعريف السورة هي ما طال وحسُن، وهي الفضل والعلامة والمنزلة الرفيعة، أما السورة اصطلاحًا في الفصل من القرآن الكريم، أو هي مجموع الآيات، وتفصل بين السورة والسورة البسملة.
كما أن القرآن الكريم فيه من الشفاء والرحمة للمسلمين، وحسب ما جاء في الآية الثانية والثمانين من سورة الإسراء “وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ ۙ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا“.
من هنا نستنتج أن واحدة من فضل القرآن الكريم وفوائده هي الشفاء من السقم، واستعمال بعضٍ من سوره أو آياته في القرآن الكريم، مثل استعمال المعوذتين وسورة الإخلاص في الرقية الشرعية، وكذلك آية الكرسي.
أما عن استعمال بعض سور القرآن لجعل الجنين جميلاً فهو قولٌ ضعَّفه أهل العلم، على الرغم من ذكر البعض منهم بعض من القرآن الكريم سور تجعل الجنين جميل، وقيل في أكثر الأقوال عنها أنها سورة يوسف.
كما قال بعض العلماء إن بعض من آيات القرآن الكريم تجعل الجنين جميلاً، مثل آيات سورة الطلاق، والآيتين التاسعة والأربعين والخمسين من سورة الشورى، لكن الأكثر في الأكثر في القول ما ذكر في كتب الصوفية هو قراءة سورة يوسف.
اقرأ أيضًا: آيات قرآنية تجعل الطفل يتكلم
سورة يوسف والحامل
كما ذكرنا في السطور السابقة فإن أكثر ما يجيب عنه علماء الصوفية عن سؤال أي سور تجعل الجنين جميل في الهيئة والخُلُق، فضائل سورة يوسف بالنسبة للحامل، ولغيرها كما جاء عند علماء أهل السنة وبعض أقوال الصوفية.
ذكر علماء أهل السنة أن لأحاديث التي وردت في سورة يوسف، والأقوال الشرعية في فضائلها لم تكن للحامل في شيء، وإنما كانت لتبشير لذي النورين عثمان بن عفان بالجنة من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حيث شبه المصطفى بلوى عثمان ببلاء يوسف بن يعقوب عليهما السلام.
لكن في سورة بيوسف بعض الدروس المستفادة التي يجب أن يعرفها المرء المسلم، ويعتني بها، وينفذها في أمور حياته، ومن هذه الدروس المستفادة:
- إن أمر الله غالب ونافذ لا محالة، وإن كره الكارهون ومهما حقد ودبر الماكرون من التدبير، فإن نصر الله ويسره وفرجه قريب لا محالة.
- اللجوء إلى الله في السراء والضراء، والثقة فيه سبحانه وتعالى.
لكن ما ورد من في قول علماء أهل المذهب الصوفي، أن سيدنا يوسف عليه السلام آتاه الله -عز وجل- شطر الجمال والشاهد ما جاء في الآية الحادية والثلاثين من سورة يوسف “وَقُلْنَ حَاشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنْ هَٰذَا إِلَّا مَلَكٌ كَرِيمٌ“.
هذا بالإضافة إلى ما ورد عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في الحديث الذي رواه عوف بن مالك الأشجعي عن عبد الله بن مسعود “أوتيَ يوسُفُ وأمُّهُ ثلُثَ الحسنِ“، الحديث صحيح حسب ما ورد في المقاصد الحسنة للحافظ السخاوي.
فذلك رأي علماء الصوفية، وهو عارٍ تمامًا من الصحة، ولا أصل له في جعل المولود جميلاً.
اقرأ أيضًا: هل يتأثر شكل الجنين بما تراه الأم الحامل وماذا يأخذ منها بالتفصيل
آيات من القرآن لجمال الطفل
في إطار الحديث عن سور تجعل الجنين جميل، ذكرنا في السطور السابقة أن سورة يوسف لا صحة من كون آياتها من الآيات التي تساعد في إنجاب مولود جميل، لذلك فإنا في هذه السطور من تلك الفقرة سنعرض لكم بعض آيات من القرآن لإنجاب طفل جميل حسب بعض الأقوال.
ذكرنا في السطور السابقة أن الآيتين الثانية والرابعة من سورة الطلاق “وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ” سورة الطلاق الآية 2، “وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا” سورة الطلاق الآية 4، هاتان الآيتان فيما من قول الله عز وجل ما يحث الإنسان على تقوى الله -عز وجل- في أموره.
فقال بعض العلماء -وهو قول ضعيف- إن تقوى الله في العمل ترزق الإنسان من الأبناء من هم أصحاب خُلُق جميل، ولين في التعامل وبر بالأهل، وقيل صاحب وجه جميل حسن.
أما الآيتين التاسعة والأربعين، والخمسين من سورة الشورى
“لِّلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ ۚ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ ۚ يَهَبُ لِمَن يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَن يَشَاءُ الذُّكُورَ أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا ۖ وَيَجْعَلُ مَن يَشَاءُ عَقِيمًا ۚ “، فقال بعض العلماء أنهما لليقين بما كتبه الله -عز وجل- للإنسان في حياته.
فمن الناس من لا يرزقهم الله من الأولاد إلا بالبنين، ومنهم من لا يمن الله عليه إلا بالبنات، ومنهم ما يغدق عليه الله من كرمه البنين والبنات، ومنهم من يكون عقيمًا، إذن فإن الآيتين أيضًا ليست من مسببات جمال الجنين في شيء.
اقرأ أيضًا: دور الأسرة في تربية الطفل وتنشئته وطرق التهذيب الصحيحة
صحة وجود سور تجعل الجنين جميل
قد اتضح من السطور السابقة أن استعمال سورة يوسف في جعل المولود جميلاً، أو استعمال بعض الآيات من سورتي الشورى أو سورة الطلاق لا تجعل الجنين جميلاً، لذلك في هذه الفقرة سنعرض لكم صحة وجود هذه السور.
في بادئ الأمر نريد إعلامكم بأن الجمال من الأشياء النسبية، فإن بعض الناس يرون الجمال في الخُلُق، والبعض الآخر يرونه في الخلق، أما عن قراءة سور بنية جعل الجنين جميلاً، فهو ليس من الإسلام في شيء.
فإن استعمال بعض الأدلة من بعض أقوال النساء التي تقول بأنها قد جربت قراءة سورة يوسف على سبيل المثال أو غيره قد تكون حالات فردية، ولا يوجد ما يثبتها من الأدلة الشرعية، أو ما ورد في أقوال التابعين، أو أهل السلف.
كما جاء من قول الحافظ ابن كثير، فقراءة سورة بنية معينة لا يعني تحقيقها، طالما لم ترد هذه السورة في أحاديث رسول الله إلا الإخلاص والمعوذتين في الرقية الشرعية.
كما أجاب الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي المستشار الفقهي بعديد المواقع الشرعية، فقد قال لم يرد في أحاديث رسول الله أو سنة الصحابة أو التابعين بأن قراءة سورة يوسف يجعل الطفل جميل الملامح مثل نبي الله يوسف.
كما قال بعض العلماء إن هذا من قول الصوفية، وعلى الرغم من وجود بعض الآثار الإيجابية للصوفيين يعتد بها مثل الزهد، إلا أن بعض المسائل الفكرية تختلف بين أهل السنة وبينهم.
بسبب عدم ورود هذه المسائل في السنة أو جاءت في كتاب الله، مثل قراءة بعض السورة لإنجاب مولود جميل، أو استقبال القبلة ثم الصلاة بنية تسمية المولود بمحمد فيرزقك الله بولد، فكل هذا من البدع.
الجمال هبة إلهية من الله عز وجل، ولا تميز بين العباد إلا في أمور الشكل فقط، لذلك يجب الابتعاد عن الشُبهات في الدين، مع اتباع ما نُنصح به في القرآن والسُنة.