قصة قصيرة عن الأمانة في عهد الرسول

قصة قصيرة عن الأمانة في عهد الرسول شأنها تعليم الناس الاقتداء بصفات الرسول صلى الله عليه وسلم، والجدير بالذكر أن هناك العديد من القصص التي جاءت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وتدل على شدة حرصه على إعطاء الأمانة إلى أصحابها، ولذلك سوف نتعرف في هذا الموضوع على قصة قصيرة عن الأمانة في عهد الرسول، من خلال موقع شقاوة.

قصة قصيرة عن الأمانة في عهد الرسول

من أشهر القصص الواردة عن الأمانة في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم قصة الحجر الأسود، وكانت تلك القصة تحكى أنه عند بناء الكعبة المشرفة تنازعت جميع القبائل حول المكان الذي يوضع فيه الحجر الأسود، والأمر وصل بهم إلى درجة القتال وكان هذا النزاع مشتد كثيرًا.

بعد نزاع دام إلى أربعة أيام متواصلة أجمعوا على أن مكان الحجر الأسود سوف يتحدد بكلمة أول شخص يقوم بدخول المسجد، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول شخص يقوم بدخول المسجد، وعندما رأى أهل القبائل أن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم هو الذي يدخل المسجد قالوا إنه الصادق الأمين خير من يفصل بيننا في ذلك الأمر.

بعد أن انتهى الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم أقبلوا عليه وأخذوا يرون عليه ذلك الأمر، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم “هلمَّ إليَّ ثوبًا، فأُتِي به، فأخذ الركن، فوضعه فيه بيده، ثمَّ قال: لتأخذ كلُّ قبيلة بناحية مِن الثَّوب، ثمَّ ارفعوه جميعًا، ففعلوا، حتى إذا بلغوا به موضعه، وضعه هو بيده، ثمَّ بنى عليه”

هذا القصة تشير إلى مدى أمانة الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، حيث إنه من شدة أمانته اتخذته القبائل لتكون كلمته حدًا فاصلًا بينهم، كما تدل على شدة ذكاء النبي وفطنته في حل تلك الأمور.

اقرأ أيضًا: قصة عن الصداقة للأطفال

قصة عن أمانة الصحابة

ذكرنا قصة قصيرة عن الأمانة في عهد الرسول، ويجدر بنا أيضًا ذكر أن الصحابة كانوا أول المسلمين الذين يحرصون على التحلي بجميع صفات الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى أنهم يقومون بتنفيذ ما ورد في القرآن الكريم وما حثنا الله عز وجل به، وكان يحكى أن أحد الصحابة الذي كان يسمى جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه وأرضاه قام بإرسال خادمه إلى السوق لكي يقوم بشراء فرسًا.

لما رجع الخادم سأله الصحابي عن ثمنه، فقال له الخادم أنه اشتراه ب 400 دينار، فتعجب الصحاب كثيرًا من قول الخادم وقال له رضي صاحب الفرس أن يعطيها لك ب 400 دينار فقط قال له نعم.

جعل الصحابي الخادم يرجع إلى السوق مرة أخرى ويأتي بصاحب الفرس وقال له هل هذا فرسك وأجابه نعم، وقال له وهل بعتها ب 400 دينار فقط، قال له نعم، وقام الصحابي الجليل بالتفاوض معه في السعر إلى أن وصل إلى 800 دينار وكان هذا الثمن الحقيقي الذي يجب أن يباع به هذا الفرس، وأخذ التاجر يسأل نفسه هل هذا بجنون.

لكنه كان يعلم أن هذا ما يأمرنا به الإسلام وحثنا عليه الرسول صلى الله عليه وسلم، وهناك العديد من القصص الأخرى التي تدل على عظمة الصحابة وتعليمهم رد الأمانة إلى أصحابها.

اقرأ أيضًا: قصة سيدنا موسى للأطفال

أهمية الأمانة في الإسلام

في صدد معرفتنا بقصة قصيرة عن الأمانة في عهد الرسول، يجدر بنا ذكر أهمية الأمانة في الإسلام، حيث إن الإسلام والرسول الكريم حثنا كثيرًا على التحلي بالأمانة والصدق وكانت تلك صفات النبي صلى الله عليه وسلم الذي كان يطلق عليه الصادق الأمين، وتتمثل أهمية الأمانة في النقاط التالية:

  • الأمانة تعمل على تنظيم العلاقة بين المسلم وربه، ولا تقتصر الأمانة على الحفاظ على الأموال فقط، بل أن مفهوم الأمانة هو الحفاظ على الفروض الخمسة التي حثنا الله عليها.
  • كما أن الأمانة شأنها حفظ الحقوق والحريات، بالإضافة إلى أنها تنظم علاقة المجتمعات ببعضها.
  • حثنا الله تعالى على ضرورة التحلي بالأمانة وذلك لما ورد في القرآن الكريم قال تعالى: {إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا} “سورة الأحزاب”
  • علاوة على ذلك فإن الله عز وجل ذكر أهمية الأمانة في العديد من السور، وربط الأمانة بأنها من ضمن صفات أهل الجنة، وذلك في قوله الكريم في سورة المؤمنون، قال تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ* وَالَّذِينَ هُمْ عَلَىٰ صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ* أُولَٰئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ* الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ}
  • كما أن الأمانة تعتبر من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها المسلم المؤمن بجميع الرسل، حيث إن ذلك يعتبر بمثابة تنفيذ لقول الله تعالى الذي أمرنا في سورة النساء بضرورة التحلي بالأمانة وكان ذلك في قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَىٰ أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُم بَيْنَ النَّاسِ أَن تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ ۚ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُم بِهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا}،

اقرأ أيضًا: قصة قصيرة عن صدق الرسول للأطفال

أحاديث عن الأمانة في عهد الرسول

بعد أن تمكنا من ذكر قصة قصيرة عن الأمانة في عهد الرسول، سوف نتطرق إلى ذكر بعض الأحاديث التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم يحثنا فيها على أهمية الأمانة، وهذه الأحاديث تتمثل في الآتي:

  • ورد حديث عن الأمانة في عهد الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، عن أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إنْ كنتُمْ تُحِبُّونَ أنْ يُحِبَّكُمُ اللهُ ورسولُهُ فَحافِظُوا على ثلاثِ خِصالٍ: صِدْقِ الحَدِيثِ، وأَدَاءِ الأَمانَةِ، وحُسْنِ الجِوَارِ).
  • كذلك من الأحاديث النبوية الشريفة الشائعة في عهد الرسول، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم (يَجْمَعُ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى النَّاسَ، فَيَقُومُ المُؤْمِنُونَ حتَّى تُزْلَفَ لهمُ الجَنَّةُ، فَيَأْتُونَ آدَمَ، فيَقولونَ: يا أبانا، اسْتَفْتِحْ لنا الجَنَّةَ، فيَقولُ: وهلْ أخْرَجَكُمْ مِنَ الجَنَّةِ إلَّا خَطِيئَةُ أبِيكُمْ آدَمَ، لَسْتُ بصاحِبِ ذلكَ، اذْهَبُوا إلى ابْنِي إبْراهِيمَ خَلِيلِ اللهِ، قالَ: فيَقولُ إبْراهِيمُ: لَسْتُ بصاحِبِ ذلكَ، إنَّما كُنْتُ خَلِيلًا مِن وراءَ وراءَ، اعْمِدُوا إلى مُوسَى -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ- الذي كَلَّمَهُ اللَّهُ تَكْلِيمًا، فَيَأْتُونَ مُوسَى -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فيَقولُ: لَسْتُ بصاحِبِ ذلكَ، اذْهَبُوا إلى عِيسَى كَلِمَةِ اللهِ ورُوحِهِ، فيَقولُ عِيسَى -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-: لَسْتُ بصاحِبِ ذلكَ، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا -صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ-، فَيَقُومُ فيُؤْذَنُ له، وتُرْسَلُ الأمانَةُ والرَّحِمُ، فَتَقُومانِ جَنَبَتَيِ الصِّراطِ يَمِينًا وشِمالًا، فَيَمُرُّ أوَّلُكُمْ كالْبَرْقِ).
  • حرص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على تعليم الناس أمور دينهم، وخاصة التحلي بالصدق والأمانة لما لها من فوائد تعود على الأفراد وتقوي من علاقتهم مع ربهم، عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه وأرضاه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (اضْمَنُوا لي سِتًّا من أنْفُسِكُمْ أَضْمَنْ لَكُمْ الجنةَ: اصْدُقُوا إذا حَدَّثْتُمْ، وأوْفُوا إذا وعَدْتُمْ، وأَدُّوا الأمانةَ إذا ائتُمِنْتُمْ، واحْفَظُوا فُرُوجَكُمْ، وغُضُّوا أَبْصارَكُمْ، وكُفُّوا أَيْدِيَكُمْ).

جاء الإسلام ليكون رحمة للعالمين، وأرسل الله عز وجل إلينا الرسل لكي يحثونا على تعاليم وقواعد الدين الإسلامي، ولعل الأمانة والصدق أو الصفات التي تحلى بها الرسول الكريم وحثنا على شدة الحرص عليها.

قد يعجبك أيضًا
اترك تعليقا